آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

  1. #1
    شـاعر الصورة الرمزية حسن رحيم الخرساني
    تاريخ التسجيل
    21/02/2007
    العمر
    61
    المشاركات
    659
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    يا صبر أيوب
    عبد الرزاق عبد الواحد

    (من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)


    قالـوا وظــلَّ.. ولــم تشـعـر بــه الإبــلُ
    يمشي، وحاديهِ يحـدو.. وهـو يحتمـلُ..
    ومـخـرزُ الـمـوتِ فــي جنبـيـه ينشـتـلُ
    حـتـى أنــاخ َ بـبـابِ الــدار إذ وصـلـوا
    وعندمـا أبصـروا فيـضَ الـدمـا جَفـلـوا
    صبـرَ العـراق صبـورٌ أنـت يـا جـمـلُ!
    وصـبــرَ كـــل العراقـيـيـن يـــا جـمــلُ
    ***
    صبـرَ الـعـراق وفــي جَنبـيـهِ مِـخـرزهُ
    يغـوصُ حـتـى شـغـاف القـلـب ينسـمـلُ
    ما هدموا.. ما استفـزوا مـن مَحـار ِمـهِ
    ما أجرموا.. مـا أبـادوا فيـه.. مـا قتلـوا
    وطوقُـهـم حـولــهُ.. يـمـشـي مـكـابـرة ً
    ومـخـرزُ الـطـوق فــي أحشـائـه يَـغِــلُ
    وصوتُ حاديـه يحـدوهُ علـى مَضـض ٍ
    وجُـرحُـهُ هــو أيـضـاً نــاز ِفٌ خـضـلُ
    يـا صبـر أيـوب.. حتـى صبـرُه يـصـلُ
    إلـى حُـدودٍ، وهــذا الصـبـرُ لا يـصـلُ!
    يــا صـبـر أيــوب، لا ثـــوبٌ فنخـلـعُـهُ
    إن ضــــاق عــنــا.. ولا دارٌ فـنـنـتـقـلُ
    لـكــنــه وطـــــنٌ، أدنـــــى مـكــارمــه
    يــا صـبـر أيــوب، أنـــا فـيــه نكـتـمـلُ
    وأنــــه غُــــرَّةُ الأوطـــــان أجـمـعِـهــا
    فأيـن عــن غــرة الأوطــان نرتـحـلُ؟!
    أم أنـــهـــم أزمـــعــــوا ألا يُـظـلّـلــنــا
    فـي أرضنـا نـحـن لا سـفـحٌ، ولا جـبـلُ
    إلا بـــيـــارق أمــريــكــا وجـحـفـلُــهــا
    وهـــل لـحــر ٍ عـلــى أمثـالـهـا قَـبَــلُ؟
    وا ضيعـة الأرض إن ظلـت شوامخُهـا
    تهـوي، ويعلـو عليهـا الـدونُ والسـفـلُ!
    كـانـوا ثلاثـيـن جيـشـاً، حـولـهـم مـــددٌ
    من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهـلُ
    جميعهـم حـول أرض ٍ حجـمُ أصغرهِـم
    إلا مـروءتُـهـا.. تـنــدى لـهــا الـمُـقــلُ!
    وكـان مـا كـان يـا أيــوبُ.. مــا فعـلـتْ
    مسعـورة ً فـي ديـار النـاس مــا فعـلـوا
    مـا خربـت يـد أقـسـى المجرمـيـن يــداً
    مــا خـرّبـت واستبـاحـت هــذه الـــدولُ
    هـذي التـي المـثـل العلـيـا عـلـى فمـهـا
    وعـنـد كــل امتـحـان تبـصـقُ الـمُـثُـلُ!
    يــا صـبـر أيــوب، مــاذا أنــت فاعـلـهُ
    إن كان خصمُـكَ لا خـوفٌ، ولا خجـلُ؟
    ولا حــيـــاءٌ، ولا مـــــاءٌ، ولا سِــمـــة
    في وجهـه.. وهـو لا يقضـي، ولا يكِـلُ
    أبـعــد هـــذا الـــذي قـــد خـلـفـوه لـنــا
    هـذا الفـنـاءُ.. وهــذا الشـاخـصُ الجَـلَـلُ
    هـذا الخـرابُ.. وهـذا الضيـقُ.. لقمتُـنـا
    صـارت زُعافـاً، وحـتـى مـاؤنـا وشِــلُ
    هــل بـعـده غـيـر أن نـبـري أظـافـرنـا
    بريَ السكاكين ِ إن ضاقت بنا الحيَـلُ؟!
    يـا صبـر أيــوب.. إنــا معـشـرٌ صُـبًُـرُ
    نُغضـي إلـى حـد ثـوب الصبـر ينـبـزلُ
    لكـنـنـا حـيــن يُسـتـعـدى عـلــى دمـنــا
    وحـيـن تُقـطـعُ عـــن أطفـالـنـا الـسـبـلُ
    نـضــجُّ، لا حــــي إلا اللهَ يـعـلــمُ مــــا
    قـد يفعـل الغيـض فينـا حـيـن يشتـعـلُ!
    يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يـا وطنـاً
    تـبـقــى بــمــرآهُ عــيـــنُ اللهِ تـكـتـحــلُ
    لـم تُـشـرق الشـمـسُ إلا مــن مشـارقـه
    ولـــم تَـغِــب عـنــه إلا وهـــي تبـتـهـلُ
    يا أجملَ الأرض ِ.. يا من فـي شواطئـه
    تـغــفــو وتـسـتـيـقـظ الآبــــــادُ والأزلُ
    يــا حافـظـاً لـمـسـار الأرض ِ دورتـــه
    وآمــــراً كــفــة َ الـمــيــزان تـعــتــدلُ
    مُــذ كــوّرت شعشـعـت فـيـهـا مسـلّـتـه
    ودار دولابـــه، والأحــــرُفُ الــرســلُ
    حـمـلــن لـلـكــون مــســرى أبـجـديّـتـه
    وعـنـه كــل الـذيـن استكـبـروا نـقـلـوا!
    يـا سيـدي.. أنـت مــن يـلـوون شِعفـتَـه
    ويخـسـأون، فـــلا والله، لـــن يـصـلـوا
    يضاعـفـون أسـانـا قـــدر مـــا قـــدِروا
    وصبـرُنـا، والأســى، كـــل لـــه أجـــلُ
    والعـالـمُ الـيــومُ، هـــذا فـــوق خيـبـتـه
    غــافٍ، وهــذا إلــى أطـمـاعـه عَـجِــلُ
    لكـنـهـم، مـــا تـمــادوا فـــي دنـائـتـهـم
    ومــا لـهــم جـوقــة ُ الأقـــزام ِ تمـتـثـل
    لـن يجـرحـوا مـنـك ِ يــا بـغـداد أنمُـلـة
    مــا دام ثـديُـك رضـاعـوه مــا نَـذلــوا!
    بغدادُ.. أهلُك رغم الجُـرح ِ، صبرهمـو
    صبرُ الكريـم، وإن جاعـوا، وإن ثَكِلـوا
    قــد يأكـلـون لـفــرط الـجــوع أنفـسـهـم
    لكنهـم مــن قــدور الغـيـر مــا أكـلـوا!
    شـكـراً لـكـل الـذيــن استـبـدلـوا دمـنــا
    بلقـمـة الخـبـز.. شـكـراً لـلــذي بـذلــوا
    شـكـراً لإحسانـهـم.. شـكــراً لنخـوتـهـم
    شكـراً لمـا تعبـوا.. شكـراً لمـا انشغلـوا
    شـكـراً لـهـم أنـهـم بـالـزاد مــا بَـخَـلـوا
    لــو كــان لـلـزاد أكّـالـون يـــا جـمــلُ!
    لــكــن أهــلـــي الـعـراقـيـيـن مـغـلـقــةٌ
    أفواهـهـم بدمـاهـم فـــرط مـــا خُـذِلــوا
    دمــاً يمـجّـون إمّــا استنطـقـوا، ودمـــاً
    إذ يسكتـون، بجـوف الــروح، ينهـمـلُ!
    يـا سيـدي.. أيـن انـت الآن؟ خـذ بـيـدي
    إنــي إلـــى صـبــرك الـجـبـارِ أبـتـهـلُ
    يــا أيـهـذا الـعـراقـي الخـصـيـبُ دمـــا
    ومـــا يـــزال يـلالــي مــــلأه الأمــــلُ
    قـل لــي، ومـعـذرة ً، مــن أي مبهـمـة ٍ
    أعصابُـك الصـمُ قُـدت أيـهـا الـرجـلُ؟!
    مــا زلــت تـؤمــن أن الأرض دائـــرة
    وأن فيـهـا كـرامــاً بـعــدُ مـــا رحـلــوا
    لقـد نظـرت إلـى الدنـيـا، وكــان دمــي
    يجـري.. وبغـدادُ مـلءَ العـيـن تشتـعـلُ
    مـا كـان إلا دمـي يجـري.. وأكبـرُ مــا
    سمعتُهُ صيحة ً باسمـي.. ومـا وصلـوا!
    وأنـت يـا سيـدي مـا زلـت تـومـئ لــي
    أن الـطـريـق بـهــذا الــجــبِّ يـتـصــلُ
    إذن فـبـاسـمـك أنـــــت الآن أسـألُــهــم
    إلـــى مـتــى هـــذه الأرحـــام تـقـتـتـل؟
    إلـى متـى تـتـرعُ الأثــداء فــي وطـنـي
    قيـحـاً مــن الأهـــل لـلأطـفـال ينـتـقـلُ؟
    إلــى مـتـى يــا بـنـي عـمـي؟.. وثابـتـة
    هـذي الديـارُ.. ومـا عــن أهلـهـا بَــدَلُ؟
    بـلـى... لـقـد وجــد الأعــرابُ منتَسَـبـاً
    ومـلــة ً مـلــة ً فـــي ديـنـهـا دخــلــوا!
    وقايضـوا أصلـهـم.. واستبـدلـوا دمـهـم
    وسُـوّي الأمـر.. لا عـتـبٌ، ولا زعــلُ!
    الـحـمـد لله.. نـحــن الآن فـــي شُـغُــل ٍ
    وعـنـدهـم وبــنــي أخـوالـهــم شُــغُــلُ!
    أنـــا لـنـسـأل هـــل كـانــت مـصـادفــة
    أن أشرعـت بيـن بيتـي أهلـنـا الأسَــلُ؟
    أم أن بـيـتــاً تـنـاهــى فـــــي خـيـانـتــه
    لحـدِّ أن صـار حـتـى الـخـوفُ يفتـعـلُ؟
    وهـــا هـــو الآن يـسـتـعـدي شـريـكـتـه
    بـألـفِ عــذر ٍ بلـمـح العـيـن تـرتـجـلُ!
    أمـا هنـا يــا بـنـي عـمـي، فـقـد تعـبـت
    مـمـا تـحـن إلــى أعشـاشـهـا الـحَـجَـلُ!
    لـقـد غــدا كُــلُ صــوت فــي منـازلـنـا
    يبكـي إذا لـم يـجـد أهــلاً لـهـم يـصـلُ!
    يــا أيـهـا العـالـم المسـعـورُ.. ألــفُ دمٍ
    وألـفُ طـفـل ٍ لـنـا فــي الـيـوم ينـجـدل
    وأنــت تُحـكِـمُ طــوقَ الـمـوت مبتهـجـاً
    مـن حـول أعناقهـم.. والمـوت منذهـلُ!
    ألـيــس فـيــك أبٌ؟.. أمّ ٌ يـصـيـح بـهــا
    رضيعُهـا؟؟ طفلـة ٌ تبكـي؟ أخ ٌ وجِــلُ؟
    يصـيـح رعـبـاً، فيـنـزو مـــن تـوجّـعـه
    هـذا الضميـرُ الـذي أزرى بـه الشـلـل؟
    يـا أيهـا العالـم المسـعـورُ.. نـحـن هـنـا
    بجُـرحـنـا، وعـلــى اســـم الله نـحـتـفـل
    لـكـي نـعـيـد لـهــذي الأرض بهجَـتـهـا
    وأمـنَـهـا بـعـدمـا ألـــوى بــــه هُــبــلُ!
    وأنــت يــا مـرفــأ الأوجـــاع أجمـعـهـا
    ومعقـلَ الصـبـر حـيـن الصـبـرُ يُعتـقـلُ
    لأنـــك الـقـلـب مـمــا نـحــن، والـمُـقَـلُ
    لأن بـغــيــرك لا زهـــــوٌ، ولا أمـــــل
    لأنـــهـــم مــــــا رأوا إلاّك مـســبــعــة
    عـلـى الطـريـق إليـنـا حيثـمـا دخـلــوا!
    لأنـــك الـفــارع الـعـمـلاقُ يـــا رجـــلُ
    لأن أصــدق قــول فـيـك: يـــا رجـــلُ!
    يـقـودنـي ألــــفُ حــــب.. لا مـنـاسـبـةٌ
    ولا احـتـفـالٌ.. فـهــذي كـلـهـا عــلــلُ!
    لـكـي أناجـيـك يـــا أعـلــى شوامـخـهـا
    ولــن أرددَ مـــا قـالــوا، ومـــا سـألــوا
    لـكـن سأستغـفـر التـاريـخَ إن جـرحــت
    أوجاعُـنـا فـيـه جـرحــاً لـيــس يـنـدمـل
    وسـوف أطـوي لـمـن يـأتـون صفحـتـه
    هـــذي، ليـنـشـرهـا مسـتـنـفـر ٌ بــطــلُ
    إذا تــلاهــا تــلاهــا غــيـــرَ نـاقــصــة
    حرفاً... وإذ ذاك يبـدو وجهـك الجَـذِلُ!
    يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني
    وكـلـمــا قـلـتُـهـا تــغــرورقُ الـمـقــل!
    حـتـى أغــصّّ بـصـوتـي، ثـــم تطـلـقـه
    هــذي الأبــوة فـــي عيـنـيـك والـنُـبُـلُ!
    يـا منجـمَ العمـر.. يـا بـدئـي وخاتمـتـي
    وخـيـرُ مــا فــي أنــي فـيــك أكـتـهـلُ!
    أقول: هـا شيـبُ رأسـي.. هـل تكرمُنـي
    فأنتهـي وهــو فــي شطـيـك منـسـدلُ؟!
    ويغـتـدي كــلّ شـعـري فـيــك أجـنـحـة
    مـرفـرفـاتٍ عـلــى الأنـهــار تغـتـسـلُ!
    وتغـتـدي أحـرفـي فــوق النخـيـل لـهــا
    صـوتُ الحمائـم إن دمــع ٌ، وإن غَــزََلُ
    وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُنـي
    بطـيـنـهـا... وعـظـامــي كـلُـهــا بــلــل
    ستـورق الأرضُ مـن فوقـي، وأسمعُهـا
    لـهــا غـنــاءٌ عـلــى أشـجـارهـا ثــمــلُ
    يصـيـح بــي: أيـهـا الغـافـي هـنـا أبــداً
    إن الـعــراق مـعـافـى أيـهــا الـجـمــلُ!


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية علي العبودي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    54
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    شكرا لك يا سيدي
    حسن
    وللشاعر الكبير ايضا

    دمت بخير


  3. #3
    شـاعر الصورة الرمزية حسن رحيم الخرساني
    تاريخ التسجيل
    21/02/2007
    العمر
    61
    المشاركات
    659
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي العبودي مشاهدة المشاركة
    شكرا لك يا سيدي
    حسن
    وللشاعر الكبير ايضا

    دمت بخير
    ------------------------

    الأستاذ علي العبودي
    شكرا ً لمرورك الكريم
    لك مني
    كل الحب


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية علي العبودي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    54
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن رحيم الخرساني مشاهدة المشاركة
    ------------------------

    الأستاذ علي العبودي
    شكرا ً لمرورك الكريم
    لك مني
    كل الحب
    مبارك تكريمك في مهرجان النور في بغداد
    كنت هناك وسمعت اسمك
    هنيئا لنا بك رائعا
    تحياتي


  5. #5
    شـاعر الصورة الرمزية حسن رحيم الخرساني
    تاريخ التسجيل
    21/02/2007
    العمر
    61
    المشاركات
    659
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ياصبر أيوب ـ للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي العبودي مشاهدة المشاركة
    مبارك تكريمك في مهرجان النور في بغداد
    كنت هناك وسمعت اسمك
    هنيئا لنا بك رائعا
    تحياتي
    -------------------------

    أخي الكريم علي العبودي
    شكرا ً لهذه التهنئة الكريمة
    لك مني
    كل التقدير


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •