اشربوا نخبكم أيها العرب
ألا تستحق المناسبة أن يشرب العرب، كل العرب، أنخابهم؟
فلقد فاز الإبن القادم من عالم ثالث، عالم إفريقي تربطه روابط أمتن بالعرب أكثر مما تربطه بأمريكا،ولد ذو بشرة سمراء، لكنها ليست سمرة لفحتها أدغال كينيا،ولا شواطيء افريقيا الممتدة عبر جراح الفقر والحروب.
سمرة أوباما مستمدة من "ديمقراطية" أمريكا، ومن منطق أمريكا، فلماذا فرح العرب حين أُعلن الفوز؟ ولماذا كانوا يساندونه في السراء والضراء ولو بالقلب؟.
أهي سذاجة مطلقة؟ أم هو كذب على النفس في ظل هزيمة داخلية نُمني النفس بتجاوزها؟.
فاز أوباما، فراح الرئيس الفلسطيني عباس ومعه حماس يطالبانه بالإسراع بحل المشكل الفلسطيني.
وراح رئيس أفغانستان أوباما بتغيير سياسة " الحرب ضد الإرهاب".
وراح الحكام الآخرون يباركون ويهللون.
كم هم سذج هؤلاء "الزعماء" زعماؤنا.
كم نخطيء حين نظن أن الرئيس الأمريكي يشبه الرئيس العربي، صحيح أنهما يشتركان في الإسم، ويشتركان في تزوير الإنتخابات، ولكنهما يتباعدان في طريقة تسيير دفة الحكم.
الرئيس الأمريكي _ وعلى مدى 43 رئيسا_، لم يستطع تغيير دستور البلاد ليحكم مدى الحياة، أو توريث "شبله أو لبوءته"، لم يُغلًِبِ السياسة الخارجية على هموم المواطن والسياسة الداخلية، لم يستفرد في اتخاذ القرارات، لم يأتمر إلا بأمر البرلمان والمجلس الحاكم.
كم هي جميلة "ديمقراطية" أمريكا هاته، لم نجنِ منها _ نحن العرب_ إلا متاعب الحياة، وصداع الرؤوس بل واجتثاتها، ومع ذلك نحبها ونسعى لإستيرادها، ونفرح كلما صعد رئيس واندثر رئيس، وكأن هذا "الرئيس" يملك مفاتيح الكون، وسيعطف لحالنا ويضغط على الزر السحري كي يحل كل مشاكلنا.
نجح أوباما ففرح العرب،فما هي الدولة العربية التي جاء دورها لتخريب بيوتها، وقصف مدنييها، وقلب نظامها؟
أهي شرق أوسطية أم شمال إفريقية؟
ما المهمة التي صوت الأمريكيون من أجلها على أوباما؟ وعلى أية حرب تم ختم صكها؟.
الرئيس رقم 44 لن يكون أٌقل إخلاصا من سابقيه لسياسة اللوبي الصهيوني المتحكم في الكونغريس، ولن يكون أقل نذالة من سابقيه حين تعطاه ملفات للتوقيع على غزو دول فقيرة ككينيا أو الصومال.
أوباما أكيد سيزور كينيا، ومعها دولا إفريقية، لكن زيارته لن تكون أقل احتقارا من زيارة "مايكل جاكسون" الذي اشتاق لتربة جذوره في إفريقيا ، فلما نزل بمطار منطقة انحداره، نزل وعلى أنفه "كمامة" يتنفس منها، كي لا يشم رائحة الأجداد، خوف العدوى من التخلف. أوباما لن يكون أقل اتساخا منه، كما أنه لن يكون أقل إخلاصا لمباديء الديمقراطية الأمريكية التي تعيش على فقر إفريقيا وتخلف العرب.
فلنشرب أنخابنا حتى يلج أوباما البيت الأبيض، الذي كُتب على بابه بالبند الغليظ:" نؤمن بالله"In God We Trust ، فعن أي إله يتحدثون؟؟؟.