كيف كانت "شهادة" ساركوزي ؟
إنها "شهادةُ" نيكولاس ساركوزي .. الرئيس الفرنسي الحالي .. ينشرها في الدعاية الانتخابية .. ويدخل بها القصر الرئاسي فائزاً، إذاً ! إنهُ كتابٌ لهُ أهمية زمانية خاصة .. ولكن ماذا عن محتوى الكتاب وعلى ماذا شهِدَ ساركوزي ؟ . سأختصر لكم ذلك .. يبدأ ساركوزي بالحديث عن طفولته .. وحداثته وتاريخه .. إلى أن يصل إلى دراساته في المحاماة والقانون والعلوم السياسية.. ثم يستعرض بطولاته في الدفاعِ عن المظلومين وعن الأطفال والنساء بوجهٍ خاص .. وما يتعرضون له من إهانات، وعن الجرائم وتجار المخدرات .. ثم في تصرفاته التي تبرز جلية بأنها تمثل الـ "هيرو مان" .. والتي ستجعل الناس يندهشون .. والنساء يصرخن: " يا للهول ! " .. "انظروا كيف يقف أمام المتمردين ! " .. ويبين وجهة نظره في مسائل كبيرة تتعلق بفرنسا .. وبالوحدة الفرنسية .. وبأمجاد فرنسا .. وقوانين واقتصاد وسياسة فرنسا .. وبإعادة هيبة فرنسا في أوروبا .. وما إلى ذلك .. فيردد عبارات .. تبدو بوضوح منطوية على وطنية فرنسية لا أفهمها .. خصوصاً أنهُ ليس من أصل فرنسي .. وعباراتٍ أخرى تدل على أنهُ شخصية واعية ومثقفة .. وبه قيم عالية رفيعة:
"فرنسا هذه أراها دولةً حرّة .. دولةً تثمن فيها فرادةُ الفكر"
سيد ساركوزي ..
هذا غير صحيح ،، ولدي إثبات على ذلك .. وهو أن الفيلسوف الفرنسي "جان بودريار" ذكر بشكلٍ صريحٍ وواضح في مقابلة مع إحدى المجلات .. أن فرنسا بلد أنانية مُعَولِمَة .. لم تهتم به .. وكل ما حصل عليه هناك هو ندوات أقامها تلاميذه وزملاؤه .. وأن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت له كل الدعم بالرغم من أنهُ فرنسي، وذكَرَ بودريار مخاطر ذلك في ما يدعوهُ دائماً "العولمة .. محرقةٌ عالمية" . إذاً ! .. هنا كلام السيد ساركوزي ليس دقيقاً .. ولا أريد نفي وجود الاهتمام بالفكر في فرنسا (خصوصاً مؤخراً) .. هذا أيضاً مستحيل .. لكنها كما قلت أنانية .. والاقتباسين التاليين يوضحان اللهجة هذه ..
"فرنسا دولة تسترجع دورها القياديّ في أوروبا وتستعيد سمعتها على الساحةِ الدولية"
"في فرنسا ....... وحيثُ الاستغلال المتزايد للفكر ينحني أمام المساواة التي باتت حقيقية"
"اقتنعتُ منذ صغري أن الإنسان الذي لا يبني المستقبل سيحكم عليه بالخضوع له"
"أنا أرفض القَدَرِيّة"
أريدُ ان أبرهن أن الجرأة قد تكون أثر حذراً من الحذر نفسه. أريد أن أبرهن أن الذي لا يخاطر أبداً إنما يأخذ في الواقع كل المخاطر"
"الجمود إزاء عالم يتحرك بسرعة كبيرة هو أخطر موقف نأخذهُ تجاه بلدنا والفرنسيين على حدٍ سواء"
"دور السياسة هو اقتراحُ مستقبل والسماح بتحقيقه"
"ما أردتُ تأكيدهُ بشكل خاص هو أن اقتصاد السوق هو الاسم الآخر لليبرالية. ولسوء الحظ أضاء التاريخ على هذه النقطة بشكل واضح، ولا مجال لأي غموض. لقد نشرت الشيوعية الفقر والدكتاتورية أينما حلّت. لم تكن الحرية يوماً غير منتِجة على صعيد الديمقراطية والنمو"
Nicolas Sarkozy, Témoignage
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بن حاج
المفضلات