آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما بني على خطأ ترجمي

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد الحاج محمود الحياري
    تاريخ التسجيل
    08/11/2008
    العمر
    62
    المشاركات
    439
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي ما بني على خطأ ترجمي

    عدو ذكى ولا صديق غبى

    بقلم يسرى فودة

    مشهد من فيلم Mr and Mrs Smith (السيد سميث وحرمه). مطاردة شرسة بالسيارات بين فاتنة الرجال الحيارى، أنجيلينا جولى، ومحطم قلوب العذارى، براد بِيت. يدخلان بعدها فى مناقشة جدلية تقطّع القلب. ثم فجأة، بلا مقدمات، تقول له: «Im Jewish». أخذت أفتش فى القاموس عن معناها، ثم أفتش، ثم أفتش، وفى كل مرة أكتشف أن معناها هو «أنا يهودية». بطريقة ما اكتشف المترجمون الذين استأجرتهم قناة MBC2 معنى آخر: «أنا من دين مغاير»!

    معظم العرب، بمن فيهم مواطنو الدول التى اختارت حكوماتها «السلام» مع إسرائيل، لا يزالون يعتبرون الدولة العبرية عدواً. جميل. لكنّ الذى ليس جميلاً أن أكثرية هذا الـ «معظم» يفضلون أن يدفنوا رؤوسهم فى الرمال على أن يواجهوا الواقع. دعك من الموساد وسلاح الطيران والرؤوس النووية. لم تكن هذه أبداً أقوى أسلحة تل أبيب. أقوى أسلحتها هو: جهلنا وعلمهم، نفاقنا وصراحتهم، فهْلوتنا وإخلاصهم.

    فى الستينيات قال وزير الحرب الإسرائيلى، موشى ديان، إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يفعلون. لا قامت الدنيا ولا قعدت فى بلاد العرب، ولا طالب العرب باعتذار ولا فكرت إسرائيل فى سحب هذه «الإهانة»، فتلك حقيقة مؤسفة لا تزال تتحدى الواقع العربى حتى اليوم.

    وقبل شهور قال الزميل العزيز عمرو أديب، إن نسوان اليهود «ريحتهم وحشة وما بيستحموش». لا الزميل العزيز قدم اعتذاراً عن إهانة عنصرية واضحة ولا قدمه أحد فى الحكومة المصرية نيابةً عنه بحكم الأخلاق الإنسانية إن لم يكن بحكم «السلام» - ولا كان الإسرائيليون ليهتموا أصلاً بنوبات «فشّة الخلْق» عند العرب رغم أن معاهدة «السلام» على الأقل تمنحهم الحق فى أن يجرجروه إلى محكمة بولاق.

    و فى الأسبوع الماضى أهان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيجدور ليبرمان، مصر كلها ممثلةً فى رئيسها ودعا عليه «أن يذهب إلى الجحيم» لأنه لم يزر إسرائيل منذ توليه السلطة عام 1981. ورغم أن ليبرمان فى واقع الأمر لم يكن يستهدف مصر أو رئيسها بقدر ما كان يريد إحراج منافسيه السياسيين أمام الرأى العام الإسرائيلى الداخلى فى إطار لعبة حزبية مدروسة باعتبار أنهم لا يزالون يزورون مصر فإن إسرائيل قامت ولم تقعد وقدمت الاعتذار تلو الآخر لمصر ولرئيس مصر.

    أن يصل بنا الحال اليوم إلى أن ننصب على أبنائنا فنقول لهم إنه لا وجود عندنا لدين اسمه «اليهودية»، كما يريد لنا مترجم MBC2، فتلك مشكلة. أما الكارثة فتتلخص فى هذه المعادلة البسيطة: إذا لم تعترف لنفسك بعدوك فلن تراه، وإذا لم تر عدوك فلن تعرفه، وإذا لم تعرف عدوك فسيكون من حقك أن تبصق على قبرى إذا استطعت أن تهزمه فى يوم من الأيام.

    هذه الأكثرية لا تجد لها كثيراً من الاحترام داخل إسرائيل. وهل يعنينا ذلك؟ نعم، ينبغى أن يعنينا. إنهم فقط يحترمون فئة مثل حزب الله لأن هذا ببساطة يؤمن أشد الإيمان بتلك المعادلة البسيطة. بل إن زعيمه، السيد حسن نصر الله، يقولها جهاراً نهاراً فى مؤتمر شعبى: «أنا أحترم هذا العدو (إسرائيل) الذى لا ينسى جنوده ويعلن كل يوم أنه على استعداد لدفع أى ثمن فى سبيل استعادة رفاتهم». ربما يريد كل منهما أن يشرب دم الآخر، لكنهما معاً يفضلانها هكذا: عدواً ذكياً يارب ولا صديقاً غبياً.

    قبل قضائه 14 عاماً عميلاً بارزاً فى وكالة الاستخبارات المركزية، سى آى إيه، كان فيكتور مارشيتى يحضر اجتماعاً فى هوليوود ككاتب سيناريو لفيلم عن الجاسوسية. كان الاجتماع فى استوديو MCA التابع لشركة يونيفرسال، وهو الاستوديو نفسه الذى أنتج «رائعة» ستيفن سبيلبيرج، «قائمة شيندلر». كان وكيل أعماله يهودياً، مثلما كان منتج الفيلم والمخرج وجميع العاملين به الذين حضروا الاجتماع. أثناء مناقشة السيناريو دخل إلى قاعة الاجتماعات رجل قصير القامة متخذاً مقعده إلى جوار مارشيتى. بعد قليل توجه مدير الاستوديو بحديثه إلى الوافد الجديد: «هل لديك أى اعتراض على ملخص السيناريو؟» أجاب الرجل القصير بلهجة غريبة ركيكة بأن كل شىء على ما يرام ثم التفت إلى مارشيتى مبتسماً قبل أن يغادر.

    أثار هذا فضول مارشيتى، الذى كان له بعد ذلك أن يؤلف كتاباً عنوانه Propaganda and Disinformation: How the CIA Manufactures History (الدعاية والتضليل: كيف تقوم السى آى إيه بفبركة التاريخ)، فتوجه بسؤال برىء إلى مدير الاستوديو: «من يكون هذا الرجل؟» فأجابه المدير: «إنه صديق إسرائيلى».
    و بعيداً عن هوليوود التى لا تكف عن حشر كلمة «يهودى» مع الشخصيات والمواقف الجميلة وحشر كلمة «عربى/مسلم» مع تلك القبيحة، تتجمل إسرائيل (وهى تحتاج إلى ذلك)، ونتقبح نحن (ونحن لا نحتاج إلى ذلك).

    لقد فشلت عميلة جهاز الموساد، وهى الآن زعيمة حزب «كاديما» ورئيسة وزراء إسرائيل مؤقتاً، تزيفى ليفني، فى إقناع بعض الأحزاب الصغيرة بالانضمام إلى تشكيلة حكومة تحت رئاستها. أتت الضربة من الحزب اليمينى اليهودى المتطرف، «شاس»، الذى اشترط لذلك بنداً واضحاً: إخراج القدس من أى مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين.

    نتيجة هذا ببساطة هى الدعوة لانتخابات مبكرة، غالباً فى مطلع العام القادم. تدرك دوائر الأمن فى مصر معنى هذا، وهو أيضاً ما عبر عنه الرئيس مبارك جزئياً فى صورة تحذير يشوبه بعض التهديد بأن ذلك قد يؤدى إلى تعطيل صفقة الإفراج عن العريف الإسرائيلى، جلعاد شاليط، الذى وقع فى أسر جماعة فلسطينية قبل أكثر من عامين. لكنه فى الواقع سيؤدى ليس فقط إلى تعطيل ما هو أكثر وأهم من هذا بكثير، بل أيضاً إلى احتمال قوى لفتح مرحلة قديمة جديدة من القرف.

    بيبى نتنياهو، هل تذكرونه؟ إنه يجلس الآن على مقعده أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلى فى انتظار أن يُفتح له الباب، وهو ما يبدو أنه سيحدث قريباً. كان حزبه الشهير، «الليكود»، قد تلقى ضربة قاصمة بانشقاق «إيريك» (أو إيريل شارون) وتكوينه حزب «كاديما» قبل ثلاث سنوات لكن دخوله فى غيبوبة دماغية وفساد خليفته، إيهود أولمرت، وضعف خليفة هذا، تزيفى ليفنى، أعاد ترتيب ملعب اليمين الإسرائيلى. يتوقع أحد أحدث استطلاعات الرأى فى إسرائيل أن يحصل الليكود على 30 مقعداً فى الكينست إذا أُجريت الانتخابات غداً، وهو يوازى ما يملكه الآن من مقاعد مرتين ونصف المرة.

    بيبى يتحدث الإنجليزية بلهجة أمريكية لا تشوبها شائبة ويمشى مشية الطاووس ويصعد درج السلم مستعرضاً عضلاته. ذاع نجمه خاصة بين المتطرفين من يهود أمريكا فى أعقاب مقتل أخيه أثناء عملية خاطفة للكوماندوز الإسرائيلى على مطار عنتيبى فى أوغندا عام 1976 لتحرير مجموعة من الرهائن اليهود. ولسنا فى حاجة إلى التذكير بما خلقه من قرف للعرب، خاصة فى مصر، بين عام 1996 وعام 1999 عندما كان أول رئيس لوزراء الدولة العبرية يولد بعد إعلان تأسيسها، حتى أهداه كثير من المصريين لقب «النتن»، اختصاراً لاسم عائلته، «نتنياهو». صورة من صور «فَشّة الخِلْق» التى نتحدث عنها.

    لكننى أقولـها بصـراحة، وأرجو ألا يسىء أحد فهمى هنا، إننى «أعشق» منطقه فى الجدل وأجد فيه «متـعة» من نوع خـاص. اقرأ مثلاً كتابه الذى أصـدره باللـغة الإنجليزية عام 1993 بعنوان A Place Among The Nations (مكان بين الأمم). فيه يتحدث بمنتهى الذكاء والوضوح والبساطة أساساً لقارئ أمريكى يحتاج إلى أسلوب كهذا كى يفهم، فيبدأ الكتاب بخريطة فلسطين كلها مكتوب عليها إسرائيل. لكنها تبدو قزماً وقد وضعها فى نفس الصفحة أمام ثلاث خرائط أخرى: خريطة كاليفورنيا وخريطة العراق وخريطة فرنسا. والمعنى: «إحنا غلابة، سيبولنا حتة». لكن الأكثر «إمتاعاً» تجده على هامش الصفحة الرابعة: «تعريف كلمة فلسطين» التى يحتج فيها بمنطق «رائع» بأن الإسرائيليين أكثر فلسطينيةً من الفلسطينيين أنفسهم. مريح أن نقوم بعملية «فَشّة خلْق» من وقت إلى آخر. تقدم لنا فضائيات عربية كثيرة فرصة رائعة للقيام بذلك. ثم ماذا؟ وبعدين يعنى؟


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فراس ابورمان
    تاريخ التسجيل
    29/12/2008
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ما بني على خطأ ترجمي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    شكرا لكم بأشراكنا هذه السطور لكم تحيه احترام
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •