أوجاع بنت الدود حي!!


بنت الدودحي نيسج يعبر عن الوجع العربي من طغيان المحتل وعملاءه وهى مسرحية كتبت فى اقليم عربــــى لتعبر عـــن معانــاة بمساحة الوطن.. للكاتب العربى عبد المجيد القاضى ..الذى يجسد فى هذا النص شخـــوصا كانت معبــــرا موجعــا لحساب الاحتلال ..وهى ايضا لحظات شبه تسجيلية لمعاناة الشعب العربى فى اليمن شماله وجنوبه تحت نير الاحتلال والامامة المتخلفة التــى احترق تحت اتونهــــــا شعب عانــــى مــن الجهل والتخلف مئات السنين .
• فى مقدمة النص يقدم الكاتب تعريفا لبعض شخصياته..مجاهد ابن عم هيفاء وخطيبها بادىء الفتوة والاقـــدام ، مثقف..رافض ثائر على الاوضاع الظالمة ، ثم الشيخ عسير من كبار الملاك ، قصير القامة طاغية ومستبد وعميل للمحتل والامامة ، يعشق هيفاء ويرغب فى الزواج منها ، لذلك فهو ينكل بقبيلة كاملة فى سبيل تحقيق هدفه ، فيرسل الجنود الى مجاهد كـــى يوضـــع فــى السجن حتى يتمكــــن من هيفاء ( رمز الارض) والانتماء ..عسير استحوذ على كل شىء بفضل عمالتـــه وحول الناس الى طوابير من الارقاء فى الحقول تحت اقدام الغزاة والملاك المحليين ، اضافة الـــــى الحقول التــــى استولى عليها وحوله عديد من التبع مثل البهلول وبعض المستفيدين من رجال القريــة وملاك حقولها .
• ولأنه لابد من ذريعة لعسير لكى يبقى مجاهد فى السجن والحجة ليست التبرير القانونى لانه ما من قانون فى القريه غير قانون الغاب او القوة والعسف غيـــر ان الشيخ عسير يرتدى مسوح القانون امام اهل القرية ، فوجــــد راسه الخرب المبرر الــــذى يمكن ان يسوقه امام السذج مــــن ابناء القريــــة وهـو ان مجاهد يعمل من اجل بناء مدرسه فى القرية الامر الذى يعتبر نوع من انواع التهتك والفساد كما صــوره نظام الامامه لابناء اليمن جميعا.. لان المدرسة تعنى فيما بعد الوعـــــى باوجـــاع الناس فيثورون علــــــى الاوضاع الظالمة ، وكان العلم من بين عديد من المحظورات على ابناء اليمن ابان حكم الامامة..ومن هنا يبدأ الصراع وتكون اولى ضحاياه قبيلة هيفاء ووالدها الشيخ محسن ..ثم يدلل الكاتب على عمق المأساة التى كان يعانيها شعب اليمن بحوار بين مجاهـــــد وعسير فهذا الاخير شيخ القريةوظالمها واداة اعدائها يتخذ من الدين ستارا لتحقيـــــق اغراض آنية ،فيحاول الباس تهمة لمجاهد علىانه خرج عن الخط المرسوم بتناولـــه اشياء دنيوية قد بت فيها الدين و تولد حساسيات عند الناس فتؤلبهم عليه وهذا هو ما يسعى اليه عسير ، والدين حسب زعم عسير للناس لا يحرض على الثورة على الظلم بينما يؤكد مجاهد انــــــه اذا كانت المساواة واردة فى مشيئة الله ، فما معنى ان يكون للشيخ عسير قصرا بينما لايكون للاجير الا كوخايدخله راكعا وما معنى ان يكون للشيخ ارض لايدوسها الا بنعل لامع وفى حوار جميل يعبر عن ازمــــة التفاوت فى المجتمـــع يقول الكاتب على لسان مجاهد :
- استغرب ان تعتقدوا ان الله يمنحكم كل شىء دون الآخريــــن ، ولــــــم يخترع وسيلة اخرى لخلقكم كأن يخلق الفرد منكم مثلا بحجم الجبل ، لكنه خلقكم كبقية الناس حفاة ، عراة لامن جلد وشعر رأس ودون ادنى علامة تقنعنا بانكم خلقتم من طينة اكثر سموا عن بقية الناس ، ثم انى اتساءل : هل قال لكم الله ايضـــــا انه خلق لكم الناس عبيدايفلحون لكم الارض لتترفهوا على حساب جهدهم .
# من هنا فان الحوار غير متكافىء ، وحجج مجاهد دامغة غير ان قوانين الشيخ عسير هى السائدة وعسير يعشق رمز الارض والانتماء{ هيفاء } ، لذلك يأمــــر جنوده بجـــر مجاهـــــــد {الملحد} ليسوقوه رأسا الى العاصمة ليعرف السيف كيف يسكت الى الابد لسانه الاهوج؟؟!!
• وتتوالى احداث المسرحية حيث يبدأ حوار ساخن بين الشيخ محسن وبين عسير الذى لم تحد عيناه عن محاولات التهام هيفاء مهما كان حجم الضحايا !! لينتهى بان تلــــوذ عشيرة مجاهد بالجبال ويصرخ الشيخ محسن فى وجه عسير ، بأن اقطاعياته لن ترتوى الا بالدماء ولن يجنى منها غير الجما جم ، ثم يتدخل بهلول وهو شبـــه مأ خوذ ليتساءل : هل سيترك عسير الشيخ محسن يذهب آمنا؟؟ ، لكن هذا الاخير سيتركه الى حين ، لأ ن الفتنة ستبدأ بين ابناء الارض الواحدة وهكذا كما يرمزالكاتب فان اسيـــــاد العملاء يزرعون الفتن بين الناس كى يسودون فوق الجماجم وتطول اعمارهم ..
• هكذا هو الدخيل المحتل ..فالشيخ عسير وتابعيه مثل البهلول الذى يظن فى نفسه انه شاعر مرهف الحس ويسميه الكاتب فى النص – شيخ المنافقين - .
• تستمر احداث مسرحية ( بنت الدو دحى )للكاتب عبدالمجيد القاضى , وهــــــى تســــرد معاناة شعب اليمن من الامامة فى الشمال ومن المحتل فى الجنوب ..ويستمر عسير فى مكابدة عشقه!!؟ ومعه تبـــع يستغلون كل شىء ويثيرون النعرات والجهويات وتكريس الطغيان واحتلال الاعداء..ترى ما الذى سيحدث بعد ذلك؟..الكاتب يطرح بواقعية مؤلمة مواقف الناس فى ظل التخــــلف والاميــــــه..هل سيــــقفون مــــع مجاهد ام يستجيبون لجهلهم؟؟لكن الكاتب يريد ان يقول لنا ان التخلف او عدم الوعى يقضى على كل مــا هو جميل ورائع..على عقول الناس وعلاقاتهم ببعضهم ويكون تفكير كل فرد محصور فـــى ذاته وانانيته ليعم الخراب وتضيع القيــــم..ومن هنا يتسنى للمحتل وتابعيه ان يفـــعلوا كل شىء دون ان يحرك الناس ساكنا او يثورون على الظلم ، فقد صدقــوا ان الامـــــام مبعوث العناية الالهية وقدوتهم الحسنة.. سنقرأ الآن تبعات هذا التخلف :
- الحاج على : انتزع الشيخ عسير اراضيه من ايادينا يا حاج محسن واعطاها لآخرين!
- الحاج محسن: وماذا بوسعى ان افعل؟
- الحاج على : مصير العشيرة كلها بين يديك لو شئت انقذ تها!!
- الحاج محسن : لوكان دمى هو السبيل لانقاذ العشيرة لنحرت نفسى فداءا لها ، اما ان اهدر كرامتى على عتبات الشيخ عسير ، فهذا لايصير ، الى متى نظل خاضعين؟ ساجدين؟؟
- الحاج على : لقد خرف الحاج محسن..يامسعود ما بـــــالك جا مـدا هكذا كأنك الصخرة لاتراجع اباك؟
- مسعود : ابى متأثر بابن اخيه حتى نخاع العظم..ماذا بوسعى ان اعمل؟؟انه لايسمع منى ولم اتعود الوقوف فى وجهه..وانظروا..هناك غراب ابيض!!!!
{ جميعهم ينظرون فى ذلك الاتجاه وقد تولاهم الخوف }!!
- رجل : اذن.. لاريب فى الامر ن انه الامام متنكرا بزى غراب ابيض ، وقد جاء لينذرنا فحسب؟؟!!
- الحاج محسن : ويحى من عشيرتى..ويحى من ابنى..اننى اضرب حديدا باردا..
*هكذا يريدون من الحاج محسن ان يضحى بهيفاء ، زاعمين انـــها ستصون مائـــــة هيفــــاء وهيفاء..فيرضخ الحاج محسن مرغما متجاهلا وعده لمجاهد....لكن هبفاء لم تعد موجوده.. لقد فرت ..غادرت كل الامكنه التى يمكن ان يتصورها فيها عسير او حتى ابـاها ذلك لانهــــا رمــــز الارض والارض لاتمنح عشقها الا لمن يستحقه.. لن تكون جارية فى قصر العميل..فمكانهــــــا حيث ذهب مجاهد..بعد ان افلت هو الآخر من ايدى الطغاة وعيون البصاصين!! افلت الــى ذلك الكهف البعيد..وتركت هيفاء وراءها اكوام من الضحايا كما ينبغى للارض ان ترتوى بدماء من يذود عنها وايضا دماء الضعفاء والمتهافتين.. اخيها قد ذهب ووالدها دخل السجن وعشيرتها تشردت..لكنها لاتضعف ولاتذهب الا للذى يستحقها ويمثل نقاء الارض واصالتها..الانسان الذى سيثور على الظلم لانه وبحسه يدرك حاجة واوجاع بنت الدودحى ..(الارض),