القدرة الاستيعابية
Carrying Capacity

لكل مجتمع من المجتمعات القدرة الكامنة على التزايد الأسي في العدد ، ومع زيادة عدد الأفراد في أي مجتمع يزداد الاستهلاك الأسي للموارد ولكن البيئة لن تستطيع أن تلبي هذة النزعة نحو الاستهلاك إلى ما لا نهاية ، وبالتالي تتوقف قدرة البيئة على تلبية احتياجات الأفراد. فمثلا ، الأفراد في عشائر النبات والحيوان جميعاً تتفاعل مع بعضها البعض بطرق متباينة ، فقد يتنافسون على نفس موارد الطاقة أو الغذاء أو المكان ، حتى لتعتمد فرصة بقاء الفرد على عدد الأفراد الموجودين في نفس الوقت ، وعلى القدرة على تجنب المفترسات والطفيليات ، والقدرة على مقاومة الأمراض وعلى العثور على أماكن للاختباء وتجنب الطقس الردئ ، وكل هذه عوامل ترسم حدود العشائر.

ونظراً لوفرة مثل هذه العوامل ، ولأنها قد لا ترتبط جميعاً ارتباطاً مباشراً بالحصول على الطاقة والغذاء فإننا كثيراً ما نستخدم مصطلح " القدرة الاستيعابية " لنعنى قدرة البيئة على إعالة عشيرة ما ، ولابد أن ترتبط القدرة الاستيعابية بعشيرة بذاتها ، ولابد أن تتضمن كل ما يؤثر في حجم العشيرة .

وعلى الرغم من تعدد العوامل المؤثرة فى تحديد القدرة الاستيعابية للبيئة ، إلا أنه غالبا ما نجد ثمة عاملا أو عاملين يلعبان الدور الرئيسي في تنظيم العشيرة. فعلى سبيل المثال ، كان الماء - تقليدياً - هو العامل المحدد لتربية الحيوانات في المناطق الجافة من العالم ، لكن حفر الآبار العميقة قد جعل الماء أكثر توفراً ولم يعد الماء في بعض المناطق شحيحاً ، الأمر الذي سمح للحيوانات أن تتزايد في العدد إلى حد يعادل أو يزيد عن قدرة البيئة على الحمل ليصبح توفر المرعى في هذه الحالة هو العامل المحدد.