آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ببركة الديمقراطية والسياسة الطائفية .. الدم هو الأرخص في سوق الغلاء العراقية

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي ببركة الديمقراطية والسياسة الطائفية .. الدم هو الأرخص في سوق الغلاء العراقية

    ببركة الديمقراطية والسياسة الطائفية .. الدم هو الأرخص في سوق الغلاء العراقية

    بقلم الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري

    في ظل أجواء الديمقراطية الموعودة وسياسة التمييز والطائفية والفساد ونهب الثروات وبوجود الاحتلال والتدخل الأجنبي في شؤونهم الداخلية ... ما زال العراقيون يعانون من ماساتهم وجوعهم وموتهم وحزنهم الذي ضرب مفاصل الحياة كلها حتى بات يتوسد أسرة الأطفال وينام في حقائبهم ويعشعش على أسطح المنازل والجوامع والكنائس والمعابد ويلتف مع ضفائر الصبايا ويشارك المتسولين ، الذين امتلأت بهم مفارق الطرق والشوارع والأزقة ، حياتهم ... ولم تسلم منه حتى بساتين النخيل ونهري دجلة والفرات فاصطبغت مياههما بلون الرعب .. والمرارة ..
    وتستمر المعاناة ويتصاعد مؤشر الحزن بظهور وحش جديد ، هو الغلاء الذي أصبح رديفا لحياة المواطنين وارقهم ورفيق درب الفقراء والمسـاكين منهم خاصة ... ديناصور الغلاء هذا كان ينمو ويكبر منذ احتلال البلاد في العام 2003 حتى أصبح اليوم عملاقا مخيفا يأكل الأخضر واليابس ولم تسلم منه حتى رواتب الموظفين الذين استبشروا خيرا بزيادة رواتبهم ، لكن هذه الزيادة توقفت بضغط من البنك الدولي كما يقول المسئولون العراقيون وكأن عبوديتنا للاحتلال لم تكف فصرنا عبيدا لأدواته كي تكتمل حلقة الذل والخنوع والفاقة بدل الخير والرفاهية اللذين بشرت بهما الديمقراطية المزيفة ..
    لا أريد أن أطيل عليكم فأقول أن مدن العراق كافة أخذت تشهد ارتفاعاً متصاعدا ً في الأسعار لاسيما المواد الغذائية والبضائع الاستهلاكية والوقود والطاقة ، وتعزى هذه الظاهرة إلى أسباب عديدة في مقدمها المضاربات التي تشهدها الأسواق العراقية، والفساد ونهب ثروات البلاد في وضح النهار والأوضاع الأمنية المتدهورة والتي تنعكس على الدورة الاقتصادية عموماً ، البعض يعزو الغلاء أيضا إلى سوء الإدارة وفشل السياسة الاقتصادية للحكومات المتعاقبة على حكم العراق وتسلط سيف الاحتلال على رقاب الدينار العراقي استيرادا وتصديرا ومن ذلك التلاعب بمواد البطاقة التموينية التي كانت تعتاش عليها العائلة العراقية قبل الاحتلال وكانت موادها تكفي لمعيشة كل فئات المجتمع وخاصة الفقيرة والمعدمة ..
    المتابعون للشأن العراقي يدقون ناقوس الخطر ، ويقولون إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية على هذا المعدل من التدهور والتفاقم فان شريحة مهمة من أبناء الشعب العراقي المنكوب قد تصل إلى حالة الإفلاس وربما الانحراف بكل ما يعنيه من أبعاد خطيرة على القيم والأخلاق وهنا ستكون الطامة الكبرى لا سمح الله وهذا ما لا نرضاه لأهلنا النجباء في العراق وهم أهل شيمة وقيم ومبادئ ودين وعفة وكرم ، بل هم أهل الثروات والخيرات الوفيرة وكانوا قبل الاحتلال لا يسدون بابا في وجه صديق أو محتاج أو مناضل يريد مقارعة الظلم والاحتلال وهذا ليس منة أو فضل بل هو واجب ديني وأخلاقي وأنساني وقومي وهو من طبع العرب الاصلاء ..
    وعلى الطرف الأخر من هؤلاء البؤساء برزت بعد الاحتلال طبقات و فئات في المجتمع العراقي ومسئولون كبار وصغار وصلوا إلى حد الترف والغنى الفاحش والتملك اللامشروع على حساب أبناء الشعب ومن ثرواتهم ورزقهم فامتلكوا داخل العراق وخارجه العمارات والأطيان والمشاريع والاستثمارات بملايين الدولارات وبعضهم بالمليارات ..
    ديناصور الغلاء في عراق اليوم يكبر ويتسع ليبتلع كل ما يصادفه أمامه دون رحمة أو شفقة ، ولا من منقذ أو خطة أو برنامج لوقف زحفه ، وقد شمل حتى الأقمشة السوداء والنعوش !!! فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ..
    غلاء في كل شيء ، إلا حياة الإنسان فهي رخيصة ورخيصة جدا وبات الماء أغلى من الدم وهذا كله ببركات الاحتلال وديمقراطيته والمفسدين معه ..
    العراق بلد الرجال والكرم والغيرة ، هكذا أصبحت حاله ، وأصبح الموت الزهيد فيه من عجائب الدنيا السبع !!
    في لندن متحف للشمع يخلد رموز مشاهير العالم من شخصيات تاريخية و سياسية و اجتماعية ، يزور هذا المعرض آلاف السياح و يستمتع الكثيرون منهم بالتقاط الصور و التجول بين شخصياته ، أما العراق فقد نهبت متاحفه و سرقت آثاره و صار الوطن بأكمله متحفاً كبيراً للشمع – كما يقول الزميل صادق ألركابي - و كيف لا و العراقيون يعيشون ليلاً على الشموع أيضا ، بينما تقوم عدسات التلفاز بنقل صور ضحاياهم وبؤسهم وماساتهم ليطلع العالم عليها والأعراب يتندرون ببعض شعارات ويتغامزون ويتهامسون وبعضهم فرح مع نفسه بما آل إليه مصير العراقيين النجباء والبعض الآخر يذرف دموع التماسيح والكل مسكون باللعنة واللامبالاة ..
    بعد كل هذا ما ذا أقول بحق العراق والعراقيين ولا من بصيص أمل في نهاية النفق ؟ أقول حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .. وأقول ما قاله شاعر العراق الكبير ( جميل صدقي الزهاوي ) في قصيدته ( دعاء نوح ) :

    رب إن المنافقين ببغداد
    كثير وقد أتوا أضرارا

    رب إني نصحتهم أن يتوبوا
    ثم إني أنذرتهم إنذارا

    رب إني دعوت قومي ليلا
    ثم إني دعوت قومي نهارا

    ضل قومي فلم يزدهم دعائي
    رب إلا بعدا وإلا فرارا

    رب إني دعوتهم فتمادوا
    وأصروا واستكبروا استكبارا

    قلت يا قوم استغفروا الله تنجوا
    انه كان راحما غفارا

    مكر القوم بي وأنت حفيظي
    رب مكرا من بغيهم كبارا

    إن قومي قد افسدوا لا
    تذر رب على الأرض منهم ديارا


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية علاء خير
    تاريخ التسجيل
    28/10/2010
    العمر
    51
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    14

    Smi28 رد: ببركة الديمقراطية والسياسة الطائفية .. الدم هو الأرخص في سوق الغلاء العراقية

    يحفظ الله تعالى الصغير الذي بين يديك و يجعله قرة عين لك و يباركه إن شاء الله تعالى .
    ــــــــــــــــــ
    الدم رخيص في كل مكان من أرضك العربية ... و ليس في العراق وحده ...
    كرامة المؤمن رخيصة و أدنى حقوق المواطن مهضومة و كل ما تحفظه له أنظمتنا هداها الله تعالى أن يعيش ... فممنوع عليه أن يقول : الله أكبر ... و ممنوع عليه أن يقول : لا ... و ممنوع عليه أن يشكك في نزاهة انتخاب مولانا المبجل ... و ممنوع عليه أن يتحدث عن الذات الرئيسية إلا بمنتهى التقديس و الإجلال و الامتنان لما لها من الإنعام و الإحسان ... على كل فلان و علان ... شريطة أن يكون من الساجدين المصفقين ...
    الدم رخيص إلا في فرنسا و بريطانيا و أمريكا نوعا ما و حتى في إسرائيل الكيان المسخ هو غال اذا استثنينا عربنا عرب 48
    فهو فيما عداها من دول المعمورة رخيص و مسكين و مهراق و مسفوك و مسفوح و لله تعالى الحمد و المنة .
    تقبلوا تحيات و دعاء صاحب دم رخيص في وطن عربي كبير و كرامته معفر وجهها في تراب الدوايين الرئاساتية .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •