الأستاذة العزيزة ياسمين عباس المحترمة
اسمحي لي أن أتطرق إلى الشق الثاني من سؤالك المطروح بقولك عندما يصبح الزنى تجارة.
وفي هذه الحالة يصبح اسمه(البغاء) وتدعى صاحبته بالمومس.
البغاء انتشر منذ القديم في المجتمعات المختلفة والحديث عنه يتجه مباشرة إلى المرأة التي ارتضت أن تقدم جسدها كفرصة لرجل لينال لذته منها مقابل ثمن (معين)يدفعه من غير أن يكون مقصدها هي الحصول على ما يحصل عليه هو.
البغي أو المومس لا تبحث عن لذة عن طريق مثل هذا الاجتماع مع الرجل ولا تسعى وراء الحب والحنان بل تسعى وراء الثمن فقط ومن هذه الناحية يعتبر علماء النفس أن هذه الحالة شكل من أشكال الإنحراف الجنسي باعتبار أن سلوك البغي غير مقبول اجتماعياً وطريقاً في الحصول غير الشرعي على دخل ينكره المجتمع ويحاربه.كما أنه سلوكاً مناهضاً لنظام الأسرة والمزاوجة السليمة.
أما بالنسبة للبغاء وصاحبته (المومس) فهي تبدو من أول حياتها أنها إنسانة أميل إلى الاستهتار واللامبالاة والضعف الاخلاقي.
وكما ذكر في بعض الدراسات النفسية أنها تصبح مع مرور الأيام أكثر قسوة وتصلباً في نزوعها ضد المجتمع حولها ،وتتميز ببرود جنسي على الغالب وضعف في النضج الاجتماعي والانفعالي ويظهر في سلوكها ضعف في النزوع إلى الحب والعطف والارتفاع إلى مستوى القيم الاجتماعية التي تناسب عمرها ومن هنا تبدو متخلفة تخلفاً واضحاً من حيث الجنس والعاطفة ويكشف سلوكها عن نزوع نكوصي يعود إلى صراعات الطفولة ونقص الحنان في تلك المرحلة ويتمثل النزوع النكوصي لديها في الطلاق شبه الكامل بين الحب ولذة الجنس وتتمثل الصراعات بحقدها العميق على الرجل ونزوعها إلى الانتقام منه في أشكال أبسطها منحه اللذة مقابل ثمن وحجب الحب عنه والشعور بالتملك وكثيراً ما يكشف سلوكها التفصيلي مع منح اللذة والسرعة في ذلك عن مظاهر مختلفة لهذا الحقد.
كما أن مثل هذه المراة وفي الغالب لديها في تكوينها استهتاراً بالحياة وقيمها منذ سنواتها الأولى بالحياة ولديها تنكر للقيم الأخلاقية وتمرداً على سلطة الأسرة ونظام الجماعة كما عندها مركب نقص وصراعات تتجه نحو أشكال من الرغبة في الانتقام .
ما أود قوله أن المراة التي تقدم على الزنى أو البغاء بقصد التجارة لديها الاستعداد الكامل الاستعداد من خلال تكوينها الشخصي والذي يعتبر هذا العامل من أهم العوامل المسببة.
ومن غير المقبول أن نرجع أسباب هذه الانحرافات إلى الفقر أو غيره فكل هذا حجج واهية تتزرع بها مرتكبة هذا الجرم الذي هو المرأة المسؤولة مسؤولية مطلقة عن ارتكابها لهذا الفعل .
إن لم يكن للمرأة استعداد شخصي كامل لن تفعل مثل هذه الفعلة مهما كان ومهما حصل وكما ذكر الدكتور شبير في مداخلته عن حياة الناس في المخيمات حياة مدقعة في الفقر لكن لم تنشأ فيها بيوت دعارة ولم تلجأ أي من النساء للإتجار بجسدها
المرأة المرتكبة للبغاء يجب أن تعامل كمريض نفسي لا بد له أن يخضع للعلاج والمرأة الزانية بقصد المتعة يجب أن تعاقب بالحجر أو العقوبة القاسية لأنها غير قادرة على إدارة شؤونها وتحمل مسؤولية نفسها وانسياقها وراء الملذات القاتلة.
لك تحيتي واحترامي
المفضلات