وردةُ الحِنَّاءِ
د. شاكر مطلق
في ليلةِ الحِنَّاءِ تدنو
- مثلَ " عشتارِ " المَجيدةِ -
بالسِّهام القاتلاتِ
بدونِ عِقْدٍ أو رِداءٍ
من فراشِ الأُفعُوانْ ...

في ليلةِ الحِنَّاءِ وقْتٌ
للألاعيبِ العـتيقـةِ
والأناشيدِ الرّقيقـةِ
آنَ تصحو رغباتٌ
في مياهِ الشَّهوةِ الأولى
وتحتلُّ المكانْ ...

مرَّ الحريرُ على النُّهودِ
مُخضَّباً بالأُرجوانِ
ليوقظَ الحُلُمَ العتيقَ
يعيدُ للأنثى البريقْ
ويعيدُ مَجْدَ الصَّوْلجانْ ...

في ليلةِ الحِنَّاءِ تَمتلئُ الكؤوسُ
بكلِّ آهاتِ العذارى
والدِّماءِ النّازفاتِ
من الخيولِ الراكضاتِ
وراءَ أسرابِ الحُبارى
كي تعيدَ إلى الصحارى
مَجدَ " بابلَ " و " الفراتِ "
تعيدَ طقْسَ الأُضْحِياتِ
إلى الظّلالِ الشَّاخصاتِ
لعَوْدِ " تمّوزَ " القتيلَ
على ضفافِ الأُقْحُوانِ
وما عفا عنه الزَّمانْ ...

في ليلةِ الحِنَّاءِ خَضِّبْ
سُرَّةَ الثّورِ الجريحِ
بعطرِ سيّدة المراعي
وهي ترقصُ للدُّفوفِ
على مروجِ البَيْلسانْ .
أطلقْ خوارَكَ في الرِّياحِ
إلى الأعالي والكهوفِ
لعلَّ ربِّ الطَّقسِ يدنو
بالخلاصِ المُنتَظَرْ
ليعيدَ ذاكرةَ القصبْ
فتصيرَ ثورَ الآلههْ
يحمي طقوسَ الصَّولجانِ
يهزَُّ عرشَ الأُفعُوانْ
من أجلِ " تموزَ " الحبيبَ
وما تَبقّى في النّخيلِ
منَ الطّيور الهاجرهْ
تَأتي بها ريحُ الكُسوفِ
مِنَ العهودِ الغَابرهْ
فلربّما الحِنّاءُ يغدو
- بعدَ قَتْلِ الأُفعُوانْ -
وشْماً على خدِّ الحبيبِ
يُعيدُ أفراحَ الخِصابِ
إلى المروج المُقْـفِرهْ
ويعيدُ ترتيبَ المكانِ
على رفوفِ الذّاكرهْ
لتعودَ أمجادُ النّخيلِ
تهزُّ ذاكرةُ الزّمانْ ...

" تموزُ " قامَ ولمْ يزلْ
ثورُ الإلهةِ في غيابْ
العرشُ أمسى من ترابٍ
فوقَهُ " البَسْليقُ " يَلهو
- مَلِكُ الأفاعي - بالعذارى
يغتالُ آلهةَ الجدودْ
فمتى نرى الطوفانَ يدنو
ليعيدَ ذاكرةَ المكان ؟! ...
=======================
حمص-سورية 24/7/2007
E.mail;mutlak@scs-net.org