آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/10/2008
    العمر
    36
    المشاركات
    122
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.

    بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.


    ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات بأياد مسلمة تحاول تشويه الفتح الإسلامي للأندلس و تعمل على تصوير النور الذي أهلّ على غرب أوروبا كاحتلال إسلامي لأرض لا تحقّ له وقد اغتصبها من أهلها الذين لم يقبلوه.
    و هذا جهل فاحش بتاريخ إسبانيا قبل دخول الإسلام, فهذه البلاد كانت موطن الشعب الآري الموحّد لله , الرافض للتثليث و لإلوهية المسيح , فجاء الكاثوليك من روما و احتلوا إسبانيا و فرضوا على أهلها المذهب الشركي الكاثوليكي التثليثي. نعم فرضوه فرضا و اضطهدوا اليهود اضطهادا شديدا ذكّرهم بالسبي البابلي. و في هذا الوضع وصل طارق بن زياد رحمه الله للأندلس حاملا راية التوحيد و داعيا الناس إليه فلا غرابة في استجابة أهل الأندلس الذين رأوا في الإسلام شبها كبيرا بدينهم السابق المبني على التوحيد, فاعتنقوه و رحّبوا بالفاتحين عربا و بربرا. أما اليهود فقد استبشروا خيرا بقدوم المسلمين, فقد سئموا من اضطهاد الكاثوليك لهم. لقد أنقذ المسلمون اليهود مرّتين من بطش النصارى, مرة على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل بيت المقدس فأنهى سيطرة النصارى عليه و اضطهادهم لليهود (باعتبارهم قتلة المسيح –زعموا-), و المرّة الثانية على يد طارق بن زياد لما دخل الأندلس فأنهى سيطرة الكاثوليك على إسبانيا.
    فدخل الأسبان أفواجا في دين الله و سعدوا بالإسلام و جاهدوا في سبيل الله و عمّروا الأرض و نشروا العلوم. ثم عاد الكاثوليك فاحتلوا إسبانيا و عذبوا أهلها تعذيبا شديدا انتهى بطردهم من إسبانيا سنة 1609م.

    في هذا الإطار قامت مؤرّخة إسبانية بتأكيد أن المسلمين ليسوا غزاة و أن الأسبان و هم السكان الأصليون كانوا هم نواة دولة الإسلام بالأندلس. و بيّنت أن المسلمين الفاتحين لم يكرهوا الناس على الإسلام بل دخلوه مقتنعين و عن طيب خاطر.

    و قد أجرت وكالة EFE الإسبانية حوارا مع هذه المؤرخة القطلونية بتاريخ 11نونبر 2007.وقد قمت بترجمته نقلا عن موقع ويب إسلام الخاص بالجماعة الإسلامية الإسبانية.
    عنوان المقال: "مؤرخة تعتبر أن الوصول الإسلامي لأسبانيا في القرن الثامن لم يكن غزوا"
    "Historiadora señala que llegada de los musulmanes a España en el siglo VIII no fue una conquista"
    المقال:

    "تَعتبر دولورس برامون Dolors Bramon المؤرخة بجامعة برشلونة أن قضية الأسلمة خلال القرن الثامن الميلادي "لم تكن قط غزوا" , بما أن السكان الأصليين, الذين كانوا الغالبية العظمى, "تحمّسوا و انخرطوا بهذه الحضارة التي كانت متفوقة آنذاك".

    ففي حوار أجرته معها وكالة EFE , أكّدت برامون التي شاركت حديثا في أيام دراسية حول:"الإسلام و الشأن الوطني بقطلونية" على أنّه: "لما وصل العرب في القرن الثامن كانت النسبة غير متكافئة, بحيث لولا اعتمادهم على مساعدة السكان الذين يقطنون المنطقة لما استطاع الإسلام الانتصار".

    بالنسبة للمؤرخة "لم يكن هناك غزو, و لم تكن بعده حرب استرداد (reconquista), لكن كان قدوم أناسٍ أصحاب ثقافة متفوقة آنذاك تحمّس لها السكان المحلّيون و انخرطوا فيها, ليس فقط من وجهة نظر ثقافية فقط, بل حتى من الناحية الدينية".

    و بخصوص الإرث الإسلامي, بيّنت برامون أن:"بقايا هذا الوجود كانت ستكون غزيرة لولا حدوث مجازر محاكم التفتيش".

    في القرن الخامس عشر, كما تذكر, تأسست هذه المؤسسة لقمع المنشقين عن الملوك الكاثوليك و انطلاقا من هنا عمل السكان الأصليون على إخفاء و تورية كل مظهر يعود لهذا الماضي الإسلامي, لما فيه من تهديد للحياة".

    المؤرخة بجامعة برشلونة أكّدت بتعبير أنه:"يمكننا القول أن العديد من أسلافنا كانوا مسلمين, وهذا لا يعني أن دمهم عربي, لأن العرب جاءوا بعدد قليل جدا"

    ثم لخّصت برامون بأنه:" إذا كانت البقايا المعمارية قليلة بسبب استعمالها فيما بعد كمنشآت عسكرية و بصعوبة نعثر على حائط, خندق أو سور , و إذا كان التأثير الثقافي تمّ إخفاءه بسبب الخوف, فإن الأثر المعجمي (اللغوي) استمر في كلمات ك arroz الأرز, Taronja (naranja بالقطلانية) البرتقال و Garbino القربة (الوعاء الجلدي) و لم تستطع محاكم التفتيش منعه.

    أما الهيكلة الإقليمية فلم ترث شيئا من الوجود الإسلامي, و حسب برامون ذلك راجع ل:"التحولات السياسية التي أحدثت قطيعة مع الهيكلة السابقة".

    ميدان آخر تأثر بهذا الماضي هو ميدان الطبخ, فحسب المؤرخة , لم يسلم هو الآخر من ضغوطات محاكم التفتيش :"فالطبخ بشحم الخنزير ليس كالطبخ بالزيت, التي تعطي رائحة أخرى و يمكن أن تفضح مسلما متستّرا".
    رغم ذلك فقد استمر هذا الوجود عبر مواد كالحلوى, و الكسكس الذي انشقت منه أكلة البايلا Paella, و استعمال التوابل.

    بالتحديد في كتابي القرون الوسطى القطلونية, و هما أقدم كتب عن الطبخ في أوربا, كتابSent Soví ' سنة 1324 و كتاب Llibre del Coch سنة 1490م, نجد أن استعمال التوابل كان منتشرا لكن محكمة Santo Oficio قضت على هذه المواد ربما لامتلاك محاكم التفتيش حاسة شم"

    و فيما يخص إمكانية العثور على بعض بقايا الماضي الإسلامي بقطلونية, عبّرت برامون أنه :"يبدو صعبا لكن ليس مستحيلا, فكما رأينا مؤخرا لمّا تم اكتشاف معسكر روماني بألديا Aldea بطركونة , و هو اكتشاف لم يكن منتظرا".

    بالنسبة لبرامون, إنّه لشيء رائع أن يتم العثور على أثر إسلامي, لأن حاليا الآثار القليلة الموجودة مشوّشة و مستغلّة كما في بلنسية, جنوب طرطوشة, جنوب لييدا و Castell Formós de Balaguer'.

    ممّا لا شك فيه أنه " لن نجد أبدا مثل الحمراء أو جامع قرطبة لأن السيطرة الإسلامية على برشلونة كانت جد قصيرة, لكن الاحتكاك اللغوي كان مهما لأكثر من 900 سنة و ترك آثارا في اللغة القطلانية."
    . انتهى التعريب و لله الحمد.

    فإذا كان مفتي سوريا اعتذر في ألمانيا عن احتلال المسلمين لإسبانيا معتبرا ذلك غزوا و احتلالا, و إذا كان أديب سعودي أصدر رواية تنتقد فتح المسلمين للأندلس و تعتبر خروج الإسلام منها مجرد استرجاع النصارى لحقهم و إذا كان شرذمة من البربر الممجدين لحضارة الفنيق تبرّؤا من أجدادهم الأشاوس الذين فتحوا الأندلس , فهاهي مؤرِخة إسبانية تلقم هؤلاء جميعا جمرا و تعلنها و هي المؤرخة الخبيرة التي طالعت و عايشت أنّ "المسلمين لم يدخلوا الأندلس كغزاة".
    فإذا كان النصارى الأسبان لا يعتبرون دخول الإسلام غزوا, فلماذا بعض أبناء ديننا يتهافتون لتجريم الوجود الإسلامي بالأندلس؟

    مصدر المقال: http://identidadandaluza.wordpress.com/2007/11/13/664/

    عرّبه و كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد المغربي.


  2. #2
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    Thumbs up رد: مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.

    أخي الفاضل؛ الأستاذ المترجم المحترم؛ أبو تاشفين هشام بن محمد المغربي

    السلام عليكم

    1- لا فض فوك...ونصرك الله، وأيدك بروح من عنده...لقد جئت بها بيضاء كفلق الصبح...

    2- منذ أيام قلائل كتب لنا في هذا المنتدى رجل من الرقاة، مقالا طويلا عريضا عنوانه: "أنا سعيد كمسلم بسقوط الأندلس"!!!

    3- لقد ألقمت حجرا لمفتي سوريا الذي اعتذر إلى الأسبان، ولم يعتذروا له، فأذل نفسه ودولته وبلاده التي منها بنو أمية الفاتحين...وشمت بنا الأعداء...

    4- وها هم أدباء الخزي والذل والعار، والتفلسف الكاذب، وحالهم كحال المتشبع بما لم يعط...هذا القاص السعودي نقشبندي (الملقب بألقاب الدراويش من عُـبَّاد القبور) يشمت بنا الأعداء...ويقف في صف العدو الكافر...انظر ماذا يقول:

    نقشبندي: الأندلس كذبة لفقها المؤرخون
    رواية "سلاّم" تُراجع التاريخ وتستنطق واقع صراع الإسلام والمسيحية
    نقشبندي: الأندلس كذبة لفقها المؤرخون
    ورسموا حولها هالة من البطولة

    الدمام: حبيب محمود


    يُثير الكاتب السعودي هاني نقشبندي في روايته "سلاّم" جُملة من الإشكاليات التاريخية والأيديولوجية والحضارية. وفي العمل الصادر عن دار الساقي، قبل أسابيع، في 240 صفحة يُجادل نقشبندي في المسألة الأندلسية من خلال شخوص الرواية الأربعة والقصة التي تحكي قصة "أمير سعودي" يحاول بناء قصر مشابه تماماً لقصر الحمراء. وفي محاذرة ذكية يطرح قراءته للتاريخ موظفاً الفانتازيا الساردة، والخرافة، وفلذات أيديولوجية، في توليفة حساسة تعتبر الأندلس قصة عربية فاشلة امتدت تسعة قرون في بلاد الإسبان.
    هذا المستوى من الطرح، وهذه الجرأة في مواجهة ما يُشبه المسلمات، وهذه الرؤية.. كل ذلك دفعنا إلى محاورته واستنطاق ما هو داخل النصّ وخارجه.
    الأندلس.. أسطورة.. كذبة
    * الرواية هي مزيج من التاريخ والخرافة والأيديولوجيا يتحرك بين الذاكرة الأندلسية والواقع العربي.. ما الذي تسعى إليه رواية "سلاّم" في هذه التوليفة السردية؟
    - الرواية تدعو إلى التصالح مع الآخر من خلال الاعتراف بالخطأ أولا. ما هو الخطأ؟ أقول إنه في تزوير تاريخنا. ولعل أكبر تزوير شهده هذا التاريخ هو أسطورة الأندلس. الفردوس المفقود. ذاك الذي نبكي عليه صباحَ مساء. ولست أعرف لماذا نبكي على شيء لم نكن أصحاب حق فيه ولو يوماً واحداً. نحن لم نكن أكثر من محتلين للأندلس. وكما كنا نطالب المستعمر ونحاربه كي ينجلي عن بلادنا، فقد كان لأهل الأندلس الإسبان الحق في طرد المحتل، والمحتل هنا هو نحن.
    * قد تقول كيف نكون محتلين؟
    - سأقول: إن العرب دخلوا إلى الأندلس في عام 722 ميلادية، وخرجوا منها بشكل نهائي عام 1609، هذا يعني قرابة تسعمائة عام. تصور.. تسعمائة عام عجزنا فيها عن تحويل البلاد إلى الإسلام. هكذا فقدنا المبرر الأخلاقي لوجودنا هناك. فتحولنا من فاتحين إلى محتلين.
    * أفهم أن يخرج العرب ويبقى الإسلام. أفهم أيضا أن يخرج الإسلام ويبقى العرب. لكن أن يطرد العرب والإسلام بعد تسعمائة عام، ماذا تسمي هذا؟.
    - إنها الأرض الوحيدة التي دخلها الإسلام وطرد منها. لماذا لم يطرد من الهند والسند وحتى ماليزيا؟ لماذا لم يطرد من تركيا؟ لماذا لم يطرد من دول أوروبا الشرقية؟ دخل العرب كل تلك البلاد فاتحين. انتهى العرب، لكن الإسلام بقي. في الأندلس لم يبق لا العرب ولا الإسلام. لماذا؟ لأننا لم نكن أكثر من محتلين، لا أصحاب رسالة كما نقول، وكما تقول كتبنا التعليمية.
    كتب مدارسنا علمتنا أكبر كذبة في تاريخنا: الأندلس. وأسبغت على الكذبة هالة من البطولة. من نراهم أبطالا في تاريخنا لم يكونوا كلهم كذلك. حتى طارق بن زياد وقصة حرق السفن، والعدو من أمامكم والبحر من خلفكم، ليست سوى خرافة.
    لست أقول ذلك جزافا، فكتابة "سلاّم" تطلبت الكثير من البحث، والقراءة في كتب التاريخ، مع أنها رواية ليست تاريخية على الإطلاق، لكنها تعتمد على حقائق تاريخية.
    الرواية تدعونا إلى إعادة قراءة تاريخنا الصدامي مع أوروبا. نحن نصر اليوم على هذا التصادم. نريد لأوروبا أن تصبح مسلمة، وللأندلس أن تعود. أوروبا لن تصبح مسلمة، والأندلس لن تعود. يجب أن نعترف بذلك.
    إسبانيا ستحتفل العام المقبل بمناسبة مرور أربعمائة عام على خروج آخر العرب من الأندلس. تحتفل بالمناسبة من باب الاستفادة من تجربة العرب هناك، وتأكيد مبدأ التحاور لا التصادم. وهذا ما أدعو إليه أيضا: الحوار لا التصادم.
    من يقول إننا لسنا نتصادم مع الآخر، مخطئ، ولو أتيحت لنا الفرصة لدخلنا أوروبا من جديد وقاتلناها ثم فرضنا عليها الإسلام أو الجزية.
    احتلال لا رسالة
    * تقدم بعض مضامين الرواية رؤية تاريخية تُعتبر مغلوطة في المسألة الأندلسية؛ ففي الوقت الذي تُعرّف التجربة العربية في الأندلس بوصفها حضارة؛ تضع "سلاّم" رؤية أخرى وتعتبرها تجربة توسعية.. هل يعود ذلك إلى توصيف تاريخي أم إحساس عام بالهزيمة؟.
    - أنا لا أقول إن تجربة العرب لم تكن ثرية في الأندلس، وإنهم لم يصنعوا حضارة من نوع ما، بل أقول إنهم لم يحافظوا على هذه الحضارة، لأنهم تحولوا إلى محتلين لا أصحاب رسالة. وإن سألتني ما هي طبيعة الحضارة التي تركها العرب هناك فسأقول الكثير، لكن ذلك لا ينفي أيضا أنها حضارة سقتها في بعض الأحايين دماء بريئة.
    أما بالنسبة لما ذكرته عن الإحساس بالهزيمة فأقول لك نعم. وأشكرك أن سألتني هذا السؤال.. هناك إحساس عام بالهزيمة ولا شك. كتبنا التي نتعلم منها وضعت كلها في منتصف القرن العشرين، حيث الهزيمة العربية تتكرر كل يوم، وتطرق باب كل واحد منا. لذلك بحثنا عن نصر وهمي. لست أقول فقط إن تاريخ الأندلس مزيف، بل كثير من تاريخنا مزيف. فكثير ممن يعتلون الحكم يشطبون من سبقهم. يجعلونه سيئاً كي يبرر وجوده هو. تزوير احترافي تعودنا عليه.
    حتى وسائل الإعلام لعبت دورها في التزييف. انظر إلى المسلسلات عن الأندلس. سترى كم هي تصور هذا الفردوس بأحلام وردية. الأندلس التي في عقولنا وأحلامنا وكتبنا ومسلسلاتنا ليست هي الأندلس الحقيقية.
    وهم وتزييف تاريخي
    * وصفك بعض الكتاب بأنك تخليت عن أوهام الأندلس.. فهل أنت مقتنع، فعلاً، بأن الأندلس أوهام؟ وما تفسير رؤيتك؟
    - نعم، وهم كبير. وأضيف مكرراً أنه تزييف حقيقي للتاريخ. دعني أقل لك شيئاً.. دخلت إسبانيا في صلب الكاثوليكية في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي. أي أقل من 150 سنة قبل أن يدخلها العرب. حسناً.. هذا يعني أن إسبانيا كانت حديثة عهد بالمسيحية. ألم يكن ذلك عاملا مساعدا لنشر الإسلام في الأندلس؟ بلى، كان كذلك. لكنه لم يحدث لأننا لم نسع إليه. بعكسه انظر إلى بعض دول أوروبا الشرقية التي دخلها الإسلام وبقي فيها رغم تاريخها العريق في المسيحية. انظر إلى تركيا، انظر إلى اسطنبول وحدها، كيف تحولت من عاصمة للمسيحية طوال أربعة عشر قرناً ثم أصبحت عاصمة للإسلام. وما زال هذا دينها حتى اليوم. لماذا لم نفعل الشيء ذاته مع الأندلس؟.
    ستقول إن السبب هو ضعفنا هنا وتقاتلنا وانقسام دويلاتنا في الأندلس. أقول لك إن هذا التقاتل كان موجوداً في كل البلاد التي دخلها الإسلام. وهذا طبيعي أن ينشأ التقاتل لتحديد مناطق النفوذ. لكن السؤال يبقى قائماً: لماذا لم تتحول إسبانيا إلى الإسلام؟ لأن العرب لم يدخلوها لنشر دينهم، بل طمعا بالبلاد، أما الدين والإسلام فقد كان -برأيي- همهم الأخير. واليوم استفاقوا على ذلك، ويريدون العودة إلى الأندلس ولو من خلال مسلسل تلفزيوني بائس تافه.
    فانتازيا
    * تعيش الرواية الحاضر من خلال وسائلها التاريخية والفانتازية.. في رأيك: هل مازالت هذه التقنية قادرة على "تنفيذ" مشاريع الإسقاط روائياً؟.
    - دعني أتحدث عن "سلاّم" إذ ليس من حقي الحكم على الروايات الأخرى. أقول إن روايتي هذه كلها فنتازيا. كلها خيال. لأن في الخيال بهجة. وقد تيقنت أن الخيال باب للحقيقة أحيانا. هكذا تجد "سلاّم". أضف إلى ذلك الرمزية في الرواية، إذ أعتقدها أمراً مهماً لتوصل فكرتك بوضوح. كان ذلك جليا في روايتي السابقة "اختلاس"، وهو جلي أيضا في هذه الرواية. فكل بطل من أبطال الرواية هو رمز لشيء ما يتصل بحياتنا اليومية.
    رواية وليست فيلماً
    * بنيوياً؛ تخلو الرواية من العنصر النسائي.. هل هي نزعة ذكورية مقصودة؟ أم أرادت الرواية لنفسها ذلك بنفسها؟.
    - هل تصدق لو قلت لك بأنني لم أكتشف ذلك إلا بعد أن فرغت من كتابة الرواية؟!. عادة ما أكتب ثم أبتعد عن ما كتبت لشهرين أو ثلاثة، قبل أن أعود إليه بعقلية قارئ لا كاتب. وهذا ما حدث في المراجعة الأولى. اكتشفت أنه لا يوجد عنصر نسائي. هل تعلم ماذا فعلت؟ ضحكت اليوم بطوله. ثم اتصلت بالناقد والكاتب المصري الكبير صلاح فضل، وأخبرته بأن روايتي الجديدة تخلو من أي عنصر نسائي، فسألني مستغرباً، كيف تسميها رواية إذاً؟ الرواية هي الحياة، فهل توجد حياة لا امرأة فيها؟.
    ربما هو على حق، لكن "سلاّم" رواية لم تتحمل وجود امرأة فيها. هكذا ولدت. أنا روائي ولست مخرجاً سينمائياً. و"سلاّم" رواية يمكن أن تقوم على شخص واحد فقط، وليست فيلماً سينمائياً يتطلب بطلاً وبطلة وجيشاً من الممثلين.
    بطل الرواية
    * بطل الرواية الرئيس هو "أمير سعودي".. هل ثمة ما فرض هذه الجنسية؟ ولماذا هذا التحديد بالذات في عمل محسوب على الواقعية الرمزية؟ ولماذا تعمدت الرواية حرمان أحد أبطالها من أية جنسية محددة؟.
    - أولا، بطل الرواية ليس الأمير السعودي. هو شخصية رئيسية نعم، لكنه ليس البطل. أما لماذا حددت جنسيته هكذا فأقول لأن كل شخوص الرواية يحملون جنسية محددة. هذا يجعلهم أقرب إلى القارئ. الوحيد الذي لم أحدد له جنسية هو رمّاح، وإن سألتني من يكون رمّاح.. أقول إنه مرافق الأمير، وهو في رأيي بطل الرواية. شخص ظريف لطيف ومنافق. لم أحدد له جنسية حتى لا أحصره ضمن إطار محدد.
    ولأنه أيضا يمثل نموذجاً شائعاً من الرجل العربي بكل جنسياته. وهذا كله لا يتعارض مع الرمزية، لأن الرمزية ليست في الهوية، بل في الشخصية العامة.
    الإسلام والمسيحية
    ثمة صراع ملفت في الرواية حاول هاني نقشبندي توصيفه على نحو موضوعي على لسان أبطاله، هو صراع المسيحية والإسلام، ما قبل الأندلس وما بعدها.. ما هو مدلول هذا الصراع في الرواية وما هي صلته بالواقع؟.
    - أشرت لك في البداية إلى أن الرواية تقول إن العلاقة بين الإسلام والمسيحية يجب أن تقوم على التحاور لا التصادم. أنا أؤمن بنظرية صراع الحضارات. أؤمن تماما بأننا نتصارع مع الآخر في السر والعلن. والآخر يصارعنا بالمثل. رمز هذا الصراع هو قصر الحمراء في غرناطة الذي يريد الأمير أن يبني مثله في بلده. هو بذلك يجدد الصراع. ذلك أن قصر الحمراء الذي تسكنه لعنة ما، والذي بني كرمز لقوة الإسلام في زمن ضعفه الكبير في الواقع، ليس أكثر من رمز لهذا الصراع من خلال جرس الكنيسة الذي يعلو برج القصر، ويتصادم كل يوم مع آيات القرآن التي تكسو حوائط القصر. هذا ما تقوله الرواية. وهذا ما سيراه القارئ جليا في كل سطر وفي بطن كل حرف.
    للقارئ رأيه
    * عومل هاني نقشبندي بحالة جدلية عبر شبكة الإنترنت.. واعتُبر، في بعض الكتابات العنكبوتية، متحدياً للتحفظ الاجتماعي في السعودية.. السؤال: من أين تصدر هذه الاتهمات؟ وكيف تردها؟.
    - ما المقصود بالتحفظ؟ هذه كلمة مطاطة لها ألف معنى. أنا فخور بوطنيتي وبديني، وبكل ما يفرضه وما لا يفرضه. لكني أُعمل العقل مع الدين. هكذا تراني مع النسق المتحفظ في المجتمع في موقف معين، وخارج هذا النسق تماما في موقف آخر. أنت لن ترضي الناس أبدا. اتهمت في رواية "اختلاس" باللاوطني. ربما اتهم في "سلام" باللاديني. لا بأس. أنا أكتب ما أنا مقتنع به ولو كان مخالفا لقناعات المجتمع كله. هذا رأيي، وللقارئ رأيه وأحترمه فيه.


    المصدر: جريدة "الوطن".بتاريخ: 5 يوليو 2008.

    http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=142619&pg=12

    http://expatriatedandalusian.2araby....a-a-vt201.html

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 18/11/2008 الساعة 04:39 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •