سحابة التلوث "براون" تهدد البيئة والصحة في العالم

حذرت الأمم المتحدة من سحابة سميكة بنية اللون تتكون من مواد كيميائية ملوثة ويتجاوز حجمها ثلاثة كيلومترات تمتد من الخليج العربي إلى شرق آسيا وتهدد الإمدادات الغذائية والصحة في العالم، مؤكدة أنها تستطيع التحرك بين القارات خلال أربعة أيام.

وقال تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة صدر الخميس ونشرته الصحف البريطانية والأميركية اليوم الجمعة إن مركز السحابة التي يطلق عليها "براون" هو كوريا الجنوبية وإنها قد تنتقل ثم تنتشر فوق بحر اليابان تجاه اليابان.

وأوضح التقرير أن حجم السحابة ثلاثة كيلومترات وأنها تستطيع الوصول إلى منطقة الشرق الأوسط خلال أيام.

واعتبر تقرير المنظمة الدولية أن هذه السحابة أحدث خطر على البيئة العالمية لما تحتويه من ملوثات مثل السخام البني وغيره من الملوثات المعلقة فوق آسيا وتلقي بظلال قاتمة على المدن، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتدمير المحاصيل.

أشار التقرير إلى أن 13 من المدن الكبرى في آسيا شهدت سحبا سوداء منها بكين وشنغهاي وبانكوك ومومباي ونيودلهي، كما شهدتها أيضا العاصمة المصرية القاهرة حيث يعتم الجو وينخفض الضوء إلى 25% في بعض الأماكن.

تخيّل
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أكيم شتاينر "تخيل للحظة سحابة بسمك ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) من السخام والجسيمات السامة، وهي مزيج من المواد الكيميائية التي تمتد من آسيا إلى شبه الجزيرة العربية".

وأضاف أن "الحاجة ملحة إلى النظر في الانبعاث عبر كوكب الأرض لأنها ترتبط بانبعاث غازات الدفيئة وانبعاث الجسيمات بما يؤثر على المناخ العالمي".

وتقدر الأكاديمية الصينية للعلوم تقلص الأنهار الجليدية بنسبة 5% منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وترى أن استمرار معدل التراجع هذا يمكن أن يؤدي إلى انكماش الأنهار الجليدية من جانب ما لا يقل عن 75% بحلول عام 2050، مما يشكل خطرا كبيرا على أمن المياه في المنطقة.



ذكر التقرير أن تلوثا سيساعد في تقليص الرياح الموسمية في الهند، وقد يؤدي أيضا إلى خفض الإنتاج من المحاصيل الرئيسية مثل الأرز والقمح وفول الصويا.

وأشار أيضا إلى المشاكل الصحية المرتبطة بتلوث الجسيمات الدقيقة والتي تشمل القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي.

فائدة
وذكر التقرير في الوقت نفسه أن سحابة "براون" تساعد في تشكيل قناع يخفف من ظاهرة الانحباس الحراري عن طريق المساعدة في تبريد سطح الأرض وإخماد ارتفاع درجات الحرارة بنسبة تتراوح بين 20 و80%، لأن بعضا من الجسيمات التي تشكل السحب يعكس ضوء الشمس وتهدئة الجو.

وقال العلماء إن السحابة الهائلة يمكن أن تتحرك عبر القارات في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام، منبهين إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد قضية إقليمية ولكنها عالمية.

وقال فيرباهندران راماثان من معهد سكريبس لعلم المحيطات في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إن "الرسالة الرئيسية هي أن هناك مشكلة عالمية، وليست من النوع الذي يتم توجيه أصابع الاتهام فيه إلى جيراننا أو لشخص آخر لأن الأمر يهم الجميع".