تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر
( رؤية مستقبلية )
د . إبراهيم محمد إبراهيم
مضى على وجود اللغة الأردية في مصر كلغة تدرس في الجامعات والمعاهد العلمية المصرية ما يزيد على نصف قرن من الزمان كانت في بداية أمرها لغة معاونة يدرسها الطالب باعتبارها ذات صلة وثيقة باللغة العربية ، وأنها إحدى اللغات الإسلامية ، إضافة إلى كونها لغة شرقية .
ثم تعاقبت السنـون ، وخضعت اللغة الأردية في مصر لعوامل المدّ والجزر ، فانحسرت تارة ، وامتدت تارة أخرى ، وبين هذا وذاك لا تعدو النظرة إليها كونها نوعاً من الهامش العلمي الذي لا يمثل سوى استكمالاً للشكل المنهجي (1) رغم أهميته ، إلى أن كانت نهاية العقد السابع من القرن العشرين ، وعلى وجه الخصوص عام 1979م ، حين قررت جامعة الأزهر الشريف إزالة الخط الفاصل بين الهامش والنص ليصبح في صلب الموضوع ، فلا يجد القارئ بداً من قراءته والتدبر في أمره ، وتم افتتاح قسم مستقل للغة الأردية وأدبها بكلية اللغات والترجمة ، ليصبح ضمن منظومة الأزهر الرامية إلى تحقيق قول الله تعالى " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " (2) ، ولاح في الأفق أمل كان يحدونا في التعرف إلى شعب حالت بيننا وبينه مسافات جغرافية وحدود وهمية .
وبعد أربع سنوات من بداية الدراسة بقسم اللغة الأردية سابق الذكر تخرجت الدفعة الأولى عام 1983م ، وكنت أولها ، ثم توالت الدفعات ،ولا يزال التفريخ متواصلاً .
وفي عام 1996م افتتحت جامعة الأزهر قسماً آخر مستقلاً للغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية فرع البنات بالقاهرة ، وتخرجت الدفعة الأولى من القسم الوليد عام 1999م / 2000م ، ثم توالت الدفعات ، ولا يزال التفريخ مستمراً .
وكان هذا هو أقصى مدّ وصلت إليه اللغة الأردية في مصر حتى يومنا هذا ، وتمثلت بداية هذا المد في دخول اللغة الأردية كلغة اختيارية في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة جنباً إلى جنب مع اللغة التركية حيث يختار الطالب واحدة من اللغتين ليدرسها جنباً إلى جنب مع اللغة الأساسية في القسم وهي اللغة الفارسية ، وقد شاركت في هذا المد كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1979م حين بدأ تدريس اللغة الأردية فيه كلغة اختيارية ، ثم أصبح لها فرع خاص بها يتم التخصص فيه من الفرقة الثانية ، بينما يدرس الطالب في الفرقة الأولى مبادئ اللغة الأردية جنباً إلى جنب مع مبادئ اللغتين الفارسية والتركية . كما شارك في هذا المد معهد اللغات الشرقية التابع لكلية الآداب جامعة الإسكندرية ، وخاصة في مرحلة الدراسات العليا ، ولا ننسى دخول اللغة الأردية إلى قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة المنصورة كلغة ثانية اختيارية يختار الطالب بينها وبين اللغة التركية ، بينما تكون لغة التخصص هي اللغة الفارسية ، ومن البديهي أن يكون عدد المواد التي يدرسها الطالب في الأقسام التي تدرس الأردية فيها كلغة اختيارية ثانية أقل بكثير من تلك التي يدرسها الطالب في الأقسام التي تدرس اللغة الأردية كلغة للتخصص ، سواء من الفرقة الأولى كما هو الحال في قسمي اللغة الأردية بجامعة الأزهر ، أو من الفرقة الثانية كما هو الحال مع شعبة اللغة الأردية من قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس .
وقبل أن نبدأ الحديث عن واقع تدريس اللغة الأردية بجامعة الأزهر يجدر بنا أن نشير إلى موضوع هام نستطيع من خلاله رصد هذا الواقع بدقة ، ويتلخص هذا الموضوع في سؤال فحواه : لماذا ندرس اللغة الأردية ؟ .
ولا بد أن هناك أسباباً تدفع إلى تدريس لغة ما وإدراجها ضمن المنظومة التعليمية ، فإذا قصرنا حديثنا على اللغة الأردية في جامعة الأزهر وجدنا أن أهم هذه الدوافع – في رأيي – هي :
1 – مخزون اللغة الأردية من التراث الإسلامي .
2 – الصلة الوثيقة بين اللغة الأردية واللغة العربية .
3 – القيام بمهام علمية في بلاد اللغة الأردية نفسها ، مثل نشر الإسلام واللغة العربية وما يتبع ذلك من الحاجة إلى إعداد من سيقوم بهذه المهمة إعداداً جيداً .
4 – حاجة سوق العمل في مصر إلى اللغة الأردية .
وسوف نكتشف – ولأول وهلة – توفر الدوافع الثلاثة الأولى ، بينما الأمر يحتاج إلى تدقيق شديد في الدافع الرابع . وبالتالي فإن الهدف من تدريس اللغة الأردية – وربما تشاركها لغات شرقية أخرى في هذا الأمر - يفتقد جزءاً كبيراً من هذا الدافع ، وهو دافع أساسي لا يمكن التغاضي عنه ، وخاصة في عصرنا هذا ، أي إلى أي مدى يحتاج سوق العمل في مصر إلى تخصص اللغة الأردية على وجه التحديد ، خاصة وأن هناك توسعاً في تدريسها بشكل مطرد في جامعات مختلفة ، وإن كان الواضح أن هذا التوسع يضع في اعتباره الدوافع الثلاثة الأولى سابقة الذكر ، دون النظر إلى الدافع الرابع ، رغم أهميته الكبرى في أيامنا هذه ، حيث يكون التعليم وسيلة لكسب القوت .
وبنظرة فاحصة إلى واقع تدريس اللغة الأردية بجامعة الأزهر نستطيع تقسيمه إلى مرحلتين أساسيتين هما : المرحلة الأولى ، وهي المرحلة التي حمل عبء التدريس فيها بشكل أساسي أساتذة غير مصريين ، والمرحلة الثانية ، وهي المرحلة التي يحمل عبء التدريس فيها – ولا يزال – أساتذة من المصريين بالدرجة الأولى .
أولاً : المرحلة الأولى :
وتبدأ هذه المرحلة مع افتتاح قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة عام 1979م ، وتنتهي مع حصول مجموعة من معاوني أعضاء هيئة التدريس من المصريين في تخصص اللغة الأردية وأدبها على درجة الدكتوراه ، وقيامهم رسمياً بأعمال التدريس ، وتقتصر هذه المرحلة على قسم اللغة الأردية وأدبها بكلية اللغات والترجمة سابقة الذكر ، إذ أن القائمين على التدريس بقسم اللغة الأردية وأدبها بكلية الدراسات الإنسانية ( بنات الأزهر ) منذ نشأته كانوا من المصريين بنسبة أغلب . وتتسم هذه المرحلة بعدة سمات أهمها :
1 – كانت اللغة الأردية في ذلك الوقت في دور التعارف بين أروقة جامعة الأزهر ، كما كانت – ولا تزال – تعد أمراً عجيباً في أذهان طلاب الفرقة الأولى على وجه التحديد ، نظراً لغرابة اسمها ، وعدم ارتباطه بمسمى دولة ما (3) ، وتشابهه مع مسميات أخرى : أردي – كردي وغيرهما مما يختلط في ذهن من هم في غير هذا التخصص فتثير قدراً من الإحبـاط لدى طالب الأردية .
2 – لم تكن هناك كتب منهجية يستطيع الطالب الاعتماد عليها في دروسه ، والرجوع إليها عند الحاجة ، كما لم تكن هناك مؤلفات باللغة العربية عن اللغة الأردية وتاريخها وأدبها إلاّ النذر اليسير ، وكان الاعتماد الكلي على التصوير من بعض الكتب الأردية التي كانت تمثل صعوبة بالغة لدى الطالب ، وبالتالي استلزم ذلك جهداً مضاعفاً من الأستاذ لترجمة النص ، ثم شرح الموضوع الذي يشير إليه هذا النص ، وغني عن الذكر أن زمن المحاضرة الواحدة لا يمكن الأستاذ أو الطالب من القيام بكل هذا واستيعابه على الوجه الأكمل .
3 – نظراً لأن قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة وكلية الدراسات الإنسانية للبنات بجامعة الأزهر – ككل أقسام اللغات الشرقية وغير الشرقية من اللغات التي لا تتمتع بقدر كبير من الانتشار في مصـر وغيرهـا ، ولا تجد بالتالي سوق عمل مناسب – تدخله نوعية معينة من الطلاب والطالبات معظمهم محكوم بمجموعه الضئيل في الثانوية ، أو مستنفذ من كلية أخرى ، أو كاد يستنفذ من قسم آخر ، ومثل هذه النوعية تفتقد أكثريتها إلى ملكة تعلم اللغات ، وتجد صعوبة جمة في دراستها .
4 – هناك سمة أخرى من سمات تلك المرحلة وهي أن الأساتذة جميعاً في ذلك الوقت كانوا من غير المصريين وهم :
1 – الأستاذ الدكتور / أمجد حسن سيد أحمد (4) .
2 – الأستاذ الدكتور / غلام محي الدين العربي (5) .
3 – الأستاذ / أحمد حسين أجميري (6) .
4 – الدكتور / عبد الخالق بيرزاده (7) .
وكان الأستاذ الدكتور / سمير عبد الحميد إبراهيم (8) هو الأستاذ المصري الوحيد الذي قام بتدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر في المرحلة الأولى محل الحديث مع الأساتذة الأجانب .
هذا ولا نستطيع أن ننكر جهود الأساتذة الأجانب في تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر ، ولكن ظلت هناك حواجز عديدة بين الطلاب وأساتذتهم ، أثرت أحياناً على حصيلة استيعاب هؤلاء الطلاب ، ومن هذه الحواجز حاجز اللغة ، وأقصد هنا أن اللهجة العربية التي يتكلم بها هؤلاء الأساتذة كانت – بطبيعة الحال – صعبة الفهم من الوهلة الأولى ، وتتطلب تركيزاً كبيراً من المستمع ، وخاصة في البداية ، حتى يتبين ما يقوله الأستاذ ، وبالتالي كان الإنجاز الذي يمكن أن يحققه الطالب في هذا المجال هو أن يفهم لغة الأستاذ وليس الموضوع الذي يشرحه ، فأدى ذلك في النهاية إلى ضحالة المعلومات لديه ، خاصـة وأن هذا الطالب ذو قدرات محدودة من الأصل ، ولديه قدر من الإحباط في كثير من الأحيان ، ولا يخفى أن هذا الأمر كان يسبب كثيراً من الضيق لدى الأستاذ الأجنبي ، إذ يكتشف في النهاية أنه كان يتحدث في واد ، بينما الطالب في واد آخر ، فيزداد الحاجز اتساعاً .
ومن الحواجز التي لا نستطيع إغفالها فيما يتعلق بالأساتذة من غير المصريين ، عدم فهم نفسية الطالب المصري في بعض الأحيان بشكل عام ، والطالب الأزهري بشكل خاص ، في ضوء الخلفية الدراسية التي نشأ عليها منذ التحق بالمرحلة الأولى من التعليم ، وكذا نوعية هذا التعليم ، وهو ما يحتم على الأستاذ الأجنبي أن يكون أكثر حكمة وتسامحاً ، حتى يستطيع فهم هذا الطالب ، وبالتالي اكتشاف الطريقة المناسبة لتوصيل المعلومة إليه ، دون أن يخلق حاجزاً نفسياً يحول بين الطالب وبين دراسة اللغة الأردية وأدبها .
5 – أن خريج هذا القسم – كبقية الأقسام التي أشرنا إليها آنفاً – لا يجد بعد تخرجه سوق العمل المناسب في ميدان التخصص ، ثم فقدانه الأمل في السفر – على أسوأ الظروف – إلى بلاد اللغة الأردية للعمل بها ، نظراً لبعدها جغرافياً عن مصر ، بالإضافة إلى اكتظاظ سوق العمل بها ، رغم أن هؤلاء الخريجين يمكنهم تقديم خدمة جيدة للإسلام واللغة العربية إذا ما تم ابتعاثهم من قبل الأزهر إلى دول اللغة الأردية لتدريس اللغة العربية والمواد الشرعية ، جنباً إلى جنب مع إخوانهم من مدرسي المعاهد الأزهريـة الذين يفتقدون الوسيلة الهامة في توصيل المعلومة إلى أهل البلاد وهي اللغة ، ونأمل أن يبحث الأزهر الشريف هذا الموضوع .
وكانت المحصلة النهائية لهذه المرحلة الأولى حتى عام 1996م – العام الذي بدأت فيه الدراسة رسمياً بقسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر ، فرع البنات - هي مجموعة من المدرسين ومعاونيهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ، ومعظم هؤلاء قد أتيحت لهم فرصة السفر إلى باكستان والهند ، وقد حمل هؤلاء جميعاً رسالة تدريس الأردية وأدبها في المرحلة الثانية ، جنباً إلى جنب مع الأساتذة من غير المصريين .
أما عن حصيلة الخريجين فكانت في معظمها أقل من المأمول من حيث المستوى العلمي الذي جاء ضعيفاً في الغالب . وإذا قررنا هذا فيما يتعلق بطالب الأزهر الذي يدرس اللغة الأردية كلغة للتخصص منذ الفرقة الأولى ، فمن الأولى أن ينطبق هذا الكلام على خريجي أقسام اللغة الأردية في باقي الجامعات ، باعتبار أن هذه الأقسام تدرّس اللغة الأردية وأدبها بدرجة أقل مما تدرّسه بها جامعة الأزهر ، ومع ذلك فلا يزال المستوى العلمي للخريجين أقل من المنشود .
المرحلة الثانية :
وتبدأ هذه المرحلة عام 1996م مع افتتاح قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات (9) ، وقام بالتدريس فيه مصريون بالإضافة إلى بعض أهل اللغة ومنهم :
1 – السيدة الدكتورة / تبسم منهاس (10) .
2 – الأستاذ الدكتور / نثار قريشي (11) .
3 – الأستاذ الدكتور / نجيب الدين جمال (12) .
4 – الأستاذ الدكتور / مظفر عباس (13) .
هذا وقد تميزت هذه المرحلة بالسمات التالية :
1 – التعريف باللغة الأردية وآدابها بين الجناح الثاني للدارسين ، ونقصد به الإناث ، وهو ما يعد في ذاته مكسباً يتحقق للغة الأردية في أكبر بلد عربي ، بصرف النظر عن المكسب الذي تحقق من ورائها للدارسين والدارسات من المصريين .
2 – اعتماد التدريس بالقسم بالدرجة الأولى على المصريين ، وإن كانوا في معظمهم منتدبين من القسم المناظر بكلية اللغات والترجمة .
3 – قلة عدد القائمين بالتدريس من أهل اللغة الأردية مقارنة بالمرحلة الأولى التي سبق الحديث عنها .
4 – التوسع في تدريس اللغة والأدب الأردي على المستوى الأعلى " ماجستير ودكتوراه " بإنشاء الدراسات العليا للغة الأردية بجامعة الأزهر بعد أن ظلت لسنوات طوال خالية منها ، وذلك حين افتتحت الدراسات العليا بقسم اللغة الأردية للبنات ، ثم تبعه قياساً قسم اللغة الأردية للبنين ، وبالتالي أصبحنا نتوقع نحن وجود متخصصات ومتخصصين في اللغة والأدب الأردي حاصلين على الماجستير والدكتوراه ، ويتوقعون هم أن يجدوا لهم مكاناً بين أعضاء هيئة التدريس بأقسام اللغة الأردية بالجامعات المصرية .
5 – ظهور بعض الكتب المنهجية باللغة العربية يستطيع الطلاب والطالبات الرجوع إليها عند الحاجة ، وتوفر كثيراً من الوقت على الأساتذة (14) . ورغم أن هذه الكتب لا تمثل سوى محاولات على طريق طويل شاق ، إلاّ أنها بالتأكيد محاولات جادة ، وإضافة لا بأس بها .
6 – اكتساب أساتذة الأردية بجامعة الأزهر خبرة لا بأس بها نتيجة مشاركتهم في الندوات والمؤتمرات التي يدعون إليها في تخصص اللغة الأردية ، وكانت ساحة هذا النشاط العلمي خالية من تخصص اللغة الأردية وآدابها فيما سبق .
أما العوائق التي واجهتها مسيرة تدريس اللغة الأردية بجامعة الأزهر فقد تركزت في قلة الأماكن المتاحة للتدريس نظراً لاكتظاظ الكلية بالدارسين وعدم كفاية المباني ، وقد واجه قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة هذه المشكلة في المرحلة الأولى ، لكن الأحوال تحسنت فيما بعد بإنشاء مبنى جديد للكلية خصصت فيه حجرات كافية للتدريس ولأعضاء هيئة التدريس كذلك ، بينما لا يزال قسم اللغة الأردية للبنات يواجه هذه المشكلة حتى تاريخه .
أما نتيجة المرحلة الثانية فكانت على النحو التالي :
1 – تخريج مزيد من الطـلاب والطالبات ، وتعيين عدد لا بأس به من المعيدين والمعيدات ، والمدرسين والمدرسات ، وخروج بعض الكتب إلى النور ، وإن كان ذلك لا يمثل تطوراً حقيقياً بقدر ما يمثل أحداثاً كان لا بد أن تقع ، ونتائج روتينية مسلّم بها .
2 – عدم تحسن المستوى العلمي للدارسين عن نظرائهم في المرحلة الأولى ، وبالتالي لم نجد فارقاً كبيراً بين المرحلة الأولى التي حمل فيها أهل اللغة الأردية على عاتقهم عبء التدريس ، والمرحلة الثانية التي انتقل فيها زمام الأمور إلى المصريين ، ولم يحدث نوع من التطور الحقيقي الملموس ، اللهم إلاّ ذلك التطور الذي لا يرتبط بجهد بقدر ما يرتبط بمرور الوقت ، وإلاّ صرنا كرجل في بداية القرن الواحد والعشرين يكاد يطير فرحاً وسروراً لأنه أدخل خدمة التليفون إلى بيته ، وهو لا يدري بأنه آخر من فعل ذلك ، وأن مرور الوقت هو الذي قدم إليه هذه الخدمة بدفعه إلى إدخالها حين لم يبق غيره !.
3 – لم تقل نسبة الإحباط في المرحلة الثانية عن مثيلتها في المرحلة الأولى ، إذ شعر الطالب والطالبة بأنه يدرس ما لا يقدّره أحد لندرة الحاجة إليه ، ورغم أن معظم هؤلاء الطلاب والطالبات – كما سبق أن أشرنا - كانوا يبحثون عن مخرج من مأزق المجموع في الثانوية ، أو الفصل من القسم أو الكلية التي استنفذوا مرات الرسوب فيها ، وكان هذا التخصص بمثابة المخرج لهم ، ولكنهم بعد أن يندمجوا مع الدراسة يصبح من حقهم التساؤل عن الفائدة التي سيجنونها من وراء دراسة هذا التخصص ، ويجد الأساتذة أنفسهم في موقف لا يحسدون علي : أيخبرونهم بأن فرص العمل قليلة – بل ونادرة – بالفعل ، ولن ينال هذه الفرص إلاّ متفوق ؟!. أم يقولون لهم أن أمر العمل ليس بيدهم ، وأن هناك جهات مختصة بهذا الأمر ، وأن مثلهم في ذلك كمثل باقي الخريجين من التخصصات المختلفة ؟!. أم يواجهونهم بحقيقة أنهم قد جنوا بالفعل فائدة عظمى من وراء هذا التخصص ، إذ أنفذ مستقبلهم التعليمي من الضياع حين أخفقوا في كليات وتخصصات أخرى ، فكان هذا التخصص الذي حفظ عليهم انتماءهم للجامعة !!. ولكن كل إجابة من هذه الأجوبة كان سيؤدي حتماً إلى زيادة مخزون الإحباط لدى الطلاب والطالبات ، ويفتح عليهم باب اليأس ، وخاصة بالنسبة للقلّة القليلة التي التحقت بالتخصص بمحض رغبتها وحباً فيه ، ولم يكن مجموعهم في الثانوية عائقاً في طريق التحاقهم بتخصصات أخرى أكثر رواجاً ، ومن هنا لم يكن لدى الأساتذة سوى إجابة واحدة وهي : " إن المستقبل بيد الله " .
رؤية مستقبلية
بعد هذا السرد السابق للمرحلتين الأساسيتين لتدريس اللغة الأردية بقسمي اللغة الأردية بجامعة الأزهر علينا أن نقرر أمرين هامين نظن أنهما قد يساعدانا في وضع رؤية مستقبلية للغة الأردية بهذه الجامعة المتميزة :
الأمر الأول هو أن للأهمية الاستراتيجية التي تمثلها البلاد الناطقة بالأردية على خريطة السياسة الدولية ، ومدى اهتمامها بهذه اللغة تأثيراً بالغاً على نظرة الدول والحكومات – بل والشعوب أيضاً – إلى اللغة الأردية والتعامل معها . ورغم تسليمنا بالأهمية الاستراتيجية البارزة للهند وباكستان ، إلاّ أن النظرة الفاحصة لوضع الدولتين على مختلف المستويات ، وخاصة فيما يتعلق بمدى اهتمامهما باللغة الأردية تؤكد أن الوضع ليس في صالح تغيير النظرة الرسمية والحكومية والدولية إلى اللغة الأردية بشكل أفضل ، وبالتالي لم تحظ الأردية بوجود مقنع على المستوى الرسمي في الدول العربية كلها ، فاللغة الأردية ليست هي اللغة الرسمية للهند ، ليس هذا فقط ، بل إنها تواجه ظروفاً صعبة داخل الهند رغم أن عدد المتحدثين بها يقترب من عدد سكان الدول العربية مجتمعة ، هذا إلى جانب كونها لغة مفهومة بين القطاع الأكبر من سكان البلاد والذي فاق المليار نسمة . واللغة الأردية ليست اللغة الرسمية لباكستان كذلك ، رغم أنها تلقى اهتماماً كبيراً من الدولة ، وحباً شديداً من أهل البلاد ، لكنها مع ذلك بقيت كحكومات الظل لا يتم التعامل الرسمي معها ، ولهذا الوضع الغريب أسباب عديدة ليس المجال الآن لسردها وتحليلها ، لأنها أسباب تاريخية ونفسية أيضاً ، ومع ذلك فلو كانت الأوضاع السياسية مستقرة بين البلدين – الهند وباكستان – لكان حال اللغة الأردية أفضل مما هو عليه الآن ، وليس من المنتظر على المدى القريب أن يحدث مثل هذا التحسن الذي تشتاق إليه شعوب البلدين منذ أكثر من خمسين عاماً ، لكنها السياسة – قاتلها الله – تأبى إلاّ أن يتحارب بشر لينعم بشر ، وما بين هؤلاء وهؤلاء مسافات تتباعد ما بين سبع سماوات وسبع أراضين كل في محيطه .
الأمر الثاني هو أننا ينبغي أن نضع في الاعتبار حين نقدم تصوراً مستقبلياً للغة الأردية في مصر أن الطالب يدرسها في سن متقدمة ، أي بداية من المرحلة الجامعية ، وليست لدية فكرة مسبقة عن هذه اللغة ، ولم يسمع عنها من قبل ، إذ لا وجود لها في وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية ، على عكس اللغة الإنجليزية أو الفرنسية مثلاً ، والتي يدرسها الطالب منذ نعومة أظفاره ، ولها انتشار واسع في المجتمع من خلال وسائل الإعلام ، وكذا المراكز المتخصصة .
وبعد فإن جامعة الأزهر باعتبارها جامعة ذات طابع خاص ، فإن أهدافها من وراء إدخال هذا التخصص إلى حرمها لا بد وأن تكون مختلفة عن أهداف الجامعات الأخرى التي تدرس اللغة الأردية في أشياء ، بالإضافة إلى اتفاقها معها في أشياء أخرى ، وأهم هذه الأهداف الخاصة بجامعة الأزهر هو تخريج القادرين على نشر الدين الإسلامي الصحيح خارج حدود المنطقة العربية ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسللت إليه ، هذا بالإضافة إلى نشر اللغة العربية أيضاً ، وحالتنا هنا هي الهند وباكستان بصفة خاصة ، والدول الناطقة باللغات الشرقية الإسلامية عامة كالفارسية والتركية ، ومن هنا لا بد أن يكون لكل هذا انعكاسه الواضح في المناهج الدراسية بأقسام هذه اللغات ، ولجامعة الأزهر في هذا الصدد تجربة نظنها تجربة ناجحة إلى حدّ معقول ، ويمكن أن تكون أكثر نجاحاً بمزيد من الدراسة والتطوير ، وهذه التجربة هي أقسام الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية بكلية اللغات والترجمة ، والتي تهدف إلى تخريج دعاة يجيدون اللغات الأجنبية ، ومحيطين بالعلوم الإسلامية ، ونحن نرى أن كل أقسام اللغات بجامعة الأزهر ينبغي أن تهدف إلى الأمر ذاته ، ولا يجب أن نعتذر بأن اللغات الشرقية – الأردية والفارسية والتركية – هي لغات إسلامية ، وإنتاجها إنتاج إسلامي ، إذ أن الدين الإسلامي الصحيح الذي ينشد الأزهر الشريف الدعوة إليه في بلاد غير المسلمين لن يختلف في قليل أو كثير عن الدين الإسلامي الصحيح الذي ينبغي على الأزهر الشريف التذكير به في بلاد المسلمين ، وهو أمر غاية في الأهمية إذا ما وضعنا في الاعتبار أحوال المسلمين في بلاد اللغات سابقة الذكر ، والتي تعد كلها بلادا ينتمي أهلها إلى مذهب معين قد يرفض مذهباً إسلامياً آخر ، مما يؤدي إلى حتمية الصراع بين المذاهب الإسلامية ، وأخص بالذكر هنا بلاد اللغة الأردية ، أقصد الهند وباكستان ، فلدينا حوالي مائة وأربعون مليوناً من المسلمين في باكستان ، وما يزيد على مائتين وخمسين مليوناً في الهند ، وهؤلاء وهؤلاء من الناطقين بالأردية ينتمون إلى مذاهب ومسالك إسلامية مختلفة ما بين بريلويين وديوبنديين وأهل حديث وشيعة ، جنباً إلى جنب مع فرق أكثر غلواً وتطرفاً ، هذا بالإضافة إلى الطوائف الأخرى من غير المسلمين كالهندوس والبوذيين والسيخ والجينيين وغيرها وخاصة في الهند ، ونتيجة لهذا الاختلاط الطبيعي بين المسلمين وغيرهم حدث تداخل كبير في العادات والتقاليد ، بل تعداها إلى أمور الدين وأحكامه ، ومن هنا وجدنا حالات زواج كثيرة بين سيدات مسلمات ورجال غير مسلمين من الهندوس وغيرهم ، وقد يجد هذا الوضع من يبرره في تلك البلاد ، ويوجهه إسلامياً ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، ومعها مسئولية الأزهر الشريف ودوره في شرح الدين الصحيح ، وفصل ما علق به من الشوائب التي خالطته نتيجة الاختلاط الطبيعي والتفاعل المحتوم بين المسلمين وغيرهم في بلاد تكنّ للأزهر الشريف كل احترام وتقدير ، وبالتالي لا بد أن تكون المناهج في قسم اللغة الأردية وآدابها بجامعة الأزهر بنات وبنين مما تعين الخريج والخريجة على القيام بهذا الدور إذا ما أسنده إليه الأزهر الشريف ، وربما كان تدريس اللغات الشرقية الإسلامية - اللغة الأردية واللغة الفارسية واللغة التركية – في مرحلة سابقة على المرحلة الجامعية ، ولتكن المرحلة الثانوية مثلاً ، مفيدة في هذا الخصوص .
ولنا بعد هذا أن نقول وبثقة أن تخصص اللغة الأردية في الجامعات المصرية عامة ، وفي جامعة الأزهر خاصة ، في طريقه إلى تثبيت أقدامه ، وسيكون لهذا في القريب ثماره ، ولكننا نخشى أن تكون هذه الثمار تكرار لثمار موجودة بالفعل في شكل خريجي أقسام اللغات الشرقية التي سبقت الأردية في مصر كالفارسية والتركية ، ونسبة كبيرة منها راكدة يقلّ الطلب عليها بشكل يدعو إلى القلق ، ولهذا لا بد من إعادة التفكير وبجدية في وضع اللغات الشرقية عموماً ، وسيحتاج هذا الأمر إلى خطوات وقرارات قد تكون استثنائية ، لأننا إن أردنا الإصلاح فلا بد من الشجاعة في المواجهة ، والتضحية في سبيل العلاج من أجل مصلحة الوطن ، وأقسام اللغات الشرقية بوضعها الحالي بمثابة نزيف متواصل وإن كان بسيطاً ، مقارنة بضخامة جسد الجامعات المصرية ، ومن البديهي أن يضر النزيف بالجسد حتى وإن خرجت معه بعض السموم التي قد تضر به في حالة عدم خروجها منه ، وللتغلب على هذا النزيف وإيقافه لا بد من خطوة شجاعة يقف خلفها حب الوطن وتغليب مصلحته على المصلحة الخاصة ، وإذا اعترفنا بعدم جدوى الوضع الحالي لهذه التخصصات فعلينا إذاً أن نبحث عن الحلول التي تصلحه وتجعل منه وضعاً مناسباً .

هوامش
1 - أقصد بالشكل المنهجي ضرورة أن يدرس الطالب لغة شرقية ثانية جنباً إلى جنب مع اللغة الشرقية التي يدرسها ، كأن يدرس الطالب في قسم اللغة الفارسية لغة شرقية ثانية مثل اللغة الأردية أو اللغة التركية مع لغة التخصص ( اللغة الفارسية ) .
2 - القرآن الكريم – سورة الحجرات
3 - نحن هنا لا نعيب هذا الأمر ، إذ أن له قصة تاريخية طويلة ، وقد رفض القائد العظيم مؤسس باكستان " محمد علي جناح " رحمة الله عليه رفضاً باتاً تغيير مسمى اللغة الأردية إلى اللغة الباكستانية ليعرفها الناس بباكستان ، ويعرفون باكستان بها ، مراعاة لما يحمله لفظ " أردو " من تاريخ إسلامي حافل ، ومغزى حضاري عميق .
4 - الدكتور أمجد حسن سيد أحمد من أوائل الذين درسوا اللغة الأردية في الجامعات المصرية ، ويعد صاحب فضل لا ينكر في تأسيس قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة ، وقد قدم إلى مصر في أوائل الستينيات من القرن العشرين ، ولا يزال سيادته – أمدّ الله في عمره - يقوم بتدريس اللغة الأردية وأدبها في معظم الجامعات التي يدرس بها هذا التخصص ، ويعد سيادته من أكثر الذين بذلوا جهداً مخلصاً في تدريسها ، وهو أول من درّس اللغة الأردية في جامعة الأزهر ، وكان لي شرف الدراسة على يديه ضمن أول مجموعة تلتحق بهذا التخصص في جامعة الأزهر . وللأستاذ الدكتور أمجد حسن سيد أحمد جهود طيبة في مجال تدريس اللغة الأردية في جامعات مصر الأخرى مثل جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية وغيرها ، كما أنه ناقش وأشرف – ولا يزال – على معظم الرسائل العلمية ( ماجستير ودكتوراه ) التي أنجزت على مستوى الجامعات المصرية في مجال اللغة الأردية وأدبها ، ومن مؤلفاته : 1 – شاعر الشرق محمد إقبال . 2 – من وحي المجتمع الباكستاني ، وكان لي شرف مشاركة سيادته في هذين العملين ، ولا يزال الأستاذ الدكتور أمجد حسن سيد أحمد يقوم بواجب التدريس في جامعاتنا .
5 - الدكتور محي الدين العربي رحمه الله تعالى من مدينة لاهور الباكستانية ، وكان يعمل بالسفارة الباكستانية بالقاهرة،وهو من أوائل الذين انتدبوا لتدريس الأردية في جامعة الأزهر .
6 - الأستاذ أجميري من مدينة كراتشي الباكستانية ، ومن أوائل الذين قاموا – ولا يزالون - بتدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر ، ويعمل أساساً بالبرنامج الأردي في الإذاعة المصرية الموجهة ، كما أنه يعمل أيضاً بالمدرسة الباكستانية الدولية بالقاهرة منذ تأسيسها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي .
7 - الدكتور عبد الخالق بيرزاده من مدينة لاهور الباكستانية ، وحاصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، وقام بتدريس اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة في الثمانينات والتسعينات ، وله مؤلفات دينية يتعلق معظمها بالشيخ محمد إلياس وجماعة التبليغ والدعوة .
8 - الدكتور / سمير عبد الحميد إبراهيم من محافظة الشرقية ، وهو أول مصري – وربما عربي – يحصل على الدكتوراه في تخصص اللغة الأردية وأدبها ، وقد حصل على الماجستير من جامعة القاهرة ، والدكتوراه من جامعة البنجاب بباكستان ، وعمل فترة باليابان ، ثم عمل – ولا يزال - بالمملكة العربية السعودية ، ولسيادته مؤلفات كثيرة منها : 1 – القواعد الأساسية لتعليم الأردية . 2 – معجم الألفاظ العربية في اللغة الأردية . 3 – رحلة الحج في اللغة الأردية . 4 – التنمية اللغوية في باكستان .
9 - يعود الفضل في إنشاء هذا القسم إلى الأستاذة الدكتورة / عفاف السيد زيدان العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية وأستاذ اللغة الفارسية بالكلية ، وأسند الإشراف عليه في بداية أمره إلى الأستاذة الدكتورة / آمال سلامة ، رئيس قسم اللغة الفارسية بالكلية حتى 4 / 8 / 1998م ، ثم توليت رئاسته بتاريخ 5 / 8 / 1998م وحتى تاريخه ، وقد أنشأت الأستاذة الدكتورة / عفاف السيد زيدان مع هذا القسم ثلاثة أقسام أخرى بالكلية هي : قسم اللغة التركية وآدابها ، ويرأسه في أيامنا هذه الأستاذ الدكتور / عبد العزيز عوض الله ، وقسم اللغة الأسبانية وآدابها ، ويشرف عليه الأستاذ الدكتور / سري عبد اللطيف ، وقسم اللغة الألمانية وآدابها ، ويرأسه الأستاذ الدكتور / عبد الله أبو هشة .
10 - الدكتورة تبسم منهاس من مدينة فيصل آباد الباكستانية ، وهي خريجة جامعة البنجاب بلاهور بباكستان ، وحاصلة على الماجستير والدكتوراه من نفس الجامعة .
11 - الدكتور نثار قريشي من باكستان ، ويعمل بجامعة العلامة إقبال المفتوحة ، وكان معاراً من قبل الحكومة الباكستانية إلى قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة .
12 - الدكتور نجيب الدين جمال من باكستان ، ويعمل بجامعة بهاولبور ، وكان معاراً من قبل الحكومة الباكستانية إلى قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة .
13 - الدكتور مظفر عباس من باكستان ، ويعمل بكلية ( ايف . سى ) بلاهور ، وسيادته معار حتى تاريخه ( مارس 2004م ) من قبل الحكومة الباكستانية إلى قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية للبنات .
14 - نذكر من هذه الكتب على سبيل المثال :
1 – القواعد العملية لدراسة الأردية – د / إبراهيم محمد إبراهيم ، د / أحمد محمد أحمد عبد الرحمن .
2 – البسيط في اللغة الأردية – د / إبراهيم محمد إبراهيم ، د / تبسم منهاس .
3 – الشعر الأردي الحديث والمعاصر – د / إبراهيم محمد إبراهيم ، د / أحمد محمد أحمد عبد الرحمن .
4 – محضرات في نشأة اللغة الأردية – د / أحمد محمد أحمد عبد الرحمن ، د / إبراهيم محمد إبراهيم .
5 – الشعر الأردي عبر القرون ( الجزء الأول ) – د / إبراهيم محمد إبراهيم ، د / يوسف السيد يوسف عامر .
6 - الشعر الأردي – لجنة من أساتذة اللغة الأردية بجامعة الأزهر .