بسم الله الرحمن الرحيم



إن تراث البحث العلمي زاخر جدا بحيث أن كثيرا من مفاهيم هذا الميدان أصبحت كلاسيكيات.

البحث العلمي Scientific research

هو عبارة عن نشاط فكري منظم الخطوات يقوم به الباحث حيث يقوم بالبحث (تفتيش , تحري, تتبع, تقصي) عن الحقائق ( معلومات دقيقة) التي تتعلق بمشكلة أو مسألة معينة هي موضوع البحث مسترشدا بمنهج البحث ( سلسلة من الخطوات المنظمة التي تشكل طريقة علمية من أجل الوصول إلى حلول مناسبة للمشكلة (نتائج البحث) أو الموضوع المطروح بحيث تكون تلك الحلول ملائمة لعلاج المشكلة أو صالحة للتعميم على قضايا مماثلة.

أهداف الباحث العلمي

1 ابتكار او اختراع شيء جديد
2 إكمال موضوع علمي
3 شرح وتوضيح مسألة غامضة أو موضوع معقد.
4 اختصار موضوع طويل أو حل معقد .
5 تنظيم وترتيب موضوع متتداخل ومشوش
6 تصحيح خطأ في موضوع أو مسألة ما
7 تحقيق مخطوط
وغيرها من الأهداف العلمية.

مشكلة البحث Research problem

يختلف تعريف مشكلة البحث رجوعا إلى الحقل والمكان الذي تتواجد به المشكلة وهناك تعريف عام اعتمد عليه وهو
المشكلة:عبارة عن عقبات وعراقيل تقف في وجه تلبية وتحقيق الحاجات والرغبات والأهداف.

وهناك تعاريف أخرى مثل

المشكلة: هو وضع جديد غير مرغوب فيه، يطرأ نتيجة تغيرعلى طريقة العمل أو بسبب ظرف معين.

المشكلة: هي موقف غامض يحتاج إلى الشرح والتفسير, أو هي حالة مستعصية تحتاج إلى فهم وإدراك والتمكن من معالجتها والتغلب عليها.


المنهج العلمي scientific method

و هو الإجراءات (الخطوات العملية) للبحث العلمي والتي يسلكها الباحث ليحصل على نتائج علمية :

نموذج على أحد مناهج البحث العلمي الأكثر شيوعا:

1 تحديد مسألة أو موضوع أو قضية للبحث .
2 استقصاء كافة المعلومات الممكنة حولها .
3 بحث العلاقات بين عناصر القضية .
4 طرح فرضية (حل محتمل) .
5 تصميم تجربة تثبت الفرض .
6 التجريب و تسجيل النتائج .

الفرضية hypothesis

الفرضية هي طرح أوحل محتمل أو تفسير مقترح لمشكلة فهي عبارة عن أطروحة مقترحة منطقية تقدم علاقة ارتباط بين عوامل محددة في قضية ما .

البحث الكمي والبحث الكيفي:

1. البحث الكمي: وتعرف ايضا بالبحوث المسحية، ويقصد بهذه البحوث التي تعنى بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية تقوم بتكميم البيانات قيد البحث، يتم تطويرها وتخضع لشروط الصدق والثبات، وتعالج بياناتها احصائيا ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع الاصلي.

2. البحث الكيفي: يعتمد على دراسة الظاهرة في ظروفها الطبيعية بإعتبارها مصدرا مباشرا للبيانات، وتستخدم بياناته الكلمات والصور وليس الارقام، ويتم جمع بياناته بالملاحظة المباشرة والمقابلة المتعمقة والفحص الدقيق للوثائق، ويهتم بالعمليات أكثر من مجرد النتائج، وهو يعتمد في تحليل البيانات على الطريقة الاستقرائية.

تصنيف البحوث على أساس المعيار الزمني:

1. البحوث التاريخية: تتعلق ببحث الماضي، وتمكن من تحديد البدايات التي قادت الى الظروف الراهنة، وهي تهيئ الطريق للبحث التصويري (عرض الخصائق والميزات)، ومن ثم للبحث التجريبي، ومن سلبيات هذا النوع صعوبة إثبات تفسيرات البيانات التاريخية بمجرد جمعها، كما يصعب تحديد الاحداث الماضية لقلة المعلومات المتوفرة، كما يصعب تفسير الاحداث التاريخية بدلالة المواقف والأفراد، أو التدليل على صحة افتراضات البحث، كما يصعب بناء العلاقات السببية، ومن ايجابياتها سهولة ووضوح تحديد بعض الحقائق التاريخية بوضوح بمجرد صياغة البيانات بطريقة كمية ومعالجتها بطريقة احصائية، ويجب هنا تحديد مشكلة البحث بشكل دقيق وضمن حدود معقولة، ويتم جمع البيانات بطريقة منظمة تكون عادة مملة وتستغرق وقتا، ويسعى الباحث الى الحصول على مصادر أولية إلاّ أنه قد يضطر الى الاعتماد على مصادر ثانوية كلما بحث في تواريخ أبعد، وتتعرض بيانات البحث التاريخي الى نوعين من النقد للحكم على ملائمتها، الأول هو نقد يتعلق بموثوقية الوثيقة وأصالتها وسلامتها، والثاني نقد ويتعلق بدرجة الثقة والسلامة والمصداقية بمحتوى المصدر، والاجراءات المستخدمة في البحث التاريخي هي أساسا نفس الاجراءات المستعملة في أنواع البحوث الأخرى.

2. البحوث التصويرية (التي تقوم على عرض الخصائص والميزات) والتي تسمى البحوث "الوصفية" : تتعلق ببحث ما هو كائن حالياً، ولكنه لا يحكم على الواقع حكما قيميا كونه جيدا أو رديئاً، وهو وإن كان أكثر أنواع البحوث إستخداماً إلاّ أنه يصعب اثبات العلاقة السببة هنا ايضا كما في البحث التاريخي، ويعتمد البحث في تفسير نتائجه بشكل كبير على زمن الدراسة وحجم العينة، وهذا النوع من البحوث أكثر من مجرد بيانات ويجب على الباحث مناقشة البيانات والوصول الى تفسير ملائم، واكتشاف المعاني والعلاقات الخاصة بها، وتنقسم البحوث التصويرية الى:

‌أ- البحث المسحي: من أشهر البحوث التصورية، وهو يحاول تحليل واقع الحال للافراد في منطقة معينة من أجل توجيه العمل في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب، ويجب العناية في إختيار عينة ممثلة لمجتمع البحث لصعوبة الحصول على معلومات خاصة بجميع أفراد البحث.

‌ب- تحليل المضمون: تتعلق بمجموعة من الأشياء وخاصة الوثائق الرسمية المدونة.

‌ج- تحليل العمل: يهدف الى عرض المهام المرتبطة بعمل ما.

‌د- دراسة العلاقات: من أهم الدراسات الوصفية"، وتنقسم الى دراسات ارتباطية تهدف إلى اكتشاف العلاقة بين متغرين أو أكثر من حيث نوع الارتباط وقوته، أما الدراسات السببية فتتعدى مجرد الكشف عن الارتباط الى الكشف عن مدى تأثير أحد المتغرين على الاخر.

‌ه- الدراسات التطويرية: تتناول التغيرات التي تحدث في بعض المتغريات نتيجة مرور الزمن.

‌و- دراسة حالة: تتعلق بدراسة فرد أو عدد قليل من الافراد أو الحالات المحددة.

3. البحوث التجريبية: تتعلق بمعرفة ما يمكن أن يكون عند ضبط عوامل معينة، ويعد أفضل طريقة لبحث المشكلات التربوية، فهو يتميز بقيام الباحث بدور فاعل في الموقف البحثي، ويهدف إنشاء علاقة سببية بين المتغيرات من خلال تصميم الموقف التجريبي، وتتم تجميع البيانات على أساس مجموعة محددة من المحكمات تشمل المعالجة (تعني التغيير الذي يجريه الباحث على بعض افراد دراسته)، والضبط (ويعني تثبيت بعض الخصائص المتعلقة بالموقف البحثي)، واخيرا العشوائية ( تعني تعيين أفراد الدراسة في المجموعة الضابطة او التجريبية على أساس عشوائي، ولا تتوافر هذه الخصائص بصورتها التامة في جميع المواقف البحثية التجريبية.

يتبع ....