ولا تهنوا ..ولاتحزنوا...هذا ما أفتى به العلماء..فما رأي الحكام والشعوب:
حكم حصار غزة:
لقد أوجب ديننا الحنيف على المسلم أن يطعم أخاه المسلم إذا جاع.. وأن يكسوه إذا عري.. وأن يداويه إذا مرض.. وأن يعينه ويغيثه وينصره ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. وألا يغلق بابه أو حدوده في وجهه إن احتاجه.. قال تعالى: " وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ " الأنفال72.. وقال سبحانه: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ " التوبة71.. وقال أيضا: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً " الأحزاب58.. وقال: " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " المائدة2.. وقد أخرج الإمام البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المُؤْمِنُ للمُؤْمِنِ كالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضاً ".. وَشَبَّكَ بين أَصَابِعِه.. وما أخرجه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ".. ولذلك فإننا ندعو علماء الأمة وطلبة العلم وأصحاب القرار والشعوب الإسلامية والعربية جميعا، أن يقوموا بهذا الواجب الشرعي وأن يدعموا إخوانهم أهل فلسطين بدلا من محاصرتهم والتخلي عنهم، قال تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " التوبة105..
لكل المتخاذلين ، من الحكام الذين يرفضون تسيير المظاهرات والمسيرات..
والدعوة الى رفع الحصار الظالم عن إخواننا في غزة..
وإلى الشعوب الخانعة الخاضعة لأمر حكامها الجائرين ..وميلها الى الدّعة والسكينة،
وانشغالها بالمباريات الكروية، والتجمعات والمهرجانات الـ(غنائية)..
كيف تسمح الحكومات لمثل هذه المهرجانات أن تقام..ولا تسمح لمهرجانات المناصرة،
والمطالبة برفع الحصار عن غزة..؟
وكيف تسمح للأصوات الناعقة، وأنكرها بأن ترتفع عاليا..
ويدعون لها كل ناعق بالملايير..ولا يسمحون لرجل واحد أن يخطب في الناس بهدوء،
ليبين لهم مخاطر الحصار، وأضراره، وضرورة المساعدة ولو بأضعف الايمان ؟!!
كيف يسمحون للأحزاب أن تلتقي بـ(مناضليها !!)في تجمعات جماهيرية حاشدة..
ولا يسمحون لها أن تنظم مهرجانات حول الدفاع عن غزة المحاصرة..والدعوة الى رفع الحصار عنها..
أو تسليم رسالة الى ممثل هيئة الأمم المتحدة..أو سفير الويلات المتحدة الأمريكية، أو ممثل الاتحاد الأوربي..!!
الحجة في المنع أن الظروف الأمنية لا تسمح..وأن البلاد في حالة طواريء..
ويا للطواريء!!..عندما تمتد الى ما لا نهاية في عقول من لا يؤمن بفعاليتها الشعبية..والأمنية ،
ولكنها فعالة في استعمالها لخرق القانون وتكييفه كيف يشاء..
ما علاقة المساندة بحالة الطواريء..؟؟ هل هي المزايدة السياسية؟..
والخوف من الاختراق الامني من بعض المخربين..؟؟
الأمر لا يعدو كونه تبريرات لا تقنع حتى المتكلم بها..
لأن المتاجرة السياسية بالقضية الفلسطينية منذ 1948 وهي في سوق السياسيين ،
ولم يربح الفلسطينيون إلا الدمار والخراب..يوم أطلق الملك عبد الله (وكان وليا للعهد)
من بيروت مبادرة السلام العربية..
أجابه شارون بما لا يليق ديبلوماسيا..وحاصر غزة..ونكّل بأهلها..في نفس اليوم..
ولا يقوم حاكم عربي خطيبا بين الناس الا كان النصيب لفلسطين من كلامه الكثير..
فألهب المشاعر..وأحرق الحناجر، واعتقد السذج أنه النصير..والمخلص وصلاح الدين..
فكان عبد الناصر..وبومدين..والقذافي..وفيصل..والحسن..والحسين. ..وعبد الله1.2.3 والقائمة طويلة...
وضاعت الآمال..وخابت الأماني ..وحدثت الهوة بين الجماهير وحكامها..
ولن تجد في البلاد العربية من هو راض عن حكامه..
..واشتغلت الجماهير بالملاعب..ودور السينما..والمسارح..والأسواق..
وأقيمت لها مهرجانات هز البطون..ومعارض التسوّق..وعرض البضاعة الغربية..
تملأ البطون..ولا يهمها ما يحدث ..
قد كنت أسمعت لو ناديت حيا...ولكن لا حياة لمن تنادي
وإن نار نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد..
ما نقول لأهلنا في غزة المحاصرة..وكل فلسطين المجاهدة..إلا أن تصبروا وترابطوا ، وتقاتلوا ،
فالله اختاركم دون العرب(!!) كلهم، مدافعين عن الأرض والعرض..وجعلكم في مواجهة المفسدين في الأرض..
لا نملك إلا أن ندعو لكم بالنصر والتمكين..
فالنصر بين أيديكم.."فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون"
أنتم الأعلون...أنتم الأعلون ...أنتم الأعلون ..
فاصبروا واحتسبوا وجاهدوا بأموالكم وأتفنسكم فإن لكم الجنة والعاقبة للمتقين
وإن نصر الله قريب
ياسر طويش
المفضلات