بطاقة تعريف عن الطبيب الروائي
المناضل عبد السلام العجيلي
كان بودي أن أشارك مهرجان العجيلي ( في الرقة): ولاسيما قد التقيت به أيام عدة.. في فرنسا..
يعود لأسرة نبيلة من أمراء البادية.. لها امتداد في العراق.. شارك في جيش الإنقاذ ( مجموعة من المتطوعين السوريين والعرب ) في حرب 47 – 48 - في فلسطين
( سجل دوره وظهرت صورته في مذكرات الأستاذ أكرم الحوراني – رئيس البرلمان السوري قبل عام 1958- نائب الرئيس عبد الناصر في ظل الوحدة السورية المصرية )

طبيب.. مناضل.. مارس الطب بإنسانية راقية.. نادرة.. انتمى دوماً للتيار الوطني التقدمي في البلاد

كان نائباً في البرلمان في مرحلة الديمقراطية في سورية بين 1954 – 1958
وكان من بين الرواد في مساجلات البرلمان منتمياً للخط التقدمي التحرري المناهض لضم سورية للأحلاف الأجنبية..
وكان مساهماً في رسم معالم تلك المرحلة الذهبية من حياة البلاد والمنطقة برمتها..

من إنجازات تلك المرحلة:. صمدت سورية إزاء الضغوط الأنكلو أمريكية.. وأسهمت بفعالية لإسقاط حلف بغداد ( يضم تركيا وإيران والعراق ) آنذاك في المنطقة..
استطاعت سوريا آنذاك بطاقاتها المتواضعة – لوحدها – لجم إسرائيل من تحويل مياه نهر الأردن.. ( استقلت سورية عام 1946)
وكان الشعار الذي رفعته سورية آنذاك: إن اليد التي ستمتد للصلح مع إسرائيل ستقطع..
صمد النظام السوري آنذاك لمؤامرات انقلابية أنكلو أمريكية عديدة.
أسست سورية آنذاك صلات صداقة مع المعسكر الاشتراكي والصين ( ماوتسي تونغ ) والهند (نهرو ) وأندنوسيا ( سوكارنو ) ويوغسلافيا ( تيتو) = أقطاب عدم الانحياز
سورية في نجدة لمصر: وضعت سوريا كامل طاقاتها في المعركة في ظل قيادة عبد الناصر في معركة السويس - تم قطع أنابيب البترول العابرة لسورية -
شكلت سورية وحدة مع مصر عام 23 شباط 1958 – حدثت مؤامرة الانفصال في
عام 28 – أيلول 1960 ( من قبل مجموعة من الضباط المعتمدين من قبل المشير عبد الحكيم عامر )
شغل الدكتور العجيلي وزارة الإعلام في ظل وزارة الدكتور بشير العظمة (1962) – وهي حكومة ذات توجه يساري حاولت رأب الصدع مع عبد الناصر وإعادة الوحدة.. فلم تفلح..

معرفتي في العجيلي: كنت أعرف العجيلي من خلال الصحافة والإعلام..
التقيت به في فرنسا.. في حفل تكريم المستشرق جاك بيرك الذي كان صديقاً له.. وقد ترجم له بعض من رواياته..
( جاك بيرك..أمضى جزءاً من حياته في المغرب.. صديق العرب: صديق لعبد الناصر، بومدين، صدام حسين – لقب بالمغرم بالعراق – Irakophille - ترجم المعلقات السبعة والقرآن الكريم.. وكتب أخرى )
تم تنظيم هذا الحفل التكريمي من قبل جان بيير شوفنمه.. ( وزير الحربية الفرنسي الأسبق – الذي استقال محتجاً على موقف ميتران وفرنسا إبان حرب الخليج 1990 – )
ألقى الدكتور العجيلي كلمة في الملتقى.. وكان من ابرز ما قاله.. إننا وإن هزمنا في ظرفنا الراهن.. إلا أن أمة تمتلك مثل هذا الغنى والإرث الثقافي لقادرة أن تنهض من جديد..

أسجل بكل فخر وتواضع: أنه في الأيام الثلاثة لم يفارقني قط.. إلا في ساعات النوم.. ( وتحدثنا بكثير من هموم الأمة )
..
لكم يِؤلمني.. أنني لم أشارك في الملتقى.. لأقدم شهادتي.. وهذا أقل الإيمان..
الخلود لذكرى هذا الطبيب الأديب المناضل
وليكن مثالاً يحتذي