أود أن أسأل أختي الكريمة الأستاذة مها دحام، كم مرة حاولت مناقشتك؟ .. وأنت التي تصدين الحوار .. بحجة أنه لا وقت لديك لأمثالي! والآن تستفردين بالأخ عصري فياض، فقد وقع منه المحظور. ألم تأخذي ما يسمى
بتحليل النص النفسي Psychologic Analysis لتقرأي ما بين السطور؟ أم تحصرين نفسك بالتحليل اللغوي Linguistic Analysis؟ التحليل النفسي للنص ليس كلاماً نظرياً، بل
فعله قريبك الخليفة المتوكل أختي الكريمة الأستاذة مها دحام
عندما أتاه الشاعر علي بن الجهم قائلاً:
أنت كالكلب في حفاظك للود **** و كالتيس في قراع الخطوب.
لذا
قادوا العالم من عمق فهمهم للأمور، بل ونحن نعيش إلى اليوم بصمة الحقبة العباسية.
فالعراق لنا ليس مجرد بلد عربي إنه تشكيل هوية في أعماق أمتنا في كافة المجالات من علمية إلى أدآب وفنون إلى فقه وشرع.
من الحقائق المعروفة في علم النفس بأنه في سن 3-5 سنوات، وهي التي يطلق عليها بياجيه مرحلة ما قبل العمليات Preoperational Stage
لا يميز الطفل مصدر الفكرة، هل هي قبلية أم بعدية، هل هي تركيبية من خياله أم هي مستقاة عبر الحواس. أذكر أخي الصغير ونحن ذاهبون مع أبي الله يوجه له بالخير من بيت جدتي إلى بيتنا عبر طريق السكة الحديد في خانيونس. صرخ أخي الأصغر وقال لأبي: واوية (وهي بلغتنا الدارجة بنت آوى أي أنه يراها أمامه، وهو خائف!)، فقال له أبي: أغمض عينيك، فأغمضها قال له هل تراها؟ قال نعم وأشار إلى مكانها.
فحمله أبي واحتضنه وأعطاه التطمينات اللازمة وأنه لن يتركها تؤذيه! أحياناً
نظلم الأطفال عندما يروون أشياء لم تحدث ونقول لهم لماذا تكذبون أو نعاقبهم على كذبهم، وبذا نظلمهم. والمفروض أن نعرف أنهم لا يكذبون بالمعني النفسي، فهم يعتقدون أنها حقائق رأوها!
ونأخذ بيدهم للخروج من هذا الأمر من خلال مساندة تطور الوظائف النفسية المرحلية التي تظهر في تلك المرحلة.
إذا ما وضعنا الجانب النفسي لتحليل الخطاب نرى أن كل خطابه الموجه لك يركز على شيء،
كلمات تعكس
إحتقان نفسي داخلي،
هذا الاحتقان
لردة فعل شخص يعاني،
ومصاب بخيبة أمل من العرب، كما يراه في موقف عرب الجامعة العربية (المدرك الحسي).
العرب الذين يحاصرون غزة .. ويقولون بسبب حماس،
العرب يتجاهلون القتل والأسر اليومي للفلسطينيين من قبل إسرائيل .. فلا أحد يذكره!
وكأنه أمر طبيعي لإسرائيل أن تقتل الفلسطينيين!
الجامعة العربية في عصر عمرو موسى تريد أن
ترسل قوات إلى غزة، وكأن غزة هي المحتلة!
الجامعة العربية في عصر عمرو موسى
لا تقترح إرسال قوات إلى الضفة فالضفة محررة!
"
محررة" في قاموس عرب الجامعة العربية أن تكون تحت وصاية إسرائيل ورئاسة محمود عباس!
هذا يخلق داخله بركان،
ويرى أن أختي الكريمة الأستاذة مها الدحام
تدافع عن جانب عروبي،
هو محتقن عليه، ويرى أن أسباب احتقانه عليه موضوعية ولها مصداقية،
فهم
ليسوا فقط مقصرين في حقه، بل متواطئون!
فيريد أن
يغيظها، تنفيس عن غضب وثورة في داخله،
من هنا يأتي توجيهه كلمات لأختي الكريمة الأستاذة مها: إصحي .. شوفي .. إسمعي ...
أعتقد أن واحد مثل أخي الكريم الأستاذ فياض
بحاجة إلى احتضان،
إلى تطمينات أن الأمة العربية لا تعني الحكام،
إلى المساندة،
فلا داعي لأدلجة أعراض تنفيس عن القهر،
وهي أعراض لا تتسم بالدقة، فالمعبر عن المعاناة ليس كاتب أو عالم،
هو فنان قد لا يحسن التعبير اللغوي عن آلامه، فهو ليس من أدواته المهنية.
كما أن المرء قد لا يحسن في هذه الأحوال قولبة ثورته، فهي تخرج تحت ضغط الكبت الداخلي للألم والحرقة!
وأدعو الله أن يخفف معاناة أخي الكريم عصري فياض وأهلنا في جنين وفي فلسطين.
أما أنا فلا أخفي إعجابي بحثاثة أختي الكريمة الأستاذة مها دحام،
وهي نحلة لا تستكين،
قد يعدل مسارها تحاورنا،
فيعطيها خارطة طريقة،
إلى الزهر الذي عليها أن تلثمه،
لتنتج عسلاً صافياً فيه شفاء لهذه الأمة.
وبالله التوفيق،،،
المفضلات