نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالتعليم والمدارس في السويد

المقدمة
لعل من المفيد هنا أن أبدأ بإيضاح الفرق بين التربية والثقافة . فأسبق تعريف للتربية هو ما أدلى به أفلاطون بقولة: " التربية إعطاء الجسم والروح كل ما يمكن من الجمال وكل ما يمكن من الكمال" . ومن الغربيين من عرفها بقوله: " التربية : إعداد الفرد ليسعد نفسه أولا وغيره ثانيا" . ومن علماء المسلمين من عرفها تعريفا ينسجم مع وجهة النظر الإسلامية التي لا تعتبر هذه الحياة سوى معبر لدار القرار في الآخرة، فقال: " التربية هي إعداد الإنسان ليحيا حياة سعيدة في الدارين" . أما الثقافة فهي " المعرفة التي تؤخذ عن طريق الإخبار والتلقي والاستنباط" مثل التاريخ واللغة والفقه والفلسفة والفنون ( كالتصوير والنحت والموسيقى ) . وان ما يميزها عن العلم أن الأخير هو " المعرفة التي تؤخذ عن طريق الملاحظة والتجربة والاستنتاج". لذا فان العلم عالمي لجميع الأمم ولا تختص به أمة دون أخرى، ويجوز أخذه بل يجب على المسلم بذل الجهد للحصول عليه أيا كان. أما الثقافة التي تكون من خصوصيات ومميزات أمة بعينها كالأدب وسير الأبطال وفلسفة تلك الأمة عن الحياة، فان المسلم يجب أن يبدأ بثقافته أولا حتى إذا درسها ووعاها وتمركزت في ذهنه واطمئن الى استيعابها ، حينها فقط يمكنه أن يدرس الثقافات الأخرى .

التعليم والمدارس في السويد
ما انفك المسلمون منذ هاجروا إلى السويد عن بذل الجهود من اجل تربية أبنائهم وتزويدهم بالثقافة التي تحول دون انصهارهم وضياعهم في المجتمع السويدي . غير أن تلك الجهود كانت وما زالت دون المستوى الذي يجب أن تكون عليه حتى تخفف من تأثير البيئة السويدية على النشء المسلم. ولم تقتصر الخشية من تأثير التربية السويدية في النشء المسلم على المسلمين المهاجرين والمتجنسين فحسب ، بل شاركهم في ذلك السويديون الذين قبلوا الإسلام كنظام شامل للحياة. وهؤلاء الداخلون في الإسلام من أبناء البيئة السويدية يرغبون دوما بسحب أبنائهم من المدارس العامة لتربيتهم تربية إسلامية في أي مكان توجد فيه مدرسة إسلامية لأنهم أدرى من غيرهم بواقع المدارس السويدية وما تحتوي عليه من علل وآفات مدمرة تزداد سوءا سنة بعد أخرى. فالعنف والعنصرية واحتقار الأجانب مثلا في مدارس السويد يعتبر مشكلة مستعصية على الحل رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات لتغير هذا الواقع نحو الأحسن.
لمحة تاريخية عن النظام التعليمي في السويد
يعتبر قيام المجتمع برعاية الأطفال الصغار أمرا طبيعيا بالنسبة لمعظم السويديين اليوم ، فالرجال والنساء يعملون ولكي تتمكن النساء من العمل اصبح من واجب المجتمع تدبير أمر رعاية الأطفال الصغار من قبل أشخاص آخرين غير أولياء أمورهم. من بين أهم أهداف نظام ملاحظة الأطفال خلق الاحترام والتفهم لمختلف الثقافات. كما توفر الدولة خدمات مدرسي اللغة ألام للأطفال الأجانب بالإضافة إلى العمل على إتقان الأطفال اللغة السويدية . يبدأ التركيز على ازدواجية اللغة منذ البداية . والفكرة الكامنة وراء ذلك هي تعليم الأطفال بصورة أولية لغتهم الأصلية بشكل جيد . ويتم بعد ذلك تطوير اللغة الأصلية واللغة السويدية جنبا إلى جنب.

توفر الدولة خمسة أنواع من خدمات ملاحظة الأطفال :
• دار الحضانة التي تستقبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين سنة واحدة وست سنوات.
• دار الحضانة العائلية حيث تستقبل المربية النهارية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين سنة واحدة واثنا عشر سنة في منزلها.
• دار ملاحظة أطفال المدارس تستقبل أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم مابين ستة سنوات واثنا عشر سنة قبل بدء الدوام المدرس وبعد انتهاء الدوام .
• المدارس التمهيدية الجزئية وتسمى مدارس لهو الأطفال وتقدم خدماتها مجانا لجميع الأطفال ما بين الرابعة والسادسة من العمر.
• المدرسة التمهيدية المفتوحة ويستطيع أولياء الأمور أو مربية الأطفال الذهاب إليها سويا مع أطفالهم كل يوم .
يقوم أولياء الأمور بدفع رسوم عن أطفالهم حسب المدخول ، حيث يدفع ذوو الدخل المرتفع رسوما أعلى من التي يدفعها ذوو الدخل المحدود.
الأنشطة التي تمارس في دور الحضانة :
يقوم المستخدمون بإعطاء جميع الأطفال نفس الرعاية بغض النظر عن جنسيات أولياء أمورهم أو انتماءاتهم الدينية وتوفر لأطفال المسلمين الأطعمة الحلال . يمارس الأطفال الألعاب والغناء والرقص والتلوين والنجارة والرياضة ومطالعة القصص ويتم تأهيل الأطفال لبدء المدرسة ، مثلا عن طريق ممارسة الفعاليات المختلفة ضمن مجموعات ، ارتداء الملابس ونزعها والتركيز على مختلف المهام من خلال أساليب بداغوجية مدروسة .
المدرسة والتعليم
توجد في السويد مدارس ومجالات تعليمية لجميع الأشخاص ولمختلف الأعمار . ويلزم جميع المهاجرين صغارا وكبارا ،رجالا ونساء ، مثقفين وأميين، عاجلا أم آجلا على الجلوس على مقاعد الدراسة ،وتكون اللغة السويدية هي أول ما يتعلمه المهاجر.
التوجيه الدراسي
إن النظام الدراسي في السويد شامل وواسع بحيث يصعب على المرء استيعابه بصورة كاملة ولذلك يوجد في السويد مستشارون ومهنيون مهمتهم تقديم المساعدة للجميع لدخول المدارس الثانوية أو الدورات الدراسية والتعليمية المناسبة.
تعليم الأطفال والشباب
إن مدة الدراسة في مدرسة المرحلة الأساسية هي تسعة سنوات والدراسة فيها إجبارية لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبعة سنوات و ستة عشر سنة ويحق للأطفال بدء الدراسة من سن السادسة وهو أمر اختياري. التعليم مختلط ويمكن القول بصورة عامة أن 88% من الأطفال يدرسون في المدارس العامة التابعة للبلديات وتول عن طريق الضرائب وهناك مدارس خاصة يدرس بها حوالي 12% من الأطفال والشباب وتمول أيضا عن طريق الضرائب حيث تدفع الدولة ما قيمته 75% إلى 80 % من ما تدفعه للمدارس التابعة للبلديات.
الدراسة الإجبارية
تتألف السنة الدراسية من فصلين دراسيين . يبدأ فصل الخريف خلال الأسابيع الأخيرة من شهر آب( أغسطس) وينتهي في منتصف كانون الأول (ديسمبر ). أما فصل الربيع فانه يبدأ في شهر كانون ثاني ( يناير ) ويستمر حتى بداية شهر حزيران ( يونيو) . هذا ويلتزم تلاميذ المرحلة الأساسية بالتعليم الإجباري وهذا يعني انه يتوجب عليهم الدوام في المدرسة فيما عدا أيام المرض. إن القراءة والكتابة والحساب هي أهم المعلومات التي يتوجب أن يحصل عليها الأطفال خلال السنوات الدراسية الأولى ويتم فيما بعد إدخال مواد جديدة واهم المواد التي تدرس في المرحلة الأساسية ، الرياضيات ، اللغة السويدية ، اللغة الإنجليزية ن مواد العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية ، علوم التدبير المنزلي، التربية البدنية ، الحرف المهنية والرسم واللغات الأوروبية المختلفة بالإضافة إلى لغة ألام للأطفال الأجانب. كما يتوجب على المدرسة تربية التلاميذ " بحيث ينتمون إلى القيم الأساسية للديمقراطية السويدية" حسب ما هو مذكور في المخطط التعليمي لمرحلة المدرسة الأساسية الذي يقول أيضا انه " يجب تشجيع التلاميذ على التعاون وتحمل المسؤولية " لا يحصل الطلاب على علامات خلال السنوات الدراسية الأولى السبع. ويحصل التلاميذ على علامات في فصلي الخريف والربيع خلال دراستهم في الصفين الثامن والتاسع حسب الترتيب التالي ممتاز ، جيد جدا ، جيد وغير مقبول. ويساعد المرشدون التلاميذ لاختيار المواد التي تتناسب ورغباتهم الشخصية و نتائجهم المدرسية للمرحلة الثانوية.
المدرسة الثانوية
تضم المدرسة الثانوية ( 27 ) فرعا تعليميا. وتتراوح مدة الدراسة في الفروع التعليمية ثلاث سنوات وتشمل الدراسة النظرية والعملية. والدراسة في مختلف المراحل التعليمية الأساسية والثانوية مجانية . ويحصل التلاميذ على علامات ولها أهمية كبيرة عندما يود التلميذ إكمال دراساته في الجامعات . اغلب المدارس الثانوية تابعة للبلديات ولكن ظهر في السنوات الماضية توجه نحو المدارس الثانوية الخاصة التي تقيمها الشركات أو المنظمات الدينية . وخاصة المدارس التي تستخدم احدث التقنيات الحديثة وهي الدراسة عبر خدمات الانتر نت وتعد السويد من الدول المتقدمة في الاستفادة من نظام المعلومات في جميع مراحل الدراسة الأساسية والثانوية والعليا. تقوم كل مدرسة على حدة بوضع مخططاتها التعليمية الخاصة بها ويقوم المدرسون والطلاب بتخطيط الأعمال الدراسية سويا.
المدارس البلدية و الحكومية لكبار السن
تتوفر مدارس لكبار السن في معظم البلديات وتعطي لهم إمكانية الحصول على تعليم يعادل الدراسة في المدارس الثانوية ويدخل ضمن دراسات البالغين ما يسمى بالدراسات الأساسية للبالغين وهو شكل تعليمي مخصص للبالغين الذين تنقصهم المعلومات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب. وفي حالة عدم تمكن الشخص من الدراسة في هذه المدارس فيمكنه آنذاك أن يحصل على مؤهلات المرحلة الثانوية عن طريق ممارسة الدراسة بواسطة المراسلة . ويوجد في السويد اكثر من 128 مدرسة شعبية تشكل حلولا دراسية أخرى للذين تجاوزت أعمارهم سن الثامنة عشرة ، ينتمي نصف عدد هذه المدارس إلى الحركات الشعبية المختلفة بينما يدار الجزء الباقي بصورة أساسية من قبل البلديات والتنظيمات النيابية للمحافظات. تقع معظم المدارس الشعبية العليا في الأرياف ومن المعتاد أن يقيم الطلاب داخل المدرسة خلال فترة التعليم. وهناك مدارس مرتبطة بسوق العمل تستقبل العمال العاطلين عن العمل أو الأجانب الراغبين بتعلم مهنة معينة .

الدراسات العليا
من بين الشروط العامة المفروضة على المتقدمين للدراسة في الجامعات أن يكون التلميذ قد أنهى الدراسة في المرحلة الثانوية في السويد أو في دولة أجنبية. ويكون المرء مؤهلا أيضا إذا كان عمره يزيد عن 25 عاما ويكون قد عمل لفترة لا تقل عن أربع سنوات ومقيم في السويد لفترة لا تقل عن سنتين. كما يتوجب أيضا أن تتوفر لدى المرء معلومات جيدة باللغتين السويدية والإنجليزية. وغالبا فان الأمر يتطلب عدا عن ذلك معلومات أولية في مادة واحدة أو في بضع مواد. بما أن جميع الدراسات في الجامعات والمدارس العليا تقدم باللغة السويدية فانه يتوجب أن تتوفر للطالب معلومات جيدة جدا باللغة السويدية لكي يتمكن من ممارسة الدراسة في السويد. لا تفرض الجامعات والمدارس العليا أية رسوم للدخول ، كما أن الدراسة فيها مجانية ولكن على الطالب أن يتحمل بنفسه تكاليف الكتب وتكاليف المعيشة. ويمكن للطالب الحصول على إعانة دراسية تبلغ حوالي 7000 كرون منها 30% منحة غير مستردة والباقي قرض دراسي مسترد يسدده الطالب بعد إنهاء الدراسة وممارسة العمل.
الثقافة وأوقات الفراغ
هناك إمكانيات عديدة للمشاركة في النشاطات الثقافية ونشاطات أوقات الفراغ في السويد ، إذ يمارس عدد كبير من المواطنين نشاطات ثقافية متعددة من خلال المعاهد الدراسية المختلفة والتي تقدم خدمات مختلفة من خلال حلقات تعليمية مثل الدورات الرياضية، السياسية، الدينية، دورات الكومبيوتر ، الموسيقى ، اللغات وأشياء كثيرة أخرى ويشرف عليها مختصون ويستفيد الأجانب من هذه المعاهد حيث يقومون بعقد دورات لتعليم لغة ألام أو مادة الدين أو ثقافاتهم الوطنية يشرف عليها مدرسون منهم . وتشكل البيوت الثقافية المحلية وبيوت الشعب أماكن للقاءات الثقافية وكما تشكل المكتبات العامة نقطة اللقاء الطبيعية للحياة الثقافية في السويد. وفي العديد من المناطق تقوم البلديات بإدارة أماكن أوقات الفراغ والتي يتجمع فيها الشباب في اغلب الأحيان لممارسة مختلف النشاطات وخاصة الرياضية منها . إن المشاركة في حلقة دراسية تعتبر من بين ممارسات أوقات الفراغ التي تحوز على شعبية كبيرة في السويد. وتقدم المؤسسات الدراسية مختلف الدورات الدراسية في مختلف المجالات كالحرف اليدوية وتحضير الطعام والموسيقى والرقص واللغات ومختلف المواد المهنية الخ .. كما يقدمون لأي شخص المساعدة لكي يتمكن من بدء دورة دراسية مع مجموعة من الأشخاص حول موضوع يهتمون به.
نشاطات الهواء الطلق
يمارس عدد كبير من السويديين نشاطات الهواء الطلق أي التجول في الغابات والأرياف . ويوجد في السويد قانون فريد من نوعه يضمن للمواطنين حق زيارة المناطق الطبيعية. ولا يوجد مثل هذا القانون إلا في عدد قليل من الدول الأخرى. ويسمى هذا " الحق العام " ومن أهم بنود هذا القانون:
• إن الطبيعة مفتوحة للجميع للتمتع بها .
• لا يسمح للشخص بإلقاء الفضلات في الطرق العمة أو على الأعشاب وهناك أماكن معدة لذلك.
• يسمح للشخص بالتنقل في الأراضي أو المياه التي يملكها الآخرون .
• يسمح للشخص بالتخديم لليلة واحدة في أراضى الغير إذا سمح المالك بذلك.
• يسمح للشخص بجمع الفطر والثمار والزهور البرية ولكن ليس من الأنواع المحرم قطفها بسبب ندرتها.
• لا يسمح ملامسة وقطف المزروعات والثمار والزهور التي تنمو في الحدائق العامة .
• لا يجوز إزعاج الحيوانات و لمس أطفالها أو بيوتها وأعشاشها .
• ممنوع قطعيا أخذ أو اصطياد الطيور والحيوانات الأخرى ويسمح بصيد السمك بعد الحصول على تصريح بذلك.
• لا يسمح بقيادة السيارات والدراجات النارية في المناطق الوعرة.
• لا يسمح بإيقاد النار إذا كان ذلك يعني خطرا لانتشار اللهب وتوجد أماكن معدة للراغبين بشي اللحوم أو طهي الطعام.
التقاليد السويدية
لمعظم التقاليد السويدية ارتباط بالدين المسيحي، وعلى أية حال فان للأعياد السويدية أصلا وثنيا. وقد حصلت العديد من التقاليد في السويد على طابع مسيحي بعد دخول الديانة المسيحية في القرن العاشر، مثلا احتفالات عيد منتصف الصيف وعيد الميلاد ، وهو العيد الذي يحتفل به كل بيت سويدي ويتم خلاله الاحتفال بذكرى مولد السيد المسيح "علية السلام " ، ولكن تعود تقاليده إلى الفترة الوثنية، حيث كان سكان السويد يحتفلون عندما تكون أيام الشتاء حالكة السواد. ويحتفل السويديون أيضا وعلى نطاق واسع وبتاريخ 13كانون أول " ديسمبر " من كل عام بعيد لوسيا . كانت لوسيا قديسة كاثوليكية، ولكن ليس لاحتفالات اللوسيا في السويد إلا علاقة بسيطة بهذه القديسة. إذ أن لوسيا هنا هي " جالبة النور" التي تأتي بلباس ابيض حاملة شمعدان الشموع على رأسها وتضيء ظلام الشتاء الحالك. ومن المعتاد أن يتبع اللوسيا طابور من الفتيات والصبيان الذين يرتدون ملابس بيضاء بينهم بضعة أشخاص يرتدون رداء بابا نويل ويغنون جميعا الأغاني التقليدية. وأكبر احتفال تشهده السويد كل عام هو احتفال رأس السنة الميلادية ويحتفل به بطرق مختلفة ومن المعتاد إشعال الألعاب النارية عندما تحين دقة الساعة الثانية عشرة. ويحتفل السويديون كذلك بعيد القيامة " الفصح" وهو العيد المسيحي الثاني ويحتفل به لتخليد ذكرى موت المسيح " حسب زعمهم" وصعوده إلى السماء . ومن مميزات هذا العيد تزيين أغصان الشجر بريش ملون والبيض الذي يأكله الناس ويلونونه في أغلب الأحيان. ويقدم للأطفال عادة هدية على شكل بيضة كرتونية مملوءة بأنواع مختلفة من الحلوى . ويرتدي العديد من الأطفال رداء العجائز ( عجائز عيد القيامة ) ويطرقون أبواب الجيران يوم خميس الغسول أو في أمسية عيد القيام’ .
هناك أعياد كثيرة في السويد وأيام العطل الرسمية والإجازات كثيرة ومن أهمها على الإطلاق:
1. ليلة القديس والبرجا ( عيد استقبال الربيع) يوم 30 أبريل
2. خميس الصعود يصادف 40 يوما بعد عيد القيامة
3. عيد العنصرة يصادف في اليوم 11 بعد خميس الصعود
4. العيد الوطني للسويد يصادف 6 حزيران (مايو) وهو يوم عمل عادي.
5. عيد منصف الصيف يصادف في عطلة نهاية الأسبوع القريبة من يوم 23 حزيران ( يونيو) ويقع دائما في يوم الجمعة.
6. عيد جميع القديسين ويصادف في يوم السبت في بداية شهر تشرين ثاني (نوفمبر) ويحتفل خلاله بذكرى الأموات.
دور الدين في المدارس السويدية
كانت السويد دولة مسيحية لما يزيد عن ألف عام وفي مطلع الألفية الثالثة تم فصل الدين عن الدولة بشكل تام ومساواة كل الطوائف والأديان أمام الدولة. إن تقاليد السويد في ممارسة حرية الأديان قصيرة، إذ لم يتم سن قانون حرية الأديان إلا في نهاية القرن التاسع عشر. وتوفرت لدى الأفراد آنذاك إمكانية الخروج من الكنيسة السويدية شريطة أن يدخلوا في طائفة مسيحية أخرى. ولم يتم تطبيق الحرية الدينية الكاملة قبل عام 1951، وتعني الحرية الدينية انه يحق لكل مواطن أن يمارس دينه بحرية أو أن يبقى خارج أية طائفة دينية. السويد اليوم دولة علمانية بصورة تامة ، وهذا يعني أن سلطة الكنيسة على المجتمع السويدي قد انتهت وان الأمور الدينية أصبحت شانا شخصيا للأفراد والجماعات. وتطور اليوم في السويد ما يسمى بالديانات الفردية ، وهذا يعني أن المرء يتبع القيم المسيحية دون أن يشارك بصورة فعالة في أي تنظيم ديني. ويتم تعليم مادة الدين للأطفال في المدارس ويشمل ذلك تعريف عام بالإنجيل والمفاهيم الدينية المختلفة. ويتم ضمن هذه المادة أيضا مناقشة مختلف مسائل اوجه الحياة والعلاقات الإنسانية . هذا ويدرس تاريخ الأديان الأخرى بصورة مختصرة ومشوهه في اغلب الأحيان مما يدفع اتباعها بالاحتجاج المستمر على أسلوب تقديم ديانتهم للأطفال بهذا الشكل المبتور واكثر ما يعاني من ذلك هم المسلمون حيث يتم تشويه دينهم ومعتقداتهم في شكل غير حضاري .

التعليم الموازي والمدارس الإسلامية في السويد الصعوبات والواقع والأمل
ما زال المسلمون يعلمون أبناءهم في المساجد والجمعيات والمراكز الإسلامية التي بدأ ظهورها في السويد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حين أسست أول جمعية إسلامية في استكهولم عام 1949 وبعدها تتابع ظهور الجمعيات وازديادها سنة بعد أخرى . اليوم يوجد في السويد أكثر من 150 جمعية إسلامية و أربعة مساجد في كل من مالمو وترولهتان واوبسالا واستكهولم ، هذا واشترى المسلمون كنيسة و عشرات الأبنية وحولوها إلى مساجد ومراكز إسلامية تعتبر بمثابة دور للعبادة ومعاهد للتعليم ومدارس للقرآن الكريم ، شانها في ذلك شأن المساجد في عهودها النقية الأولى. ومدارس نهاية الأسبوع تستقبل أبناء المسلمين الذين يتعلمون قراءة القرآن الكريم واللغة العربية والتربية الإسلامية. وندعو الله تعالى أن يثيب مؤسسيها والقائمين عليها وأن يكتبها لهم في ميزان حسناتهم يوم اللقاء . وأما أكبر الجمعيات الإسلامية وأكثرها نشاطا في مجال التربية الإسلامية وفي مجال الدعوة أيضا فهي " الرابطة الإسلامية باستكهولم " التي تأسست عام 1980 وتوجت نشاطها ببناء أكبر مسجد ومركز إسلامي في اسكندنافيا يفتتح هذا العام. دأبت الرابطة منذ تأسيسها على دعم التربية الإسلامية في السويد. شكلت الرابطة الإسلامية لجنة للإشراف على إنشاء وقف المدارس الإسلامية يعمل على " تخريج الطالب المسلم المؤهل علميا ودينيا وخلقيا للتعايش مع المجتمع السويدي، ملتزما بالقيم الإسلامية، محافظا على اللغة العربية ومتقنا اللغة السويدية اتقانا يؤهله الالتحاق بالجامعات والمدارس العليا بيسر " وتم بالفعل تأسيس رابطة المدارس الإسلامية التي يرأسها الأستاذ شكيب بن مخلوف في عام 1998 في العاصمة استكهولم .
ومن أهم إنجازات الرابطة في مجال التعليم:
• طباعة وتوزيع الكتب المدرسية الإسلامية للصفوف الابتدائية.
• تنظيم مؤتمر إسلامي كبير كل عام يشارك به قرابة 2000 شخص من الرجال والنساء المتعطشين إلى مزيد من المعرفة عن الإسلام ويدعى أفاضل العلماء من شتى بقاع العالم للمشاركة بفعاليات هذه المؤتمرات التي أصبحت عرسا جماهيريا كبيرا.
• إنشاء رابطة الشباب المسلم.
• إنشاء رابطة المدارس الإسلامية والتي تضم في عضويتها ثلاث مدارس إسلامية.
وفي السنوات الخمس الماضية تحقق حلما طالما كان يراود العديد من المسلمين الذين يؤرقهم ضياع أبنائهم في متاهات المدارس السويدية التي تكثر فيها المخدرات حيث تشير التقارير المختلفة إلى ارتفاع ملحوظ باستخدام المخدرات بين الشباب من الجنسين ويبدأ الطلاب في تعاطيها في سن مبكرة تتراوح بين سن 13 و 14 ويقول الأطباء ( إن استعمال المخدرات بين فئة الطلاب في أيامنا هذه لهي أخطر مشكلة تواجه المجتمع السويدي ويقول الأطباء أن هذا الأمر يعد طبيعيا بحكم الثقافة السويدية المتحررة والتي لا تجرم حيازة المخدرات بل تجرم بيعها وترويجها فقط) والمشكلة الثانية التي يتخوف منها المسلمون هي الإباحية الجنسية في المدارس حيث أن الثورة الجنسية قد امتدت من الجامعة إلى المدرسة الثانوية فالمدرسة الابتدائية واليوم نجد أنه لا توجد أية بنت سويدية ترغب في أن تبقى عذراء، وأنه لمن المهم في أعين الزملاء أن تكون البنت نشيطة جنسيا !!! ويلاحظ أن نسبة الإجهاض بين البنات السويديات عالية جدا وقد امتدت عدوى ذلك لبنات الأجانب اللواتي يمارسن الجنس سرا ومن بعد يقمن بأجراء عمليات إعادة لحم غشاء البكارة دون علم ذويهن وبمساعدة الأطباء السويديين والمرشدين الاجتماعيين ، خوفا من ردة الفعل القاتلة لدى ذويهن إذا علموا بذلك. أفبعد معرفة هذه الحقائق الفظيعة التي تعج بها مدارس السويد تستغرب الجهات الرسمية والشعبية السويدية من فرار المسلم بأبنائه من هذه البيئة العفنة إلى حيث الأمن والأمان والسلامة والإسلام في أحضان المدارس الإسلامية وقليا ما هي ؟!. و التي تنتشر في عشرات المدن السويدية وخاصة التي يتواجد فيها مسلمون غيورون، وهي في تزايد مستمر رغم اعتراض المجتمع السويدي ومحاربته لهذه المدارس بجة إنها تدعو للانعزال عن المجتمع . في استكهولم وحدها توجد اكثر من 5 مدارس إسلامية ويتساءل البعض قائلا: من المعروف أن محافظة استكهولم تشمل على ما يزيد عن 100 ألف مسلم مهاجر، ما زالوا يكتفون بإرسال أبنائهم إلى مدارس نهاية الأسبوع ، ويرضون لأبنائهم أن يعبوا من الثقافة السويدية في المدارس العامة طوال أيام الأسبوع، فكيف تنجح الطائفة اليهودية أو الكاثوليكية قليلة العدد في تأسيس مدارس دينية خاصة بها بينما تعجز هذه الآلاف المؤلفة عن إيجاد مدرسة إسلامية نموذجية كهذه تحتضن أبنائهم وتقيهم شرور الانغماس في أوحال التربية السويدية التي يشهد أساطينها أنفسهم بفشلها وعجزها عن تربية جيل قادر على تحمل مسؤوليات الحياة !؟.
إن سؤالا كهذا إذا طرحته على أي مسلم فانه لا يتردد في أن يقول لك بكل بساطة : إننا ما حضرنا إلى هنا إلا لدنيا نصيبها و لا وقت لدينا لتعليم أبناءنا ، و لا ثقة لنا بالمدارس العربية والإسلامية القائمة لأنها تفتقر للكفاءات المسلمة ويتولى التعليم بها كوادر سويدية فشلت في الغالب في الاستمرار في المدارس العامة وطالما يوجد الأصل فلا حاجة لنا للتقليد.
ضياع الهوية الإسلامية في الآباء والأبناء
فقد كثير من المهاجرين هويتهم الإسلامية ، وضاعوا بسرعة في البيئة الجديدة ، وكذلك جنوا على أبنائهم الذين وجدوا أنفسهم منجذبين إلى الراحة والدعة في السويد وتشربوا بشكل تدريجي طريقة الحياة السويدية والتقاليد والعادات السويدية . خاصة الذين ولدوا في السويد دون أن يتلقوا التربية المناسبة عن دينهم وبلادهم. واصبح شرب الخمور ومراقصة الفتيات وتغير الاسم باسم أجنبي أمور مألوفة لدى بعض المسلمين القادمين من إيران ومناطق كردستان ولبنان . والصراع اليوم على أشده بين الآباء والأبناء ، بين الجيل القديم والجيل الجديد ، فالآباء يريدون من أبنائهم أن يطيعوهم ويحترموهم وأن يصلوا ويقرءوا القرآن الكريم وأن يذهبوا إلى المساجد بانتظام. كما يريدون من أبنائهم وبناتهم أن يكفوا عن مواعدة ومراقصة الآخرين . أما الأولاد فقد اندمجوا بالمجتمع ويتكلمون السويدية رغم إتقانهم للغاتهم واصبح لهم حياتهم الخاصة التي لا يعرف عنها الآباء شيا يذكر . ويبدو عليهم التأثر بالمراسلات والمعاكسات عبر شبكة الإنترنت والسهر الطويل أمام التلفزيون ولا يشعرون بأي احترام لآبائهم ، ينظرون لأنفسهم كالسويديين ويرفضون ما عدا ذلك رغم أن أقرانهم من السويديين يرفضون الاعتراف بهم كمواطنين ويلقبونهم "بالأجانب ذوي فروة الرأس السوداء". ومن أسباب نفور الأبناء هو تدني المستوى الثقافي لجيل الآباء بينما نجد جيل الأبناء متعلم يتقن اللغة السويدية وللأسف نجده يترفع عن ذويه وقد أدى ذلك إلى ترك الأبناء بيوت ذويهم وانتقلوا للعيش مع صديق أو صديقة سويدية ليضيعوا ضياعا أبديا ومنهم من تنصر أو أعلن إلحاده على رؤوس الأشهاد . ورغم استياء الآباء من صنيع الأبناء وعدم رضاهم عن سلوكهم إلا انهم عاجزون عن مقاومة التيار ، وخاصة إصرار بعض الفتيات من التزوج من غير المسلمين والمصيبة أن يرى بعض الآباء أن هذا أمرا سائغا ، أو لا مناص منه !!! يلجأ بعض الآباء إلى العنف مع البنات أو إجبارهن على الزواج ممن يختارونه لهن وقد وقعت حوادث قتل للبنات ، مما كان له أثرا سلبيا على الإسلام والمسلمين واستغل العنصريون الفرصة مطالبين بسن قواني تفرض على المهاجرين الذوبان بالمجتمع والتخلي عن تقاليدهم وثقافاتهم الأصلية . صحيح أن للسويديين مدنيتهم التي يعتزون بها وأن لديهم من العلم ما يمنكن أخذه، بل ما يجب بذل الجهد لتحصيله ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولكن أن ينصهر المسلمون ويذبون في مجتمع لا قيم له ، فأمر مرفوض ولا بد من محاربته والتأكيد على احترام التعددية الثقافية في هذه البلاد.


محمود الدبعي
المراجع
كتاب معلومات عن السويد صادر عن مصلحة الهجرة
مقالات وبحوث نشرت في مجلة السلام باللغة السويدية