بسم الله الرحمن لرحيم

ستكهولم

وقف الثقافة والإندماج بالسويد والدور المنتظر في الذود عن رسول الله

تعتبر الأوقاف هي الرافد المادي للمساجد في الإسلام و الأوقاف هي من الأماكن المهمة في استمرار انشطة المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية واستقرارها، والمساجد المستقلة دوما اكثر نفعا من المساجد التي تسيرها الدولة، حيث يتلقى فيها المسلمين تعاليم دينهم من صلاة وصيام وزكاة وقيام وحج وسائر الأعمال بحرية مطلقة بعيدا عن عصى السلطان.
لذا فقد اهتم المسلمون قديما بالأوقاف التي تقام من اجل رعاية المساجد التي يتم بنائها في البقاع التي يعيشون فيها، واختيار الأشخاص المؤهلين لإدارة الأوقاف والمساجد، قال تعالى: ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ )) (التوبة:18) .
ومما يؤكد مكانة الوقف و المسجد في الإسلام كون النبي- صلى الله عليه وسلم- اوقف عقارات واراضي واموال على بيوت الله و لم يورثها اهل بيته ومن اول يوم حطت اقدام النبي ارض طيبة لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس كما قال ابن كثير رحمه الله.
وكذلك عندما واصل- صلى الله عليه وسلم- سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم.
ولقد أدرك هذا الأمر صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاهتموا بذلك، حيث اعتنى الخلفاء الراشدون بالأوقاف والمساجد، فقد كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى ولاته أن يبنوا مسجداً جامعاً في مقر الإمارة، ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد جماعة في أماكنهم، عن عثمان بن عطاء- رضي الله عنه- قال: لما فتح عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- البلاد كتب إلى أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجداً، فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ( وكانت مواضع الأئمة ومجامع الأمة هي المساجد، فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- أسس مسجده المبارك على التقوى، ففيه الصلاة والقراءة، والذكر وتعليم العلم والخطب، وفيه السياسة وعقد الألوية والرايات، وتأمير الأمراء، وتعريف العرفاء، وفيه يجتمع المسلمون لما أهمهم من أمر دينهم
ودنياهم).
وهي بالإضافة لما تقدمه من دور مهم وبارز في الأمور الدينية، فإنها تسعى أيضا إلى تكوين الروابط الاجتماعية بين مرتاديه.
ومما يؤكد أهميته أيضا أنه يضم عدد من الإفراد المختلفين في تخصصاتهم، فمنهم الطبيب والمهندس، والتاجر والمعلم، والطالب.. الخ.
ولكن المتأمل لحال الكثير من المساجد في وقتنا الحاضر، يجد أنها قد تخلت عن دورها المهم والريادي، في توجيه الناس في أمورهم الدينية والدنيوية، وأصبحت مكان لتأدية العبادة فقط والسبب هو ترشيد الإنفاق و قلة ذات اليد و لو خصصت اوقاف استثمارية يشرف عليها ذوي الإختصاص من التقاه و كانت هناك عائدات سخية لكان الحال غير ذلك .
لذا كان علينا لزاماً في هذه البلاد أن نفعل دور المسجد في مواجهة الأحداث التي تواجه المسلم في حياته اليومية.
ومن تلك الأحداث التي ينبغي على المسجد أن يقوم بدوره تجاهها، هي الاستهزاء بنبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-، فقد شهد العالم في السنوات الماضية قيام بعض الصحفيين و رسامي الكاريكاتيرعلى الاستهزاء بنبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- من خلال رسوم ساخرة، هدفها النيل من الإسلام وأهله.
فيا ترى ما الدور الذي ينبغي على الأوقاف و المؤسسات الإسلامية و المساجد القيام به لمواجهة مثل هذه التصرفات ؟ هناك العديد من الأمور التي يمكن للمسجد القيام بها، منها على سبيل المثال:
1- إقامة الدروس اليومية المختصرة، والتي تتحدث عن السيرة النبوية الصحيحة.
2- وضع اللوحات الحائطية التي توضح شيء من أخلاقه وصفاته صلى الله عليه وسلم.
3- إعداد النشرات التي تتحدث عن سيرته صلى الله عليه وسلم.
4- توزيع الأشرطة والكتيبات التي فيها شيء من سيرته العطرة.
5- إقامة المسابقات الثقافية في السيرة النبوية بين جماعة المسجد.
ختاما: إن ضعف دور المسجد بغياب الأوقاف هو انعكاس لضعف الأمة الإسلامية، ولن تكون الصحوة الإسلامية إلا عندما يقوم المسجد بدوره الشامل، ويرتقي بأساليبه ووسائله التربوية والتعليمية، بما يتناسب مع احتياجات العصر ومقتضياته ليصبح قلب الحياة الإسلامية في هذه البلاد.
كما أن على أئمة المساجد دور مهم في قيادة الأمة نحو طريق العزة والتمكين،من خلال فهمهم لدور رسالة المسجد و أن يقوموا بدور عملي فعال بتسليط الضوء على عظمة هذا الدين و ترك الإسلوب الدعائي الشخصاني الذي يدر على الفرد دخلا او سمعة طيبة و هو اكثر الناس سلبية في هذا الشأن، لذا ينبغي أن يراعى مسؤولي المؤسسات ذلك عند اختيارهم للإمام، من حيث التقوى والصلاح والكفاءة والقدرة، للقيام بهذا الدور العظيم. ونحن في وقف هورسولنا للثقافة والإندماج نمد يدنا للجميع لإعمار الأرض و نشر الدين و ابعاد الأذى عن شخص الحبيب نبي الرحمة و تسهيل انشاء الأوقاف و من هنا نطالب كل مسلم حر و شريف و صاحب قرار مستقل و يؤمن بعودة الناس للنبع الصافي بعيد عن التحزبات و الصراعات الفكرية و الإيديلوجية أن يلتحق بشبكة اوقاف هو رسولنا و ذلك بالموافقة على أن يقوم إتحاد مسلمي السويد بتحصيل 1% من الضريبة المقطوعة لصالح اوقاف المساجد و الأئمة بالسويد. لقد قرر الإتحاد تقديم الطلب هذا العام و نرجو من محبي نبي الرحمة أن يتكاتفوا معنا و نرجو الله أن تكون استجابتكم صدقة جارية لكم و نصرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم و نحن نمد يدنا لكل الجمعيات والمؤسسات للإنضمام لأوقاف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. ومن خلال هذه الخدمة لن نكون بحاجة لأن نكون اليد السفلى ، بل ستكون لنا استقلالية كاملة و إتحاد مسلمي السويد قرر أن يتخذ هذا الطريق الأقوم لحل مشاكل المسلمين و بالمقابل ستقدم لكل المشتركين بهذه الخدمة الدينية إمتيازات كثيرة مجانية تتعلق بحاجته من المهد الى اللحد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المهندس محمود الدبعي
رئيس وقف الثقافة و الإندماج
السويد