العيوب الخلقية تهدد قلوب الاطفال فى البلاد العربية



القاهرة - الدستور

لأسباب غير معروفة وأخرى لم تكتشف بعد ، يولد أكثر من15 ألف طفل من كل مليون طفل عربي يعانون من إصابتهم بعيوب خلقية في القلب ما بين متوسطة ومعقدة ، ويحتاجون إلي إجراء عملية جراحية لمساعدتهم على الاستمرار في الحياة وممارستها بشكل طبيعي.ُولعدم وجود مراكز طبية كافية لإجراء هذه الجراحات تتعرض حياة الكثير من الأطفال للخطر وهو ما نحتاج معه إلى تعاون الأهل والأطباء والمؤسسات لحماية أطفالنا من آلام المرض ، .. وهو ما ترجعه الدكتورة أمل السيسي ، أستاذة طب الأطفال بجامعة القاهرة إلى انماط زواج منتشر جدا في الوطن العربي ، أو لإصابة الأم بأمراض مثل الضغط والسكر ، كذلك الزواج في سن مبكرة جدا أو متأخرة هذا فضلا عن تناول الأم لبعض الأدوية أثناء فترة الحمل أو تدخينها وإدمانها للمخدرات أو الكحول وهناك أسباب غير معروفة حتي الآن.ُ

وقالت فى تصريح ل"الدستور" : إن نسبة الإصابة بالعيوب الخلقية في مصر والوطن العربي من1:2% بمعني أن كل مليون طفل مصري وعربي يولدون سنويا هناك من عشرة إلي عشرين ألف طفل يعانون من الإصابة بالمرض وهو رقم تراكمي يزيد بمرور الأعوام ، إما لعجزهم عن إجراء العملية الجراحية أو لعدم اكتشافهم المرض وبشكل عام لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المصابين ولكن مقارنة بالإحصائيات العالمية نعتبر النسبة مرتفعة جدا علي المعدل العالمي.ُ

وأشارت إلي أن حوالي70% من حالات إصابة الجنين بعيوب خلقية في القلب يتم اكتشافها مبكرا من خلال عمل موجات صوتية علي قلب الجنين في الشهر الرابع من الحمل ولا سيما لدى السيدات اللاتي يعانين من حالات إجهاض متكررة أو هناك تاريخ مرضي في العائلة أو سبق لهن ولادة طفل منغولي ، هذا فضلا عن عيوب وراثية أخرى..

اكتشاف مبكر

ويسهم الاكتشاف المبكر أثناء الحمل في معرفة الحالة المرضية للجنين وتحديد درجة الإصابة ونوع المرض. هذا فضلا عن علاج بعض الحالات التي تحتاج إلى أدوية وخلافه ، كذلك التخطيط ، لولادة في مستشفي مجهز بالمعدات الخاصة لاستقبال مولود يعاني من عيب خلقي مركب في القلب والعمل علي تجهيز الفريق الطبي المتخصص لاستقبال المولود ، خصوصا الذين يحتاجون إلي إجراء جراحة عاجلة أو قسطرة سريعة فور الولادة لإنقاذ حياتهم. وفي بعض الحالات نحتاج إلي أن تتم ولادة الطفل مبكرا عند تدهور حالته وخوفا من تطورها إلي الأسوأ وفي بعض الحالات المستعصية التي لا يوجد لها علاج يسهم الاكتشاف المبكر في مساعدة الأم في اتخاذ قرار الإجهاض بدلا من الاستمرار في حمل طفل مصيره الموت في النهاية.ُ

من جانبها قالت الدكتورة فاطمة الزهراء ، أستاذة طب الأطفال بجامعة القاهرة فى تصريح ل"الدستور" أن أعراض الإصابة بالعيوب الخلقية تختلف من عيب لآخر ولكنها تشمل صعوبة في التنفس وعدم زيادة في الوزن وتعرق مستمر ولا سيما عند الرضاعة مع زرقة في لون الجلد والتعرض لإغماءات مستمرة.ُ

وأوضحت أن العيوب الخلقية إما بسيطة وعدد المصابين بها في العالم أكثر ، وهي نتيجة لوجود ثقوب في الأذين أو البطين ونسبة نجاح العمليات الجراحية التي تجرى لها تصل إلى99% وهي عملية سهلة جدا وأحيانا تغلق الثقوب تلقائيا. أما المتوسطة فهي عبارة عن ضيق في صمامات القلب أو لاجتماع أكثر من عيب بسيط ونسبة نجاح العمليات تصل إلى95% .أما المركبة وهي أكثر خطورة وتشمل ضمور أحد البطنين أو انعكاس الشرايين أو لاجتماع أكثر من عيب في القلب ، فنسبة نجاح العمليات الجراحية تصل إلى60% وهناك حالات لا تحتاج إلى جراحة بل يكتفى بعمل قسطرة في القلب ولا تتعدى فترة مكوث المريض في المستشفى أكثر من يومين.
Date : 30-11-2008