حسن أبو خليل
22/5/2006

سيدي الفاضل،
الزملاء والزميلات الأعزاء،
أسعد الله أوقاتكم جميعاً
أعانك الله علينا أستاذنا، وأمد الله في عمرك. شكراً لملاحظاتك القيمة. اسمح لي سيدي أن أرد على ملاحظاتك من باب ضرورة أن يكون المترجم قادراً على تبرير ترجمته والدفاع عنها.
ملاحظات المحاضرة الثالثة:
ترجمة الجملة:but of Taste the educated but unlearned public is the only rightful judge
وجدت أن كلمة public في الانكليزية هي اسم مفرد ولذا جاء الفعل مفرداً و judge مفرداً. ولكن كلمة العامة في العربية لا تأتي مفرداً، لذا كانت ستكون ترجمتها :
العامة هم القاضي الشرعي الوحيد.
ولا أعتقد أن اللغة العربية تقبل هذا الاختلاف، بينما هو مقبول في اللغة الانكليزية.
وحاولت كذلك أن أترجمها على النحو التالي:
العامة هم القضاة الشرعيين الوحيدين، وإليهم أنا أحتكم.
فوجدتها متكلفة.
وحاولت كذلك أن أترجمها:
الإنسان العادي المثقف - وإن كان غير متعلماً - هو القاضي الشرعي الوحيد، وإليه أنا أحتكم.
فوجدتها تبتعد عن روح النص الأصلي.
فآثرت التخلص من قيود النص الأصلي، واستبدال الجملة الاسمية بجملية فعلية بشكل يعبر عن المعنى في اللغة المصدر، ويكون مقبولاً في اللغة الهدف.
وها أنا أعيد المحاولة مرة أخرى، علي أوفق:
لكن الطبقة العامة المثقفة - وإن كانت غير متعلمة - هي القاضي الشرعي الوحيد، وإليها أنا أحتكم.

أما بخصوص الجملة الأولى، واستخدام " من قبل " فمعك كل الحق، وأنا هنا أعتذر لك وأعتذر لأستاذي القدير عبد الواحد لؤلؤة الذي طالما نبهني لهذه العبارة حين كان يقول لي أنها تأثر بالنص الانكليزي وهي غريبة على اللغة العربية إذ أنها خطأ شائع في اللغة العربية وترتبط بتركيب المبني للمجهول في اللغة الانكليزية. فعذراً منك ومنه. وأعيد ترجمتها:
صرح فرانسيس نيومان قائلاً، في رده المشهور على الانتقاد اللاذع الذي وجهه ماثيو آرنولد لترجمته لكتاب (هومرHomer)
ملاحظات المحاضرة الرابعة:
أشكر لك جميع ملاحظاتك وسآخذها جميعاً بعين الاعتبار. وأود أن أثير هنا سؤالاً: هل يجب على المترجم أن لا يراعي السياق الذي جاء النص ضمنه؟ فمثلاً هذه مقالة صحفية أراد كاتبها أن يركز على عملية إعادة نشر الرسومات. ولذلك قدمت عبارة : (إعادة نشر الرسومات) على الفعل (أثارت). فهل على المترجم أن يطبق شكلاً أو أسلوباً لغوياً معيناً على أي سياق؟
ِِِْْْعشرة حلبية (بكسر العين): بعد ملاحظتك عليها بحثت في الانترنت ولم أجد شيئاً عنها مما فاجأني كثيراً، فكنت أظن أنها مصطلح دارج بين المجتمعات العربية. فهي دارجة في المجتمع الفلسطيني، وتستخدم للتعبير عن تحمل كل شخص تكاليفه وحده، وأن لا يتحمل تكاليف الآخرين. وهنا يطرح السؤال نفسه: إذا استطاع المترجم أن يتجاوز الاختلاف الثقافي أو البيئي بين لغة وأخرى، فكيف له أن يتجاوز الاختلاف الثقافي في لغته بين مجتمع وآخر؟؟ ولعل مثال (عشرة حلبية) يعبر عن هذه الحالة.

ايجابيات الدورة: لا عد ولا حصر لها، فيكفي أن الله رزقنا باستاذ قدير واسع الصدر مثلك يا سيدي. وهذه ليست مجاملة.
السلبيات: قصر الدورة وعدم تعرضها لنصوص مختلفة.

الأخ نذير طيار: ألف مبروك الجائزة، وإلى الأمام.

مع تقديري واحترامي للجميع