خواطر في العيد
ها هو العيد قد أطل بخواطر شتى، فيها الغصة والحسرة، والألم المستكن بوخز الروح، ولكنْ لاعتقادنا بأن النصر آت بوعد الله لا نفتأ نقول:
كل عام والأمة الإسلامية بكل خير، سائلين المولى جلت قدرته أن يزيل الغمة الكبرى عن المسلمين، ويعجل بالفرج بإقامة الدولة التي تعز الناس كل الناس مسلمين وغير مسلمين بإقامة (دولة الخلافة الراشدة الثانية)، وينظر بعين الرأفة فيزيل الغمامة التي أظلمت على رؤوس أهلنا في قطاع غزة، غزة هاشم التي يحاصرها القريب والبعيد، والكل يطرب لأنات الثكلى والجائعين ويتشدق بكلام لا يغنى من جوع الكرامة المفقودة، المدلوقة على أبواب الاستجداء الغربي والبيت الأبيض، وكل ذلك وأنظمة الحكم في بلاد المسلمين مشغولة بلياليها الحمراء في عيد السكارى، ينفقون أوقاتهم فيما يضلل الأمة ويبعدها عن يوم عزتها وخلاصها، يتندرون على من فقه الحكم الرباني وسعى لإيجاد من به يعزون ويرقون، رضوا بالتافه أن يبول كلاما في أفواههم فيرددونه في حمامات الفضائيات، فيرتد وبالا ناقما، طائرات توزع الموت في قبائل باكستان وأراضي أفغانستان والعراق، رأوا قطعان المستوطنين ينهشون لحوم أبناء الخليل والقدس، فكأنما رأوا أشباحا تطارد أشباحا، في فلم من إنتاج هوليود الأمريكية، لم تطرف لهم عين، ولم تتحرك فيهم نخوة الإنسان الذي قتلوه في أحشائهم الممتلئة عهرا غربيا وجينات سوداء تطفح على وجوههم، فتراهم من أهل السخطة والبوار، لا يجلب منظر أحدهم غير التعاسة والوبال لأمته وشعبه، يتمترسون خلف عمامات لفها الشيطان بعناية فوق رؤوس لا فكر فيها سوى الفكر التجهيلي التخلفي الذي يمنطق الذل، ويشرعن المهانة، ويؤفين الرضا بالواقع، فالصبر الجميل له فلسفة الشياطين، والصفح الجميل له أبواب السلاطين، ليكون من هؤلاء المعممين الهجر غير الجميل لمشاكل الأمة ومصائبها، يرى أن مصافحة من ولغ في دماء المسلمين فرصة لا تعوض كاذبا مكذبا في جهله وسيرة حياته، وشهاداته التي كبته في مرجل من قلة الحياء، لا يرعوي عن باطل، ولا يتقي الله في مواطن، لا يعرف غير فرشته التي ينعم جنبه عليها، وقد نسي من افترش الحجارة، والتحف السماء، ولكن......... من كان الله أوعده بالعذاب فلينتظر فلينتظر فلينتظر، ويدفع عن نفسه إن استطاع.
كل ذلك وأمر منه سيكون في كل عيد يهل على المسلمين، ليرتبط العيد بالوعيد وأمل الفرحة بمصيبة جديدة تُنسي ما قبلها من مصائب، فهل سنظل ننتظر مع كل عيد مصيبة جديدة، لنندب حظنا العاثر.
فلنتقِ الله في نفوسنا، فبأيدينا الحل، نعم الحل بأيدي الأمة، والعيد نحن من سيصنعه، فيكفينا نوم على نوم، ولنشعل الفتيل لتضيء السماء بأفراحها ويهل العيد بأناشيده!!
المفضلات