آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فولكنر معتكفا و هيمنجواي منتحرا

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية عاطف محمد
    تاريخ التسجيل
    11/08/2008
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي فولكنر معتكفا و هيمنجواي منتحرا

    [font="tahoma"][size="4"][color="blue"]في الصخب والعنف الأمريكـيـين

    فولكنـــــر معتكفــــا … وهيـمنغــواي منتحرا !!

    بقلم / محمد عــاطــف.ب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

    تنبه وليم فولكنار مبكرا الى الصخب الذي يسكن روحه الضجرة فراح ذات مساء ممطر ينبش في الكتب السماوية القديمة لا سيما التوراة والإنجيل وإنهمك على غير عادته في البحث عما جادت به المتون المقدسة عساه يجد إجابة ويدرك حلا لمعادلة الخير والشر التي سكنته في مجتمع كان يصفه دائما بالسلبي الذي لا يعرف كيف يضع معالم الخير والشر ويرسم الحدود بينهما ولا ضير ان نسمع كاتبة مثل سيمون ويل تقول: اننا نعلم انه في امكاننا ان نقتل بدون ان نلقى عقابا اونشعر بتأنيب الضمير ،فإننا لا نقتل اوعلى الأقل نحيط الذين يقتلون بإبتسامات مشجعة... اما مواطنه الكاتب الأمريكي تينسي وليامز فأعطى للشر قيمة جمالية وتقديسا شموليا عندما قال : ان الرعب المقدس هوذلك الشعور الذي يملك قيمة فنية في الفن المعاصر بدءا بجيرنكا ووصولا الى بيكاسو . ولأن العنف طغى على البشرية بشكل اعمى كان على فرغاس يوسا مجبرا ان ينقل ديونيسوس أثينا ليضعه على جبال الآند كي يضع القارئ امام حافة العنف المنبثق من اعاميق الذات الإنسانية في روايته الأشهى من قتل بالوميرو موليرو؟ الصادرة سنة 1996.


    كانت التوراة بالنسبة لكاتب مثل فولكنار مصدر لا ينضب من القصص الأخلاقية والمواعض الدينية بقدر ما صقل الكتاب المقدس لغته . اذ اجمل ما في التوراة هي لغته العذبة التي لا تقاوم واسلوبه السلس المنمق كل ذلك شد فولكنر من أدق تلافيفه . ان بصيرة الرجل واحتكاكه الكبير بالكتب المقدسة ليس من الناحية الدينية فحسب بل تناوله لها كباحث ساعده في الإطلاع على مجموع الأساطير الإنسانية بسرعة لا مثيل لها وان كان بعض النقاد يعوزون الحساسية المفرطة لما هو خير و ماهو شر في الأداب الأمريكية عموما يعود اساسا الى مركب النقص الكامن في الروائي الأمريكي ذاته الموروث عن أجداده الذين غادروا القارة الأروبية لأسباب اجتماعية و دينية وسياسية ... الا ان وليم فولكنر يرجع العلة لدوافع دينية محظة ،حيث ان الروح البروتيستانية التي تدعو الى التزمت ومحاسبة الضمير بصرامة ،وتصورالخطيئة بشكل مكبر تجعل من الإنسان حبيس افكار جانبية تصل حد الهلوسات والتخيلات فلا يدرك معها الإنسان جوهر حياته و عرف وليام فولكنر قيمة الخير كما عرف قيمة الشر ثم رجع بتقييمه الشخصي ليصبه في آتون واقع المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه الا انه رجع في الأخير فارغ اليدين بعدما تأكد أنه يعيش وسط مجتمع شرّاني هذا الإهتمام انطبع بصورة جلية على أعماله الروائية انطلاقا من الصخب والعنف والضوء في أوت وحتى على روايته مثل كلها روايات منتقاة من الكتاب المقدس اقتباسا وفكرة ومرمى لكن بإيهاب المجتمع الأمريكي المعاصروهيمحاولةمن فولكنر لتأريخ أسطورة المعركة الفاصلة بين الخير والشر التي جسدها فولكنر في المعركة بين الشمال والجنوب الأمريكي فنسمعه يقول: الصخب والعنف ، هو الكتاب الذي أحس انه أكثر قربا مني . فالرواية تحمل في مضمونها قيمتين إحداهما ايجابية والأخرى سلبية حيث تظهر كادي الفتاة الشفوقة والحنونة التي يقول عليها فولكنر :أنه لا يزال في الحياة أناس رجالا ونساء يتصرفون بتعاطف انساني تجاه ضروبمختلفة من الجور و الضغينةأما الشخصية السلبية فهوكومبسن الرجل الذي جاء الى ميسيسيبي كعالف للماشية ، يعمل في أي مكان ،وفي أي وقت يريد ، ثم تظهر علاقة الإبن بوالده بنفس المنحنىالسلبي الذي يظهر به ساتبن في روايته الأخرى المعنونةأبسالوم ، أبسالوم .

    واذا كان فولكنر جعل من رواياته ديرا أعتكف فيه لسنوات يتأمل واقع الإنسان الأمريكي في يومياته في صراعه بين الخير و الشر كانت مسيرة مواطنه الروائي ارنست هيمنغواي الأدبية لا تختلف البتة على مظاهر وأهتماماته الشخصية و هو العامخل بالمثل القائل أقتل ، لتتجنب الموت ، ولا ضير ان الكاتب بدأ حياته بهوايات أقل ما يقال عنهاأنها همجية ، فإتجه الى صيد الأسماك الضخمة – كما كان يفعل والده- و القنص والملاكمة والرحلات الخطيرة صوب ادغال إفريقيا اضف الى كل ذلك حياته العسكرية وما عاشه اثناء الحرب العالمية والحرب الأهلية الإسبانية



    فهذا الزخم الذي يطغى عليه العنف شكّل دافعا مهما لميلاد رواياته الواحدة تلوالأخرى لا سيما كتابه الموسوم الموت في الظهيرة الذي يعتبر عصارة رحلة قام بها وفيه دراسة شيقة ومفصلة حول مصارعة الثيران .


    هذا الإندفاع نحوالعنف وتلك المغمرات المحمومة التي كان يخضوها هيمنغواي لم تكن في الواقع سوى امتحان لذاته في كيفية تحكمها في الإحساس بالياس الذي كان يعاني منه الكاتب منذ طفولته ، فأخلاقيات العالم الذي عاش فيه هيمنجواي قائمة علىالطريقة التي تقول بالإستعداد الدائم للموت. هذه السابقة نلمسها في ثنائي روايته وهما الزوجين كاترين وفريدريك هجرا المجتمع ليعيشا منعزلين في منزل جبلي بعيدا عن العالم المزيّف هذه العزلة التي أعتبرها الزوج بمثابة لهو ضمني ولربما كانت من باب التجربة من خلالها يفتح بصيرته لكن تموت زوجته فجأة بينماهي تضع حملها حينها يصيح الزوج البطل في الورقات الأخيرة من الرواية قائلا : إن العالم يحطم الفرد أما هيمنغواي فيختار بذاته إنهاء حالة اليأس التي وصلت به الى قارعة الإنتحار .

    لا تتراجع ، فالخلــــف خيانـــة.

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    21/07/2009
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: فولكنر معتكفا و هيمنجواي منتحرا

    طرحٌ راقٍ

    وكم أذهلني هذا الهطول الباذخ



    كن بألف صباح


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •