قبِّلْ حِذائي، فالوَداعُ قريبُ= واصفَحْ، فما كلُّ الـسِّهامِ تُصيبُ
طأطِئْ برأسِكَ، وانْجُ، لستُ بآبِهٍ= فمصيرُ رأسِكَ حُفرةٌ ولهيبُ
كم قالَ أصحابي: «حذاؤُكَ واهِنٌ!= أوما تراهُ، وقد غزَتْـهُ ثُقوبُ؟»
«فلتَـرْمِهِ حيثُ الـنُّفايةُ، واتـَّخِذْ= نعلاً تليقُ، فما انتعَلْتَ مُعيبُ»
فكَّرْتُ، فكَّرْتُ اللَّياليَ حائراً:= أيُّ الـنُّفايةِ للحِذاءِ نصيبُ؟!
ووجدْتُ رأسَكَ فارِغاً، فملأتُهُ،= كي لا يضيعَ حذائيَ المنكوبُ
فوجدْتَ قدْرَكَ دونَـهُ، فأطعْـتَهُ= وخَفَضْتَ رأسَكَ، فالحِذاءُ مَهيبُ
أوليسَ قد نشِقَ الـطَّهارةَ من ثرًى،= غَرْسُ الـشَّهادةِ في رُباهُ خصيبُ
أوَليسَ ضُمِّخَ بالوُحولِ، توسَّعَتْ= مُستنقَعاتٍ، شأنُـهُنَّ عَجيبُ؟
قد أغرَقَتْـكَ، بما لديكَ، رمالُنا= مُتحرِّكاتٍ، والـرِّياحُ تَجوبُ
هذي هي الأرضُ الّتي فاضتْ سنًا،= وسَرى بأنـهُرِها الـسَّواكِبِ طِيبُ
اِرحَلْ، فما لَكَ في العِراقِ مِظلَّةٌ!= أدنى عِداكَ حذائيَ المثقوبُ
فاقرأْ على الوحْلِ الَّذي في طَــيِّهِ= غَضَبَ الـتُّرابِ، وسلْهُ، فهْوَ يُجيبُ
ماذا بهامتِكَ الغريبةِ هذه،= إلاَّ فمٌ مُتلعثِمٌ، ومَشيبُ؟!
نَجَسٌ على نَجَسٍ! أيُغسَلُ في الدُّجى= سَبْعاً، ويُنفى جُملةً ويذوبُ؟
هيهاتَ!! لا يَشفيكَ إلاَّ رَميةٌ= أُخرى، فليسَ سوى الحِذاءِ طَبيبُ!
المفضلات