Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور شاكر مطلق
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    العمر
    86
    المشاركات
    259
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    وداعاً للشاعر البرادعي

    د. شاكر مطلق

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عندما لبّيت دعوته ,قبل حوالي ربع قرن ,لأزوره في بلدته الجميلة "يبرود ",التي غنّاها كثيراً في شعره , قال لي : اِسأل عن "بيت الشاعر " ستجدني ,وهذا ما كان.
    لقد نقل الصّديق الشّاعر المرحوم "د.خالد محيي الدين البرادعي" بلدته الجميلة ومسقط رأسه "يبرود" معه إلى كل مكان عاش وعمل فيه من أرجاء الوطن العربي ,من الماء حتى الماء , وظل وفياً له حتى آ خر أيامه.
    الشاعر المرحوم "د.خالد محيي الدين البرادعي" انتقل بإبداعه, متعدد الجوانب من مجموعات شعرية وعدد كبير من المسرحيات الشعرية وأعمال نقدية وإبداعية أخرى ,من المحلية إلى فضاء الوطن العربي ونال عن العديد منها جوائز هامة , كما قدمت حولها العديد من الدراسات والأبحاث الجامعية , وبخاصة في المغرب العربي .
    لقد عرفت حمص وأوساطها الثقافية ومنابرها وجامعتها الصديق المرحوم د. البرادعي منذ زمن طويل وظل لعقود عديدة وفياً لها ولأصدقائه وزملائه من أدبائها حتى وفاته المؤلمة بحادث سير وهو عائد ظهراً من اتحاد الكتاب العرب في دمشق إلى بيته في يبرود يوم الأحد بتاريخ14/12/2008,وشاركنا ,ضمن وفد من فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص في تشييع جثمانه في مسقط رأسه إلى جانب ممثل رئاسة الاتحاد ووفد الاتحاد في ريف دمشق .
    وداعاً للصديق الشاعر المرحوم "د.خالد محيي الدين البرادعي"الذي سيظل في القلب والذاكرة ,رمزاً لإبداع أدبي مميَّز ولصديق وفي وإنسان نقي عصامي أحب وطنه وبلده وأصدقائه واتحاده فبادلوه الحب والوفاء.
    ===================
    -نشرت في جريدة العروبة حمص-سورية بتاريخ 18-12-2008.


    ( كلمةٌ كنت قد ألقيتها في حفل تكريم الصديق المرحوم ) :
    الشاعر د. خالد محيي الدين البرادعي
    د. شاكر مطلق


    تربطني بالشـاعر الدكتور خالـد محيي الدين البرادعـي ، صداقةٌ قديمة أتاحَت لي التّعرفَ على نتاجه الأدبي المتنوّع عن قربٍ وملامسةِ أجواءِ وخلفيّاتِ العديدِ من نصوصه الإبداعية ، وبخاصّةٍ الشّعريّةِ منها ، وإلى الاستماع إلى بعضها ، وهو لا يزال مخطوطاً وربما مناقشة هذا النص أو ذاك مع الشاعر، في جلسات خاصّةٍ حميمة وصريحة ، وإلى التّعرف أحياناً على الدّوافع التي دفعته إلى كتابة عمل ما، والاطلاع منه على خفايا الكواليس ، الأمر الذي يُوسّع من مَنظور الرّؤية إلى وفي النّص ، وهذا غير متاحٍ طبعاً للقارئ البعيد ، وغير ممكنٍ أو مطلوب على ما أظن ، إنما هي مجرد شارات إلى معرفتي بتجربته الإبداعية ، وبخاصّة الشعرية منها، كـما ذكرتُ ، مستثنِياً الجانبَ الآخر ، من نتاجه المتنوّع ، وأعني به مسرح البرادعي الشعري ، الذي يحتوي على كمٍّ غزير ونوعيّ أحياناً ، يتفاوت طبعاً في أهميته وتألّقه ، شأنُه شأن كل الأعمال الإبداعية في الأدب والفن والموسيقى وغير ذلك .
    عرَف الشاعر البرادعي مدناً عديدةً ، عاش فيها أو عايشها إبان فترة ما من تنقّله وابتعاده عن بلدته الجميلة ومسقطِ رأسه ( يبرود ) القابعة في سلسلة جبلية ( جبال القلَمون ) مُذهلة الأشكال والألوان ، إبان اليوم الواحد وعبْر الفصول ، والـمُطلة على وادٍ خِصبٍ وسيع وعريق ( وادي إسكيفتا ) عرف الإنسانُ الاستفادةَ منه ومن السّكن في مغائرِ جباله العديدةِ منذ أكثر من مئة وخمسين ألف عام ، هذه البلدةُ وسَمتْ طبيعتُها الجميلةُ نفسيةَ الشاعر الذي ظلّ وفيّاً لها ولذاكرة المكان المُميَّز فيها ، كما عرف البرادعي الاستفادة من موقعها الموحي الجميل في صياغة العديد من أعماله الإبداعية ، مثل ديوانه المُميّز المعروف " حكايات إلى امرأة من يبرود " الصادر في الكويت عن دار الرسالة عام 1974 .
    الشاعر، د. خالد محيي الدين البرادعي ، شاعرٌ مسرحي أيضاً ، متمرسٌ في تقنيات بناء المشهد المسرحي الشعري ، وبخاصة تقنيات وآليّات بناء اللحظة الدرامية في مجريات الأحداث التي تتأرجح بين العادي واللاعادي ، بين العابر والثابت ، بين اللهو والجِد ، وغالباً ما تستند إلى التراث التاريخي العربي.
    في عام 1992 كنت قد أصدرتُ للأديبة المغربية الشابة ( فطيمة وهّابي ) – عن دار الذاكرة – حمص / سورية – كتاباً نقدياً وهو مشروع لنيل درجة أكاديمية من إحدى جامعات المغرب الشقيق – وذلك ضمن سِلسلة الدراسات الأدبية والّغوية يحمل الرقم 6 - وعنوانه : صورة المرأة في المسرح العربي " تطرقتْ فيه ، من خلال دراسة أكاديمية جادّة ، إلى العديد من الجوانب المميِّزة لتجربة البرادعي في المسرح الشعري ، ولهذا فإن التطرّقَ إلى هذا الجانب ، ما كان ضمن دراستي المطولة لديوانه المميَّز فعلاً الموسوم بـ : ( الصعود إلى عرش فاطمة ) ، وبخاصة قراءتي فيه للكشف الثالث ، المثقلِ باللحظة الدرامية في هذا المشهد الكاشف ، لأنك تقرأه وتستمع فيه إلى الشاعر بمتعةٍ ، بل وتكاد تراه واقفاً على خشبة المسرح ، بوجهه الحزين وبشعر رأسه الكثيف الأبيض ُمـطرقاً ، على غرار أبطال " شكسبير " في " الملك لير " أو " هاملت " مشاركاً في درامية المشهد غيرِ المنظور .
    نالَ البرادعي ، كما نعرف جميعاً ، العديدَ من الجوائز الأدبية المحليّةِ والعربية ، والتي تتفاوت ،طبعاً ، في أهميتها وفي قيمتها الأدبية الفعلية، ولكن يبدو لي أنّها جميعاً أسهمتْ بإعطاء صديقنا الشاعر شعوراً بالرضا والمَزيدِ من الاعتداد بالذات ، الأمر الذي يبدو لي جميلاً ومفرِحاً أيضاً بشرط ألاَّ يحجبَ عن عين الشاعر البصيرةِ أفقَ الإبداعِ المُنتَظرِ المختَرِقِ للمَألوفِ ، وقد يكون من المفيد في هذا السياق ، أن أوردَ عبارةً للألماني " بيتر هينتريدر " _ رئيس تحرير مجلة " دويتشلاند " أي ألمانيا في العدد الخامس للمجلة الصادرة في تشرين الثاني من العام 2004 ، يقول فيها : " عندما يقابل المرءُ أناساً يَشيعُ عنهم أنهم مبدعون فإنه غالباً ما يصادف فيهم إعجابَهم المتحمّس بمنتجات عملهم . وهذا ينطبق على العلماء تماماً كما ينطبق على الفنانين والمدراءَ والأطباء والسياسيين ، كما أودّ أن أوردَ في نفس السياق ومن العدد نفسه عبارة لرئيس ألمانيا الاتحادية الجديد "هورست كولر " عبارةً يقول فيها : " يجب أن تصبح ألمانيا موطن الأفكار . وهذا حسب رأيي _ أي رأي كولر _ يتضمن حبَّ الفضول والتجربة . إنه الشجاعة والإبداعُ وحبُّ الشيءَ الجديدَ في كافة نواحي الحياة ، دون نِسيان القديم والماضي "
    الحديثُ عن وفي الجانب الإبداعي للصديق خالد محيي الدين البرادعي ، حديثٌ يطول لا مكان له الآن في هذه الكلمةِ القصيرة في حفل تكريمه مِن قِبل اتحاد الكتاب العرب في دمشق ، اتحادُنا العتيد الذي يقوم ، مشكوراً ، بتكريم أدبائه المتميّزين وهم مازالوا أحياءً يُبدعون .
    تحيةً إلى اتحاد الكتاب العرب ، تحيةً إلى المشاركين بكلماتهم في حفل التكريم وإلى الجمهور الكريم ، وتبقى التحية الكبرى لهذا الشاعر الجميل ابن يبرودَ المبدع والمُتميز والصديق الحميم د. خالد محيي البرادعي .

    حمص -رية د. شاكر مطلق
    E-Mail:mutlak@scs-net.org
    ================================================== ====
    * ألقيتْ هذه الكلمة في حفل تكريم الدكتور محيي الدين البرادعي في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق بتاريخ 23/11/2004 .

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الغرباوي ; 21/12/2008 الساعة 01:07 PM
    حمص – سورية / Homs-Syria
    بغطاسية – شارع ابن زريق 3
    هـ : عيادة (Prax.) 2222655 31 963 +
    ص.ب.( 1484) P.O.B.
    E-Mail:mutlak@scs-net.org

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية نوار صبح
    تاريخ التسجيل
    12/10/2008
    المشاركات
    70
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
    صدق الله العلي العظيم
    البقاء لله وحده سبحانه لا حول ولا قوة إلا به.
    في ذمّة الله أيّها الفقيد الغالي
    ورحمك الله رحمة واسعة

    أعيش في مدينة قارة المجاورة ليبرود مدينة فقيد العروبة والعربية... وأعرف كم جادت هذه المدينة بالنوابغ والأبطال منذ تاريخها العتيق العتيق..
    ستجدون على الرابط التالي الموقع الخاص بالشاعر الدكتور خالد رحمه الله:
    http://khaledalbaradie.com/site/inde...tpage&Itemid=1


    وهذه إحدى قصائده لحبيبته القدس:


    معلقة القــدس
    أرأَيْـتِ؟

    لا صَـعـبٌ ولا مُتَـعَـذِّرُ
    مَـرْقـى الْخُـلودِ وأنْتِ فيهِ الْمِـنبرُ

    ما كُنْتِ في التّـاريخِ
    حـادثَةً مَـضَـتْ

    بَلْ أنْـتِ أزْهـى بالْبَـقـاءِ وأجْـدرُ
    طـولُ الزّمـانِ

    أمـامَ قَـدِّكِ ضَـيِّقٌ
    ويَـدُ الْمَـدى

    عندَ امْتِـدادِكِ تَقْـصُـرُ
    وأمـامَكِ الرّاياتُ تَرْسُـمُ في الْعُـلا

    خَمسينَ جُـرحاً..
    تُسْـتَفَـزُّ وتُنْـشَــرُ

    تَـرْوي حِكـايةَ أُمّــةٍ بِطـوائـفٍ

    حَرْبُ الْبَسـوس ِلَها الْمِثـالُ الْمُبـهِرُ
    ووَراءَ كِ التّاريـخُ

    زَفَّـةُ مَـوْسِـمٍ
    بِيَدَيْـكِ يَزْهـو وهُوَ شَيْـخٌ مُـنْـذِرُ

    لِيَكـونَ هَوْدَجَـكِ الخُلـودُ
    مُبـارَكـاً

    تَتَـقَـدَّمُ الأَحْـداثُ أَوْ تَتَـأَخَّــرُ
    مَهْما طَـغى عـاتٍ ..

    وزَيَّـفَ شـاهِدٌ
    لِلـزُّورِ .. واشْـتَدَّتْ يَـدٌ تَتَـجَـبَّرُ

    تَبْقَـيْ كَـدُرِّيِّ الكَواكِـبِ طَلْعَـةً

    إِشْـراقُـهُ عَـبْرَ الـمَـدى يَتَفَـجَّرُ
    فَرَدَتْ عَلَيْـكِ الْحـادِثاتُ ظِـلالَهـا

    عَبْرَ القُـرونِ ..

    فَـأَنْـتِ مَنْ يَتَصَـبَّرُ
    أَوَلَسْـتِ مُنْجِبَـةً نَبِيّـاً في الضُّـحى

    وَرَسـولُ حُـبٍّ ..
    حَـوْلَ عَرْشِـكِ يَسْـهَرُ؟

    أَوَما اصْطَفـاكِ الْمُصْـطَفى لِصَـلاتِهِ
    صِلَـةَ السَّــمـاءِ

    وَطَـرْفُـهُ مُتَحَـيِّرُ؟
    أَسـرى إِلَيْـكِ

    وَمِنْـكِ كـانَ بُراقُـهُ
    بَيْنَ السَّمـاواتِ العُـلى يَتَـبَخْـتَرُ؟

    حتّى إذا البَيْـتُ الحَـرامُ تَخَضَّلَـتْ
    أَرْكانُـهُ بِالذِّكْـرِ وهُـوَ مُطَـهَّـرُ

    أُسْـميـتِ :
    أَولـى القِبْلَـتَيْنِ

    وثالِـثَ الْحَرَمَيْنِ
    والسَّـبَّـاقُ مَنْ يُتَخَـيَّرُ

    وإِلَيْـكِ حَـجَّ الفاتِحـونَ لِيَبْـدَ أوا
    بِغَسـيلِ وَجْـهِ الكَـوْنِ

    يَـوْمَ تَطَـهَّـروا

    وَرَسَخْتِ في الدُّنيـا رَحـى أَحْـداثِها

    ما دامَـتِ الدُّنيـا

    تُـزارُ وتُـهْجَـرُ

    مَـرَّتْ بِكِ الأَحْـداثُ وَهِيَ صَغـيرةٌ
    وَبِكِ اسْـتَوَتْ خُطْـواً

    وَفيكِ تُعَـمَّـرُ
    تَتَضـاءَ لُ الأَسْـرارُ دونَـكِ كُلَّمـا

    لَمَّتْ يَـداكِ الكَـوْنَ .. وهُوَ مُبَعْـثَرُ
    مُـنْـذُ البـدايَـةِ

    كُنْـتِ أَوَّلَ آيَـةٍ
    بَيْضـاءَ .. عانَقَها الوُجـودُ الأَخْـضَرُ

    بِنْـتُ الْخُـلودِ
    وأَنْـتِ في تَقْـويمِـهِ

    أُمٌّ لـه .. تَـرْعـاهُ إِذْ هُـوَ يَخْـطُرُ
    وَظَلَلْـتِ رُغْـمَ دَسـائِسِ الْحُسّـادِ

    في عَلْيـاءِ هذا الكَـوْنِ
    وَدْقـاً يَقْـطُـرُ

    والأَنْبِيـاءُ علـى يَدَيْـكِ رَسـائِـلٌ
    إِنْ شـابَ سَطْـرٌ ..

    شَـعَّ حَـوْلَكِ أَسْـطُـرُ
    سِـعَةَ الزَّمـانِ وأَنْتِ مِنْ حُـرَّاسِـهِ

    لِيَسـيرَ مُتَّـزِنـاً .. كَأَنَّـكِ مِحْـوَرُ
    فَإِذا ابْتُـلَيْتِ بِرِجْـسِ فاجِـرَةٍ بَغَـتْ

    ويَـدٍ سَـطَـتْ

    يَلْطـو بِها الْمُسْـتَكْبِرُ
    هَـلْ تَنْتَهـينَ كَما أَرادَ كِـبارُهُـمْ ؟

    أَمْ توقِظـينَ الكَـوْنَ إّذْ هُوَ مُـدْبِـرُ؟
    وَإِذْا كَبَـوْتِ ..فَهَلْ هُـنَيْهَـةُ راقِـدٍ

    تُلْغـي الـرُّؤى؟
    والصُّـبْـحُ هَلْ يَتَـأَخَّـرُ؟

    كـانَ الصَّـليبيـونَ في غَـزْواتِهـمْ
    أَقـوى .. وهولاكـو أَشَـرُّ وَأَغْـدَرُ

    أَكَلـوا لُحـومَ النّـائِمـينَ
    وَهَدَّمـوا نُـزُلاً

    ثـوى فيها التُّقـى وَالقُصَّـرُ
    وَاسْتَعْجَلـوا قَتْـلَ الْمَسـيحِ بِقَتْلِ مَنْ

    خَـدَمـوهُ عبّـاديـنَ مُنْذُ تَنَصَّـروا
    ذَهَبـوا جَميعـاً واسْـتَفَقْتِ مِنَ الأَذى

    أَصْـبى مِنَ العَـذْراءِ لَيْلَـةَ تُمْـهَـرُ
    أَرَأَيْـتِ كَيْفَ الْمُعْجِـزاتُ تَكَـوَّنَتْ

    بِظِـلالِ عُمْرِكِ إِذْ يَغيـبُ ويَحْضُـرُ
    فَالأَصْـلُ أَنْـتِ

    وَمَنْ يَجيئُـكِ بـاغِيـاً
    حَتمـاً عَلَيْـهِ ذِهـابُـهُ الْمُتَصَـوَّرُ

    وَحِكـايَـةُ الطَّـاغـوتِ
    عَـبْرَ مَسـيرَةِ التّـاريـخِ

    في تـابوتـهـا تَتَـأَطَّـرُ
    أَهْـلُ الظُّـنـونِ إِذَنْ بِأَنَّـكِ كائِـنٌ

    تَغْتـالُـهُ الـدٌّنيـا
    وَقَـدْ لا يُـذْكَـرُ

    خَسِـروا الرِّهـانَ
    فَأَنْـتِ سِـرُّ وِلادَةٍ

    وجَـديـدُ خَلْـقٍ واصْطِفـاءٌ أَكْـبَرُ
    تَهَبـينَ ما سَـكِرَ النَّدى لِسَمـاعِـهِ

    والْمَنْـحُ طَـبْعُكِ إّذْ جِـراحُكِ تَنْغَـرُ
    أَوَ ما صُلِبْـتِ؟

    وأَلْـفُ أَلْـفِ مُخَلِّـصٍ ..
    حَمَلوا صَـليبَكِ يَوْمَ جُـنَّ القَيْـصَرُ ؟

    وَنَهَضْتِ بَعْدَ الصَّلْبِ .. أَطْـوَلَ قـامَةً
    وأَشَـدَّ خَلْقـاً .. والْخَليقَـةُ تَصْـغُرُ

    فَشَغَلْـتِ آلِهَـةَ الْحَـديـدِ وطاغِيـاً
    بِيَـدَيْـهِ رابِيَـةُ اللّظـى تَتَكَـسَّـرُ

    وَغَدَتْ حِجـارَةُ مُفْتَـديكِ صَـواعِـقاً
    تَـهْـوي

    فَيَهـوي الـسَّـامِرِيُّ وَيَجْـأَرُ
    يَوْمَ الصِّغـارُ اسْتَـبْسَلوا .ووَراءَ هُـمْ

    مُسْـتَضْعَـفـونَ لِوَعْـدِ رَبِّـكِ بَكَّـروا
    لَكَـأَنَّ سِـجّيـلاً يُـراشِـقُ أَهْـلَهُ

    غَـصَـصَ العَـذابِ
    ومـا تَـأتَّـى الْمَحْـشَرُ

    وَالْحامِلـونَ مَعَ الْهُـدى أَكْفـانَهُـمْ
    صَـوْبَ الْجَنـوبِ

    ودَرْبُـكِ الْمُتَخَـيَّر
    مِنْ جَحْفَـلِ الفَتْـحِ العَظـيمِ بَقِيَّـةٌ

    تَحْـيا على مَـرِّ العُصـورِ ..وتَكْـثُرُ
    هُـمْ فِـتْيَـةٌ ..

    لُغَـةُ الْجِهـادِ كِتـابُهُـمْ
    واسْـتَصْـغَروا الدُّنيـا

    فَطـابَ الْمَـعْـبَرُ
    يَتَـدافَعـونَ إلى الشَّهـادَةِ إِنْ نَـأَتْ

    عَنْـهُمْ ..
    ويُحْـزِنُهُـمْ إِذا تَتَـأَخَّـرُ

    رَصَدوا الشَّهادةَ والْحُسَـيْنُ إِمـامُهُمْ
    وأَمامَهُـمْ شَيْـخٌ يُشـيرُ أَنِ اصْـبِروا

    الْمَـوْتُ يَهْـرُبُ مـِنْهُـمُ خَـبَبـاً
    ووَجْـهُ عَـدُوِّهِـمْ

    بِـتُرابِهِـمْ يَتَـعَـفَّرُ
    باعـوا النَّـبِيَّ مُـحَمَّـداً أَرْواحَهُـمْ

    فَرَبَـتْ تِجارَتُهُـمْ ونِعْـمَ الْمَتْجَـرُ
    وَاللّـهُ كَـرَّمَهُـمْ وَهُمْ مِنْ حِـزْبِـهِ

    بِشَهـادَةِ الشُّفَعـاءِ يَـوْمَ اسْتَنْفَـروا
    سُـبْحـانَ وَجْـهِـكِ

    مِـنْ قَتيـلٍ عـابِـثٍ
    بِالْمَـوْتِ لا يُثـنى ولا يَتَقَـهْـقَـرُ

    تَتَـأَلَّـقـينَ وَراءَ كُـلِّ عَـظـيمـةٍ
    وَإِذا سَـرَيْتِ فَلَـيْلُ دَرْبِـكِ مُقْـمِر

    ظَـنَّ الطُّـغـاةُ
    بِأَنَّ عُمْـرَكِ حِقْـبَـةٌ ..

    شالَتْ نَضـارَةَ مَوْسِمَـيْها الأَعْـصُرُ
    وَبِأَنَّ أَحْـداثـاً تَمُـرُّ

    فَتَنْـطـوي .. أَثـوابُ عُـرْسِـكِ
    ثُمَّ يَـبْلـى الْمِـئْـزَرُ

    أَوْ أَنْتِ مِثْـلُ العـابِـرينَ عَـشِـيَّـةً
    تَطـويهِـمُ الدُّ نيـا بِمَـنْ تَتَـخَـيَّرُ

    حتّى فَجَـأْتِ الكَـوْنَ

    بِـالْحَـدَثِ الأَجَـلِّ
    وأَنَّـكِ الْخَلْـقُ الَّـذي لا يُقْـهَـرُ

    أَتْلَعْـتِ جيـدَكِ ..
    والوُجـودُ مُـطَـأْطِـىءٌ

    وأَضَـأْتِ ..
    والدُّنيـا دُجـىً مُتَحَجِـرُ

    وَخَطَـوْتِ رَيّـا
    والْجِـهـاتُ ظَـميئَـةٌ ..

    فَثَغـا لِخَطْـوِكِ كُلَّ يَـوْمٍ كَـوْثَـرُ
    وَزَرَعْـتِ ما هَتَكَ الْمُـواتُ بُـذورَهُ

    لِيَفيضَ في زَمَـنِ الْجَـفـافِ البَيْـدَرُ
    وَنَجَوْتِ مِنْ شُـحِّ الطَّـوائِفِ بَعْدَمـا

    خَذَلَـتْ مُـؤَمِّـلَها وجَـفَّتْ أَنْهُـرُ
    وَسَمَـوْتِ فَوْقَ سَفـائِفِ الأَسْـلابِ

    في زَمَنٍ يُجَـنُّ بِهِ الْكِـبارُ فَيَصْغُـروا

    حتّى جَبَـرْتِ كُسـورَ عَصْـرٍ ظَـنَّها

    مَنْ لَمْ يَعِـشْ لُغَـةَ الْهَوى لا تُجْبَـرُ
    تُفْـدى يَــدٌ مَنَحَـتْ

    وأُخْـرى كَـفْكَـفَـتْ
    دَمْعَ الزَّمـانِ .. وسِرُّ بَوْحِكِ يَكْـبَِرُ

    مُحِـيَتْ كِـتابـاتُ الظُّنـونِ
    وَأَوْرَقَـتْ

    لُغَـةُ الْحِجـارَةِ كَـيْـفَما تَتَـبَعْـثَرُ
    وَالصُّبْـحُ مَـرَّ على الْجَـليـلِ

    وَوَجْهُـهُ قَمَـرانِ
    حــادٍ لِلْـرُؤى ..وَمُفَـسِّـرُ

    رَأَيـا صَـلاحَ الدِّيـنِ بَيْنَ غَمـامَـةٍ
    حَلَّـتْ جَـدائِلَهـا

    وأُخـرى تُمْـطِـرُ
    يَـرْنـو إلى البَـيْـتِ الْحَـرامِ

    بِدَمْعَتَـينِ .. وبَسْـمَةٍ خَضْـراءَ

    وهُـوَ مُـشَـمِّـرُ
    نادَيْـتُ مِـلْءَ الْجُـرْحِ :

    يا قُـدْسُ اسْـمَعـي ..
    صَـوْتاً يَصـومُ عَنِ النِّـداءِ وَيُفْطِـرُ

    -:لَوْ تَصْطَفي نوقُ الْحَجيجٍ حُـداءَ ها
    لَحَمَـلْـتُ ما صَـفَّى لِعِشْقِـكِ عَبْـقَرُ

    وَأَتَيْـتُ أَحْـدو لِلْحِجــارَةِ حَجَّـهـا
    قَلْـبـاً يَنِـزُّ، ومُهْـجَـةً تَتَفَـطَّرُ

    مُتَـأَ بِّطاً تَعَـبَ الْفُتـوحِ أَغـانيـاً
    يَشْـدو بِها الْمَحْـزونُ والْمُسْتَبْشِـرُ

    طـوبـى

    لِجـارِحَـةِ الْهـوانِ بِظُفْـرِها
    والعَصْرُ مِنْ أَلَـقِ البُطـولَـةِ مُقْفِـرُ

    لِيَعـودَ مَنْ عـاشَ الوَقيعَـةَ لاجِئـاً
    خَمْسـينَ عامـاً يُسْـتَذَلُّ وَيُقْـهَـرُ

    ويَقـولُ لِلْـدُّنيـا:
    اشْـهَـدي .. أَنَّ الْحِمـى

    مُتَشَـوِّقٌ لِلْعـائِدينَ .. هيّـا اعْبُـروا
    فَوْقَ الْخِيـامِ وَفَوْقَ أَسْـلاكِ الْخَـنى

    قَـهْـراً وصَـبْـراً
    والوُجـودُ مُهَـجَّـرُ

    وَتَجـاوَزوا حُكْـمَ الطَّـوائِفِ إِنَّـهُ
    كَـفٌّ على وَجْـهِ الزَّمـانِ مَسَـمَّرُ

    لا يَعْـرِفُ الـتّـاريخُ أَنَّ لـه يَـداً
    في أَيِّ حـادِثَـةٍ تَـجِـدُّ وتَعْـبُـرُ

    مَنْ قـالَ لِلطِّـفْلِ الْمُجـاهِدِ مَـرَّةً
    : لا تَلْتَفِـتْ ..

    إِنَّ الأَمـامَ الْمَعْـبَرُ؟
    - - - - - -------------

    للفقيد الرحمة ولأسرته الصبر والسلوان.
    محمّد نوّار صبح ....

    وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
    إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

  3. #3
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    رحمك الله شيخنا الشاعر خالد البرادعي فقد تركت من الآثار والشعر مايجعلك لا تفارقنا لحظة.

    أشكرك أخي الدكتور شاكر واشكرك أخي نوار صبح على الروعة الشعرية التي نرى من خلالها الأستاذ خالد يرحمه الله ناظراً مفكراً قارئاً.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد الشَام العربية


  4. #4
    شاعــر ومترجــم عــن الإسبانيــة الصورة الرمزية عبدالسلام مصباح
    تاريخ التسجيل
    29/12/2006
    المشاركات
    313
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    لســـتُ أدري مــا ذا أقــــول فـــي حــــق
    الدكتــــــور
    خالــــد محــي الديـــن البرادعــــي
    فقـــد تعرفـــتُ عليـــه مــن خـــلال ديوانـــه"الغنـــاء بيــن السفـــن التائهــــة"الــــذي صـــدر فـــي العـــراق عـــن وزارة الإعـــلام،ثـــم مسرحيتــــه"المؤتمــر الأخيــر لملــوك الطوائـــف"،تلتهمـــا أعمــال أخـــرى...وفــي هـــذه السنـــة إلتقيـــتُ بـــه بمراكـــشن فأهدانـــــي:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأيـــام السبـــع الطـــول
    فـــي حيـــاة أبــي القاســم السروجــــي
    فشدتنـــي أعمالـــه كمــا شدتنـــي شخصيتــــه ببساطتهـــا وعفويتهــــا وتلقايتهـــــا، وبقراءتهــــا المتميـــزة
    رحــــم اللـــه شيخنـــــا الشاعــــر
    و
    (إِنَّـــا لِلَّـــهِ وَإِنَّـــا إِلَيْـــه رَجِعُــــون)
    و
    هـــــذه بعـــض الصـــور التــي التقطتهـــا معــــــه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صـــورة ونحـــــن نتابــــع القراءاتـــــ الشعريـــــة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صـــورة وهــــو يخـــرج بعـــض أعمالـــه للإهـــــذاء

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صـــورة وهـــو يكتبــــ إهــــداءه لـــي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صـــورة وهـــو يلقــــي أشعـــــاره

    ملاحظــــة : لــي بعــض التسجيلاتـــــ ولكنـــي لا أفهــم فــي التقنياتــــــ


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية كاملة رجب
    تاريخ التسجيل
    20/10/2006
    المشاركات
    662
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    فاز بجائزة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسيف) عام 2002 عن ديوان : شجرة اللؤلؤ.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وهذه واحدة من حكايات الديوان:
    شــــجــرة اللـــؤلـــؤ
    كانَتْ بُشْرى

    ثالِثَ أُخْتٍ في أُسْرَتِها

    وَ هِيَ اْلبِنْتُ الصُّغْرى

    كانَتْ أَجْمَلَ مِنْ أُخْتَيْها

    وَ أَحَبَّ إلى أَبَوَيْها

    وَ اْلأَكْثَرَ لُطْفاً

    وَ اْلأَوْفى بِرّا

    ماتَ اْلأَبَوانِ

    فَقالَتْ أُخْتاها

    -: هذا اْلبَيْتُ صَغيرٌ

    وَ الزَّادُ قَليلٌ يا بُشْرى

    أبَوَانا ماَ تركَا في الدُّنْيا

    إِلاَّ الْفَقْرا

    فَخُذي اْلآنَ مَتاعَكِ وَ ارْتَحِلي

    وَ اتَّخِذي لَكِ مَأْوى

    في دارٍ أُخْرى

    * *

    رَحَلَتْ مِنْ غَيْرِ وَداعٍ عَنْ أُخْتَيْها

    بُشْرى

    رَحَلَتْ تِلْكَ اْلبِنْتُ عَلى عَجَلٍ

    مَعَها اْلمُصْحَفُ تَقْرَؤُهُ

    وَ حَصيرٌ مُهْتَرِىءٌ تفردُهُ

    وَ مَلابِسُ بالِيَةٌ

    لا تُدْفِئُ في الْبَرْدِ و لا تَدْفَعُ حَرّا

    داهَمَها اللَّيْلُ

    فَجَلَسَتْ فَوْقَ رَصيفٍ

    خائِفَةً جائِعَةً

    تَذْرُفُ أَدْمُعَها اْلحَرىَّ

    ناداها صَوْتٌ آنَسَها

    -: أَنْ يا بُشْرى

    لاَ يأْسَ مَعَ اْلإيمانِ

    وَ ضَوْءُ رِضى أَبَوَيْكِ

    يَسيرُ وَ يَسْعى بَيْنَ يَدَيْك

    لِيُؤْنِسَكِ وَ يَدْفَعَ عَنْكِ الشَّرّا

    تَتَلَفَّتُ بُشْرى

    لا تُبْصِرُ إِلاّ أَشْباحاً في الْعَتْمِ تَدورْ

    تَقْرَأُ ما تَحْفَظُهُ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ

    وَ تَنْعَسُ فَتَنامْ

    لِتَبْدَأَ مَرْحَلَةً أُخْرى

    يوقِظُها الْجوعُ قُبَيْلَ أَذانِ الْفَجْرِ

    فَتَنْهَضُ باكِيَةً

    تَتَوَضَّأُ وَ تُصَليّ الْفَجْرا

    وَ تُتَمْتِمُ : يا رَبّاهْ

    إِنيّ اْلأنَ بِلا بَيْتٍ

    وَ اْلعُصْفورُ لَهُ بَيْتْ

    وَ بِلاَ قوتٍ

    هَلْ أَطْفالُ الدَّنْيا مِثْلي ؟

    سَأَلَتْ بُشْرى

    جَمَعَتْ تِلْكَ اْلأَمْتِعَةَ

    وَ رَفَعَتْ طَرَفَ حَصيرَتِها

    فَاْلتَمَعَتْ قِطْعَةُ ذَهَبٍ

    قالَتْ : يا بُشْرى

    هذا مالٌ هَيَّأَهُ اللهُ

    وَ فَرِحَتْ بُشْرى

    وَ انْطَلَقَتْ تَبْتاعُ طَعاماً وَ مَلابِسَ

    وَ تُوَشْوِشَ :للهِ اْلحَمْدُ

    فَقَدْ لامَسْتُ اْلخَيْرا

    سَكَنَ اْلخَوْفُ وَ سَكَنَ النَّعَسُ

    وَ سَكَنَ اْلجوعْ

    وَ انْتَصَبَتْ قامَةُ بُشْرى

    تابَعَتِ الرِّحْلَةَ في طُرُقاتٍ لا تَعْرِفُها

    وَ رَأَتْها في أَحَدِ الطُّرُقاتِ عَجوزٌ

    قَرَأَتْ حيرَتَها

    وَ هِيَ تَفُكُّ حَصيَرتَها

    فَأَحَبَّتْها عَطْفاً أَوْ إِشْفاقاً

    وَ أَحَسَّتْ أَنَّ بِها سِرّا

    قالَتْ : إِنْ كُنْتِ بِلا أَهْلٍ

    فَتَعالَيْ يا بِنْتي

    وَ أَقيمي في بَيْتي

    بَيْتي مُتَسِّعُ وَ أَنا وَحْدي

    قالَتْ : شُكْراً لَكِ يا سَيِّدَتي شُكْرا

    * * *

    وَ اكْتَشَفَتْ تِلْكَ السَّيِّدَةُ السِّرّا

    عَرَفَتْ أَنَّ حَصيرَةَ بُشْرى

    تُعْطيها قِطْعَةَ ذَهَبٍ يَوْمِياًّ

    قالَتْ : أَنْتِ بِبَيْتي

    أَغْلى مِنْ بِنْتي

    فَهَبيني اْلآنَ حَصيَركِ يا بُشْرى

    لكنَّ حَصيرَةَ بُشْرى

    جَمُدَتْ تَحْتَ السَّيِّدَةِ لِتُمْسي

    قِطْعَةَ ثَلْجٍ أَعْطَتْها بَدَلَ الذَّهَبِ الضُّرّا

    غَضِبَتْ صاحِبَةُ الدّارِ فَأَخَذَتْها لَيْلاً

    وَ احْتَفَرَتْ بِتُرابِ الدّارِ لَها قَبْرا

    مَهَدَتْهُ لِتُخْفي اْلأَثَرَ وَ أَنْكَرَتِ اْلأَمْرا

    ثُمَّ تَباكَتَ كاذِبَةً

    قالَتْ : سُرِقَ حَصيرُكِ مِنيِّ

    وَ أَنا غافِلَةٌ عَنْهُ فَعُذْرا

    وَ كَأَنَّ حَصيرَةَ بُشْرى

    أُخْتٌ فَقَدَتْها فَبَكَتْها

    حَتّى سَمِعَتْ صَوْتاً ناداها

    -: اَلْفَرَجُ قَريبْ

    وَ رِضى أَبَوَيْكِ

    يَفْرُشُ بَيْنَ يَدَيْكِ

    أَضْواءً تَهْطُلُ خَيْرا

    * * *

    ماتَتْ صاحِبَةُ الّدارِ فَحَزِنَتْ بُشْرى

    وَ بَكتْ وِحْدَتَها

    وَ جَفاءَ وَ قَسْوَةَ أُخْتَيْها

    حتى سَمِعَتْ صَوْتاً

    يَهْطُلُ كَالْغَيْثِ عَلَيْها

    -: إِنْ جَزاءَكِ آتٍ .. صَبْرا

    وَ اسْقي وَرْداتِ الدّارِ

    فَإِنَّ بِتُرْبَتِها سِرّا

    مَسَحَتْ أَدْمُعَها

    وَ مَضَتْ لِتُريقَ الْماءَ عَلى الْوَرْداتْ

    فَتُفاجِئُها دالِيَةٌ تَتَعَرْبَشُ فَوْقَ اْلحيطانْ

    لا تُثْمِرُ عِنَباً أَوْ تورِقُ أَوْراقاً خُضْرا

    بَلْ تَمْتَلِئُ عناقيدَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْياقوتِ

    وَ أَوْراقاً مِنْ مَرْجانْ

    بُهِتَتْ بُشْرى

    -: إِنَّ حصيرَتَكِ الْمَسْروقَه

    نَهَضَتْ مِنَ تَحْتِ التُّرْبَةِ

    تُثْمِرُ هذا الذَّهَبَ وَ هذا الدُّرَّا

    صَوْتُ اْلأُمِّ يُنادي : إِنَّ وراءَ الْعُسْرِ الْيُسْرا

    * * *

    كَبُرَتْ بُشْرى

    وَ غَدَتْ اَجْمَلَ عَذراءٍ في قَرْيَتِها

    تَنْشُرُ فِتْنَتَها طُهْرا

    وَ ُتَوِّزُع ثَمَرَ الّدالِيَةِ عَلى الْفُقَراءْ

    اَلذَّهَبَ وَ حَبّاتِ اللُّؤْلُؤِ

    صُبْحَ مَساءْ

    حَتّى لَمْ يَبْقَ بِتِلْكَ اْلقَرْيِةَ أَحَدٌ

    يَشْكو الْعُسْرا

    * * *

    سَمِعَ الْمَلِكُ بِبُشْرى

    جَهَّزَ مَوْكِبَهَ لِيَرى الدَّالِيَةَ

    وَ يُبْصِرُ ما يَحْسَبُهُ نُكْرا

    فَاسْتَقْبَلَتِ اْلحَسْناءُ مَليكَ اْلقَرْيَةِ

    بِالرِّقَّةِ وَ الُّلطْفِ وَ أَهْدَتَهُ رِضاها

    وَ الُّلؤْلُؤَ وَ الدُّرَّا

    سُرَّ اَلْمَلِكُ بِلُقْياها

    قالَ لَها : أَيُّ حَصيرٍ يا بُشْرى

    يَتَحَوَّلُ دالِيَةً

    تُثْمِرُ هذا السِّحْرا ؟

    فَرَوَتْ لِلمَلِكِ حِكايَتَها

    وَ هُوَ يُراقِبُ مَنْطِقَها

    وَ يُتابِعَ ذاكَ اْلحُسْنَ الطاهِرَ

    ظُفْراً ظُفْرا

    رَفَعَ اْلمَلِكُ إلى الأَعلى راحَتَها

    وَ ابْتَسَمَ وَ قَبَّلَها

    قالَ : رَضيتُكَ زَوْجاً

    هَلْ تَرْضينْ ؟

    وَ عَلى اسْتِحْياءٍ قالَتْ بُشْرى

    -: ما يُرْضيكُمُ يُرْضيني

    * * *

    حَمَلَ اْلمَوْكِبُ بُشْرى

    زَوْجَةَ مَلِكٍ

    تَسْمَعُ صَوْتَ الأُمِّ يُناديها

    -: إِنَّ رِضايَ أَمامَكِ

    يَسْعى يَنْشُرُ هذا اْلخَيْرا

    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة رجب ; 26/12/2008 الساعة 12:21 PM
    [align=center]



    http://kamellea.tk/
    [/align]

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية يمامة
    تاريخ التسجيل
    07/09/2008
    المشاركات
    1,561
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    رحم الله الشاعر الفقيد وأسكنه فسيح جنانه

    وعوضنا عنه خيراً


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    13/10/2008
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    البقاء لله ورحم الله المرحوم الشاعر العظيم


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية كاملة رجب
    تاريخ التسجيل
    20/10/2006
    المشاركات
    662
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    ووداعا للابن البار لمدينتي يبرود
    الوداع من اتحاد الكتاب العرب
    في مكتبة الاسد
    في 27 /1/2009
    6 pm
    سيكون ملتقى لكل عشاق فنه وشعره

    رحمه الله


    أسكنه الله فسيح جنانه

    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة رجب ; 23/01/2009 الساعة 12:47 AM
    [align=center]



    http://kamellea.tk/
    [/align]

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية كاملة رجب
    تاريخ التسجيل
    20/10/2006
    المشاركات
    662
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    أحببت دخول عالمه الشعري الجميل...

    عَجِّلي ..بارتداءِ السُّكونْ

    و أَقيمي الصلاةْ

    هكذا قالتِ العارِفهْ

    و ادخلي في مَجالِ الكُمونْ

    بذرَةً للحَياةْ

    رَيْثَمَا تَهدأُ العاصِفَهْ

    هكذا يدخل الشاعر إلى عالم عبد الله في ديوانه "عبد الله والعالم" حاملاً إيانا على أجنحة شفيفة وأكف رهيفة فلا نشعر إلا ونحن نحلق مع شاعر نذر نفسه للإبداع فتىً وكهلاً ليقضي في محراب الإبداع آناء الليل وأطراف النهار رافعاً لربة الشعر، مستلهماً آلهة الإبداع وكأنه لا هم لـه سوى الإبداع، لا شاغل يشغله سوى الشعر والعطاء حتى يخيل لمن يتابع رحلة خالد البرادعي الإبداعية وعطاءاته الكثيرة أنه كما قال شاعرنا العبّاسي أبو العتاهية: "لو شئت أن يكون كل ما أنطق به شعراً لفعلت" لم لا وهو الموهوب بالفطرة، الشاعر سليقة، هو الذي اختارته ربة الشعر فارسها المجلي يخوض كل ساح فيكون فارس الساح، يطرق كل باب فيفتح على مصراعيه الباب.. عشرات الدواوين .. عشرات المسرحيات الشعرية.. المسرحيات النثرية.. الدراسات.. الأبحاث.. في إبداع يفوق كيفه الكم؟ وأي نبع للعطاء جم؟

    إنه الشاعر المشغول بهم الذات انشغاله بهم الأرض، بهم الوطن بهم الإنسان حيثما كان الإنسان.. هو الذي يرى وطنه مزقاً وأمته مزقاً فكيف لا ينطوي على جراحه النازفة يلعق دماءه الحارة ويبكي دموعه السخان.. إنه الذي يخاف، الذي يهرب والذي يضيع والذي يفقد ذاكرته تماماً كما هو عبد الله، وجهه الآخر، بل وجه كل عربي في عصر تكالب عليه الأعداء من داخل ومن خارج، تتناهشه من كل حدب وصوب فيتساءل محزوناً:

    فأَنا مَنْ؟ .

    أذكرُ أني مجروحٌ جُرحينْ

    جُرحاً يُدعَى القُدْسَ

    وجُرْحاً تَخْجَـلُ منهُ العينْ

    وأمامي سيفٌ

    وورائي سيفٌ

    وبخاصرتي نزفٌ

    وأنا أركضُ بينَ البَيْنْ

    لقد تماهى الشاعر مع أمته حتى صارا كلاً واحداً يحاصره الأعداء من أمام ومن وراء ولا يبقون في جسده موضعاً لسيف أو رمح إلا ويضربونه.. حتى إذا صحا كما يقول عبد الله:

    رأيتُني … تَجرُّني سلاسِلُ الأَعْوامْ

    و مرفأي … يسبحُ في الظَّلامْ

    و زَوْرَقي المخلوعُ مِن شِراعِهِ أَغفْى بلا كَلامْ

    إنه شاعر الرؤيا ينطلق من الماضي ليرى الحاضر ويستشف المستقبل، ويصدمه ما صار إليه هذا الكون البغيض وقد صار فيه الأسود أبيض والأبيض أسود، الخير شراً والشر خيراً وانقلبت القيم كلها ليحل محل الحق والخير والجمال قيم الشر والشيطان فيقول الشاعر:

    سادتي : اللص أمسى حكما

    والقراصين قضاة

    وبراهين الشكاوي ورما

    وذوو الحق جناة

    وعلى هامش هذا المنبر المهزوز ...

    أمسينا بقايا بملفات القضيهْ

    قيل إن الكلمة البيضاء في الصدر أمانه

    فلمن أسأل عن مأساة شعبي

    ولمن أروي سجلات الإدانه ؟

    وأساطين القضاء

    خلعوا النازي واحتلوا مكانه ؟

    إنه الشاعر أبداً بمأساة أمته، صافي الهوى، صادق الانتماء.. يرى في عروبته الجذر الذي يستمد منه نسغ الحياة والنبع الذي يشرب منه الماء والفضاء الذي يستمد منه الهواء:

    فلو لم أعشق العرباء داراً



    وصحراء تطوقها البحورُ



    وتاريخاً لـه دمعي مداد



    وأضلاعي بموقدهِ بخورُ



    وجنات تطرزها القوافي



    ولي في صبح موسمها حضورُ



    لكنت قتلت نفسي من قنوط



    ودرت مع الفناء كما يدورُ




    مع ذلك يرى ما يحدث في وطنه فيتمزق.. يرى إلى فلسطين.. إلى محمد الدرة.. إلى جنين فلا يملك إلا أن يصرخ:

    وجنين رغم العذاب تراهم



    من وحوش تضيق عنها الشعابُ



    لقنتهم من العصاب دروساً



    وقريب من اليهود العصابُ



    غسلت عصرها بنهر دماء



    فيه بدء التاريخ والانتسابُ




    إنه موقن كل اليقين أن الحرية تؤخذ ولا تعطى وأن باب الحرية لا تدقه إلا الأيدي المضرجة بالدماء، لذلك يؤكد على القتال وخوض المعارك هو يخاطب بغداد:

    كبري بغداد في الكون الذي



    من ضواحيك أتاه الأنبياءُ



    وادفني العدوان في تاريخه



    ولك الشام على الدهر وقاءُ



    واهجري من صمتوا في غيهم



    إن صمت القوم والموت سواءُ



    أنتما وجهان للمجد إذا



    كبر القوم وخان الأدنياءُ




    أو حين يخاطب يوسف العظمة في ملحمته الرائعة "ميسلون":

    -: يوسُفُ الْعَظْمَةُ قاوِمْ

    فَتواريخُ الْبُطولاتِ

    وأَوْراقُ الْمَلاحِمْ

    هَيَّأَتْ صَفْحاتِها اْلأولى

    لِتَلْقاكَ، وَتَبْقى

    بَهْجَةَ اْلآتي وإخْضابَ الْمَواسِمْ

    والشاعر أبداً عدو للظلم مقاتل دائماً للبغي والعدوان يرى العالم ملك الطغاة فيرفض أن يمت لهذا العالم، ويرفض كل ما فيه من نفاق ورياء، ودجل وخنوع... لنسمع ما يقوله في مسرحيته الشعرية "مكاشفات عائشة بنت طلحة"، وهي تخاطب العسكري الذي أرسله الطاغية الباغية الحجاج في طلبها وأبت الذهاب:

    عائشة : لا تنطق حرفاً إن عدت إليه

    بل أبصق في عينيه

    العسكري : أبصق في وجه أمير المصرين

    والمنتصر الظافر في كل حروب الشرقين

    عائشة : ووجوه بطانته

    الخائن والزاني والسارق

    والشاعر والكاذب والمارق

    وإمام الجامع والقاضي

    والحامل في كل مناسبة وجهين....

    وشاعرنا قلق أبداً... إنه قلق الإبداع الذي لا يدعك تهدأ.. ولأنه كذلك فهو كثير الترحال.. لا يحل إلا لكي يرحل.. إنه اليوم في سورية وغداً في مصر .. شهراً في الحجاز وآخر في المغرب.. أليس وطنه هو الوطن العربي الكبير؟ أليس همه هم ذلك الوطن الكير؟ إذن لماذا لا يرحل باحثاً عن الأمل، ساعياً نحو الأفضل:

    ذِراعايَ.. غُصْنا حَياةٍ وقلبيَ معبَدْ

    وفي الْجَناحينِ لَحْنُ صَلاةٍ يَحِنُّ لِيَصْعَدْ

    لقد كتب ديواناً شعرياً كاملاً عنوانه "الرحيل نحو المستقبل"، مجسداً بذلك توقه الدائم للسفر والترحال حتى احتجت قرينته ذات مرة:

    أراك تهتز للإشراق مندفعاً



    إلى الرحيل وحاوي العمر قال: كفى



    هل ظل في عمرك المقهور متسع



    للمفرحات وفصل الأمنيات غفا



    رحلاتك الألف عبر الأرض ما حملت



    غير الأماني ونبع المشتهى نشفا



    فامكث هنا في رحاب الصبر محتسبا



    فإن في الصبر للمقهور منعطفا




    وعلى الرغم من أنه يوافقها تماماً على ما تقوله مؤكداً:

    سئم الهوى حلي ومرتحلي



    وسؤالي الملحاح عن مثلي



    ما خلف الترحال يسألني



    غير النزوح لغربة المللِ




    إلا أنه يظل شوقاً متجدداً للترحال وكأنما ذلك هو قدره الذي لا مفر منه:

    طَوَّفْتُ العالَمَ..

    جُبْتُ الكَوْنَ..

    سَلَكْتُ شِعاباً مَنْسِيَّهْ

    وَجَناحِي مَرْبُوطٌ بِحِبالِ الرِّيحِ

    إلى الآفاقِ العُلْوِيَّهْ

    ***

    سَنَةً .. مائةً لا أَدْري

    وَأَنَا أَسْرِي

    خَلْفَ شُيوخِ قَبائِلِ هذا الوَطَنِ المحزونِ

    أُجَرْجِرُ آلامي.. وَمَخاضَ لَيالِيَّ السَّوْداءْ

    ***

    لكن مكرمنا ليس شاعراً ولا مسرحياً وحسب، بل هو أيضاً ناقد لـه في النقد الأدبي باع طويل... فقد كتب "دراسات في الشعر العربي المعاصر" و"تعددية النمط في القصيدة الجاهلية" وغيرها... وغيرها.. كما كتب المسرحية النثرية ولـه في هذا الميدان أعمال وأعمال: أبو حيان التوحيدي... الوحش.. الطريق إلى العصر الحجري... إلى آخره..

    ومكرمنا دارس وباحث بامتياز، فقد كتب "مقالات في الوعي والانتماء" "الإبداع من الرؤية القومية إلى المنظور الإنساني"، "الغناء الإنساني".. الخ.. كما كتب منظِّراً في المسرح، يشهد لـه في هذا المجال كتابه "خصوصية المسرح العربي.. وسواه من الدراسات المسرحية التي كرسها لحبيبه الغالي: المسرح.

    ولأن مكرمنا شاعر غزير الإنتاج كثير العطاء، كثير الترحل، عرفه المتلقي في وطننا العربي كله، أعجب به وتتبعه، درس شعره ومسرحياته وكافأه على عطائه بالكثير من الجوائز الأدبية حتى دعاه أحدهم بحاصود الجوائز:

    جائزة البابطين للإبداع الشعري

    جائزة يماني الثقافية

    جائزة الإثنينية في جدة

    جائزة اليونيسيف

    جائزة الإمام الخميني

    ولا عجب.. فشاعر مبدع كخالد وكاتب متعدد المواهب، غزير العطاء مثله يستحق كل جائزة كما يستحق كل تكريم... لقد عمل بدأب ما بعده دأب.. واظب وثابر، هو الرجل العصامي الذي صنع نفسه بنفسه، شق طريقه رغم الصخر والحجارة والأشواك، ليتحفنا كل حين بعطاء، ويصير فينا هو نفسه بحر العطاء، مثبتاً أن الموهبة الفذة لا بد من أن تفرض ذاتها وأن العبقرية كالشمس لا بد من أن تزيح عن وجهها الغمام:

    والخلد ملك العبقرية وحدها

    لا ملك جبار ولا سفاح

    لقد قرأت لهذا الشاعر الثائر دواوينه... فكانت حصيلتي دائماً بعد قراءة شعره جذوة اشتد وهجها، وأملاً في المستقبل لـه بريق وماذا نرجو من شاعر يحقق رسالته أكثر من أن يثير ثم يهدي.. هذا ما كتبه عن شاعرنا الدكتور زكي نجيب محمود سنة ألف وتسعمائة وسبعين فماذا نقول عن شاعرنا اليوم.. هو الذي أثار وحرض، هدى وأرشد محققاً في عطاءاته ما نفخر به خالداً مخلداً مدى الزمان...

    لمكرمنا كل تحية وإكبار... وله أيضاً طول العمر عله يظل يتحفنا بالمزيد والمزيد من العطاء...
    http://www.awu-dam.org/book/05/study...ok05-sd002.htm

    [align=center]



    http://kamellea.tk/
    [/align]

  10. #10
    ممثل واتا في القاهرة
    تاريخ التسجيل
    10/02/2009
    العمر
    64
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    سادتي : اللص أمسى حكما

    والقراصين قضاة

    وبراهين الشكاوي ورما

    وذوو الحق جناة

    رحم الله الشاعر الفقيد وأسكنه فسيح جنانه

    وعوضنا عنه خيراً

    طه عرفه
    القاهرة


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية حسن العابدي
    تاريخ التسجيل
    24/07/2008
    المشاركات
    445
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    بكلمات صادقة وقلب حزين نعزي أسرة الشاعر الراحل ومن خلال شخصه الوديع نعزي امبراطورية
    الإبــــــــــــــــــــــــــــــــــداع
    رحم الله الفقيد


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية كاملة رجب
    تاريخ التسجيل
    20/10/2006
    المشاركات
    662
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    وداعاً صديقي
    كلمات في رثاء المغفور له بإذنه تعالى الشاعر الدكتور خالد البرادعي
    شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة ـ جنيف 14/12/2008

    أحقاً مضـيتَ أخـيراً صـديـقي
    وهل خـبـرُ الموتِ هذا حقـيقي

    أُكـذَبُ سَـمعي وأَمـنَعُ دَمـعي
    فلا يطفئُ الشكَ نــارَ الحريـقِ

    مَضى عنكَ أوفى صـديقٍ فَصَدِّق
    وقـل يا دُموعَ العيونِ اسـتَفيقي

    أخـالدُ لا أسـتـطيعُ الرثـــاءَ
    ثقـيلٌ هو اليَّومَ هَـمي وضـيقي

    فقد كُنتَ في عَتـمتي كالـسِّـراجِ
    وفي الشِّعرِ كُنتَ رفيـقَ الطّـريقِ

    تَهـزُّ القلـوبَ بشـعرٍ رصـيـنٍ
    تَشـعُّ الحـروفَ بهِ كالـبُـروقِ

    ويبـرودُ كانت لديـكَ عَـروسـاً
    تَصونُ هَـواهـا بِعـهدٍ وَثـيـقِ

    هيَ اليومَ تبكي غـيابَ الحبـيبِ
    وهَمسةِ حَرفِ المحِـبِّ الرَّقـيق

    أيبرودُ يبرود يا سـفرَ عـشـقٍ
    لِخـالدَ. رِفـقاً بِذاك العـشـيقِ

    ولا تُغـرقي بالدمـوعِ الحروفَ
    فما عـاد مِن مُنـقِذٍ للغَـريـقِ

    وليسَ لدينا سِوى الصَّـبرِ حتى
    يَتِم الـشـفـاءُ لِجُرحٍ عَمـيقِ

    ويا شِعرُ يا شِعرُ صَبراً جَمـيلاً
    على فَقدِ فـارسِ إرثٍ عريـقِ

    فقد كان صَوتـاً شُجاعاً لِحَرفٍ
    غَــنيٍّ قـَويٍّ طَلِيٍّي أنيـقِ

    دَواوينُـهُ سَـوفَ تَبقى تُراثـاً
    لِجـيلٍ جَـديدٍ وَفـيٍّ صَـدوقِ

    سَـنَقرأُهـا مِن جَـديـدٍ لِنَمحو
    دُموعَ الأسى أو جَفاف الحُـلوق

    أخـالِدُ كُنتَ الرَّفـيـقَ لِـدَربي
    وَمَا أصعَبَ الدَّربَ دون الرَّفـيقِ

    رَحَلتَ إلى الحَـقِّ رَبّ الوجـودِ
    إلى الله حـافـظَ كل الحـقـوقِ

    وما عُدتَ تَشكو جُحودَ الصَّديـقِ
    وَظُـلمَ الحَبـيب وجورَ الشـقيقِ

    أخـيراً وَصَـلـتَ لِراحـةِ روحٍ
    ولله عُــدتَ كَـطـيرٍ طَـلـيقِ

    وَداعـاً يَقولُ فـؤادي المـحِـب
    وَداعـاً وَداعـاً وَداعـاً صَـديقي

    [align=center]



    http://kamellea.tk/
    [/align]

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية نورالدين بوعلي أحمد
    تاريخ التسجيل
    02/10/2007
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: وداعاً للشاعر البرادعي-د. شاكر مطلق

    رحم الله الشاعر الفقيد وأسكنه فسيح جنانه
    لله ما أعطى ولله ماأخذ


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •