زراعة (الجاتروفا).. تجربة أردنية رائدة لإنتاج الديزل


عمان - منبر الرأي- طارق الحميدي - في الوقت الذي أصبح فيه لزاما على الدول والحكومات المختلفة ، البحث عن مصادر طاقة بديلة لمواجهة تذبذب أسعار النفط عالمياً والمخاوف من نفاد احتياطياته العالمية ، يشهد الأردن حاليا تجربة رائدة تتمثل بزراعة نبتة الجاتروفا التي تعتبر في حال نجاحها بديلا حقيقيا لوقود الديزل. وتعتبر نبتة الجاتروفا التي يستخرج من ثمارها زيت يصلح كبديل للديزل خاصة بعد نجاح زراعتها في كثير من الدول مثل مصر والبرازيل واندونيسيا أملا في التخفيف من الأعباء المادية للدول التي تعتمد على استيراد النفط.
وشكل نجاح زراعة النبتة في صعيد مصر (الأقصر) من خلال البرنامج القومي الآمن لاستخدام مياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الغابات الشجرية، دافعا قويا لإعادة التجربة في الأردن لقدرة النبتة على النمو في المناخ الصحراوي .كما أن زراعة الشجرة في مصر لم يكن مكلفاً حيث تم ري النبتة من مياه الصرف الصحي المعالجة بدون الحاجة لإضافة الأسمدة أو الري المكلف . وتوفر نبتة الجاتروفا وقودا حيويا صديقا للبيئة لا يشكل أضرارا عليها من خلال زيت مستخلص من بذور النبات ويعمل أما منفرداً أو بخلطه مع زيت الديزل ويستخدم في تشغيل المحركات والآلات والسيارات التي تعمل على الديزل بالإضافة للإنارة ولا يحتاج إلى إجراءات تعديلات جوهرية على تركيبته حيث تصل نسبة الزيت في البذور إلى 40% ونسبة الدهون المشبعة 20% .
وفي تصريحات لصحيفة منبر الرأي الالكترونية ،قال رئيس جمعية برقع التعاونية الزراعية الجمعية التي تبنت المشروع فارس غصاب السرحان أنه وبعد سماعة عن النجاح الذي حققه زراعة النبته في مصر ، بدأ يفكر بشكل جدي لنقل التجربة إلى الأردن من أجل استثمارها وزراعتها في الأراضي الصحراوية الواسعة وغير المستغلة في المفرق. وخاطب السرحان رئيس الوزراء ومدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية وجامعة آل البيت ووزارة الصناعة والتجارة والمياه والري والزراعة والتخطيط والبلديات وكل الجهات المعنية من أجل تبني المشروع .
وبين السرحان أن التجاوب كان سريعا حيث قام رئيس الوزراء بإرسال كتاب خطي لوزارة الزراعة لدراسة الموضوع بالسرعة الممكنة والتي بدورها أسندت دراسة المشروع إلى المركز الوطني للبحوث الزراعية والذي تبنى دراسة النبتة بالتعاون مع جامعة آل البيت من خلال زرع 10 دونمات بالجاتروفا كتجربة لدراسة آثارها ونتائجها والجدوى الاقتصادية منها . وأشار السرحان إلى أن الجمعية تقدمت بدراسة لتبني زراعة الجاتروفا في مناطق الصحراء الأردنية وفي مناطق الرويشد شمال سد برقع ووادي سارة بعرض أربعة كيلومترات غرب شرق وباتجاه الشمال من السد حتى حدلات والواقعة بمحاذاة الحدود السورية تحت إشراف حكومي.
كما أشار السرحان وفي نفس المقترح إلى خطة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في حال تم حفر آبار ارتوازية لري الأشجار وذلك حتى يكون المشروع صديقا للبيئة بشكل متكامل . وفي هذا الصدد أكد مدير الدائرة الزراعية في جامعة آل البيت إبراهيم النواصرة أن الجامعة وبعد دراسة المشروع وبتوصية من رئيس الجامعة خصصت قطعة أرض من أجل البدء بزراعتها بداية آذار القادم ب 200-300 شتلة .
وبين النواصرة أنه وبعد العام الأول أي بعد أن تثمر الشجرة سيتم حينها وضع تقييم أولي حول كفاءة الشجرة ونجاعة زراعتها في المنطقة الصحراوية شرقي المملكة من خلال حجم الثمار بهدف دراسة زراعتها بشكل أكبر وبكميات تجارية في المستقبل . من جهته قال مدير مركز إقليم المفرق للبحث والإرشاد الزراعي الدكتور محمد أبو دلبوح أن النبته تحتاج إلى ما يزيد عن 250 ملم من الأمطار وهو ما لا يتوفر في تلك المنطقة مما يعني أنها قد تكون بحاجة إلى نظام معين من الري يتم تحديده بعد انتهاء المرحلة الأولى من المشروع . وبين أبو دلبوح أن المركز سيضع كل خبرات كوادره وكفاءاته في خدمة المشروع لما له من أهمية وأشار أنه سيقدم البذار ويذلل العقبات بالإضافة لتقديم الإرشادات والنصح من أجل نجاح المشروع . وقال أن المركز يعتزم دراسة النبتة في أكثر من مكان مثل محطة الخالدية للدراسات الملحية من أجل تنويع المناخات وأنواع الترب التي ستزرع فيها النبتة ومدى تقبلها للتربة المالحة ونموها فيها كما سيقوم بزراعتها في محطة الخناصري للثروة الحيوانية والمراعي أيضاً.
وأشار أنه وبناء على الاتفاقيات الموقعة مع جامعة آل البيت وجمعية برقع التعاونية فإنه سيتم دراسة النتائج الأولية بعد أن تثمر الشجرة في غضون عام من اجل تقييم الأداء ودراسة إمكانية الاستفادة منها بشكل أوسع. لمزيد من التفاصيل طالعوا صحيفة منبر الرأي على العنوان www.manbaralrai.com