مدخل
الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين
ولا تجترح المعجزات !!
كل دموع الأرض لا تستطيع
أن تحمل زورقا صغيرا
يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود
جيفارا
أنا ابن الحصار
أقنعة الموت ترصد أنفاسي
تلتهم بقايا جسدي المخروق
كإسفنجة تلعق الدم الأسود
المتخثـّر بأنابيب الزّؤام
وحدها العصافير تمتص السواد
تذكرة الموت تتبعني كظلـّي
تلاعب أجفاني الحبلى
بركام الرّماد المنزوع
من جلد ذاكرتي
ما بال أكوام السـّواد
لا تكبح جماحها
تتزحلق على حبال أوردتي
ما عادت الأطياف
تشتاق لظلّ السـّماء
ما زال الطـّين يغسل ماءه
من دمي قطرات
أيـّها السـّراب الأسود
لم تطوّق خاصرتي
أنا لا أريد أن ألبس قناع الموت
لا أريد غربالا من جليد ونار
حصارٌ ودمارٌ
احتضار واعتصار
أنين وبوار
يجثو على خرائب الرّوح
وحرائق الأجساد
دمار ينفث السـّموم
في مداخن الأنفاس
المثقلة بحشرجة الكائنات
تلوّح بأياديها البيضاء
من تحت الأنقاض
كراسي شُلَّــتْ عجلاتها كمقعديها
لم يعدّوا مسافات الزمن الكحيل
برماد الأشقياء
ابتسامات اللـّيلك فجّـرتها
الألغام والأحقاد
دررا ناصعة السـّواد
على أشلاء العصافير الأبرياء
المبعثرة تحت الرّكام
الحرِّيَّة
حرية مصلـّبة على أعمدة النـّيران
تأكل الغربان من رأسها المهشـّم
بين الأشلاء والدّمار
أنا الإنسان
عفواً، بقايا إنسان
انطوَتْ عليه خديعةُ الزَّمان
أمكثُ خلف قضبان الحصار
أخشابٌ بين مطرقة الدّمار
وسندان الإحتضار
ضاعَ الإنسان
ضاعَ الإنسان
في براثن القَهر والإعْتِصار
المفضلات