وطـــــنــــان


وطـــنٌ مـــن وطـــنٍ

ضــجّ وصـــــاح

مــــلء شـــدقـــيــِه وبـــــاح

بالــــذي أجْــــرى الجــــراح

في عــــروق الــروح يــومًا

وتــــوارى خـــلــف قــــولٍ

جـــارح ٍ غــيــر مــبـــاح .

وطــنٌ مـــن وطــــنٍ

ظــــلّ يــنـــال

كـــل يــــومٍ ، كــل شهـــرٍ

كـــلّ حـــوْلٍ

كــــلّ أشــكـــال العـــــداء .

وطـــنٌ قــــرْب عـــدوٍّ

واهِــمٍ أمْــضــى عـــلى

صـــكّ العـــــداء ،

ومـــضى دون كــــلال

أو حـــــيـــاء ،

فــي ربــــوع الــكــــون يــشـْــدو

لحــنَ غــدْرٍ ، كــــل صـبـْحٍ

ومـــســـاء .

وطــنُ المــلــيــون خَــصـْــمٍ

لا شــهــيــدٍ

يا أحــبـــائــي عـــنــيــدٌ

جائـــرٌ ، جــــارٌ حـــقــود

جاحــــدٌ دوما كــمــا هـــو

فـــريــدٌ فــي الـــريـــاء

غــــارق ٌ فــيـــه إلى الحـــدّ

الــبــعــيـــد .

وطــنٌ تــحْــت الــقــيــود

عــــاش قــْرنًا أو يـــزيـــد

فــغــدا شــعـُـبـه شــعـْـبـًا

غـيــر مــعـــروفٍ هــجــيــن

عـــاث فــيــه الاحــتــــلال

شـــامــتــًا دهْـــرًا كــمــا كــان

يـــريــــد ،

عــجــبـًا كــيــف أراه الـيـــوم

يــزهـــو ضاحــكــًا فـــوق الصّعــيــد !

وطــنٌ قــاسَــمَ شـعـبــي

شــعـبـَــه خــبـْــز الـكـهـــوف

ذات حــربٍ ، ذات تـــاريــــخٍ

مــخــيــــف .

وتــجـَــرّعْــنــا وإيــــاه

رعــــاكَ الله مـــن كـــــأس الحُــتـــوف .

هــكـــذا الآن نُــجـــــازى

مـــن رفــــاق الأمـــس ، مـــن شـعْــبٍ

عَــــســـــوف .

لا يـــرى غـــيــر العــــزوف

عـــن وفـــاقٍ مــا لــنا عـــنه حـلـيـف

ما لنا عــنــه حــلــيـــف .

وطـــنٌ آهٍ أحــبـــائــي

رمـــانــا بالعــقــــوق

لا لشيء غــيــر أنّــا

هاهــنــا ِنـلـْـنا الشــــروق

وهـــزَمــنــا اللــيــل أيّــام الــبـــروق

ومــشــيْــنا بــثـَـبـات ٍ

وانـتـشـيـْـنـا بـــرخــاءٍ

عــمّ أرضـًا قــسـمـًا لـــنْ يــنــالـــوها بــنـــاٍر

أو عــــداءٍ ، أو فـُـســـوق .

لـسْـتُ أنـــسى ، لـْـسـتُ أنـسـى

قــســمــًا لــنْ نــســتــكــيــنْ

ســقـَـمٌ مــنـّا إلــيــكـــْم

لـــن تــعــودوا بــعــدهُ يـــومـًا

إلى جُـــــور الــجــنـــون

وأحـــاديـــث الــحــيـــاِد

وخِــطــابــات الـمـجــون .



أحــــمـــــد الــــقــــاطـــي