شاحب الوجه بدا، متلعثم اللسان، جاف الشفتين.
سكت دهرا، وحين بدت سحنته على شاشة التلفاز، نطق كفرا.

شاحب الوجه بدا، متحشرج الصوت، يوحي مظهره أنه يعيش أرقا زائدا ليس حزنا على أهل غزة، إنما خوفا على المقعد الملكي الذي ينسجه لخلفه.
وتنمنيته أن يتأسف عن الوضع، ويعطي أوامره لحراس الجو لرذع أسراب الطائرات المنتهكة سيادة أم الدنيا، وللأسف لم ينبس ببنت شفة في الموضوع.

وكلما تحدث ازداد شحوبه بهاء، وأعطى تفسيره لحكمة إغلاق المعبر الفاصل بين الجد واللعب، معبر رفح الذي تغتال وراءه كرامة العرب، معبر مغلق إعانة للحصار، بينما يراه هو حماية للفصائل الفلسطينية من التشرذم والإنقسام.
حكمة أدركها آخر الضباط، ضباطٌ كانوا أحرارا، فأبخس حقهم حين حرَف معنى الثورة، واستلذ الكرسي، وغيَر قدسية الجيش.

"لن أفتح المعبرإلا بوجود السلطة الفلسطينية والقوة الدولية"، مسكين، هكذا تفتقت عبقريته، وبهذا انزاحت عني غمة البحث عن سبب شحوب وجهه، وتلعثم لسانه.
إنه كان منشغلا في حل معادلة مستعصية: كيف يفسر ما غدا جليا للصغير والكبير، العدو والصديق؟.
وحين وصل للنتيجة، خرج يجر ذيول الخيبة إلى قناة أم الدنيا، ليوهم شعبه أنه عسكري ابن الميدان.
ونسي أننا نعرف أن المعبر مغلوق بأمر من السلطة الفلسطينية والقوة الدولية.

رحم الله شهداء سيناء والثوار الأحرار.
ويبقى شحوب الوجه علامة لمسخ أذناب العملاء.