آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: آه من الخرفان

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/11/2008
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي آه من الخرفان



    في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه
    منتظرا وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ
    في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتأكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود
    دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .
    وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة
    ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث
    وجبن الموقف ..وهو يقاد إلى الموت ... فنسي
    الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور
    وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة
    وطالت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك
    الجزار ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر
    قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينجلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن
    الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد إنها ستضرني
    إما قولهم أن مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فما جاء بنا هذا الجزار
    إلى هذه الزريبة إلا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الأخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها
    بلا شك لن تضر
    انتفض ذلك الكبش انتفاضة الأسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط
    القطيع حيث نجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره
    لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالزريبة مكتظة بالخراف ولا داعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك
    الكبش الهارب
    أمسك الجزار بخروف أخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة
    كان الخروف الأخير مسالما مستسلما ولم يبد أية مقاومة ..........إلا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع
    نال ذلك الخروف إعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت
    مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو
    يقول ..... بسم الله والله أكبر
    خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى
    اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف
    يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.
    وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى
    بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه
    وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر
    وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل
    به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسير خلف هذا الخروف الى المسلخ
    وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف
    انها فعلا خراف تستحق الاحترام.
    كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن
    تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق
    أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم
    ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق
    فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها
    والإحياء منها تشاهد من سبقت إليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف
    حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ..." لا تقاوم
    في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم
    كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه
    كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره
    لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب
    وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة .... لم يكد يصدق عينيه
    صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح
    ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون
    خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث
    وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير
    تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم
    من سكين الجزار
    وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع
    في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة
    سياج الزريبة مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد
    ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح
    نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس
    نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع
    ذلك الخروف " الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر
    كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء
    ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم
    ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير
    أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت
    أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم
    كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها
    معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ
    فليأت واحد بعد الاخر .... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ
    وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة
    وهذا ماجنته ايديكم ايها الخراف الغبية
    في الختام ... مجرد سؤال بسيط : هل الخرفان أصلها عربي ؟؟

    مترجم انجليزي \ عربي

  2. #2
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: آه من الخرفان

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخ الأستاذ محمد حمد البطوش...قصتك الجميلة تحمل عدة قراءات و لي قراءة أخرى إن يسر الله ذلك...


    استأسدت الموت على الحياة...
    فقالت: أنا قاتلها...
    فأجابتها الحياة: يا غبي أنت جسر للعبور لحياة أشرف و أنظف...
    قالت: فمن أكون إذن ؟
    قال أنت من شبه رب العزة بالخروف؟
    فهل أنت كذلك؟
    قالت: هو العليم بشؤون خلقه...
    فقالت: ما لهؤلاء القوم استعملوني لكي يبيدوا قوما آخرين؟
    إنما يبيدون أنفسهم و لا يشعرون...فهم في البشرية سواء لكنهم في الإنسانية أعداء...
    فسألتها :كيف ذلك؟
    قالت: قتلى المعتدين في النار...و قتلى المعتدى عليهم في الجنة...
    أصحاب الحق يقاتلون من أجل حقهم...
    و أصحاب الباطل يخافون من الحق لذلك يحاولون استعمالك لكي يدحضوا الحق...لكن لا يمكن أن يتم لهم ذلك...لأن أصحاب الحق لا يخافون الباطل...و لأن الحق حق مهما علا الباطل و مهما طغى...فمصيره كمصير الآلاف ممن سبقوه...


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/11/2008
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: آه من الخرفان

    الاديب الكبير سعيد نويضي سلام من الله عليك
    اشكرك يا سيدي على مرورك الكريم واقعنا العربي والاسلامي ليس بخير هكذا نرى اخوة لنا يقتلون بلا ذنب ونستجدي اللمم الملحدة لتشجب ما يفعلة غزاة عتاة نتكلم اكثر مما نفعل نعبد القوة مفعول بنا كل انواع الافاعيل والله لو اجتمع العرب وبصقوا على اليهود لاغرقناهم بصاق
    استميحك عذرا سيدي بهذة العبارة
    بارك الله بك وابقاك سندا وذخرا للامة

    اخيك
    محمد بطوش

    مترجم انجليزي \ عربي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •