الاصدقاء الأعزاء
بعيدا عن المجاملات والرسميات ، أقول كلمتي ولا أخشى في الحق لومة لائم. إن المشكلة هي في الرقم 18000 الذي تفخر به إدارة (واتا) بأنه عدد الأعضاء. ولا أدري حتى الآن هل هؤلاء أعضاء الجمعية على الأرض ام اعضاء الموقع الانترنيتي؟
فإذا كان هؤلاء هم اعضاء الجمعية على الأرض ، فهذا عدد كبير ، ومن حق رئيس الجمعية أن يهيب بهم ويناشدهم بين حين وآخر. أما اذا كان هؤلاء هم اعضاء المنتدى والموقع.. فهذا لايعني شيئا. من خبرتي في ادارة مواقع على الانترنيت، اعرف هذه الحقائق:
1- ليس كل من يسجل في موقع ما هو عضو فاعل في كل وقت. الكثير يسجلون لمجرد التعليق او ارسال طلب او سؤال، لأن شروط الموقع تتطلب التسجيل، وبعدها يغادرون الموقع ولا يتذكروه .
2- دائما النشطون الذين يتواصلون يكونون 1% من اعضاء اي منتدى، أو اقل. هذه هي طبيعة المشاركة في الانترنيت.
3- شعب الانترنيت ، بطبيعة عمله، وادمانه الانترنيت، هو شعب متكاسل متواكل. قد تمر من تحت شباكه مظاهرة في سبيل العراق او فلسطين ، وكل ما يفعله هو ان ينقل اخبار المظاهرة على موقعه المفضل، ولن ينزل ويشارك الا نادرا،
4- طبيعة عمل المترجمين في وطننا العربي. الترجمة من المهن التي تدر دخلا وفيرا، اذا عرف المترجم المسالك التي تدفع أكثر من غيرها. وهكذا ليس لدى المترجمين المحترفين الوقت الكثير للمشاركة في نشاطات اخرى تشغله عن الترجمة . لا أقول ان هذه القاعدة بلا استثناءات كثيرة.
إذن الحديث عن 18000 عضو هو حديث غير دقيق.
جمعية واتا الانترنيتية (وهي التي اتعامل معها حاليا) خرجت عن مهامها (الترجمة) وبدأت تأخذ اشكالا من الأنشطة السياسية البعيدة عن اختصاصها، وبشكل حماسي ومبالغ به، وغير واقعي. مثلا تخويف العدو بأعضاء الجمعية وارسال رسائل للموتى من الحكام العرب وغير ذلك .
كان المفروض أن تمتشق الجمعية في نشاطاتها السياسية اسلحتها التي تجيد اطلاقها : الترجمة ، وليس المقصود ترجمة رسائل وبيانات تهديدات وغير ذلك . وإنما كان عليها خوض المعركة الإعلامية .
نحن نعرف انه ما من غزو او احتلال او عدوان الا ويسبقه ويرافقه ويعقبه قذائف اعلامية وتشويه وتضليل في محاولة لتبرير العدوان والاحتلالات. يحدث هذا منذ فجر التاريخ وليس هذا شيئا جديدا. كل من يريد ان يشن حربا يصور نفسه نبيلا ويشيطن عدوه. وفي كل الجيوش المعاصرة هناك قسم للحرب النفسية هو الذي يصدر الدعايات والأكاذيب ويعمل على نشرها في الإعلام السائد.
كمثال قريب : العدو الصهيوني يبرر قتله اطفال فلسطين بأن حماس تتخذهم رهائنا!! قال العدو الأمريكي نفس الشيء في العراق. كلما ضربوا بيتا آمنا يعيش فيه مدنيون من نساء واطفال قالوا ان البيت للقاعدة وهي تتخذ الاطفال درعا واقيا. علينا تفنيد هذه الفرية. كيف ؟ نذهب الى أدبيات العدو وخطاباته في المعركة . نكتب عما يسميه الامريكان collateral damage وهو ما يطلق على الضحايا المدنيين ، كأنهم غير مقصودين في حرب تقع داخل مدن مزدحمة بالسكان. نكتب عن القذائف والقنابل (الذكية) التي لابد ان تخطيء اهدافها. نتعرف على مقدار خطأ القذائف والقنابل وكم متر يمكن ان تخطيء بشكل علمي ومن مصادرهم انفسها. كل هذا متاح على الانترنيت لمن يكلف نفسه البحث. نكتب عن نسبة الاطفال العرب في العائلة الواحدة ونسبتهم في مجتمع كامل. الاطفال يشكلون اكثر من 50% من السكان العرب. وهكذا من الطبيعي ان يكونوا هم اول الضحايا. نفند اكاذيب العدو بطرق علمية وبالارقام .
لهذا ارى من واجب المترجمين والمثقفين في الجمعية ان يتصدوا لفضح هذه الحرب الإعلامية . وقد ميزهم الله بميزة معرفة لسان العدو ، وهذه ميزة كبيرة لا يملكها كل المثقفين العرب، ولهذا كان عليهم ان يقيموا جبهة اعلامية مضادة. تقرأ اضاليل العدو وتترجمها وتقوم بفضحها وبيان كذبها. وترسل ذلك الى الصحف ووسائل الاعلام التي نشرت تلك الاكاذيب.
وهذا جهد كبير منسق يتطلب:
1- مجموعة (الرصد) ترصد ما ينشره العدو سواء بالعبرية او الانجليزية او بلغات اخرى في الصحف الكبرى المؤثرة او الفضائيات المعروفة ،
2- مجموعة (الرد) تتولى الرد والتفنيد، بشكل بحث مصغر او مقالة.
3- مجموعة (الترجمة) تقوم بترجمة هذه الردود الى لغات عالمية
4- مجموعة (الاتصال) تكون مهمتها الاتصال بوسائل الاعلام وارسال تلك الردود اليها.
5- مجموعة (الدعم) وهي بقية شعب واتا الذي يمكنه ان ينشر تلك الردود على اوسع نطاق عبر وسائله المفضلة مثل قوائم الاصدقاء او
المنتديات الاخرى الخ .
بهذه الطريقة نكون قد قمنا بواجب كبير ومهم ولا غنى عنه، وهو أهم بكثير من ارسال رسائل الى جهات صهيونية . لايمكن ان ألوث بريدي بذلك، فهذا نوع من التطبيع. حيث ان المرسل اليه سوف يراسلني ويناقشني واناقشه ، وماذا بعد؟ وأهم من ارسال رسائل الى الحكام العرب.
إن فضح الأكاذيب الإعلامية هي مهمتنا . هذا ما أردت قوله والله من وراء القصد.
المفضلات