المقامَرة ... هل هي مَرض نفسي ؟

من منشورات الدكتور فخري الدباغ رحمة الله عليه
في مجلة العربي الكويتي
أدق مَن وَصَف النفس واختلاجاتها ، وأروع من كتب عن السلوك الإنساني وغرائبه ، هم الأدباء والشعراء والحكماء . كانوا (علماء نفس) قبل وجود كيان لعلم النفس . وبين ثنايا القصص ، وفي بطون الكتب ، ومع رفيف أجنحة الشعر . . . كنوز وأمثلة على خفايا النوازع والغرائز والاتجاهات البشرية التي ربما يستند إليها العالم النفساني والطبيب المعاصر لمقارنتها ومساواتها بمثيلاتها من وقائع مرضية تصادفه في مجرى معالجاته الطبية الواقعية . .
وعن المقامرة . . تحدث الكثيرون . إلا أن أصدق وأبرع من كتب عنها هم المقامرون أنفسهم ، خلال اعترافاتهم وبثهم أشجانهم لخلانهم أو معالجيهم . قال الشاعر الفرنسي (فرانسوا فيلون) في القرن الخامس عشر الميلادي :
لا أثق إلا بما هو غير أكيد . .
فالأشياء الواضحة ، هي بالنسبة لي غامضـة ، ولا تريبني إلا الحقيقة . .
ولا أستمد معرفتي إلا من صدفة عمياء ، فإذا ربحت كل شيء . . فسأتقاعد مع الخاسرين .
ولعل هذا أدق وصف لعدم وضوح النتائج أمام المقامرين ، بل هو سر انجذابهم إلى المقامرة .
ومن عشرات القصص عن المقامريـن ، تقفز دائما رائعـة ديستوفسكي (المقامر) - عام 1866- التي هي في الحقيقة تاريخ حياته وحياة كل مريض بالمقامرة . وفي إحدى رسائله كتب ديستوفسكي إلى صديق له يقول : النقطة الأساسية ، هي اللعبة بحد ذاتها . وأقسم بأنني لست طامعا في مال ، على الرغم من حاجتي إليه . . وهذا يفسر رعشات المتعة والإثارة والنشوة في (لعبة) المقامرة بغض النظر عن الربح والخسارة .
سلوك ضار :
المقامرة مفتاح لكل الشرور . . هي التي تحرق أعصاب الشخصية الإنسانية . . هي التي تنتزع الفرد من حظيرة أسرته ومجتمعه السليم . . وتشجعه على الاستدانة وعلى الاختلاس أو التزوير ، وربما الإدمان أيضا ، وفوق كل ذلك فهي تهدد اقتصاديات البلد . ولذلك كانت المقامرة موضع اهتمام الكثير من الملتزمين الاجتماعيين والفلاسفة وعلماء النفس . قال شوبنهور : (ان المقامرة إعلان إفلاس الذكاء البشري) . وقال فاوست : (تظن أنك المؤثر . . بينما أنت المدفوع ! . .) .
وفي 15 آذار من سنة (1969) عقد في لندن مؤتمر عن المقامرة برعاية (مجلس الكنائس) . وضم المؤتمر كل من عالج أو ساعد أو نصح أو أرشد المرضى المصابين بالمقامرة . وهكذا كان بين المؤتمرين مجموعة من علماء النفس والاجتماع والباحثات الاجتماعيات والأطباء ، والمراقبين القانونيين للمحاكم ، وكذلك ضباط السجون . وخرج المؤتمر بقرارات مفيدة جدا . وكان انعقاد المؤتمر دليلا على خطورة هذا السلوك البشري وازدياده ، وعلى آثاره الهدامة للأسرة وللأخلاق واقتصاديات المجتمع وإنتاجه .
وليس أدل على ذلك مما تورده الإحصائيات عن المقامرة .
ففي سنة 1960 بلغ مجموع ما استعمل من مبالغ في عمليات القمار في انكلترة وحدها 50ألف مليون دولار ، وبلغ عدد الذين يقامرون - ولو مرة في حياتهم - من سكان بريطانيا الذين بلغوا سن الرشد 48% من مجموع السكان ! . والذي روع رجال الاقتصاد والاجتماع أيضا ، ما لمسوه من النقص الشديد في عدد النساء العاملات ، إذ أن قسما كبيرا منهن يعملن في مصالح ومؤسسات القمار بدل المصالح والمؤسسات المفيدة الأخرى كالمستشفيات أو المصانع . وما ينفق على جهاز المقامرة من إعلانات وطبع وأجور يستنفذ حوالي 65مليون جنيه من الدخل القومي في انكلترة .
وفي تقرير لسنة 1959 (صادر عن مجلس الكنائس أيضا) ، كانت نفقات المقامرة على سباقات الخيل 365 مليون جنيه ، وسباقات الكلاب 124 مليون جنيه وكرة القدم 98 مليون جنيه ، ومتفرقات أخرى 7 ملايين جنيه .
أما مطبوعات جهاز المقامرة فتحتل مساحات من الصحف والبطاقات والنشرات تقدر بخمسمائة فدان في الأسبوع الواحد ! وفي كل أسبوع ، يطبع ما يزيد على 12 مليون كوبون أو قسيمة توزع من قبل آلاف الأفراد ، بالإضافة إلى أعمال جهاز البريد الرسمي ، والخسارة والتبذير في الأحاديث التلفونية وفي مراكز النقل والميكانيك .
تاريخ طريف وعريق :
وإذا كانت المدنية الحاضرة قد جعلت من المقامرة ممارسة جماهيرية شاملة وزودتها بوسائل تكنولوجية خلابة وسريعة العمل . . فإنها - كسلوك بشري - عريقة في القدم .
والحفريات المتوالية والآثار المتوافرة إلى الآن تدل على وجود المقامرة في أعماق التاريخ وفي مختلف الحضارات العريقة : قطعة (نرد) وجدت في أحد قبور الفراعنة المصريين يعود تاريخها إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد ! . . ولوحة ألعاب على شكل درجة أو (عتبة) في ( الاكروبوليس) في أثينا . . وآثار رومانية متعددة .
ويذكر المؤرخون الموثوق بهم حكايات طريفـة ومذهلة عن المقامرة . فالمؤرخ تاسيتوس مثلا يذكر أن قبائل الجرمان الأوائل كانوا يراهنون على زوجاتهم وأطفالهم ، وحتى على أنفسهم . . والخسارة تؤدى بهم إلى الرق والعبودية . . وكذلك تفعل بعض القبائل الأفريقية مثل الزوني والزولو ، ووجد القمار في الفرس القديمة والهند واليونان . ولعبة النرد قديمة جدا ، يؤرخها هيرودوتس منذ أيام (الليديين) . ووجدت في انكلترة بعد احتلال الرومان لها . وقيل إن الإمبراطور الصيني (ياو) ابتكر ألعاب الحظ منذ ألفين ومائة سنة قبل الميلاد . وراهن صيني قديم على يده ، فلما خسر قطعها إ .
وفي (المهابهراتا) التي هي أعظم سيرة سنسكريتية في يدنا ، يمكن العثور على حكاية الملك الطيب (يودشتير) الذي لعب القمار مع الملك الخبيث (ساكوني) ، وهو الخبير في استعمال النرد المغشوش ، ثم تروي الحكاية كيف بدأ الملك الطيب يخسر الجولة بعد الأخرى . . إلى أن أفرغ خزانته من الذهب والياقوت . . والى أن خسر الخيول والفيلة والمركبات والعبيد . . ثم كيف راهن على إخوته وعلى زوجته الملكة الفاتنة (دوربادي) فخسرهم جميعـا . . وأخيرا راهن على نفسـه . . وخسر كل شيء ! !
وكان القمار موجودا في اليونان ، ولم يعتبر (ممارسة محترمة) . . حتى أن أرسطو في كتابه (الأخلاق) صنف المقامرين في طبقة اللصوص وقطاع الطر ق .
وظهرت موجات وبائية من المقامرة ، كما حدث في منطقة المسيسيبي من أمريكا أيام الاقتصادي (جون لو) عام 1817 م ، وفي الحي الغربي (الوست اند) من لندن في القرن التاسع عشر الذي غص ببيوت القمار .
ومن طرائف المقامرة في الأيام الغابرة ، المراهنة على سباق الحلزون على مائدة صقيلة ، وقيل إن مقاطعة كورنول في انكلترة وصلت إلى مالكيها الحاليين عن طريق تلك المراهنة . . إذ حاول المالك الأول أن يحفز حلزونه على الجري بوخزه بالدبوس . . إلا أن (مزاج ) الحلزون آنذاك لم يستجب للوخز واستمر يزحف ألهوينا دون اكتراث . . وتمت الخسارة ! .
ركائز بدائية :
وتاريخ المقامرة القديم ، مع العوامل النفسية التي تصاحبها ، تشير إلى أن المقامرة ليست سلوكا بسيطا معزولا (نقيا) ، وأكثر ما ترتبط المقامرة في المجتمعات البدائية بالسحر والأرواح الشريرة والرعب والخوف من المجهول والاعتقاد بالقوى الخارقة وبما وراء الطبيعة . وهكذا أصبح الشعور بالضياع والغربة دافعا لمعرفة البخت وقراءة المستقبل والحظ ، والى تقديم القرابين للآلهة الوثنية .
فالمقامرة وسيلة بشرية للتحكم في المجهول وتحدى الشكوك ، وتلك هي نظرية السير ادوارد تيلور فقبائل الماوري تمارس القرعة ، وقبائل البولونيز يدوِّرون الجوز لاكتشاف اللصوص بين ظهرانيهم . وفي جزر تورجا يدورون جوز الهند لمعرفة هل سيشفى المريض الفلاني أو لا إذا مالت الجوزة ناحية أو أخرى ، أي أن تلك الألعاب البدائية قد استخدمت للعرافة واستكشاف المجهول ، فأصبحت الخطوة الأولى للمقامرة أيضا ، لان نتائج المقامرة مجهولة وغامضة ومثيرة .
وهكذا نجد إلى أيامنا هذه أن ورق اللعب (الكوتشينة) يستعمل لقراءة البخت كما يستعمل في مختلف ألعاب القمار ، إن خلط الورق يوحي للفرد المعاصر بالفكرة البدائية المتوارثة بأنها تتم بأمر أو بفعل قوى غير طبيعية تتحكم في النتائج ، والسباق والمواجهة بين المقامرين ليس مجرد صراح قوى عمياء ، بل هو صراع بين الأقدار التي يتعلقون ويؤمنون بها ، فالمقامرة حلم بالسيطرة على المستقبل ، وهو حلم بدائي . .
ومن طريف الأفكار البدائية المتعلقة بالمقامرة وسحرها ، إنها استعملت كعلاج للمرض العقلي الذي أصيب به الملك شارلس السادس ملك فرنسا عام 1392 م .
والمقامرة على أنواع ثلاثة :
1. الألعاب التي تعتمد على مجرى الصدف البحتة ، كلعبة الروليت والنرد . 2. الألعاب التي تجمع بين الصدف ومجهود الحذق والخبرة والحدس وقابلية الخدعة ، ومنها ألعاب الورق من بوكر وبريدج وسباق الخيل .
3. الألعاب التي تعتمد على التفكير العميق ، كالشطرنج . ويصر بعض الباحثين أن الشطرنج لا يخلو من صدف وحظوظ دقيقة غير منظورة .

العوامل النفسية للمقامرة :
كل إنسان يمكن أن يقامر يوما ما ولا يعد مقامرا بالمعنى الحقيقي للمقامرة ، فقد يشتري إنسان بطاقة يانصيب خيرية ، وقد يربح أو يخسر ، ولكنه مقامر عابر ، وكل إنسان يمكن أن يشترك في لعبة وقتية للتسلية وقضاء الوقت ، أما المقامرة الحقيقية فتتضمن عنصر المخاطرة والأمل بالربح من خلال عملية تتحكم فيها الصدفة أو التلقائية أو شيء من الخبرة والقوانين الحسابية ، وهذا لا ينطبق على الصفقات التجارية وعمليات البيع والشراء التي يمارسها ملايين الناس لان الربح أو الخسارة نتائج طبيعية لها .
أما المقامر القهري - أي الذي يندفع إلى المقامرة اندفاعا قهريا جنونيا - والمقامر المريض والمقامر المعضلة فهو في الحقيقة إنسان مريض بالعصاب وهو إنسان يعيش اللعبة وإثارتها ، ويحارب الشك والغموض بالأمل الأبدي بالربح . فالمقامر يشعر بما يشبه اليقين أنه سيربح ، فإذا خسر مرة ، فأمامه جولات ومناسبات . .
والمقامر المريض يتوق إلى الانتحار البطيء عن طريق المقامرة . ومحاولات الانتحار بـ (اللعبة) الخطرة (الروليت الروسية) هي مقامرة مع الموت عن طريق استخدام آلة للموت هي المسدس .
والمقامر ، كالمدمن على الخمر . . يؤكد ذاته بالهزيمة من الواقع على مائدة القمار . وهو يشعر بذكائه وحذقه أيضا ، وبقدرته على الربح ، وبأن الحياة بأجمعها مجرد مقامرة ! فهو كالمدمن أيضا يتوق إلى الانتحار البطيء .
والمقامر ثائر ومنتقم . . يثأر من أعدائه - الوهميين أو الحقيقيين - بتحديهم في القمار ، فالربح يجعله عظيما والخسارة تؤذي أعداءه ، ويقول علماء النفس إن المقامر يضمر العداء لوالديه ، وهو يقامر تحديا لسلطتهم وإذلالا لمعنوياتهم . وهذا السلوك يرجعه إلى الشعور بالقدرة الجبارة الطفولية أو بجنون السيطرة على كل من يقف في سبيله .
ويفسر بيرجلر إصرار المقامر القهري على اللعب بأنه اندفاع لاشعوري نحو الخسارة في (لا شعوره) ، والخسارة اللاشعورية هي سلاحه لتحطيم ذاته (انتحار بطيء) ، أو تأكيد ذاته (بالرفض والتحدي لسلطة الوالدين أو من يمثلهما أثناء الطفولة) .
والمقامر العصابي لا يريد اكتناز المال ، انه بالحقيقة يتمتع بنشوة اللعب . . ويريد أن يخسر لا شعوريا ، وهو يخسر بالفعل في نهايـة المطاف . وهذا هو عنصر الماسوشية في المقامرة - أي الاستئناس بالأذى والألم - والمقامر يتعامل مع الصدف ويهوى اللعبة قبل المُثُل أو الحب أو أية هواية مجدية أخرى . فالمقامر إذن متفائل ظاهريا ، ولا يتعظ بالخسارة لأنه يحب الخسارة باطنيا ، وخسارته اليوم أو ربحه لا تعني لديه أي شيء : فهناك الغد . . وبمد الغد . كان أحد المرضى يراجع طبيبه النفساني ثلاث مرات في الأسبوع للعلاج . ورأى مرة اثنين يقامران في عربة القطار ، وكان أحدهما يغش في اللعب ويربح . وعلى الرغم من تأكد صاحبنا من ذلك فقد أغراه اللعب واستأسد فيه الداء فلعب مع الغشاش ذاته . . وخسر بالطبع .
وعلى هذا الأساس ، لا يتوقف المقامر إذا ربح ، وهو البرهان على أن المقامر لا يمكن أن يصبح ثريا عن طريق القمار . ويقول مدير كازينو فرنسي شهير للمقامرة : (لولا استمرار المقامر على اللعب ، لما ربحنا نحن أي شيء إذ أن ربحنا نستمده من عدم توقفـه عن اللعب سواء ربح أو خسر . .) .
والمقامر يشعر بالإثم الشعوري أو اللاشعوري . واستمراره على الخسارة أو تحطيـم الذات هو جزاء شعوره بالخطيئة وعقاب لميوله العدوانية . وهكذا ، فالمقامر يجمع بين اللذة والألم ، بل هو يبحث عنهما في اللعبة ، وإثارة اللعبة ونتائجها هي مزيج من الاثنين : اللذة . . والألم وهما وجهان للمرض أو ثنائيته .
والمقامر ثائر على والديه إذا كان من الأطفال المهمليـن المكروهين ، أو هو ثائر على (الأقدار) حتى لو كانت ثورته بحجم عاصفة في فنجان . لكنه يتحدى القدر لاشعوريا ، أو كما كان يعترف مقامر ديستوفسكي : . . كانت رغبتي الغريبة أن أتحدى القدر . . أن أوجه لطمة على أنف القدر ، وأبرز له لساني استهزاء !)
وأخيرا ، فالمقامرة ليست مهنة . . إنها مرض نفسي خطير . ان درجة (الإدمان ) على المقامرة ترويها لنا قصة قديمة للكاتب هوفمان في سنة 1819 ، أسماها (حظوظ المقامر) : كان أحد المدمنين على المقامرة قد تركها بعد جهد جهيد ، إلا أنه عندما قارب الموت ، وأثناء زيارة القسيس له قبل مماتـه . . كان أقرباؤه يلحظـون باستغراب تلك الحركات اللاإرادية التي يقوم بها وهو في حشـرجة الموت ، وكانت في الحقيقـة حركات توزيع ورق القمار على المائدة مصحوبـة بتمتمة من اصطلاحـات اللعب وتعابيره ! . .
قوانين المقامرة :
منذ أدرك الإنسان مخاطر المقامرة وضع لها القوانين 0التي تضبطها . وارتبط القمـار بالشرف والمكـانة ، فالذي يخسر عليه أن يدفع (دين الشرف) ، ومن لا يستطع الدفع أو التعويض ، فقد أجاز له القانون البروسي - مثلا - أن ينتحر .
والمفروض في القانون أن يحمي صحة المجتمع العقلية والاقتصادية ، والقانون المثالي هو الذي يحقق تلك الحماية ويجعل الألعاب المعروفة مجردة عن عنصر المقامرة والإجرام وذلك بالتحكم في الأرباح ، ويجعل الألعاب تتم في وسط محترم ، ويجردها من الجشع والاستغلال من قبل المحتكرين .
ونرى المحاولات الإصلاحية منذ القدم في بعض المقامرة . ففي انكلترة ، لم يسمح هنري الرابع بالمقامرة بالورق إلا في أيام عيد الميلاد ، ولم يسمح بخسارة تزيد على جنيه واحد ، ولم يسمح للناس العاديين بالمقامرة إذا كانوا أقل درجة من الفرمان !
وتمنع القوانين الحديثة المقامرة قبل بلوغ سن الثامنة عشرة . والحقيقة أن الأطفال قلما يقامرون قبل بلوغهم سن البلوغ . وتخاطر النساء بأقل كمية من المال . أما الفتيات فيفعلن ذلك بمد الزواج .
والمقامرون أصناف طالما أن كل إنسان يمكن أن يقامر يوما ما في حياته :
ا - المقامر العصابي المريض ، وهو المقامر القهري ، الذي شرحنا تفاصيل انفعالاته وميوله الشعورية واللاشعورية .
2- المقامر العرضي : الذي لا يمارس المقامرة إلا عرضا للتسلية أو قتل الفراغ ، ثم يرجع إلى أعماله الجدية السابقة .
3- المقامر المحترف ، وهو الذي يتجنب المخاطرة لأنه يريد الربح لا المتعة ، يرتزق من المقامرين ويستغل المقامرة ، ومن هؤلاء أصحاب ملاعب القمار وبياعو بطاقات اليانصيب والمتسكعون في ميادين السباق وأصحاب مشاريع اليانصيب الخ .
علاج المقامرة :
وعلاج داء المقامرة ليس من الأمور اليسيرة . وهو يتطلب تدخل القانون الذي يجب أن يحيل المقامرة إلى لعبة بريئة مجردة عن الربح واستغلال المحتكرين ، كما ذكرنا ، وهذا من واجبات الدولة بالطبع .
ويأتي دور الهيئات والمؤسسات الاجتماعية الإصلاحية التي تقوم بأدوار التوعية والإعلان ضد المقامرة ، مع إبداء المعونة والعطف (للمقامرين التائبين) . ولذلك تشكلت جمعيات غير علنية للمقامرين ، تضم الأعضاء المقامرين التائبين وتشعرهم بروح الجماعة الهادفة للخير ، وتهيئ لهم الاجتماعات والحفلات الهادفة والمسلية وتحارب فيهم الملل والخواء ، وذلك على غرار خط جمعية التائبين عن إدمان الكحول والمخدرات غير العلنية أيضا .
كذلك يقوم علم النفس الحديث بمعالجة المقامرين العصابيين والقهريين بإحدى العلاجات النفسية الدارجة ، وهي
أ - التحليل النفسي الفردي للمصاب الواحد .
ب- التحليل والعلاج النفسي الجماعي لجماعة من المقامرين .
ج - العلاج السلوكي ألتنفيري ، أي (بتعليم) المصاب بالمقامرة أن (ينفر) من المقامرة ويكرهها بوسائل نفسية خاصة .