بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): قصيدة
قصيدة للشاعر والاكاديمي الفلسطيني الكبير د. أحمد حسن المقدسي
( نشرت في عرب تايمز)

إني أخَط ُ قصيدتي بحِذائي= فالحِبْر ُ لا يُجدي مع العملاء ِ
سـَوح ٌ تفيض بزهر ِ دمائنا= وشوارع ٌ تكتظ ُّ بالأشلاء ِ
من أين نأتي للخسيس ِ بِعِزة ٍ=ما دام َ مـَولودا ً بغير ِ حـَيا ء ِ
ماذا أقول ُ لزمرة ماتت=ضمائرها وباعت ْ ربها بِهباء ِ
نظُم ٌ تعيش ُ على دماء شعوبها =وتـُشيد ُ صَرْح َ الحُكم ِ بالإقصاء ِ
تلك المهالك ُ ليس فيها غير ُ =أرصدة ٍ.. وتَعْريص ٌ ووكْر بَغاء
هذي مزارع ُ طوِّبت ْ لِوُلاتها=والناس ُ أحذية ٌ لدى الأمراء ِ
دول ُ ابتذال ٍ أوغلت في عُهرها=وتَسَمَّرَت ْ بخنادق ِ الأعداء ِ
هي خِنجر ُ الأشرار ِ فوق رقابنا=وحِراب ُ غدر ٍ في يد ِ الدُخَلاء ِ
***


هذا الحريق ُ صِناعة ٌ عربية ٌ= من ْ شلَّة ٍ تعتاش ُ بالأهواء ِ
فحِصارُهم وحِصارُكم هو َ ذاتُه= للقَتل ِ .. رغْم َ تَعدُّد ِ الأسماء ِ
أوَليس َ هذا مِن نِتاج ِ حِواركم =وتلاقح ِ الشيطان ِ بالشمطاء ِ
أوليس َ عهرا ً يا ترى ؟ أن َّ القضية =َ أصبحت ْ خبزا ً وكيس َ دواء ِ
فَشَريفُكم عَرْص ٌ يُسافِح ُ عِرْضَه =وجميعُكم لقَطاء ُ من ْ لقطاء ِ
إن َّ الحِياد َ جريمة ٌ وخيانة ٌ=كبرى بِحق ِ الله ِ والشهداء ِ
لا تلتقوا - رغم َ المُصاب ِ - فإننا=نزداد ُ شرْذ َمة ً بكل ِ لِقاء ِ
فُضوا المجالس َ واغلِقوا دكَّانَكم=فجميع ُ ما يحوي قِباب ُ فـسَاء ِ

هل هذه أرض ُ الكنانة ِ يا تُُرى = أين المعز ُّ ووارث ُ الخُلفاء ِ
كيف استَحالت ْ نَعْجة ً موبوء ة ً =تتوسل ُ الجزَّار َ باستِجْداء ِ
كافور ُ يطعن ُ مِصر َ في أحداقِها =ويحِيْلُها جيشا ً من البؤساء ِ
جاءت ْ إلى أرض الكِنانة ِ مُومس ٌ= وأستقْبِلت ْ بالورد ِ والحناء ِ
بالت ْ على تلك َ الوجوه ِ وأهلها= فتبَرَّكوا من ْ شخّة ِ الشقراء ِ
وتَبَرَّزَت ْ فوق َ الزعيم ِ وعرشه ِ= فَتَجَشأوا من خرْيَة ِ الحسناء ِ
***


عَجَبا ً.. معابرُ مِصر َ قد فتِحت ْ=لِموتانا ولم تُفتح ْ إلى الأحياء ِ
شكرا ً لكم ، فلْتَقطعوا عنا الهواء َ=لِتَضْمنوا التَوريث َ للأبـناء ِ
أوليس َ في أرض ِ الكنانة ِ خالد ٌ=لِيُريحَنا من هذه ِ الحرْباء ِ ؟
مـَوت ٌ على موت ٍ يجوب ُ بيوتَنا=مُتَربِّصا ً .. يجثو بكل ِّ فِناء ِ
فلْتَشربوا نخب َ الضحايا بعدما=أشعلتم ُ النيران َ في أحشائي
ولْتشربوا نَخْب َ الذين تَفَحَّموا=في موقد ٍ جِئتُم به لـِشوائي
إن كان طعـْني مِن عدوي ِّ قاتِلا ً=فأشد ُّ منه ُ خيانة ُ الشركاء ِ
***


يا غزة ُ الشَّماء ُ موتي حُرة ً =لا تَنـشُدي نَصْرا ً من الجبناء ِ
فأولاء ِ أرباع ُ الرجال ِ وأصبحوا= يتسابقون َ إلى اللواط ِ أولاء ِ
كَرَزايُنا في الظَّهر ِ يطعنُنا ،= يبُث ُّ سمومه السوداء َ في الأجواء ِ
كَرَزاي ُ يَرقص ُ للمذابح ِ فَرْحة =ً ليعود َ في صُرماية ِ الأعداء
يا معشر َ الأبطال ِ ألف تحية ٍ=لا تأبهوا لِخطابة ِ الخُطباء ِ
أنتم صحابة ُ عَصْرنا فلتُنقذونا=من زمان ِ الذل ِّ والإخصاء ِ
أنتم صَحابتُنا وتاج ُ رؤوسنا=ومنارة ُ الأموات ِ والأحياء ِ
تتفجر ُ الأحلام ُ من قبضاتكم=وعدا ً .. يُبدد ُ حلْكة َ الظلماء ِ
لا تعبأوا لعصابة ٍ مأجورة ٍ=باعت ْ أديم َ الأرض ِ للغُرباء ِ
ظلوا على شرُفاتنا فَبِدونكم=صارت بلاد ُ العُرْب ِ وكر َ إماء ِ
مـِن أين أبدأ بالعَزاء ِ تُرى ؟= وغزة ُ كلُها صارت بيوت َ عزاء ِ
نبكي دما ً .. وعزاؤنا في أنهم= شهداء ُ عند َالله ِ في العلياء ِ
***


تف ٍّ على هذي العروش ِ وأهلها=وعلى اللحى وشوارب ِ الزعماء ِ
سأقيء ُ فوق وجوهِكم ورؤوسِكم=وأصُب ُّ من فوق ِ الجيوش ِخَرائي
هذي بنادقُنا لكم .. فَلَرُبَّما=ردَّت ْ إلى الخِصْيان ِ بعض َ حَياء ِ
***وبالله التوفيق،،،