آفة القوة إستضعاف الخصم * بين العرب واسرائيل.



محمد خلف الرشدان
tahanir@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16


أن تكون قويا" وتملك الوسائل والامكانات فهذا شيئ رائع يحسدك عليه الآخرون ، ويتمنون أن يكونوا مثلك في القوة ، لأنها طبيعة الإنسان ، ولكن أن تستخدم هذه القوة في التعالي على الآخرين ودون إعارتهم أي اهتمام مع استصغار شأنهم والحط من كرامتهم فهذا خطأ قاتل ستندم عليه يوما" اذ سينقلب السحر على الساحر وعلى نفسها جنت براقش ، إن ما ينطبق على الأفراد ينطبق تماما" على الدول فحياة الدول شبيهة بحياة الانسان .
قال الشاعر لا تحقرن صغيرا" في مخاصمة ** إن البعوضة تدمي مقلة الأسد

إن من آفة القوة إستضعاف الخصم والنظر اليه بإزدراء ، وهذا ما نلاحظه لدى الكيان الإسرائيلي الغاصب ونظرته للدول العربية وجيوشها الجرارة و المليئة بالغرور والتعالي بل واحتقارا" لكل العرب وبدون استثناء وذلك لمبدأ القوة الساحقة الذي تملكه إسرائيل ، في مقابل ضعف العرب وخوارهم لعدم وجود الإرادة السياسية لديهم في مقارعة العدو،ولتفرقهم وتشتتهم .

ولقد بلغ من ضعف العرب ما جعل عديدا" من المسئولين الصهاينة يصفون العرب بأقذع الأوصاف وأشنعها اذ اعتبروا أن العربي الجيد هو العربي ... الميت وأن العرب عبارة عن حشرات يجب إبادتها وأن العرب عبارة عن صراصير يجب سحقها .. وأن العرب جميعهم كذابون منافقون فاسدون الخ هذه الأوصاف التي لو وصف بها شعب الواق واق لهاج وماج وثأر لكرامته واستردها بعزة وكبرياء وشموخ ، ولكن العرب جمطوها تحت سوط الذل والخزي والهوان ،ومن يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام * فقد استمرأوا الذل حتى صار الذ ل ديدنهم ، وركنوا وأخلدوا إلى الأرض ، ورضوا بالعار والشنار لقلة حيلتهم وعجزهم أمام عدوهم القوي اسرائيل .

ولقد بلغ من قوة اسرائيل وصلفها وغرورها وعربدتها واستضعافها للعرب حدا" جعلها تضرب العرب وبقسوة وبدون رحمة أوشفقة أين ومتى وكيف شاءت ولا تخشى أحدا" وما على العرب فعله هو تلقي هذه الضربات والاكتفاء برفع الأكف والدعاء على اسرائيل بأن يهلكها الله ويجعلها غنيمة للمسلمين وهذا دأبنا منذ ستون عاما" وما هذه إلا حيلة العاجز الذي لا حول له ولا قوة .

اسرائيل تصول وتجول في بلاد العرب وتقتل وتهدم البيوت وتهجر وترتكب المجازر والمذابح ، وتنتهك حرمات وأعراض العرب وتحتل أرضهم ومقدساتهم وتراثهم ، والعرب أشبه ما يكونوا بالمخدرين ، وانهم من شدة ضعفهم في كل شيئ يقتصرون دائما" على ردود أفعالهم بعد كل جريمة ومذبحة ومجزرة بالشجب والاستنكار والادانة لأنهم لا يملكون غيرها في قوامسيهم، ويستنجدون بالعالم كي يحميهم من فتك وبطش اسرائيل ، ويطلبون من أمريكا بل ويتوسلون أن ترحمهم وتلجم اسرائيل وترفع يدها عنهم وهم يعلمون أن القاضي هو الجاني ، وأن أميركا هي اسرائيل والعكس صحيح ، واذا كان القاضي خصيمك فلمن تشكوا أمرك .

الأسرى المصريون في حرب عام1967 والذي تقول الصحف والروايات أن عددهم خمسة عشر ألفا" ، قام الجيش الاسرائيلي بعد أسرهم بذبحهم كالخراف ومنهم من قام بربطهم وقتلهم بالجملة تحت جنازير الدبابات ، وقد أعلن الإسرائيليون ذلك قبل سنتين دون خوف أو وجل ، وما زال العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء القاهرة ( العكس )، أي إهانة هذه وأي إذلال وأي إنحطاط في العزيمة والكرامة والقيادة . من يثأر لهؤلأ الشهداء المظلومين ؟؟؟؟؟؟؟؟

بينما في المقابل نرى اسرائيل وهي تشن حربا" مدمرة على لبنان في تموز 2006م من اجل جنديين اسرائيليين أسيرين لدى حزب الله ، والذي من المتوقع تسلمهما هذا الاسبوع وهما ميتان ، وكذلك تشن حربا" شعواء منذ سنتين على حركة حماس وقطاع غزة بالكامل من أجل جندي اسرائيلي واحد هو العريف شاليط والذي أسرته حماس قبل عامين .

إنني أعتقد جازماً وخلال هذا العام 2008 أن تقوم إسرائيل بشن حرب شاملة على قطاع غزة من أجل فك أسر الجندي شاليط وكذلك محاولتها إسقاط حماس كهدف معلن فشتان ما بين العرب واسرائيل ومابين العرب وبقية شعوب العالم الحرة التي تحترم إنسانها وتدافع عنه في الملمات ، ويحق لنا أن نتسائل ، لماذا وصلنا نحن العرب إلى هذا الدرك الحضيض من الذل والهوان .

الجيش الإسرائيلي يملك نظاما" قل نظيره في عالمنا وهو نظام الإخلاء والإنقاذ ، فهو يستميت في إخلاء قتلاه وجرحاه بأسرع ما يمكن برا" وبحرا" وجوا" وكذلك إنقاذ آلياته المعطلة والمدمرة في أرض المعركة حتى ولو كلفه خسائر إضافية مقابل أن لا يترك له جنديا" واحدا" في الميدان ، ونادرا" ما يترك جريحا" أو آلية ، لأن هذا الأمر يتعلق بالمعنويات لكل الجيش الإسرائيلي وللتقاليد العسكرية العريقة التي يتبعها فالجندي الإسرائيلي يقاتل وهو يعلم علم اليقين بأنه إذا قتل أو جرح فإنه لن يبقى في أرض المعركة ليداس عليه أو لينزف حتى الموت .

أما حالنا نحن العرب فإنها لا تسر البال ولا تجبر الخاطر وتثير في النفس الأسى والحزن واللوعة على هذا الواقع المزري ، فكم تركنا من مئات من الضباط والجنود في ميادين القتال وكم تركنا من المعدات والآليات في أرض المعركة مما دفع العدو الإسرائيلي لتشكيل ألوية وكتائب منها لتعود وتقاتلنا من جديد ، وكم تركنا من الأسرى ولم نعثر بعد على مئات المفقودين من جنود العرب والذين لا يعرف مصيرهم لغاية اليوم أهم شهداء عند الله أم أسرى تتكتم عليهم اسرائيل الباغية لتستخدمهم ورقة مساومة واستغلال لظروف طارئة قد تحتاجها يوما ما .

العربي الذي ولد عام النكبة 1948م أصبح اليوم عمره 60 عاما" ، فماذا بقي له من العمر وهو يرى الحال من سيئ الى أسوأ وعاش عمره من هزيمة الى هزيمة فتحطم قبل أن تحطمه إسرائيل وهزم قبل أن تهزمه اسرائيل ولسان حاله يقول إن بطن الأرض خير من ظهرها .

وهل حقا" ينطبق علينا الحال كما هتف اليهود بقيادة موشي دايان وزير دفاعهم المقبور بعد إحتلال القدس عام 1967 وفي باحة الأقصى هتفوا وباللغة العربية | محّمد مات وخلّف بنات | وحطّوا المشمش ع التفاح دين محمد ولىّ وراح - فمتى يأتي اليوم الذي نحن العرب نغني به
حطوا التين ع الرمان فلسطين عادت والقرآن - حطوا الهيل ع القهوة اسرائيل زالت والكعبة

موّال : إحنا العرب وحدة واحدة تفرج وتشوف وصار العز والنصر حليف ديارنا يا بوي يابوي
إحنا العرب لا قلنا فعلنا وانتصرنا وهذي فعلانا وياويل اللي عادينا .
من القدس أنا بحييكوا وبكرة من حيفا بناديكوا ومن عكا راح أغنيلكوا ولا تنسوا تل
أبيب بتستنى فيكوا واحنا على الوعد الله محيكوا قولو لكل الربع إحنا منكو وفيكو .