السلام عليكم ورحمة الله:
إلى كل متشدّق بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة أقول :
كفاكم ضحكا على أنفسكم أوّلا وعلى هذه الشعوب المبتلاة ثانيا ، عن أية أمّة تتحدّثون ؟ أوليست الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة هي نفسها الأمة التي شهدت وتشهد ذلّها وهوانها منذ عام 1948؟
أليست هي نفس الأمة التي وقفت متفرّجة على ماحصل في جنوب لبنان؟
هل نسيت هذه الأمة الواحدة أن الرسالة الخالدة تتطلب مواقف لتطبيق مضامين تلك الرسالة الخالدة إن وجدت؟
أين كانت هذه الأمة من صبرا وشاتيلا، وقانا، والنجف والفلوجة والسودان والصومال وأخير وليس اخرا ، أين هي مما يجري في غزة؟ أم أن رسالتها الخالدة ووحدتها لا تتضمّن هذه الأسماء في قواميسها؟
لست معنيّا بحزب البعث اللذي حكم العراق ردحا من الزمن فأرجعه قرونا إلى الوراء ، ولا بما يسمّى الأحزاب الإسلامية التي تسلّمت السلطة بعده فنسيت كل شيء وعملت المستحيل لتحافظ على سلطاتها بينما الشعب العراقي بقي يعيش في الظلام والفقر بكل أنواعه، ولن أدافع عن أي نظام عربي حاكم لهذه الشعوب المضطهدة من أقصى خارطة الوطن العربي إلى أقصاها ، لكنّني أعوّل على الشعوب الحرّة أن تقف في يوم من الأيّام لتقول كلمتها ، وترمي بهؤلاء إلى المزابل مع علمي أنّ المزابل تعاف أمثالهم .
أما من أحبّ أن يستمع إلى اسطوانة الوحدة والرسالة الخالدة فليهنأ بما يحبّ ، وأسأل الله أن يحشره مع من أحبّ ، لكن رجائي منهم جميعا أن يتذكّروا وقوفنا أمام الله ليسألنا عمّا عملناه وقلناه وكتبناه ، وأن نفكّر في أجوبتنا أمامه سبحانه وتعالى.
( كنتم خير أمّة أخرجت للناس) بداية لاية عظيمة في القران الكريم تصف الأمة كما يجب أن تكون ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وهي لا تتحدّث عن أمّة عاش فيها النبي صلوات الله وسلامه عليه، ,وإنما ترسم منهجا واضح المعالم لخير الأمم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينتهيان بمجرّد الحض على الصلاة والزكاة أو النهي عن شرب الخمر والموبقات ، إنما يكونان برفض الباطل ونصرة الحق وأهله أيها السادة ، ولا أظنّ أنّ فينا من سيزعم أن الأمة ( عربية أو إسلامية ) من خلال قادتها قد فعلت ما تستحق عليه أن تحترم أو يخشى جانبها ، ولذلك لا أرى ملامة على عدوّنا في غيّه وعدوانه ،بل وأتوقّع منه المزيد إذا مرّت أحداث غزّة هذه المرّة كما سابقاتها في لبنان والعراق ، فالرسالة التي ترسلها الأمة إلى أعدائها في كل اعتداء وجريمة هي نفسها ( اضربونا بكل قوتكم ، واسمحوا لنا أن ندينكم ونستنكر أعمالكم مع قليل من الشجب إذا سمحتم !!!!!)
ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ...
والتحية والإحترام أولا لمن نخالفه الرأي ، وثانيا لكل الأحبة في واتا .
المفضلات