أخي الشاعر المفلق نذير طيار
هذه والله قصيدة أثبتت لي أنك شاعر فحل لا تعييك القوافي ولا يصعب عليك اقتناص الكلمات التي تناسب الوزن ، فهنيئا لك كلمتك الجزلة التي بلغ من شدة حرصي على أن تتسنم مقعدها بين الروائع أني وددت أن ألفت نظرك إلى ثلاث هنات آمل أن تتداركها بالتعديل:
أما الهنة الأولى فجعلك العروض ينتهي بمتحرك في قولك ( يقفزُ )، وحق العروض هنا أن ينتهي بحرف ساكن . فلو قلت مثلا : (يغتدي) لكانت ربما أقرب إلى المعنى المقصود وجنبت الكلام أن ينزلق في النبطية.
وأما الثانية فقولك في القافية ( يوحى ) فخرجت بواو المد إلى النوع المردف بين أبيات غير مردفة القافية، ثم إنه يغتفر لك استخدام كلمة (أوحى) في قافية بيت آخر ، فمع أن الواو هنا تعتبر من الناحية الصوتية صوتا نصف علة إلا أن كثيرا من الشعراء قد عاملوها معاملة الصوت الصامت أما العروضيون فيعدون ذلك من عيوب القافية يسمى سناد الردف، ولو اجتمعت هذه القافية المردفة بنصف الصامت مع الأخرى بصوت المد فإنهم يسمون العيب سناد الحذو .
وأما الثالثة فقولك في أحد الأبيات ( وبانيا ) فجاءت التفعيلة على وزن ( مفاعلن) بزحاف يسمى الوقص وهو كما ترى تحس الغريزة بثقله ، فلو جعلت الكلمة (يا بانيا)
لا سيما وأنك جئت بمثل ذلك في قولك ( يا ناضحا ) ولم تقل ( وناضحا ) .
ولا تتصور أن هذه الملاحظات تؤثر على روعة القصيدة وجزالة بنائها ،
ولك تحياتي،،،