فتح ومسألة ضياع الوطنية
التمس عذراً من الاخ أبو علي شاهين علني اقتبست أحد عناوين مقالاته النارية التشرذمية ذات البعد التدميري لكل بارقة أمل تتوالد على الساحة الفلسطينية لتملئ فراغ ما تركه الأخرين من قيم وأهداف ومبادئ وخاصة أن فلسطين لم تولي أحداً عليها ولم تكن يوماً ما مكتوبة في سجلات الطابو على تجربة معينة أو ملك أو مجموعة من الأبوات أساؤوا فهم حركة التاريخ وأضروا بالتجربة وبالشعب وبالمبادئ وبالاخلاق .
لا أدري كيف أبو علي شاهين وبعملية حقد أعمى وبعملية شخصنة قام بوضع منشيتات عريضة لها لتصبح عناوين مهلكة وكأن من قاموا على حماس لا ينحدروا من النسل الفلسطيني وكأن فلسطين كما قلت هي مملوكة لاقطاعية الأبوات .
وإذا ما كانت هناك تجربة قام بها أبناء الشعب الفلسطيني ولم تقبل بما صنعه الأبوات تعني أن تلك التجربة هي مخلة وحاقدة .
عموماً لا اعلم يوماً أي من رجالات حماس أساء استخدام موقعه في سلوك مشين ضد عائلات الشهداء أو الجرحى أو حتى الجنود ، والفساد الاخلاقي هو بداية الفساد الوطني بل هو احد العوامل المبرمجة للدخول في مرحلة الانهيار الوطني والفساد الوطني والضياع الوطني .
في تفسير عامل القوة لا يمكن أن تكون هناك قوة لها قاعدة وجود ونقطة عمل ونقطة انتشار ولا يمكن للقوة أن تسببها عوامل ضعيفة وإلا تصبح قوة مهتزة مرتعشة بنيانها وقواعدها لا تحتمل قوى القص ومظاهره .
إذا ً حماس لم تكن منفصلة يوماً ما عن التجربة وعن عمقها واي ايجابياتها وعن سلبياتها وان استندت حماس إلى منبعها الفكري حركة الاخوان المسلمين وما هو المضر في أن تكون حماس هي طليعة للشعب الفلسطيني بدلا ً من قوة متهاوية دب فيها الفساد وأكلت ابنائها وأكلت شهدائها وأكلت مبادئها واهدافها واخلاقها لتصبح تلك القوة التي تسمى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح فارغة مفرغة حتى من تجربتها .
الوطنية وقبولها بمرحلة الأخذ والرد المرحلي لا تعني الاستسلام ولا تعني الاصغاء السلبي لما يقوله العدو .
الانتشار له قواعده وأساسيات السلامة فيه وهو الاقتناع والاقناع بالواقع وبمكامن القوة والضعف لدى الشعب والأخذ بالأمراض التي وضعتها التجارب السابقة ووضع العلاجات اللازمة لها فإذا كانت العلاجات هي القيم فكيف تكون تلك القوى مفسدة وكيف حققت الانتشار .
السيد أبو علي شاهين ينكر على الشعب الفلسطيني ذكائه وثقافته وسرعة بديهته ، السيد أبو علي شاهين في هجومه الكاسح على حماس يعتقد أن الشعب الفلسطيني لا يمتلك أي من وسائل التحليل والاستقراء وهذه مشكلة أبو علي شاهين ، أليس أبو علي شاهين ورئيسه القابع في كنتون المقاطعة وتحت الحراسة الصهيونية والامريكية شهد بأن الانتخابات التشريعية كانت صادقة ولا تلاعب بها ، أبو علي شاهين في مقالته المعنونة بعنوان ( حماس وجريمة الضياع الوطني) يدين نفسه ويدين تياره أكثر مما يدين الأخرين ففي كل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه وهذه هي الاستنتاجات الأولية وردات الفعل من الشعب الفلسطيني تجاه مقال حاقد لا ينصف التجربة الفلسطينية بكل تنوعاتها .
محطة من محطات الحاقد أبو علي شاهين في تلك المقالة تتحدث على أن حماس قد استجلبت الصهاينة لتدمير غزة ولا أدري أي مصلحة لحماس التي تقيم أحلامها ومشاريعها واستراتيجيتها على صمود قطاع غزة في تدمير هذا القطاع وهل هذا القطاع هو من جزر أندونيسيا أم هو قطعة فلسطينية تعيش عليها مركبات فكرية وسياسية مختلفة وان كانت حماس تحوز على الاغلبية كفكر وكفصيل ، لا ادري أبو علي شاهين في هذا المقال الحاقد هل حذى حذو أولمرت وأفخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ليعيد تكرار الاسطوانة المشروخة التي كررتها وسائل الاعلام والشخصيات الصهيونية بأن حماس هي سبب التدمير للقطاع وهي سبب الحملة الهمجية التي شنت على الاطفال والنساء يفتقر أبو علي شاهين للتحليل السياسي واستخدام مفاهيم الصراع ان كانت تكتيكية أو استراتيجية من مسببات للهجوم وأهداف كانت مطروحة لقطف ثمارها من القوى السياسية في غزة ، ربما أبو علي شاهين فقد هذا الاحساس لأنه تنازل عن كل شيء حتى عن ورقة التوت هو وتيار اوسلو الذي لم يبقى لديه شيء ليقدمه للتجربة الوطنية ولا للمشروع الوطني ، من الذي احدث الانهيار للمشروع الوطني .
حركة فتح عندما انطلقت كانت تحمل فكر التحرير والعودة وكان الطموح للشعب الفلسطيني وإذ بهذا الطموح يتهاوى تحت تصرفات وممارسات الأبوات والبرامج الهلامية التي خدعوا فيها الشعب بأكمله وأول من خدع بأطروحة الأبوات المرحلية هم كوادر حركة فتح قبل أبناء الشعب الفلسطيني ، تحطمت آمال الشعب الفلسطيني في العودة وفي التحرير عندما قبلت حركة فتح بأوسلو وركضت وراء أطروحات العدو الصهيوني من ما يسمى السلام وخارطة الطريق وأنابوليس التي اعترفت لفني أنها كانت مجرد استهلاك للوقت وهاهي القدس في ظل أوسلو والسلام العاهر تهود في ظل صمت أوسلوي على يقوى على الحركة وفي ظل صمت عربي ، عندما قيل أن القدس عاصمة الثقافة العربية كم دولة عربية حضرت لهذه العاصفة 6 دول فقط وهذا مؤثر ثقافي من مؤثرات أوسلو .
من الذي أهدر المشروع الوطني أحماس التي أهدرت أم قوى الفساد التي سيطرت على القرار في حركة فتح وأقصت المناضلين من صفوفها ومازال العبث مستمراً ومازالت التصفيات مستمرة ألم يخجل أبو علي شاهين وينتبه للمثل القائل " اللي بيته من زجاج لا يحدف الناس بالطوب "، ربما أبو علي شاهين يتناقض فكريا ً مع حركة الاخوان المسلمين ولكننا الآن في مرحلة تحرر وطني التي تنكر لها أبو علي شاهين وأمثاله وربما مقالته هذه المراد منها وضع حسن تقديم حسن النية أمام الأبوات الكبار في رام الله واللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الحركي فنحن نعلم أن أبو علي شاهين غير مرغوب فيه من قبل محاور متعددة في فتح أوسلو فهل يقدم أبو علي شاهين مقالته هذه وحقده هذا لغرض في نفس يعقوب ؟؟ ، نقول للسيد أبو علي شاهين أن من تعرفهم والذين يعملون ضدكم ليلا ً نهار في فتح أوسلو سيضحكوا كثيرا ً وكثيراً على سذاجتكم وبيع أوراقكم دفعة واحدة فالتيار الخبيث واللوبي في فتح أوسلو ورام الله لم يحققوا لكم أحلامكم لا في لجنة مركزية ولا في مجلس ثوري فالدولارات الأمريكية والرواتب والنثريات لهذه الاطارات محجوزة مقدما ً لدول اقليمية وغربية فبكي على نفسك مقدماً ولان أوراقك مستهلكة ولا داعي أن تنفث حقدك تجاه من رفعوا السلاح ويدفعوا ضريبة الدم من اجل الوطن هم وباقي فصائل المقاومة .
ولا تنتظر يا سيد أبو علي شاهين أن تعود فلسطين من مؤتمر أنابوليس أو شرم الشيخ او من الرباعية ، فلسطين لن تعود على طبق من ذهب هذا إذا كنتم تتذكرون فلسطين وتتذكرون أصولكم التي تنحدر من فئة اللاجئين.
بقلم/ سميح خلف
المفضلات