آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مؤتمر بيروت ردا على محاولات الفتنة بين المسلمين

  1. #1
    بريد واتا
    زائر

    افتراضي مؤتمر بيروت ردا على محاولات الفتنة بين المسلمين

    مؤتمر بيروت ردا على محاولات الفتنة بين المسلمين:
    تأكيد على تجنب جعل التناقضات جسر تعبر عليه المخططات الاستعمارية
    *الرئيس الحص: الاديان رسالات توحد على قيم سامية مشتركة
    *الرئيس كرامي: ما يجري على الساحة العربية يصب في مصلحة اسرائيل
    *المفتي قبلان: اين هي الممارسة الحقيقية لما جاء به الاسلام
    *النائب رعد: لبنان والعالم العربي والاسلامي يتعرضان لتهديد استعماري
    *ارسلان: لبنان هو وطن لبنيه وليس للحاكمين
    *شاتيلا: لنجعل من هذا المؤتمر اللبنة لإقامة السد العالي بوجه الفتنة

    وطنية - 11/1/2007 - عقدت لجنة متابعة مؤتمر بيروت مؤتمرا تحت عنوان "مؤتمر اسلامي موحد" ردا على محاولات الوقيعة والفتنة بين المسلمين، وتعزيزا لمسيرة السلم الاهلي، ورفض التحركات المعادية لوحدة المسلمين ووحدة الوطن، وذلك في الخامسة عصر اليوم، في فندق السفير - الروشة.
    حضر المؤتمر رؤساء حكومات سابقون وشخصيات سياسية ودينية وفاعليات اسلامية وممثلو احزاب وجمعيات اهلية.
    بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم، فالنشيد الوطني.

    شاتيلا
    وألقى رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا كلمة قال فيها: "التزاما بقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" و "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، واستنادا للأحاديث الشريفة "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" و "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، وانطلاقا من القاعدة الاسلامية بإثابة المجتهد المخطىء ومضاعفة الأجر للمجتهد المصيب، والتزاما بقوله تعالى "الفتنة أشد من القتل" و "انما المؤمنون اخوة"، واستجابة لنداءات أحرار المسلمين في لبنان الذين يشعرون بالقلق ازاء المحاولات المعادية لشق صفوف المؤمنين. كانت هذه الدعوة من "لجنة متابعة مؤتمر بيروت" لعقد هذا المؤتمر الاسلامي الجامع لتحصين الوحدة من الانقسام.
    مؤتمر اسلامي يستند الى التاريخ الموحد للمسلمين في لبنان، ويجدد الأمل بتعزيز الوحدة الاسلامية وبتعميق الثوابت الوطنية.
    أيها الأخوة والاخوات، أود أن أضع أمامكم بعض الوقائع والحقائق المتصلة بالموضوع:
    أولا:ان أصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهو الاسم الحقيقي لمشروع اسرائيل الكبرى، يسعون الى تصفية كل مواقع الممانعة والصمود والمقاومة في الأمة، لمصلحة هذا المشروع.
    ان أعداءنا الذين يعملون للتطبيع بين المسلمين والصهاينة هم أنفسهم يعملون للقطيعة والوقيعة بين المسلمين.
    ثانيا: ان تاريخ المنطقة الذي شهد صراعات بين سنة وبين السلطة، وصراعات بين شيعة وبين السلطة، لكنه لم يشهد صراعات بين المسلمين على المستوى الشعبي.
    ثالثا: اذا كانت قد حدثت مظالم في التاريخ الاسلامي، فإنه لا يجوز بحال من الأحوال أن تتحمل أوزارها الأجيال المتعاقبة ولا مسؤوليتها ولا نتائجها، لأن ذلك يخالف القاعدة الشرعية "ولا تزر وازرة وزر أخرى".
    رابعا: ان المسلمين اللبنانيين، سنة وشيعة، وبغالبيتهم الساحقة، أهل وسطية واعتدال وانفتاح. وقد كان ولا يزال معظم علمائهم أصحاب دعوة في البلاد العربية والاسلامية، فهم قادرون على التأثير الايجابي دائما أكثر من قدرة آخرين على التأثير السلبي في الساحة الاسلامية اللبنانية.

    إننا إذ ندعو الله تعالى لهداية بعض العلماء والسياسيين الذين تورطوا بإثارة الحساسيات، فإننا نحيي كل العلماء شيعة وسنة وموحدين، وهم الأغلبية الساحقة، الذين تصدوا للمؤامرة وإحباط الفتنة بقلوبهم الشجاعة وعقولهم النيرة.
    كما نسجل اعتزازنا بكل الطلائع المؤمنة بالاسلام الواحد على قاعدة "قوة المسلمين بوحدتهم".



    النائب رعد
    وقال النائب رعد:"ان مؤتمركم اليوم إذ ينعقد في ظروف دقيقة ومصيرية تعيشها أمتنا العربية والاسلامية وتتعرض فيه لأشرس وأخطر استهداف أجنبي استعماري لا يريد فقط السيطرة على بلادنا وثرواتنا، وإنما يتجاوز ذلك لإلغاء هويتنا وثقافتنا وقيمنا الانسانية والاخلاقية والاجتماعية واستبدالها بثقافته وقيمه ونظم حياته القائمة على نزعات التسلط والاستعلاء والتمييز بين البشر وفقا لمعايير زئبقية تتبدل بتبدل مصالحه على حساب مصالح الشعوب والأمم الأخرى.
    وان بث الفرقة والانقسام وإثارة الفتن وإشاعة البغضاء والأحقاد في نفوس أبناء أمتنا هي من أبرز وأكثر الأساليب التي استخدمها أعداؤنا من المستعمرين الأجانب لإضعاف جبهتنا وتمزيق وحدتنا حتى يتسنى لهم تحقيق ما يريدونه من السيطرة علينا وإخضاعنا والتحكم بمصيرنا ومستقبلنا.
    ولطالما كان افتقاد المسلمين والشعوب المهددة لاستراتيجيات سياسية واضحة ومحددة، عاملا سلبيا يستفيد منه المستعمرون والأعداء للنفاذ بيسر الى تحقيق أطماعهم وتنفيذ مشاريعهم في ظل غفلة من الأمة أو الشعب حينا، أو في ظل إرباك ناشىء عن عدم استعداد للمواجهة، أو عدم وضوح الأولويات، أو الانشغال في ملاحقة هموم أو مطالب جزئية تصرف أصحابها عن التصدي للخطر الأساس".
    اضاف النائب رعد "ان لبنان والعالم العربي والاسلامي يتعرضان لتهديد استراتيجي استعماري متماد، والادارة الاميركية التي تتصرف باستعلاء وطاغوتية تجاه شعوب ودول العالم، تواصل هجمتها المنهجية في هذه المرحلة لتقضي على بقية الممانعة والمقاومة في منطقتنا عبر استغفال الأنظمة أو الضغط على أكثرها واستفراد دولة تلو الأخرى واستحداث نزاعات داخلية أو اقليمية، مذهبية أو طائفية أو عرض لصرف إمكانات الأمة وقدراتها في غير الاتجاه الصحيح، بهدف استنزافها واضعافها وتسهيل إخضاعها.
    وأكاذيب الشعارات الاميركية عن الديمقراطية والاصلاح والتطوير والتنمية وحقوق الانسان هي عدة الشغل الجاهزة للتحريض وإثارة المشاكل وبث الفتن وافتعال الخصومات وتغذية الخلافات والأحقاد.
    وهذه الأكاذيب استخدمت وتستخدم لصرف اهتمام الأمة ودول المنطقة عن مخاطر الاحتلال الصهيوني لفلسطين أو التقليل من شأنها والتمهيد لمناخات التطبيع والاعتراف وإعادة تشكيل المنطقة بما يتلاءم مع حفظ أمن ومصالح الكيان العنصري على حساب أمن ومصالح الأمة وبلدانها.
    وإننا في لبنان كمقاومين متمسكين بهويتنا الحضارية ومدركين لخطر محاولات فرض الوصايات الاستعمارية على بلدنا، نعلم أن اليد الاميركية أساسا هي وراء ما تتعرض له المقاومة من استهداف صهيوني أو طعن خلفي".
    وقال النائب رعد "نرى ان لبنان المقاوم الذي هزم الاحتلال الصهيوني ودحره في حرب تموز العدوانية الأخيرة، قد أصاب المشروع الاميركي للسيطرة على لبنان بنكسة كبيرة. ولذلك استنفر الاميركيون كل ما لديهم من أساليب وأدوات ورفعوا منسوب غيرتهم على بلد لطالما أسهموا في تدميره وتهجير قسم كبير من أبنائه وذلك عبر دعم حليفهم الاستراتيجي اسرائيل وتغطية اعتداءاته وحمايته سياسيا واقتصاديا وتزويده بكل أسلحة القتل والتدمير.

    وان أي تصوير للخلاف السياسي القائم بين المعارضة والسلطة على أنه خلاف مذهبي أو طائفي هو مجاف للحقيقة، فضلا عن أنه وقوع عن قصد أو غير قصد في فخ الاميركيين وحلفائهم الاسرائيليين الذين يريدون دفع الخلاف الى التخريب فيما نحرص جميعا أن يحفزنا الخلاف لتصحيح السياسات الحاكمة وتعزيز الاستقرار في بلدنا وتكريس استقلاليتنا وسيادتنا والتحرر من الارتهان والوصاية والاملاءات والشروط والتبعية لأي محور اقليمي أو دولي.
    وهذا هو ما نريده من حكومة الشراكة الحقيقية والوحدة الوطنية، ليطمئن الجميع الى انه يعيش في وطن يشارك في رسم سياساته، بدل أن يشعروا أنهم في ساحة لا علاقة لهم بقراراتها وسياساتها.
    وإذ تطالب المعارضة بقانون انتخاب تمثيلي صحيح فلأنها تريد مشاركة الجميع في القرار الوطني، بدل استفراد البعض واستئثاره على حساب شركائه المهمشين في البلد الواحد.
    ان المعارضة وبكل اختصار لا تطلب إلا التزام نصوص الدستور وبنود ميثاق الوفاق الوطني اللبناني".
    وختم انائب رعد :"ان صديق عدونا ليس صديقا لنا، فكيف إذا كان مدعيا الصداقة لنا، هم حلفاء استراتيجيون لعدونا وهم حماته ورعاة سياساته وإرهابه واعتداءاته.
    ان التصرف وكأن الاميركيين لا يريدون إلا الخير للبنان هو غباء أو استغباء للبنانيين، وان التصرف وكأن الدول التي تدعي صداقتنا هي رهن اشارتنا وتتحرك من أجل مصلحتنا فحسب، هو عبث وتخل عن المسؤولية.
    ونحن مدعوون جميعا لتحمل مسؤولياتنا الوطنية والقومية والانسانية بجدارة لننقذ وطننا ونصون سيادتنا ونحمي حريتنا واستقلالنا.

    أرسلان
    وقال رئيس الحزب الديمقراطي النائب السابق طلال ارسلان :"بعد كل الويلات التي مرت على لبنان, وخصوصا على إمتداد سنوات الحرب وما تخللها من إجتياحات أسرائيلية وصل أحدها عام 1982 الى قلب عاصمتنا الحبيبة بيروت... بيروت أم الشرائع... بعد كل هذه الويلات بات من المعيب على أي لبناني أن ينقاد الى حلبة العصبيات المذهبية التي لن تؤدي إلا الى الإجهاز على لبنان, مهما زينوا لها, ومهما وضعوا لها من تبريرات. فلا شيء يبرر أقدامنا على تدمير أنفسنا".
    اضاف ارسلان"من الواضح تماما أن المؤامرة الدولية الراهنة, والتي تحمل عنوان الفوضى الخلاقة, والتي يجري تنفيذها في العراق, يريدون تعميمها على المنطقة بأكملها. وللبنان موقع أولي فيها.
    والملفت للنظر هذه المرة أن المخطط يقضي بإشعال فتنة سنية شيعية. وعلى هامش الفتنة التي يراد لها أولا أن تجهز على الأخضر واليابس يتم تصفية الوجود المسيحي.
    مطلوب, صهيونيا, القضاء نهائيا على الوجود المسيحي في الشرق من منطلق الإنتقام العقائدي أولا ومن ثم لقطع هذا الجسر التاريخي الذي يوصل الشرق مع الغرب الأوروبي وذلك على هامش عملية التشويه المنهجي لصورة إسلامنا في العالم.
    ومنذ سقوط بغداد, قبل حوالي الأربع سنوات, ونحن نلاحظ سباقا ما بين المقاومة والحرب الأهلية. والسباق مستمر, وهو على أشده.
    وهنا, أستميحكم عذرا فأدعوكم الى العودة بالذاكرة الى أواسط نيسان من العام الماضي. فعلى أثر مفاوضات أجراها وزير خارجيتنا مع زملائه في الإتحلد الأوروبي, فاجأنا هؤلاء ببيان يتحدثون فيه عن دعمهم لما أسموه ب"الحوار الوطني اللبناني الذي يدور ما بين السنة والشيعة".
    لم تكن هذه الإلتفاتة بريئة... أبدا. لم تكن بريئة. فالإتجاه العام يقول بضرورة التركيز المنهجي على إشعال الفتنة داخل الأسرة الإسلامية.
    المعادلة هي كالآتي:
    تحريك العصبيات المذهبية وتسعيرها وصولا الى التفجير.
    ومن جهة أخرى, إن أي خطاب أو تصرف أو سلوك يصب في إتجاه تحريك العصبيات يشكل إسهاما في الفتنة. والله عز وجل إعتبر أن الفتنة أشد من القتل.
    فأيا تكن الخلافات السياسية فإنها لا تجيز إطلاقا الإسهام في إشعال الفتنة.
    فالفتنة عمل منكر دينيا وفعل خيانة وطنيا.
    وكما تحرك مشروع الفتنة في موازاة المقاومة في العراق, تحرك المشروع نفسه في موازاة الصمود الأسطوري والإنتصار الالهي الذي حققه لبنان الصامد, المتألق بمقاومته في وجه أعتى جيوش المنطقة: جيش اسرائيل.
    بالفعل, إن العدوان الخماسي الذي تعرض له لبنان وضم الى جانب إسرائيل كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومجموعة دول الأعراب , يدل على خوف الأعراب من أن يمحى العار عن جبين الأمة.
    لكن, هم لهم حساباتهم ولقوى الحياة حساباتهم.
    أولا: أن الإسلام لا يمكن أن يقبل الفتنة أو أن يتعايش معها لأنه بذلك يكون قد نحر نفسه ونقض وجوده من الأساس. فالمشاركة في الفتنة خروج كامل عن الإسلام.
    ثانيا: أن المشاركة في إثارة الفتنة التحاق فعلي بالمشروع الصهيوني.
    لذا, كان من الطبيعي للقوى والمرجعيات الإسلامية أن تتمسك بالسلم الأهلي, وبحماية المقاومة, وبرفض كل شكل من أشكال الفتنة بدءا بتلك التي تتمثل اليوم بإنتهاك الدستور والميثاق الوطني على يد نقابة الجريمة المنظمة والطغمة المتحكمة بمقدرات الدولة والتبعة سياسيا وعضويا لما يشبه "كونسورسيوم" الوصايات الأجنبية التي يشكل الإسرائيليون عمودها الفقري".
    وختم ارسلان:"إن المعارضة اللبنانية, بهمة الوطنيين الأصليين , مثابرة على درب الصمود والإنقاذ والتحرير, بثقة بالنفس, لتحقيق أهدافها بالكامل.

    حموي
    وألقى كلمة الرئيس سليم الحص الدكتور أمير حموي، وجاء فيها: "يعاني لبنان آفتين متلازمتين: الطائفية والفساد. وفي حالات كثيرة تبدو الآفتان مترافقتين. عندما تنحدر الممارسة الفئوية الى درك الانحياز الاعمى لاناس دون سواهم، او الايذاء للغير عمدا او الابتزاز المادي طلبا لكسب حرام، تغدو الطائفية مرادفة للفساد، لا بل من صلبه. هذا اذا اعتمدنا مفهوما للفساد يشمل كل تجاوز على القانون او الاعراف او القيم الاخلاقية والاجتماعية والانسانية المتعارف عليها.

    وتغدو الطائفية متراسا للفساد عندما يحتمي بها الفاسدون المفسدون في المجتمع في سبيل التهرب من يد العدالة او القانون، والتفلت من طوق آليات المساءلة والمحاسبة.

    ففي مجتمع كمجتمعنا تستشري فيه آفة الطائفية، يتعذر عمليا اخضاع وجهاء القوم وسادتهم لاي ملاحقة جدية على مخالفات يرتكبونها اذ تصور ادانة اي زعيم كأنها ادانة لطائفته وقومه جميعا. هكذا يسلم وجهاء القوم من الملاحقة فتغدو العدالة انتقائية مقتصرة على عامة الناس دون النخبة، علما بأن العدالة والانتقائية ضدان لا تلتقيان، بمعنى ان العدالة الانتقائية هي صنو اللاعدالة.

    الطائفية نقيض كثير من القيم الاجتماعية والحضارية والانسانية التي تمجدها المجتمعات العصرية الراقية. هكذا تعتبر الطائفية ظاهرة تخلف في اي مجتمع. وما يقال عن الطائفية على هذا الصعيد يقال مثله، وأكثر، عن المذهبية. فالطائفية ظاهرة تتميز بين البشر بناء على انتمائهم الديني. من ذلك التمييز بين مسلم ومسيحي في الحقوق والواجبات. اما المذهبية فظاهرة تتميز بين البشر بناء على انتمائهم المذهبي في اطار الدين الواحد في الحقوق والواجبات. من ذلك التمييز بين السنة والشيعة والدروز من المسلمين، او التمييز بين الموارنة والروم الكاثوليك والروم الارثوذكس من المسيحيين. ويمكن ان يكون التمييز عنصريا او اثنيا كما بين العرب والاكراد والبربر والارمن على سبيل المثال.

    مجتمعنا اللبناني مجتمع تعددي، بمعنى انه يكتنف فئات متباينة الانتماءات تتعايش في ظل نظام توافقي. سمة الحياة العامة في لبنان عيش مشترك يعبر عنه بصيغ سياسية واجتماعية تكفل الوحدة الوطنية في بيئة تعددية متنوعة. ولبنان ليس فريدا في هذه الخصوصية، فاكثر المجتمعات في العالم تقوم على التعددية، حيث تتعايش جماعات من مشارب فئوية مختلفة، طائفية ومذهبية واثنية. واكثرها عبرت في تاريخها بمراحل سادها تمييز طائفي او مذهبي او إثني. وبعضها ما زال يعاني مثل هذا التمييز.

    الوحدة الوطنية في لبنان تعبر عن حال استقرار في تعايش الفئات المتباينة، في ما يعرف بالعيش المشترك. قام الوطن اللبناني منذ الاستقلال على صيغة معينة للعيش المشترك، الا ان التجارب اظهرت ان تلك الصيغ لم تكن مستقرة.
    فكانت ازمة وطنية دامية عام 1958 على خلفية صراع اقليمي دولي، فكان حلف بغداد بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في جانب، وكان تحالف عدم الانحياز، ومن ضمنه الحركة الناصرية في الجانب الاخر. واستعيدت بعد ذلك حال العيش المشترك تحت شعار لا غالب ولا مغلوب.

    واهتز استقرار العيش المشترك بأزمة حكومية سياسية استمرت بضعة اشهر عام 1969. وتعرض العيش المشترك إلى زلزال عنيف على امتداد خمسة عشر عاما، ما بين
    1975 و1990. وانتهت الأزمة الدامية بصيغة جديدة للعيش المشترك تمخض عنها اتفاق الطائف عام 1989، وكانت السمة العامة للاتفاق مبدأ لا غالب ولا مغلوب مجددا. وتعرض العيش المشترك لتحد كبير بصدور القرار 1559 عن مجلس الامن الدولي الذي قضى بخروج القوات السورية من لبنان وتجريد التنظيمات المسلحة من سلاحها. فبقي الجانب المتعلق بالسلاح عالقا جراء استمرار وجود المقاومة للاحتلال الاسرائيلي لارض لبنانية.

    وعمق الخلاف السائد تمديد ولاية رئيس الجمهورية، وازدادت الازمة شدة باغتيال المغفور له الرئيس رفيق الحريري. واخيرا بالحرب الضارية التي شنتها اسرائيل على لبنان خلال صيف العام 2006. وما زال لبنان يعيش حال تحد عنيف للعيش المشترك حتى هذه اللحظة، وبلغت هذه الحال ذروة جديدة بانسحاب فريق وازن من الحكومة.

    ترافقت هذه التطورات مع اشتداد حال الفرز المذهبي بين سنة وشيعة. والواضح ان حال الفرز هذه جاءت نتاجا لعوامل خارجية فعلت فعلها ليس في لبنان وحده، بل في العراق قبلة وفي فلسطين بالتزامن معه. ما كان العراق يعرف التمايز المذهبي قبل احتلال اميركا للعراق. لذا القول إن هذا الفرز الذي آل الى مشروع فتنة مذهبية عنيفة، كان صنع الاحتلال. وكذلك في لبنان، حيث التماتيز المذهبي لم يذر قرنه الا بعدما وقع هذا البلد الصغير تحت المظلة الاميركية أخيرا.

    ولم يعد خافيا ان المذهبية، في العراق كما في لبنان، هي سبيل الدولة العظمى لاشاعة الفوضى في الشرق الاوسط، وهي تسمي الفوضى بناءة وخلاقة لانها، في تصور الادارة الاميركية، على ما يبدو، توصل الى تحقيق المشروع الاميركي المسمى شرق اوسط كبيرا او جديدا، مبنيا على لم كيانات عربية مفتنة فئويا، فتقع المنطقة تحت الهيمنة الاسرائيلية من حيث ان الكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد في المنطقة الذي سيبقى صامدا موحدا.

    علينا ان ندرك كل هذه الحقائق وكل هذه المخاطر كي نتمكن من تجاوز هذه الازمة الخطيرة جدا التي ما فتئنا نواجه منذ نحو السنتين، لا بل كي نخرج من هذه الازمة بعيش مشترك متجدد، اي بتوطيد اركان الوحخدة الوطنية التي من دونها لن يبقى لبنان الوطن.

    للاسف الشديد يشعر اللبنانيون بأنهم يعيشون حال انفعالات فئوية جامحة. وهناك بين قادة الرأي في لبنان من يغذون هذه الحال، ويركبون الموجه الفئوية المدمرة بدفع من الخارج. قدرنا ان نحارب هذه الحال بكل ما أوتينا من امكانات. هكذا فقط نحصن مصيرنا الوطني وندرأ عن المنطقة تداعيات ازمتنا المدمرة.

    اننا من دعاة المذهبية والطائفية براء. ونحن من دعاة تنمية مفهوم المواطنة اللبنانية وروحيتها. شتان بين الدين والطائفية، الاديان رسالات توحد على قيم سامية مشتركة. اما الطائفية فعصبية تفرق اذ يحاول المتسلحون بالفئوية الى الغاء واحدهم الآخر فيقع الصدام المدمر. انا مسلم مؤمن والحمد لله، ولكنني مناوىء للطائفية والمذهبية كليا بعون الله".

    المفتي قبلان
    من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان: "آمل في أن تكون كل المؤتمرات، وكل الاجتماعات، وكل المناسبات التي نلتقي خلالها، لا سيما منها ما له علاقة بالوحدة بين المسلمين، وبكل ما له علاقة بوحدة الصف، ووحدة الكلمة، ان على الصعيد الوطني او على الصعيد الطائفي، وما الى ذلك من عناوين وشعارات وعبارات،
    اسمحوا لي بان اقول عنها بكل اسف انها اصبحت فارغة من كل مضمون، لا معنى لها ولا قيمة، بل حرام ثم حرام ان نستمر في غش الناس وتضليلهم، والتحدث عن مواضيع ليست موجودة على ارض الواقع، ولا تمارس في الشكل المطلوب، ولا هي تتقاطع مع كل ما أمر به الاسلام، وحضنا عليه رسول الله (ص)، فالواقع شيء وما نعلنه ايها الاخوة ونخاطب به الناس شيء آخر".

    أضاف: "الاسلام شيء والمسلمون شيء آخر. بكل أسف، الاسلام مسيرة حياة، دين ودنيا. الاسلام نظام وانضباط، وعدل ومساواة. الاسلام حرية، الاسلام تسامح، الاسلام اخوة، الاسلام تعاون على البر، وامر بالمعروف ونهي عن المنكر، الاسلام حق ضد الباطل، رحمة، تآخ، تواصل، تعارف وتآلف.
    رسول الله (ص) يقول: "المسلم اخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه" وقال ايضا (ص): "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
    اين هو المسلم الحقيقي الذي يلتزم ويحفظ ما قاله رسول الله (ص)، قد نحفظ جميعا ولكن اين هو التطبيق؟ اين هي الممارسة الحقيقية لما جاء به الاسلام واوصى به رسول الله(ص)؟".

    الرئيس كرامي
    كلمة الرئيس عمر كرامي ألقاها الدكتور خلدون الشريف فقال:"أيها السادة، أيها الأخوة، أيها اللبنانيون المناضلون من أجل دول المواطنية والشراكة والعيش الواحد، نواجه اليوم، وبعد 40 يوما على بدء التحرك الشعبي والسياسي للمعارضة، أغرب وأعجب وأسوأ سلطة شهدها لبنان في تاريخه الحديث.
    هذه المجموعة الحاكمة ونوابها وقبضياتها ووسائل إعلامها، تجندوا جميعا للدفاع عن مصالحهم وارتباطاتهم وأوهامهم، متوسلين الممنوع والمحرم على المستوى الوطني معرضين البلد والمجتمع لمخاطر تهدد الكيان من أساسه.
    وسأحصر كلامي ببعض العناوين الأساسية التي تشكل مظهر الصراع الداخلي الدائر.
    ولعل أهم العناوين على الاطلاق التي أود التحدث عنها هي الفتنة:
    فقد تحولت الفتنة سلاحا بحد ذاته، فدأب من دأب على تغذيتها، ظانا أنه بذلك يمارس ضغوطا، فإذا به يكتشف أن هذا السلاح هو نار يمكن أن تمتد من الأقصى الى الأقصى، آخذة في طريقها كل الأوضاع اللبنانية والعربية والاسلامية القلقة والمستضعفة.
    ليس هناك من فتنة تدجن وتستعمل غب الطلب، ليس بالامكان تحييد أي طائفة أو مجموعة أو حتى ساحة من الفتنة ولن ينأى من لهيبها لا أقلية ولأ أكثرية لا بالمعنى الطائفي ولا بالمعنى السياسي المحلي. ولا بالمعنى الاقليمي. نحن من موقعنا مستعدون لبذل الغالي والرخيص من أجل منعها لأنها لا يمكن أن تصب في مصلحة أحد".
    اضاف:"نحن مسلمو لبنان رموز الاعتدال ورموز العيش الواحد والوحدة الوطنية ورموز العروبة الحقة. نحن نعتبر أن كل ما يجري على الساحة العربية من العراق الى لبنان هو مشروع واحد، رسامه واحد، منفذه واحد، ويصب في مصلحة الكيان الطائفي الوحيد في المنطقة وهو اسرائيل، وإلا كيف نفسر اتهام حركة حماس في فلسطين كونها الجناح الشيعي هناك من أجل إعطاء معنى مذهبيا للصراع السياسي الدائر في فلسطين المحتلة.
    من هنا، ومن على هذا المنبر، أود أن أضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية التي إن لم يتحلوا بها يكونون كمن يلعب بالنار التي ستصيب كل البلد بكامل مكوناته.
    العنوان الثاني: المشاركة: أيها السادة، نحن لسنا هواة مشاركة في السلطة، وتاريخنا يؤكد أننا لا نتمسك بسلطة حين نشعر ان الوطن مهدد بوجوده، ولا تعني لنا المناصب إلا بما يرضي الله ويرضي الناس. ولكننا نشعر اليوم أن الاستئثار بالحكم في لبنان واستبعاد المعارضة عن إدارة شؤون هذا البلد بات أمرا مقصودا، وان الغاية منه عزل المعارضة والاستفراد بمكوناته مع استعمال كل الوسائل غير المشروعة لذلك، وهذا ما يدفعنا الى الالحاح في المشاركة حفاظا على التنوع السياسي اللبناني وحماية للنسيج اللبناني من التحلل.
    العنوان الثالث: المحكمة الدولية: إن أحدا في لبنان لا يمكنه إلا أن يؤيد محاكمة قتلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، هذا أمر مبتوت، ولكن أحدا في لبنان لا يمكن أن يوافق أن تتحول المحكمة أداة للاقتصاص من المعارضة ومن أي كان عن غير وجه حق.
    ان نظام المحكمة ذات الطابع الدولي وهو الأول من نوعه في الكون فيه من الثغرات ما يثير الكثير من التساؤل والهواجس.
    نحن نريد نظاما للمحكمة يفصل على نحو يخدم العدالة التي ننشدها ولا يكتنفه غموض أو عناوين فضفاضة ولا يتحول تحت أي ظرف كان الى أداة ابتزاز على أشخاص يشكلون الآن أو في الغد خصوما سياسيين لأطراف محلية أو اقليمية أو دولية.
    لدينا الكثير من الملاحظات القانونية على نظام المحكمة ذات الطابع الدولي وهي ملاحظات تؤكد أننا حريصون كل الحرص على معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن وكنتيجة طبيعية لعدم ثقتنا بالفريق الحاكم طالبنا ونطالب بالمشاركة لصياغة ملاحظاتنا والعمل سوية لأجل تظهير هذه الحقيقة.
    العنوان الرابع: باريس-3: إننا بداية نتقدم بالشكر والامتنان لكل من منح ويمنح لبنان سنتا واحدا لأننا ندرك تمام الادراك أن الوضع المالي والاقتصادي في لبنان بحاجة لكل مؤازرة ودعم، لكننا نتساءل هل الفريق الذي أوصل لبنان الى مديونية تتجاوز 42 مليار دولار والحبل على الجرار نتساءل هل يؤتمن على أموال جديدة، خصوصا ان السيناريو يعاد بذاته والتجربة بالخصخصة لا تزال طعمتها تحت أضراسنا.
    أيها الاخوة أربعون يوما من الاعتصام حققت للمعارضة الكثير من التقدم ونقاط القوة، فحين بدأنا هددونا بالرصاص والعصي والسكاكين، وصوروا لكل العالم أننا دون الأقلية عددا، فإذا بتجمع 10 كانون الأول الأكثر حشدا في تاريخ لبنان يطيح بهم كأكثرية أمام الرأي العام العالمي.
    قلنا بمبدأ المشاركة فردوا بالاستئثار، ولكنهم يتساءلون ونسألهم كيف يستطيعون تنفيذ تعهداتهم أمام دول العالم وكيف يستطيعون تحويل هذه التعهدات الى مشاريع قوانين.

    الداعية يكن
    والقى الداعية فتحي يكن كلمة دعا فيها الى التوحد والوحدة، وقال: اود ان اتحدث عما يشاع عن الفتنة والمذهبية لاقول لماذا الان الفتنة المذهبية؟ لماذا الان الكلام عن السنية والشيعية، وليس قبل ذلك، لابد ان نربط الامور بعضها ببعض، لماذا لم نسمع خلال33 يوما مضت في شهر تموز لم نسمع كلمة واحدة تعزف على قيثارة الفتنة المذهبية، كان الشارع العربي والعواصم السنية تشهد مسيرات مليونية وهي سنية، ولم تتنازل عن سنيتها وترفع شعارها وهي تحيي المقاومة وابطالها وتدعو الى اسقاط النظم التي اسهمت الى حد كبير باقامة ما سمي باسطورة الدولة التي لا تقهر. كل عواصم القرار العربي السنية كانت ترفع الاصوات مؤيدة المقاومة، ومعروف ان المقاومة وان كان فيها عناصر من غير الطائفة الشيعية، فلآنها الاكبر وقيادتها شيعية، لماذا الان؟اعتقد اننا نستطيع ان نواجه هذه الفتنة المستوردة المصطنعة عبر ادوات منها الادوات المأجورة ومنها الادوات الجاهلة التي لا تعرف الى اين يمكن ان تقودها هذه الفتنة.
    ان المشروع الاميركي هوالذي امتدت يده الى هذا الفتيل التفجيري، وبالرغم مما احدثته الاسلحة الاميركية في العراق لم تردع الشعب العراقي عن المقاومة، لم تستطع هذه الاسلحة ان تركع هذه الامة، ومضت المقاومة في العراق وفي لبنان وفي فلسطين، وتحقق في شهر تموز في لبنان ما لم يتحقق لهذه الامة، ولا اقول منذ العام 1943، انما منذ سقوط الخلافة العثمانية، لم ترتفع للعرب والمسلمين راية، قسمت المنطقة في سايكس- بيكو امارات ومملكات و كل يغني على ليلاه، لم يتحقق اي نصر،الى ان جاء تموز العام 2006، لماذا لم نسمع كلمة سنية وشيعية، وادركوا ان المسلمين ينتصرون بوحدتهم".
    وتطرق الى مشروع الشرق الاوسط الجديد وقال:"فليحترق العراق وسوريا وايران و لبنان وفلسطين وهمهم فقط مشروع الشرق الاوسط الجديد.لابد من كشف بعض الحقائق، منذ 15 يوما كانت تحتشد الساحة الاسلامية والوطنية قرب الازهر لتخرج الى شوارع القاهرة، للمطالبة باسقاط الحكومة اللبنانية ،وقد اقتيدوا الى غياهب السجون، وهذا شأن العواصم العربية، اما هنا في لبنان فحتى حزب الله لم يطالب باسقاط الحكومة بل طالب بحكومة وحدة وطنية".
    اضاف:"ان قرارات المعارضة هي قرارات ذاتية ولا تتلقى املاءات من اي مكان،ان المعارضة احرص على هذا البلد من 14 شباط واحرص على الحكومة.خلال لقائي بالسيد حسن نصر الله كان هناك اتفاق بأن مشروع المقاومة هي صوت الامة، والمشروع المقاوم لم يكن مذهبيا ابدا ولا طائفيا".

    الشيخ شمس الدين
    بعد ذلك القى الشيخ عبد الامير شمس الدين كلمة تطرق خلالها الى المقاومة ودورها ودور الجيش اللبناني الباسل الذي كان متعاونا متآخيا من اجل وحدة هذا الوطن والمؤسسات الوطنية لتخدم ابناء هذا الوطن دون تمييز.
    وقال: اوجه كلمتي اولا الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا ، اللبنانيين والمسلمين الذين يهمهم بقاء لبنان حرا عزيزا مستقلا، ووطنا سيدا لجميع ابنائه، بأن يعملوا معا وباخلاص للقضاء على الفتنة، هذه الفتنة التي يسعى عبدة اهوائهم، وهم يعلمون انهم بمواقفهم يعملون ضد مصالح وطنهم ولكنهم يصرون على هذا، يمكنني ان اقول عن هؤلاء انهم يبيعون آخرتهم، هؤلاء الذين يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم بالتعاون مع اعداء الخارج بتأكيد الفتنة، كما اوجه كلمتي الى رجال الدين، وفي الاسلام لا يوجد رجال دين، بل كل المسلمين هم رجال دين، كمااوجه كلامي الى جميع الطوائف ان يقوموا بواجبهم باطفاء نار الفتنة التي يحاول تأجيجها اعداء الاسلام.
    اضاف:"من الضرروري ايجاد المساعي الايجابية لبعث روح الاخوة بين المواطنين، واوجه ندائي الى علماء الدين وطلبة العلوم الدينية لاذكرهم بقول الله تعالى:"الفتنة اشد من القتل".

    الشيخ الزين
    ثم القى كلمة تجمع العلماء المسلمين الشيخ احمد الزين الذي وقف عند بعض النقاط:

    الاولى: ان المشروع الصهيوني الاميركي لا ينحصر في لبنان بل يعم المنطقة، وما يجري في لبنان هو حلقة من حلقات هذا المشروع.
    الثاني :ان هذا المشروع بعد ان فعل ما فعل في العراق وقبله في افغانستان مرورا بفلسطين، وصل الامر الينا في لبنان وتبين هذاالمشروع في المعركة العسكرية في شهر تموز الفائت، وقد حقق لبنان بجميع طوائفه، لبنان الوطن ، لبنان بمقاومته الاسلامية الوطنية انتصارا كبيرا على المشروع الاميركي الصهيوني، وعندما فشل هذا المشروع من الناحية العسكرية من النيل من لبنان المقاوم، لجأ الى الناحية السياسية الاجتماعية كما نرى ونراه متسلحا بسلاح الفتنة المذهبية والطائفية، هذه الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة هي احد الاساليب التي يستخدمها المشروع الصهيوني الاميركي بوجه لبنان الوطن، فنحن جميعا نواجه هذه الفتنة.
    الثالثة: لمواجهة هذه الفتنة يجب التركيز على الوحدة بكل قوة بين السنة والشيعة اولا وبين المسلمين والمسيحيين ثانيا.
    رابعا:ان الحرب العسكرية والسياسية كانت تهدف الى ضرب المقاومة وتمهيد الطريق امام السياسة الاميركية وامام المشروع الاسرائيلي لضرب المقاومة ونزع سلاحها، لهذا نحن نصر على بقاء المقاومة وعلى ابقاء سلاحها حماية للبنان وحماية كل ذرة من تراب الوطن.
    خامسا:اتمنى على هذاالمؤتمر بجميع اعضائه، لمواجهة هذه المشكلة، ان يقوموا باتصالات مع جميع الفرقاء مع المعارضة ومع السلطة من اجل حماية لبنان، وعلى حماية المقاومة وعلى درء الفتنة المذهبية، و لنرى عندها من سيعارض هذا الامر، ولهذا يجب اجراء الاتصالات وليتقوا الله في اعراضنا واموالنا وفي وطننا لبنان .

    مشروع الوثيقة
    وختاما تلا شاتيلا مشروع وثيقة الثوابت الاسلامية والوطنية الصادرة عن المؤتمر الاسلامي الموحد وقد جاء فيها:
    ايمانا والتزاما برسالة الاسلام العظيم، رسالة الحرية والتوحيد والعدالة، رسالة التآخي والرحمة والسماحة، رسالة الانفتاح والنور والحضارة.

    واستنادا الى امر الله تعالى: "انما المؤمنون اخوة" وان الرحمة المتبادلة هي ركيزة العلاقة المتبادلة في ما بينهم على قاعدة الايمان بالله الرحمن الرحيم خالق السموات والارض ومنزل القرآن الكريم لهداية الانسانية الى الحق وخير البشرية.

    ويقينا منا بأن الرسالة الاسلامية مؤسسة على عقيدة التوحيد "ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون". والهادفة الى توحيد الكلمة والموقف: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".

    وادراكا بأن هذه الوحدة تسمح بتنوع الاجتهادات بين الفقهاء على قاعدة "اثابة المجتهد المخطىء ومضاعفة الاجر للمجتهد المصيب" مما جعل التنوع نعمة للامة ورحمة ولم يشكل يوما اختلافا في ظل الالتزام بادب الاختلاف:"اختلاف امتي رحمة. وانما منع الله اختلافا هو سبب الفساد". لكن المشاكل تأزمت نتيجة التعصب الفئوي وسيادة نهج خاطىء غلب الفروع على الاساسيات ويستجيب بذلك لدعاة الفتنة المتربصين بالامة والمدركين حقيقة ان قوتها في وحدتها: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
    وتمسكا بفتوى الامام الاكبر شيخ الازهر المرحوم محمود شلتوت القاضية باعتبار المذهب الجعفري احد المذاهب الاسلامية التي يجوز التعبد بها والعمل بمقتضاها لتتكامل مذاهب الفقهاء.

    واستشعارا بمخاطر التآمر الصهيوني والاستعماري الرامي الى تفجير الفتن بين ابناء الايمان الواحد بغية تمرير المخططات الاستعمارية الصهيونية التي تستهدف وجود الامة وهويتها ومصالح المسلمين العليا وتقسيم كياناتهم الوطنية لمصلحة مشروع الشرق الاوسط الكبير ومضمونه مشروع اسرائيل الكبرى.
    والتزاما بمواجهة ظواهر الفتنة التي تبرز في بعض الساحات ويسعى متآمرون الى اشعالها خدمة لمآرب معادية للاسلام والمسلمين ووحدة الاوطان، متجاهلين كلام الله سبحانه " والفتنة اشد من القتل" وقول الرسول الاكرم "ص" كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله".

    يتعاهد المجتمعون في " المؤتمر الاسلامي الموحد" على هذا البيان - الوثيقة، والالتزام بجملة الثوابت الاسلامية والوطنية الآتية:

    -اولا: ان المسلمين في لبنان والوطن العربي، وعلى امتداد العالم الاسلامي ابناء دين واحد، ومهامهم الاولى هي: الدفاع عن عقيدتهم ووجودهم وهويتهم، وحماية الوحدة الوطنية في اقطارهم، والتمسك بكل ما يوحد ونبذ كل ما يفرق، ونصرة قضاياهم العادلة في التحرر والتوحد والتقدم، واعتبار هذه القيم معيارا في كل علاقاتهم الدولية وفق مبدأ "نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا".



    -ثانيا: ان العدو الرئيس للمسلمين هو من يستهدف وجودهم وهويتهم وارضهم، وبالتحديد العدو الصهيوني والاستعماري الذي حاول ان يخضعهم لسلطانه عبر مخططات تنوعت في وسائلها وكان اخرها مشروع الشرق الاوسط الكبير واستنادا الى التوجه الالهي الذي يأمر المسلمين بان يكونوا اشداء على اعدائهم رحماء في ما بينهم، والتزاما بمواجهة هذا المشروع الاستعماري واستهدافاته التمزيقية بين المسلمين دولا وشعوبا ومذاهب، فاننا نؤكد ضرورة وحدة الصف والكلمة في اطر وآليات تغلب روح الاخوة على عقلية العداء، وتلتزم باحقاق الحق والعدل بين الجميع، وتتجنب الانجرار الى ما يستهدفه اعداء الامة في جعل التناقضات بين المسلمين جسرا تعبر عليه المخططات الاستعمارية والصهيونية التي تستهدف الجميع.

    -ثالثا: ان المسلمين في لبنان هم ركيزة وحدة لبنان الوطنية والكيانية وقدرتهم على اداء هذا الدور التوحيدي مرهونة بوحدة كلمتهم القائمة عل التزام جميع الاطراف الاسلامية الدينية والسياسية والاجتماعية والشعبية بالثوابت الوطنية في طليعتها التمسك بدستور الطائف وثوابته الوطنية والتشبث بوحدة لبنان الكاملة وهويته العربية المستقلة وتحرره الكامل من اسرائيل والوصاية الاجنبية والحرص على العيش المشترك في دولة ديمقراطية عادلة لا تكون تحت اي ظرف من الظروف مقرا او ممرا لاي مخطط اجنبي يستهدف محيطه العربي وكياناته وشعوبه وتتاكد فيها المساواة بالمواطنية ونظام فصل السلطات وتعاونها

    ويرفض المجتمعون سيادة اي مذهب او طائفة او فئة على الاخرين عملا بقاعدة كل لبنان لكل اللبنانيين بدون تمييز وبدون وصاية خارجية من اي مصدر كان

    -رابعا: يجدد المجتمعون التزامهم بتحصين الساحة الاسلامية من كل المؤثرات السلبية الخارجية التي تمس وحدة المسلمين واللبنانيين وهم اذ يدينون اية محاولة يقوم بها طرف اسلامي او غير اسلامي للاستقواء بقوى خارجية ضد اطراف اخرى يؤكدون عزمهم على ان تكون الساحة الاسلامية اللبنانية مثالا للساحات الاسلامية الاخرى في التوحد والتاخي بدلا من ان تكون ساحة تنعكس عليها العصبيات الفئوية وصراعاتها.

    -خامسا: يؤكد المجتمعون حرصهم على ابراز الوجه الحضاري المشرق للاسلام جوهرا ومسلكا بالتمسك بجوهر الدين بدون افراط او تفرط وادانة مناهج التكفير العشوائي والغلو والتعصب الاعمى والتطرف من اي مصدر اتى مع التاكيد على نهج الوسطية والاعتدال.

    -سادسا: يرى المجتمعون ان الوضع المذهبي دخل في خطوط المحرمات الكبرى وبدانا نفقد ادب النقد لندخل في الاساءة للاخرين في كلمات الاساءة لصحابة الرسول صلى الله عليهم وسلم واهل بيته الكرام عليهم السلام واصبحنا نشهد واقعا من التخلف تحرسه زعامات لا تحمل الاخلاص للامة ولا التزام الاسلام ولا تتطلع الى مصلحته العليا بل الى مصالحها وارتباطاتها.

    لذلك يناشد المجتمعون العلماء من السنة والشيعة ان يشرعوا في التصدي لهذا الواقع ليس على مستوى تحريمه بالكلمة فحسب بل على مستوى الحركة التي تحاصره في خطوطه الميدانية.

    -سابعا: استنادا الى المبادىء الواردة اعلاه فاننا نتوجه بالدعوة الى علماء الدين وخطباء المساجد والقوى السياسية والفعاليات المجتمعية لتكون وحدة المسلمين رائدهم ومواجهة دعاة الفتنة والانقسام والتمزق ديدنهم ونبذ اي شعار او توجه يستهدف ايذاء اي فئة من ابناء الوطن الواحد والايمان الواحد ويتنافى مع القيم والاخلاق الاسلامية او يتناقض مع الثوابت الوطنية فوحدة المسلمين هي الدرع الواقي من مؤامرات تقسيم الصفوف بغية اخضاع الجميع لمخططات معادية وهي السبيل لاحباط مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يتوسل اشعال فتن طائفية ومذهبية لتمزيق سبعة اقطار عربية واعادة رسم خرائط الننطقة بما يخدم مصالح الاستعمار ةالصهيونية.

    -ثامنا:يدعو المجتمعون الى تشكيل لجنة تقريب بين المذاهب الاسلامية في لبنان تتفاعل وتتكامل مع اللجان المماثلة في الاقطار العربية والاسلامية.

    -تاسعا: تتشكل لجنة من المؤتر لمتابعة تنفيذ التوصيات.





    لمزيد من المعلومات عن مركز الحوار

    http://www.alhewar.com

    -------------------------------------------------
    AL-HEWAR CENTER
    مركز الحوار العربي
    MAILING ADDRESS: P.O. Box 2104, Vienna, Virginia 22180 - U.S.A.
    Telephone: (703) 281-6277
    E-mail:
    alhewar@alhewar.com


    مركز الحوار بحاجة إلى دعمكم ..
    يمكنكم الإشتراك في الحوار ودعم المركز من خلال
    الدخول الى موقع الحوارعلى الانترنت
    For Subscription in Al-Hewar Center Click Here for Arabic Coupon

    http://www.alhewar.com/ArabicCoupon.htm


    Now you can pay for your subscription to Al-Hewar Center or
    Al-Hewar Magazine with a credit card (using PayPal):
    http://www.alhewar.com/support.html

    ==================================================
    _____________________________________________


  2. #2
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    هذا كلام العقلاء والعلماء وأصحاب العقول المتفتحة الواعية.
    وإني لأتساءل ببراءة, لماذا يتفاعل بعض الأعضاء بحماس منقطع النظير مع الكتابات التكفيرية المليئة بالسب والشتم, ويتخلفون عن الكتابات الجامعة الوحدوية, المجسدة للأوامر القرآنية؟؟؟

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    (المؤتمر الاسلامي الموحد) ناشد السنة والشيعة التصدي للفتنة وشكل لجنة تقريب بين المذاهب في الدول العربية



    كتب محمد خليل السباعي:
    افتتح المؤتمر الاسلامي الموحد، اعماله امس في فندق (السفير متروبوليتان) في الروشة، بدعوة من لجنة متابعة مؤتمر بيروت والمؤتمر الشعبي اللبناني، بحضور امين سر منبر الوحدة الوطنية الدكتور امير حموي ممثلا الرئيس سليم الحص، والدكتور خلدون الشريف ممثلا الرئيس عمر كرامي، والدكتور عبد الفتاح الخطاب ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب امين شري، والوزراء والنواب السابقين: طلال ارسلان، زاهر الخطيب، عصام نعمان، وئام وهاب، فيصل الداود وعدنان طرابلسي، ونائب رئيس المجلس السياسي في (حزب الله) محمود قماطي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، وشيخ العقل ناصر الدين غريب، بالاضافة الى حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية ووجوه نقابية وعمالية وتربوية واعلامية ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية. بداية الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني وآيات قرآنية، ثم تحدث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا فقال: اود ان اضع امامكم بعض الوقائع والحقائق المتصلة بالموضوع. اولا: ان اصحاب مشروع الشرق الاوسط الكبير، وهو الاسم الحقيقي لمشروع اسرائيل الكبرى، يسعون الى تصفية كل مواقع الممانعة والصمود والمقاومة في الامة، لمصلحة هذا المشروع. ان اعداءنا الذين يعملون لتطبيع بين المسلمين والصهاينة هم انفسهم يعملون للقطيعة والوقيعة بين المسلمين. ثانيا: ان تاريخ المنطقة الذي شهد صراعات بين سنة وبين السلطة، وصراعات بين شيعة وبين السلطة، لكنه لم يشهد صراعات بين المسلمين على المستوى الشعبي.


    ثالثا: اذا كانت قد حدثت مظالم في التاريخ الاسلامي، فانه لا يجوز بحال من الاحوال ان تتحمل اوزارها الاجيال المتعاقبة ولا مسؤوليتها ولا نتائجها، لأن ذلك يخالف القاعدة الشرعية ولا تزر وازرة وزر اخرى.
    رابعا: ان المسلمين اللبنانيين، سنة وشيعة وبغالبيتهم الساحقة، اهل وسطية واعتدال وانفتاح، وقد كان ولا يزال معظم علمائهم اصحاب دعوة في البلاد العربية والاسلامية، فهم قادرون على التأثير الايجابي دائما اكثر من قدرة اخرين على التأثير السلبي في الساحة الاسلامية اللبنانية. (...)
    رعد
    وقال النائب رعد: ان المعارضة اليوم تتحرك ضد سياسات خاطئة يتحمل مسؤوليتها فريق سياسي حاكم يشارك فيه مسؤولون ينتمون الى مذاهب وطوائف متعددة. والمعارضة انما تعترض على سياسات هؤلاء وليس على انتماءاتهم اطلاقا، خصوصا انها هي ايضا تتشكل من اطراف سياسية متعددة لها انتماءات مذهبية وطائفية متعددة، لكنها تلتقي جميعها على رؤية سياسية معارضة لرؤية الفريق الحاكم.
    وان اي تصوير للخلاف السياسي القائم بين المعارضة والسلطة على انه خلاف مذهبي او طائفي هو مجاف للحقيقة فضلا عن انه وقوع عن قصد او غير قصد في فخ الاميركيين وحلفائهم الاسرائيليين الذين يريدون دفع الخلاف الى التخريب فيما نحرص جميعا ان يحفزنا الخلاف لتصحيح السياسات الحاكمة وتعزيز الاستقرار في بلدنا وتكريس استقلاليتنا وسيادتنا والتحرر من الارتهان والوصاية والاملاءات والشروط والتبعية لأي محور اقليمي او دولي.
    وهذا هو ما نريده من حكومة الشراكة الحقيقية والوحدة الوطنية، ليطمئن الجميع انه يعيش في وطن يشارك في رسم سياساته، بدل ان يشعروا انهم في ساحة لا علاقة لهم بقراراتها وسياساتها.
    واذ تطالب المعارضة بقانون انتخاب تمثيلي صحيح فلأنها تريد مشاركة الجميع في القرار الوطني، بدل استفراد البعض واستئثاره على حساب شركائه المهمشين في البلد الواحد.
    ان المعارضة وبكل اختصار لا تطلب الا التزام نصوص الدستور وبنود ميثاق الوفاق الوطني اللبناني.
    وقال ارسلان: (...) لقد كان الشيخ بشارة الخوري يردد باستمرار عبارة تقول: اغتفر كل شيء الا احتقار الدستور. وكان الشيخ بشارة يعرف ما يعنيه بهذا القول الذي لا رغبة لنقابة الجريمة المنظمة في سماعه. انه مرآة ترى فيها عوراتها وما اكثرها من عورات.
    ان الخروج الكامل عن الدستور والميثاق جعل المجموعة المتحكمة في موقع المنتحلة للصفة الحكومية. وهي تظن ان دعم قوى العدوان الخماسي لها هو مصدر شرعيتها ويغنيها عن دعم الشعب اللبناني.
    ان دول العدوان الخماسي تدفع بالمجموعة المنتحلة للصفة الحكومية الى نحر الدولة والانتحار في آن. لكن لبنان هو وطن لبنيه وليس للحاكمين في دول العدوان الخماسي. لذا فان هؤلاء لا يهمهم امر لبناننا وما اذا كان مستقرا او متفجرا او مقتولا. فالاوطان لا يخاف عليها سوى اهلها.
    وقال الدكتور حموي باسم الرئيس الحص (...) اننا من دعاة المذهبية والطائفية براء. ونحن من دعاة تنمية مفهوم المواطنة اللبنانية وروحيتها شتان بين الدين والطائفية، الاديان رسالات توحد على قيم سامية مشتركة، اما الطائفية فعصبية تفرق اذ يحاول المتسلحون بالفئوية الى الغاء واحدهم الاخر فيقع الصدام المدمر. انا مسلم مؤمن والحمد لله ولكنني مناوئ للطائفية والمذهبية كليا بعون الله.
    ثم تحدث المفتي قبلان فقال: نعيش في هذه الايام، ودعائي بل ورجائي الى الجميع بدون استثناء كي يعودوا الى الاسلام.
    وقال المفتي قبلان: ما نعيشه الآن يشير بوضوح الى اننا في الجانب الذي لا يرضي الله ابدا وهذا شيء مؤسف جدا بل يدمي القلوب، فحال المسلمين في كل الاقطار يرثى له، ولا يحتاج الى شرح وتفصيل، فهو بين وواضح، وما نشهده في العراق وفي فلسطين، من قتل واقتتال وفتن بين ابناء الدين الواحد والبلد الواحد، يجعلنا نحس بالاسى ونستشعر كم هي الاخطار داهمة، وتحيط بنا من كل حدب وصوب، وكم هي الاستهدافات كبيرة التي تتهددنا. اقول حذار ثم حذار الفتنة بين المسلمين، وحذار ثم حذار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين. وقانا الله اياها جميعا.
    كرامي
    ثم القى الدكتور الشريف كلمة الرئيس كرامي فتحدث عن 4 عناوين الفتنة والمشاركة والمحكمة الدولية وباريس 3 وقال: ان سلطة من هذا الطراز لن تتورع عن تدمير الهيكل وفق قاعدة (علي وعلى اعدائي يا رب)..
    ان سلطة خارجة عن مسار التاريخ والسياسة والاخلاق مثل هذه هي ميليشيا مقنعة فرزت اللبنانيين. ولن تتردد في الاستثمار المبتذل على خلفية هذا الفرز.
    من هنا، فان دورنا في حركة المعارضة اللبنانية الواسعة، من الصعوبة والاهمية بمكان.. لأن علينا في النهاية ان نحقق التغيير والتوازن على قاعدة حماية الوطن، اي حماية هذه السلطة نفسها من جنونها وحصر مفاعيله في ادنى الخسائر الممكنة.
    نحن (ام الصبي) الحقيقيون.
    ولن يكون انتصارنا، باذن الله، الا انتصارا لكل لبنان، ولكل اللبنانيين، شاء المشعوذون والضالون ام ابوا.
    ثم تحدث رئيس جبهة العمل الاسلامي فتحي يكن: شهدنا منذ 15 يوما حشدا للساحة الاسلامية والوطنية، تطالب باسقاط الحكومة اللبنانية، وهذا يعني بأن هناك مواقع صمود للمشروع الذي يريد ان يركعها، ومن هنا نقول ان المعارضة في لبنان، تأبى ان تكون تابعة لأي فريق عربي او اسلامي، انما قراراتها ذاتية، فالمعارضة احرص على البلد، من جماعة 14 شباط، وهي لا تريد ان تراق نقطة دماء، لأن دماء اللبنانيين امانة في اعناقنا، والفتنة السنية - الشيعية هي اسلحة اميركية.
    ثم تحدث مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ عبد الامير شمس الدين فقال: ان المطلوب من رجال الدين وطلبة العلم، من جميع الطوائف والمذاهب ان يقوموا بواجبهم في اطفاء الفتنة، التي يحاول تأجيجها اعداء الاسلام واعداء لبنان، والعمل على تشجيع كل الاعمال الايجابية التي تعزز التآخي وروح المسار، والابتعاد عما يثير النعرات الطائفية والمذهبية وما يؤدي الى الفتنة.
    ثم تحدث رئيس مجلس الامناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ احمد الزين فقال: اننا ندعو الى الوحدة الوطنية بقوة، اولا بين السنة والشيعة والدروز وصولا الى الوحدة بين المسلمين والمسيحيين ثانيا، مرورا بتحقيق الوحدة الوطنية كاملة في هذا الوطن وشعبه.
    ثم تحدث رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي، عمر غندور فقال: يتكشف يوما بعد يوم، المخطط الخبيث الذي يستهدف المسلمين عامة سنة وشيعة، وتعمل له جهات عصبوية ومخابراتية ومرتزقة لحساب اميركا واسرائيل، ولا يخفى على احد، حجم الاخطار التي تتربص بلبنان من جراء الفتنة التي يروجون لها بين السنة والشيعة، وقد دأبنا في اللقاء الاسلامي الوحدوي وما زلنا نناشد الجميع بالتحلي باليقظة وبالعودة الى كتاب الله وسنة نبيه (ص).. ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فأتقون وفي الحديث: لزوال الدنيا اهون على الله من قتل مسلم. فلا سبيل لخروج الامة من ظلمات الفتنة في لبنان وبلاد العرب والمسلمين، وكف المظالم عن بلادهم ودمائهم الا العودة الى فريضة الجهاد وتعميم ثقافة المقاومة (...)
    البيان الختامي
    وبعد جلسة مغلقة استمرت نصف ساعة، تمت مناقشة البيان الختامي من قبل المشاركين، وصدر بصيغته النهائية وتلا شاتيلا التوصيات الصادرة عن المؤتمر وجاء فيها:
    يتعاهد المجتمعون في المؤتمر الاسلامي الموحد على هذا البيان - الوثيقة، والالتزام بجملة الثوابت الاسلامية والوطنية الآتية:
    اولا: ان المسلمين في لبنان والوطن العربي، وعلى امتداد العالم الاسلامي، ابناء دين واحد، ومهامهم الاولى هي: الدفاع عن عقيدتهم ووجودهم وهويتهم، وحماية الوحد الوطنية في اقطارهم، والتمسك بكل ما يوحد ونبذ كل ما يفرق، ونصرة قضاياهم العادلة في التحرر والتوحد والتقدم، وعبر هذه القيم معيارا في كل علاقاتهم الدولية وفق مبدأ (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا).
    ثانيا: ان العدو الرئيسي للمسلمين هو من يستهدف وجودهم وهويتهم وارضهم، وبالتحديد العدو الصهيوني والاستعماري الذي حاول دائما ان يخضعهم لسلطاته عبر مخططات تنوعت في وسائلها وكان اخرها مشروع الشرق الاوسط الكبير.. واستنادا الى التوجيه الالهي الذي يأمر المسلمين بأن يكونوا اشداء على اعدائهم رحماء في ما بينهم، والتزما بمواجهة هذا المشروع الاستعماري واستهدافاته لتمزيقه بين المسلمين دولا وشعوبا ومذاهب، فاننا نؤكد ضرورة وحدة الصف والكلمة في اطر وآليات تغلب روح الاخوة على عقلية العداء، وتلتزم باخفاق الحق والعدل بين الجميع. ولتجنب الانجرار الى ما يستهدفه اعداء الامة في جعل التناقضات بين المسلمين جسر تعبر عليه المخططات الاستعمارية والصهيونية التي تستهدف الجميع.
    ثالثا: ان المسلمين في لبنان هم ركيزة وحدة لبنان الوطنية والكيانية، وقدرتهم على اداء هذا الدور التوحيدي مرهونة بوحدة كلمتهم القادمة على التزام جميع الاطراف الاسلامية الدينية والسياسية والاجتماعية والشعبية بالثوابت الوطنية وفي طليعتها: التمسك بدستور الطائف وثوابته الوطنية، والتشبث بوحدة لبنان الكاملة وهويته العربية المستقلة، وتحرره الكامل من اسرائيل والوصاية الاجنبية، والحرص على العمل المشترك في دولة ديمقراطية عادلة لا تكون تحت اي ظرف من الظروف مقرا او ممرا لأي مخطط اجنبي يستهدف محيطه العربي وكيانه وشعوبه، وتتأكد فيها المساواة بالمواطنية ونظام فصل السلطات وتعاونها.
    ويرفض المجتمعون سيادة اي مذهب او طائفة او فئة على الاخرين عملا بقاعدة كل لبنان لكل اللبنانيين بدون تمييز وبدون وصاية خارجية من اي مصدر كان.
    رابعا: يجدد المجتمعون التزامهم بتحصين الساحة الاسلامية من كل المؤثرات السلبية الخارجية التي تمس وحدة المسلمين اللبنانيين، وهم اذ يدينون به محاولة يقوم بها طرف اسلامي او غير اسلامي للاستقواء بقوى خارجية ضد اطراف اخرى، يؤكدون عزمهم على ان تكون الساحة الاسلامية اللبنانية مثالا للمباحثات الاسلامية الاخرى في التوحد والتآخي، بدلا من ان تكون ساحة تنعكس عليها العصبيات الفئوية وصراعاتها.
    خامسا: يؤكد المجتمعون حرصهم على ابراز الوجه الحضاري المشرق للاسلام، جوهرا ومسلكا، بالتمسك بجوهر الدين بدون افراط او تفريط، وادانة مناهج التكفير العشوائي والغلو والتعصب الاعمى والتطرف من اي مصدر اتى مع التأكيد على نهج الوسطية والاعتدال.
    سادسا: يرى المجتمعون ان الوضع المذهبي دخل في خطوط المحرمات الكبرى، وبدأنا نفقد ادب النقد لندخل في الاساءة للاخرين في كلمات الاساء لصحابة الرسول صلى الله عليهم وسلم، واهل بيته الكرام عليهم السلام، واصبحنا نشهد واقعا من التخلف تحرسه زعامات لا تحمل الاخلاص للامة ولا التزام الاسلام، ولا تتطلع الى مصلحته العليا، بل الى مصالحها وارتباطاتها.
    لذلك يناشد المجتمعون العلماء من السنة والشيعة ان يشرعوا في التصدي لهذا الواقع، ليس على مستوى تحريمه فحسب، بل على مستوى الحركة التي تحاصره في خطوطه الميدانية.
    سابعا: استنادا الى المبادئ الواردة اعلاه، فاننا نتوجه بالدعوة الى علماء الدين وخطباء المساجد والقوى السياسية والفاعليات المجتمعية لتكون وحدة المسلمين رائدهم، ومواجهة دعاة الفتنة والانقسام والتمزق لبلدهم، ونبذ اي شعار او توجه يستهدف ايذاء اي فئة من ابناء الوطن الواحد والايمان الواحد ويتنافى مع القيم والاخلاق الاسلامية او يتناقض مع الثوابت الوطنية، فوحدة المسلمين هي الدرع الواقي من مؤامرات تقسيم الصفوف بغية اخضاع الجميع لمخططات معادية، وهي السبيل لاحباط مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يتوصل اشعال فتن طائفية ومذهبية لتمزيق سبعة اقطار عربية واعادة رسم خرائط المنطقة بما يخدم مصالح الاستعمار والصهيونية.
    ثامنا: يدعو المجتمعون الى تشكيل لجنة تقريب بين المذاهب الاسلامية في لبنان لتتفاعل وتتكامل مع اللجان المماثلة في الاقطار العربية والاسلامية.
    تاسعا: تتشكل لجنة من المؤتمر لمتابعة تنفيذ التوصيات.


    اطبع المقال

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    هذه صفحة في المنتديات يجدر بنا جميعاً الاطلاع عليها، بغض النظر عن خلفياتنا الثقافية والعقائدية.
    تجمع بين الحكمة والمنطق والفطنة والوعي.

    والسلام عليكم
    عبدالودود

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  5. #5
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    كتابات هادفة ، تلتزم بمباديء الاسلام وقيمه
    لافرق بين الناس الا على اساس التقوى
    والاقتتال القائم بين طوائف من المسلمين لايخدم الا المستعمر
    الذي يسعى الى تفتيت وحدة الشعب الواحد
    لقد عاش المواطنون متعاونين على تراب ارض الوطن
    حتى جاء الاستعمار ففرقهم لئلا يتكاتفوا ضده

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •