قرات هذ المقال بصحيفة الرأى العام لكاتبه امريكيه واردت ان تقراوه معى
دور الولايات المتحدة في دارفور

هل تضاهي دارفور السعودية في النفط ؟!
بقلم: * سارا فلاوندرز*

ترجمة/ محمد رشوان

جاء في بحث أعدته سارا فلاوندرز من مركز الابحاث الدولي تساؤل استهلت به الكاتبة مقالها: (ما الذي يؤجج أوار الحملة التي تجتاح الولايات المتحدة من اجل وقف الابادة الجماعية في دارفور؟) فقد شرعت المنظمات الطلابية الجامعية فجأة في تنظيم الاجتماعات والاسترحامات والنداءات بالتجريد والحرمان. وفي 30 ابريل نظمت مظاهرة في واشنطن دي سي تحت شعار (انقذوا دارفور) وبين الفينة والفينة ترتفع الاصوات بضرورة القيام (بعمل ما). ومناداة (بقوات لحماية النواحي الانسانية) ونشر قوات حفظ السلام في الحال لوقف (التطهير العرقي)، وثمة أصوات أخرى تنادي بإرسال قوات الامم المتحدة او قوات حلف الناتو لوقف (الإبادة الجماعية) واقوال من قبيل (أن لحكومة الولايات المتحدة مسئولية أخلاقية للحيلولة دون حدوث هولوكوست أخرى).

وان ما يثير الغضب هنا هو ما تورده وسائل الإعلام من اغتصاب على نطاق واسع ونشر صور اللاجئين اليائسين. والتهمة التي ظلت توجه هي أن عشرات الآلاف من السكان الأفارقة يلقون حتفهم على أيدي المليشيات العربية التي تشد الحكومة السودانية من أزرها. والسودان مصنف وموسوم بأنه (دولة إرهابية) و(دولة فاشلة) وحتى في المسيرات المناوئة للحرب فان اللافتات التي ترفع تنادي بـ (الخروج من العراق والدخول في دارفور) وحملت صحيفة «نيويورك تايمز» في صفحات كاملة تكراراً لتلك النداءات.

ورُب سؤال يتبادر إلى الاذهان: من يقف وراء هذه الحملة وما هي الاجراءات التي ينادون بها؟

ان نظرة خاطفة لهذه المسيرات ولمناصريها تكشف لنا عن دور اليمين المسيحي الانجليكاني وابرز المجموعات اليهودية. هذه هي العناصر التي تتصدر حملة (انقذوا دارفور).

واوردت صحيفة «جورا سليم بوست» موضوعاً في 27 أبريل تحت عنوان (يهود الولايات المتحدة يتصدرون تخطيط مسيرة انقاذ دارفور)، ووصف المقال دور المنظمات الصهيونية البارزة في تنظيم مسيرة 30 أبريل. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت اعلانا في صفحة كاملة ممهوراً بتوقيعات عدد من المنظمات اليهودية وفي مقدمتها الرابطة اليهودية الامريكية في نيويورك والمجلس اليهودي للشئون العامة.

غير انه لم تكن المجموعات الصهيونية هي وحدها التي وجهت هذا النداء بل كان في مقدمة الدعاة الرابطة الوطنية الانجليكانية والاتحاد الانجليكاني العالمي وغيرهما من المجموعات الدينية التي كانت تمثل أقوى المناصرين لغزو ادارة بوش للعراق.

وفي كنساس نظمت المجموعة الانجليكانية لقاءً تحت شعار (شروق شمس السودان) وساعدت في توفير الحافلات واستضافة المتحدثين وجمعت مبالغ مالية كبيرة ونظمت غداءً حضره زهاء (600) شخص.

ولا يمكن ان يكون كل هذا الذي يحدث مجرد مسيرة مناهضة للحرب أو منادية بالعدالة الاجتماعية. فقد عقد المنظمون اجتماعاً شخصياً مع الرئيس جورج بوش قبيل سويعات من بدء المسيرة حين قال لهم (ارحب بمشاركتكم. ويطيب لي ان أشكر المنظمين لحضورهم هنا).

وكان من المقرر حسب الخطة أن يحتشد قرابة (100000) في المسيرة، غير أن التغطية الاعلامية كانت كريمة حين وصفتها بأنها ضمن (بضعة آلاف) وقدرها بما يتراوح بين (5000) إلى (7000) شخص.

وكان البيض هم اغلبية هؤلاء المتظاهرين. وقد اولت وسائل الاعلام الامريكية اهتماماً لهذه المسيرة فاق المسيرة المناوئة للحرب التي شارك فيها (300000) شخص في مدينة نيويورك في اليوم السابق أو المظاهرات التي ضمت بضعة ملايين في شتى مُدن الولايات المتحدة وتنادي بحقوق المهاجرين، وقد خرجت هذه المسيرة في اليوم التالي، ويُذكر ان سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون ووزير الخارجية السابق كولن باول ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس والجنرال كلارك وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا تحدثوا جميعهم مؤيدين للتدخل في السودان.

هؤلاء هم مهندسو السياسة الامبريالية الذين ما انفكوا يشيرون الى نموذج آخر حين ينادون بالتدخل، ويعنون بذلك الحرب (الإنسانية) في يوغسلافيا التي افضت إلى انشاء ادارة من الولايات المتحدة والامم المتحدة على كوسوفو في اعقاب حملة قصف وغارات جوية واسعة النطاق.

وكان متحف الهولوكوست في واشنطن قد اصدر (التنبيه بالقتل الجماعي) وهذا أول تنبيه من نوعه يصدر عن المتحف. ووقّع (35) من الزعماء المسيحيين الانجليكانيين خطابا الى الرئيس جورج بوش لارسال قوات امريكية لوقف عمليات (الابادة الجماعية) في دارفور.

وقد أعد منهج قومي للطلاب من أجل تعبئة التأييد والدعم على مستوى القاعدة لتدخل الولايات المتحدة في دارفور. وكانت هيومان رايتس ووتش من بين المناصرين لهذه الحملة.

* مركز الأجراء الدولي/ أسسه في الولايات المتحدة المدعي العام السابق رامسي كلارك