الخرطوم: الرأي العام
فُجعت البلاد فى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة برحيل معلم الأجيال ومؤسس مدرسة «الرأي العام» الصحافية الأستاذ إسماعيل العتباني القامة المهنية والوطنية الفارعة، والذاكرة التاريخية المتقدة عن عمر ناهز المائة عام إثر علة لم تمهله طويلاً.
وأسلم الراحل روحه بمستشفى ساهرون التى دخلها الأحد المنصرم وظل بها حتى وافته المنية بعد عمر زاخر بتجارب وطنية راسخة ومسيرة صحافية واعية أسّست لمهنة الصحافة فى السودان عبر مدرسة «الرأي العام» التى أنشاها الراحل فى العام 1945م وظل عطاؤها ممتداً حتى اليوم.
وترك الراحل وصية مكتوبة تمنى فيها أن يصلى عليه بمسجد أب روف، ويدفن بمقابر أحمد شرفي.. وقالت الأسرة أن مراسم التشييع ستتم حسب وصية الراحل في العاشرة من صباح اليوم.
وبرحيل العتباني يفقد السودان ذاكرة وطنية مُؤثرة ودعامة صحافية مُتميزة وضعت بالجهد والفكر اللبنة الأولى للصحافة وتمكّنت من إحداث اختراقات واضحة فى مسيرة العمل المهني التى كان الراحل أحد دعاماتها الأساسية.
وقد عرف الراحل إلى جانب ريادته فى مهنة الصحافة بلعب دور وطني متميز جعله واحداً من أربعة جاءوا من مدني بفكرة مؤتمر الخريجين التى أشعلت شرارة الاستقلال.
وظل الراحل يواصل كتاباته الصحافية بـ «الرأي العام» حتى وقت قريب ويسهم بآرائه كمرجع تاريخي وقلم صاحب تجربة وطنية جعلته من أهل الحل والعقد فى التعــاطي مع الشأن الوطني.
وتحتسب أسرة مؤسسة الرأي العام الفقيد الراحل وتسأل الله أن ينزل عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقاً، وأن يلهمنا وأهله ومجايليه وتلامذته وعارفي فضله الصبر وحسن العزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون.
المفضلات