Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 61

الموضوع: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    Thumbs up هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟
    هل يستطيع أن يتحكم بها كما قد يتحكم بالأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول وغيرها؟
    وكيف لنا أن نتبث ذلك تجريبيا؟


    باسم الله الرحمان الرحيم

    لكي يفهم القارئ البسيط مغزى سؤالي أبدأ موضوعي بتعريف مبسط للدوبامين:
    ينكب بعض العلماء على دراسة مادة كيميائية تشبه الهرمون تسمي "دوبامين" Dopamin، وتعتبر هذه المادة المحرك الأساسي لحالات السرور الإنساني. ومن المعروف أن السيال العصبي ينتقل بين الخلايا العصبية في المخ التي يزيد عددها عن 100 مليار خلية عن طريق مواد كيماوية ناقلة....
    فالدوبامين هو من النواقل العصبية التي تعمل في الدماغ, ويعتبر مسئول عن نقل الإشارات العصبية من خلية لأخرى, وبذلك يساعد على ضبط الحركة والتوازن, إضافة إلى دوره في ضبط العاطفة.
    ووفقاً لدراسة أمريكية ظهر دور جديد للدوبامين بقدرته على منح الأفراد القدرة على النوم, حيث أن ارتفاع تركيز الدوبامين في الأنسجة الدماغية قد ارتبط بقدرة الفرد على النوم, ولكن أدى انخفاض تركيزه إلى حدوث اضطرابات في النوم.
    وبناء على نتائج هذه الدراسة تمكن العلماء من تفسير معاناة العديد من مرضى الباركنسون من اضطرابات النوم, إذ ينشأ هذا المرض نتيجة ضمور عصبي يؤدي على موت أو اضطراب الخلايا التي تفرز جزيء الدوبامين.
    وأيضاً تظهر اضطرابات النوم عند مرضى الباركنسون في مراحل مبكرة من المرض وقبل ظهور أعراض الاضطراب الحركي لديهم, الأمر الذي قد يمكن الأطباء من اكتشاف مرض الباركنسون وتشخيصه قبل سنوات من ظهور أعراضه عند المرضى.
    ومن جهة أخرى فإن زيادة تركيز الدوبامين يؤدي إلى حدوث نشاطاً دماغياً يشابه في نمطه الأنشطة الدماغية التي تترافق والأحلام, وهذا ما يفسر نوبات الهلوسة التي يصاب بها مرضى الفصام, وتكون عبارة عن نمط من الأحلام قد يراها المريض أثناء استيقاظه, وذلك بسبب ارتفاع تركيز الدوبامين في الدماغ عند هؤلاء المرضى.

    فهل يعمل الشيطان بطريقة ما على زيادة تركيز الدوبامين حتى يُحدِث نشاطا دماغيا ينتج عنه حلم عن الأنسان النائم؟

    روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدِّث بها،ـ وفي رواية: فلا يحدث بها إلا من يحب ـ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره).

    وعن أبي قتادة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرؤيا من الله. والحلم من الشيطان. فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات. وليتعوذ بالله من شرها. فإنها لن تضره) فقال أبو قتادة: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل. فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث، فما أباليها. رواه مسلم في صحيحه.
    وفي رواية البخاري : (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره).

    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ... " رواه مسلم


    هل للشيطان علاقة بما نحس به من سرور وغبطة أو خمول وكسل أو حزن وقلق أو غضب أو شك أوغيرة أو نسيان ......؟

    الغضب:
    - وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(فصلت/36)
    - إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (الجامع الصغير)

    الحزن والخوف:
    قال لله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره). (صحيح البخاري)
    [ش (الرؤيا) اسم لما يتخيله النائم ويراه في منامه. (الصالحة) الحسنة السالمة من التخليط، وربما جاءت في اليقظة كما رآها في المنام. (الحلم) ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم. (يخافه) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء].

    (... ورؤيا تحزين من الشيطان) رواه مسلم

    الكسل والخمول
    - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فإصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان). (صحيح البخاري)

    الغيرة والشك:
    - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع. فقال: ما لك يا عائشة، أغرت؟ فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال: أو قد جاءك شيطانك؟ قلت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: نعم. قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم. قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلمَ. (انفرد به مسلم).

    النسيان:

    - قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِي إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا(الكهف/63)
     ِوَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (الأنعام / 68)


    كيف يعمل الدوبامين:

    تنتقل النبضات العصبية عند نقاط اتصال معينة بين خلايا يطلق عليها العقد العصبية. ويعد "الدوبامين" من الناقلات العصبية neurotransmitters التي تحمل الرسائل الكيميائية بين خلايا المخ. وتنتقل هذه المواد الكيماوية خلال الدماغ بالقفز من خلية لأخرى، بعد أن يتم إفرازها داخل خلية مخ واحدة. وترتبط هذه الكيماويات بمستقبلات متخصصة تتواجد على الخلايا لكي تواصل رحلتها.

    وينقل الدوبامين معلومات تتعلّق بالشعور بحالات الانتشاء والألم، فمثلا الشعور بالبهجة نتيجة لتناول وجبة طعام لذيذة، أو نتيجة للحصول على ترقية، أو الفوز في مباراة -أي شيء يجلب السعادة – يتم حمله ولو جزئيا عن طريق الدوبامين. ويُنتج الدوبامين في خلايا المخ بمعدلات ثابتة نسبيا تحت الظروف الطبيعية، وتحتل جزيئات الدوبامين جزءا من مستقبلات الدوبامين (مراكز الإحساس بالدوبامين) طوال الوقت.

    هل للصلاة (خاصة قبل النوم/قيام الليل) علاقة بالدوبامين؟
    وهل تستطيع أن تعيد للجسم توازن هرموناته ورسائله الكيماوية؟

    يقوم الوضوء والصلاة والقرآن بما فيهم من قوة روحية في الظاهر مادية في الباطن ـ أي إفرازات لمواد كيماوية تحدث في جسم العبد في حالة الخضوع والخشوع ـ إلى إعادة توازن الإفرازات إلى نسبها العادية فيطمئن العبد ويذهب عنه ما يجد ويسلم من كل سوء فيرتاح كما قال المصطفى. قال رجل قال مسعر: أراه من خزاعة ليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "يا بلال: أقم الصلاة أرحنا بها".
    وعن عبد اللّه محمد ابن الحنفية قال: انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا من الأنصار نعوده، فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله: يا جارية ائتوني بوضوء لعلي أُصلِّي فأستريح قال: فأنكرنا ذلك عليه، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "قم يا بلال فأرحنا بالصلاة".(سنن أبو داود، كتاب الأدب)


    المسكرات رجس من عمل الشيطان:

    قال تعالى عز وجل:
    (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
    (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) سورة المائدة/ 90 ـ 91.


    تؤدي مواد مثل الكوكايين(نوع من المسكرات) إلى إنتاج كميات عالية من الدوبامين تقوم بتنشيط جميع المستقبلات في الحال. ويشعر المتعاطي بغبطة شديدة نتيجة لذلك، ولكن التأثير يكون عكسيا على خلايا المخ التي تحاول إلغاء بعض مستقبلات الدوبامين، ولذلك فعندما يزول تأثير العقّار تضمر بعض مراكز استقبال الدوبامين في خلايا المخ، ويؤدي ذلك لتعكير مزاج المتعاطي، ويضطر لزيادة كمية المخدرات (المسكرات) ليصل لنفس الإحساس من البهجة والسعادة الزائفة، وهكذا تبدأ الحلقة السلبية اللانهائية التي تؤدي إلى الإدمان في النهاية. (تحزين الشيطان)

    وكان العالم السويدي "أرفيد كارلسون" -79 عاما- قد حدد أن مادة الدوبامين هي ناقل الإشارات في المخ، وبدأ دراساته في هذا المجال في حقبة الخمسينيات، وحصل على جائزة نوبل للطب لعام 2000م عن دراساته الرائدة التي قادت إلى إثبات أن مرض الشلل الرعاش الذي يفقد فيه المريض قدرته على السيطرة على حركة الجسم(قد يلفت هذا انتباهنا لارتعاشات مرضى الصرع) ينتج عن نقص الدوبامين في أجزاء معينة من المخ، وأن بالإمكان تطوير علاج ناجح له. وتوصل "كارلسون" إلى العديد من الاكتشافات الأخرى التي أظهرت دور الدوبامين في المخ وهو ما أوضح كيفية عمل الأدوية التي تعالج مرض الفصام.


    الشيطان والطعام:
    الطعام هو داع إلى أنواع كثيرة من الشر فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات وحسبك بهذين شرا فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام ، وكم من طاعة حال دونها فمن وقى شر بطنه فقد وقى شرا عظيما .
    والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ولهذا جاء في بعض الآثار (ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ) رواه أحمد والترمذي .
    ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله ساعة واحدة جثم عليه الشيطان ووعده ومناه وشهاه وهام به في كل واد فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت .

    سر إدمان الطعام!

    يرتبط الدوبامين أيضا بإدمان الطعام؛ حيث كشف الباحثون في معمل "بروكهافن" القومي بنيويورك التابع لوزارة الطاقة الأمريكية أن مراكز الإحساس بالدوبامين أقل لدى البُدُن؛ لذا قد يأكلون المزيد حتى يحصلوا على الشعور بالإحساس بالرضا والمتعة. وقال العلماء: إن البُدُن قد يدمنون الطعام كإدمان الخمور أو المخدرات.

    ويقدم هذا الاكتشاف مفهوما جديدا تماما لعلاج السمنة التي يعاني منها أعداد متزايدة من سكان العالم، ويعتقد العلماء أن استهداف الدوبامين قد يشكل خط هجوم آخر. ويرى الباحثون أنه ما دام تناول الطعام يشبه تعاطي العقاقير المسببة للإدمان من حيث إنه يتزايد مع استمرار العادة فإنه قد يسبب خللا في مادة الدوبامين عند البُدُن. ولهذا فقد أشارت النتائج المستخلصة من هذه الدراسة إلى أن الإستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين أداء الدوبامين قد تفيد في علاج البُدُن أيضا من عادة إدمان الغذاء


    هذا البحث يربطنا مباشرة بما أوصانا به نبينا الكريم حول الاقلال من الطعام ثلث للطعام وثلث للماء وثلث للهواء...(يكفي لقيمات) والصوم الذي يضيق مجاري الشيطان)

    جلست أتفكر بعد هذا بعظمة هذا الرسول الكريم الذي يوحى اليه من فوق سبع سماوات, وكيف انه لا ينطق عن الهوى, ان هو إلا وحي يوحى, صلى الله عليه وآله وسلم, واخذت اتفكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يدلُ على انه إمام الاطباء وتاج كل دواء, فمما جاء في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام وآله قوله الحكيم

    "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه.. حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه, فان كان ولا بد, فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
    لاحظوا معي, كيف انه ختم حديثه الشريف بقوله »وثلث لنفسه« بمعنى ان أي تجاوز وزيادة في الثلثين الأولين »الطعام والشراب« فهذا يعني بأن الزيادة في هذين الثلثين ستكون على حساب »نفسه« وراحة جسده, وهدوء بطنه, وسلاسة تنفسه ومن ثم طمأنينته, وعلى هذا فلا يستغرب كل من يهجم على الطعام وخصوصاً من كان صائماً ويملأ معدته ويحشو بطنه بالطعام حشواً وكأنه سيحرم من الأكل بعد هذه الوجبة طول العمر


    والله أعلم



    *************************************
    هل للدوبامين علاقة بالجن والشياطين؟
    هل يستطيع الجن أن يتحكم بالدورة الدماغية وأن يتحكم بالأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول وغيرها؟
    وكيف لنا أن نتبث ذلك تجريبيا؟
    ************************************
    هذه دعوة إلى علماء المسلمين في بقاع الأرض إلى فتح باب من العلم(الجنلوجيا) يتم فيه الربط بين ما توصل إليه العلم الحالي حول خصائص النفس البشرية ومكوناتها الكيماوية بما جاءنا به سيد المرسلين من حقائق تذهل العقول حول موضوع الجن والشياطين.



    --------------------------------------------

    للمزيد من المعلومات عن الدوبامين أهدي لكم هذا الرابط
    http://www.nooran.org/O/13/13-5.htm

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم
    هل للدوبامين علاقة بالجن والشياطين؟
    هل يستطيع الجن أن يتحكم بالدورة الدماغية وأن يتحكم بالأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول وغيرها؟
    وكيف لنا أن نتبث ذلك


    أخي الكريم يحي غوردو
    إن البحث عن حقيقة علاقة الشيطان بالإنسان أمر في غاية الأهمية إلا أنني أراك قد وجهت سؤالك إلى غير أهله وجعلتها قضية كميائية مخبرية وكأن صراع الإنسان مع الشيطان أمر مستجد على البشرية .
    وكان الأجدر أن يطرح السؤال وبكل بساطة إلى من أوجد هذين المخلوقين فهو وحده من يملك أسرارهما وهو الله الخالق البارئ المصور العليم الحكيم. ولا عليك يا أخي فإن الله ومن رحمته بنا فقد بعث لنا كتابا وأرسل إلينا رسولا دون أن نسأله سبحانه، وذلك ليعلمنا ويوضح لنا بعض القضايا الهامة والتي لا يمكن للعقل وحده أن يتبين حقيقتها ولا للمخابر أن تثبتها كما أو كيفا،فتولى الله تعالى تفصيلها وتبيانها حتى لا يكون للإنسان على ربه حجة . أما القضايا التي هي من اختصاص العقل وقابلة للبحث التجريبي فلم يأتي ذكرها في القرآن إلا تلميحا أو تنبيها ولم تحظى بالتفصيل نفسه.
    ومن القضايا التي حظيت بالتفصيل والتوضيح في القرآن الكريم والسنة النبوية بما لم يدع مجالا للغموض أو الشك أو الحيرة هي قضية صراع الإنسان مع الشيطان وعلاقتهما العدائية الأبدية فبين لنا:

    1 حقيقة طرفي الصراع :
    أ- الإنسان
    -مادة خلقه:(خلق الإنسان من صلصال كالفخار)الرحمن14
    -ِشرفه:(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)البقرة
    -استعداده للخير والشر:(ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين) التين
    -مهمته : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
    -قوته وضعفه يكمنان في نفسه وفي إرادته:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس
    -قوته وسلاحه في إيمانه(ولا تهينوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

    ب -الشيطان

    -مادة خلقه:(والجان خلقه من قبل من نار السموم) الحجر27
    -كيده ضعيف:(...*فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) النساء
    -قوة إصراره على الإضلال(قال أنظرني إلى يوم يبعثون* قال إنك من المنظرين) الاعراف14-15
    -مهمته الأساسية (قال رب بما اغويتني لأزيننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين*إلا عبادك منهم المخلصين)الحجر 39-40

    ت- أسباب الصراع:
    -الكبر والحسد(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)البقرة34
    -حقد وعداوة أبدية (قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلاّ قليلا)الإسراء26


    وقد يتبادر إلى أنفسنا هذا السؤال المهم: هل هي حرب متكافئة ؟؟؟


    مع أن حرب الشيطان على الإنسان هي حرب ضروس لا هوادة فيها فهو يرانا من حيث لا نراه ونحن نغفل عنه وهو لا يغفل عنا وله أعوان كثر من الجن والإنس إلا أن الله تعالى لم يتركنا دون دعم ولا عون فقد أمدنا بوسائل شتى تضمن لنا التفوق والانتصار:
    -أنزل إلينا القرآن ليعلمنا حقيقة عدونا وكيفية قهره
    -بعث لنا نبيا معصوما يقودنا ويوجهنا في هذه المعركة
    -زودنا بالعقل المفكر المدبر
    -يسر لنا سبل العلم والمعرفة
    -جعل الإيمان فطرة فينا
    علمنا الذكر وهو سلاحنا الفتاك
    -الملائكة حول العرش تستغفر لنا وتدعوا لنا بالوقاية من السيئات
    - ولم يجعل الله للشيطان على الإنسان سلطانا
    - تولى الله تعالى بنفسه الدفاع عن المؤمنين قال تعالى "إن الله يدافع عن الذين ءامنوا"
    فمن هذه المنطلقات فقط يمكننا أن ندير حربنا مع الشيطان.


    أما إذا توهمنا أنه سيأتي اليوم الذي نتمكن فيه من الوقاية من كيد الشيطان وشراكه بمجرد ابتلاعنا لكبسولة من المواد الكيميائية ( الدوبامين أو النورأدرينالين أو الكرتيزون) فقد يطول انتظارنا ويعاجلنا الموت ونحن نتمنى على الله الأماني،

    والمؤكد أنه لا سلطان له علينا لا هرمونيا ولا كيمائيا وإلا كانت طاعة الشيطان أمرا لا إراديا وهذا غير صحيح بنص القرآن والسنة. فلو كان الأمر متعلق بالدوبامين أو بالهرمونات فلماذا عالج الرسول صلى الله عليه وسلم حزن من مات لهم عزيز بالتلبينة فقط ولم يعتبره تحزينا من الشيطان في حين اعتبر الحزن الذي تسببه الأحلام تحزين من الشيطان.وكما تعلم يا أخي أن الدوبامين ينشط في حالات سرور الإنسان كلها سواء كان دافع السرور حرام أم حلال!!!

    وما دمنا نعلم أن هناك من جرب المنهج الرباني في حربه على الشيطان ونجح مثل جيل الصحابة فلماذا الدعوة الآن إلى البحث والتنقيب في قضية محسومة مدروسة بحلول مجربة ونتائج جد ناجحة.
    أما من لم ينتفع بنصح ربه في حربه مع الشيطان فلن ينفعه الجن والإنس ولو اجتمعوا له...

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 06/02/2009 الساعة 01:57 AM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  3. #3
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخ الدكتور يحيى غوردو و على الأخت الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ و على القراء الكرام.

    في الحقيقة لا يمكن على مستوى الواقع الفصل بين الحقيقة الدينية و الحقيقة العلمية لأن المصدر واحد هو الحق جل و علا...فالواقع باعتباره معطى موضوعي هو شيء خارج عن الذات البشرية...و من تم فواضع القوانين الطبيعية هو الله جل في علاه...و اكتشاف هذه القوانين هو الآخر فضل من الله عز و جل يمن به على من يشاء من عباده عندما يحيط الإنسان بشيء من العلم مما علمه الله عز و جل...

    فبداية العلم الحق هو علم الله عز جل وعلم الإنسان هو ما جاد به الله عز جل على الإنسان حتى تستقيم حياته و يملأ الدنيا عمارة و عمرانا أو يملأها خرابا و دمارا...و الإنسان بفطرته التي فطر الله الناس عليها يسعى للبناء و ليس للهدم...و لكن النفس الأمارة بالسوء و عدو الإنسانية الشيطان الرجيم لعنه الله يسعيا في الاتجاه الآخر، يسعيا في الهدم...و من هذا المنطلق بقى كل الاتجاهين يحتاجا بحكم فقر الإنسان لله عز و جل إلى أدوات يستعينا بها للقيام بالبناء أو بالهدم...فأمد الله عز و جل الإنسان بالعقل ومكوناته...و أمد الشيطان اللعين بأدوات متعددة ليقوم بوظيفته التي كلف بها و كانت حكمة الله عز و جل بالغة...

    و معلوم من الواقع المعاش أن العقل دون الدخول في التفاصيل، سلاح ذو حدين، فقد يقوم بوظيفة البناء كما قد يقوم بوظيفة الهدم...فالعلم الذي وصل إليه الكائن البشري، اعتمادا على قدراته التي أمده الله عز و جل بها، سواء كان على علم و وعي بهذه القدرات أم لم يكن ،فهي بتيسير من الله جل و علا، هي بمثابة القاطرة التي تقود خطوات حياته في هذه الحياة الدنيا...و من هنا كان الشيطان اللعين و النفس الأمارة بالسوء تنحيان منحى لا يرضي الله عز و جل في القول و الفعل....فالإيحاء و الوسوسة اللذان هما وسيلتا من وسائل الحث على الفساد و الدمار لم يكونا ليتركهما من خلق الإنسان و هو عالم و عليم بما خلق، دون أن يمد النفس اللوامة بمجموعة الأدوات الأساسية التي مكن شأنها أن تجعل الإنسان في مأمن من مكائد الشيطان اللعين و من وسوسة النفس الأمارة بالسوء.

    و من هنا لما كان الإنسان جسدا و روح - نفس كان التوازن بين هذين العنصرين شيء أساسي. و معروف لكل غير مختص أن هناك تأثير متبادل بين هذين العنصرين. أما بالنسبة للمختص فقد يحدثك عن التفاصيل الكبيرة و الصغيرة في مجال التأثير المتبادل بين الروح و الجسد التي تغيب عني لأني لست مختص. و لإعطاء مثال بسيط يوضح العلاقة بين التأثير المتبادل بين الجسد و الروح – النفس{و المقصود بالروح هنا هي النفس بمستوياته الثلاثة.1النفس الأمارة بالسوء.2النفس اللوامة.3النفس المطمئنة.} أما الروح فهي كما قال خالقها و العليم بها و بخصائصها لما سئل عنها الرسول عليه الصلاة و السلام و لم تكن لديه إجابة عتها.قال الله عز و جل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85.

    و المثال بسيط جدا...حالة الخجل...تظهر بشكل جلي في احمرار الوجه لسريان الدم فيه بشكل غير عادي و تجمعه في الوجنتين...هذه الحالة و هي حالة مادية محضة...تكون نتيجة عوامل لا علاقة لها مباشرة بما هو مادي...فالطفل الخجول من الكلام أمام الأستاذ...أسباب الخجل هنا متعددة...لكنها تؤثر بشكل ملحوظ في سرعة ضربات دقات القلب و سرعة جريان الدم إلى حين تجمعه في الوجنتين...هذه الحالة لو نظرت إليها بمنظار ما يحدث من تفاعلات كيمائية داخل الجسد... لأدرك الإنسان مدى الإفرازات التي تتم من الغدد العديدة و المعقدة إلى حد ما في عملها...و حتى لا نتيه في التفاصيل و هذا يمكن الرجوع إليه لاحقا إذا لم تتضح الفكرة...فكرة التأثير المتبادل بين مستويات الأجهزة الموجودة في الجسد و المسئولة عن توازنه في علاقته بالواقع بكل مؤثراته الإيجابية و السلبية التي تخلق تفاعلا ين عناصرها داخل الذات...

    فتأمل و تدبر حديث رسول الله عليه الصلاة السلام... قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا أحمد بن محمد المروزي ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته وقمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا.

    "فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا."

    و هنا يتشكل سؤال من المفروض أن تكون له إجابة في الدين و في العلم على السواء.
    الفكرة كانت خيرا أو شرا؟ كيف يتم تكوينها؟ كيف تنطلق و مما تنطلق حتى تأخذ لباسا لغويا،فيتم التعبير عنها في مقالة أو خاطرة أو قصة أو قصيدة أو رسم في شكل لوحة فنية أو تحفة منحوتة أو قطعة موسيقية كما هو الحال في عالم الأدب أو في شكل نظرية كما هو الشأن في العلوم الإنسانية؟ أو غير ذلك من أشكال التعبير عما هو داخلي كواقع ذاتي - نفسي لتمثيله على المستوى الخارجي، أي في العالم الواقعي الموضوعي؟

    فالدكتور العزيز حاول أن يوضح العلاقة الموجودة بين مادة من المواد التي تتفاعل مع الجسد، بحكم التأثير المتبادل بين مكونات الجسد. و الأخت الفاضلة حاولت أن تبين مدى العلاقة العدائية بين الإنسان و الشيطان كذلك مسألة التكوين و الوظيفة و مجال كل منهما. الخيط الرفيع بينهما هي محاولة توضيح العلاقة الخفية- الظاهرة بين الإنسان و الشيطان. الأخ غوردو اعتمد التفاعلات الكيمائية التي تتم في أعماق الذات. الأخت أم الفضل اعتمدت على كيفية اجتناب ما يمكن أن يحدث قبل التفاعل أو بعد التفاعل...

    و من الواضح جدا أنه لا يمكن بسهولة التسليم أو التصديق أو حتى التعمق في البحث من حيث طرح مجموعة الأسئلة التي تؤدي إما إلى تفنيد الفكرة أساسا أو الوصول إلى بعض الإيضاحات حول بعض الجوانب منها...

    فعلى سبيل المثال عندما يقول الله عز و جل في سورة الناس... قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6}.سورة الناس.

    فالوسوسة ليست شيء مادي يأتينا من خارج الذات...بل ينطلق من الذات إما لإيذائها أو لإيذاء الغير.

    و هنا أضع مقارنة بسيطة مع تفسير الآية و واقع الأمر...الآية 4.في التفسير الميسر ورد الآتي. من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة، و يختفي عند الذكر. و هذا تفسير سليم إلى أبعد الحدود.

    لأن مع ذكر الله عز و جل لا يضر شيء كيفما كان نوعه...لكن مع من يتحقق هذا...هل مع كل إنسان ؟ أم أن هناك فئة خاصة تم استثناءها هي التي تنفلت من قبضة الشيطان أو على أصح تعبير من سلطة الشيطان...؟ يقول الله عز و جل:{إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }الحجر40. و هل في هذا الكون كل المؤمنين هم مخلصين في عبوديتهم لله عز و جل؟ أم هناك من الملحدين و المشركين و المنافقين و المذبذبين و غيرهم كثير من كل الأصناف و من كل الأجناس...؟لا يتجاوز إيمانهم حناجرهم أو لا يكاد حتى يتردد على ألسنتهم...؟

    فما السبب إذن؟

    لا يمكن نفي ما ذهب إليه الأخ يحيى غوردو بأن السبب راجع إلى المادة المذكورة أو إلى عدة مواد، تتفاعل فيما بينها لما تخضع لسلطة الشيطان فيتم تحريكها لتؤدي ما وجدت من أجله بشكل اوتوماتيكي...كما تفعل العديد من الغدد الموجود في جسم الإنسان...

    لذلك يمكن القول مثلا على سبيل القياس أن "المخدر" يؤدي إلى حالة من التخدير تصيب الفرد فلا يكاد يميز بين هذا و ذاك...حالة التمييز هاته هي نتيجة وجود خلل في الأجهزة المسئولة عن مستوى الوعي لدى الفرد...فكيف يكون الفرد في حالة من "الوعي" و هو لا يفرق بين الحق و الباطل أو يعلم الفرق بينهما؟ لكن يقوم بفعل الباطل على حساب الحق؟ أليس في هذه المعادلة خلل؟ هل هي راجعة إلى سلطة الشيطان على تصرفات الإنسان؟ أم هي حالة وهم؟ و حتى إن كانت حالة وهم...أليس للوهم أساس مادي يقوم عليه من إنتاج بعض الغدد لإفرازات زائدة عن ما هو معتاد ينقلها الدم للخلايا العصبية التي تشكل قاعدة التوازن عند الفرد من حيث الإدراك؟كما هو الشأن عند المخدر بمادة التخدير؟

    أما في حالة الخوف فماذا يقع؟

    منقول للفائدة و لمناقشة الفكرة إلى أي حد تتطابق حقائق العلم مع حقائق الدين؟

    "أول معركة خاضها محمد صلى الله عليه وسلم بين الكفر والإسلام في غزوة بدر الكبرى حيث خرج المسلمون وهم قلة يريدون قافلة الكفار وإذا الأمر تحدث فيه المفاجآت فهم أمام جيش قوي كبير أضعافهم عدد وتدور المعركة ويثق الكفار بأن النصر لهم قال تعالى : ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً ) فوثق الكفار بالنصر , إن المسلمين قلة ثلاث مئة أو يزيدون عددا قليلا أما الكفار فكانوا ألفا فيهم مائتا فارس والفارس يحسب بعشرة من المقاتلين . لما نظر الكفار المسلمين وقد زاد عدد الكافرين وقد قل المسلمون في نظر الكافرين أيضا أيقنوا أن النصر لهم , فأرادوا أن يسجلوا نصرا في مجال العقيدة , إلى جانب النصر المضمون في مجال المعركة فخرجوا يستفتحون الله يقولون : اللهم من كان منا على حق فانصره .. لكن الله لا يضيع عبادة .. لايضيع رسوله صلى الله عليه وسلم لقد علم الرسول أنها موقعة فاصلة , فاستغاث بربه فأنزل الله قوله : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) الأنفال - 9 -10 فعندما يرى المسلمون جند الله بينهم تطمئن القلوب , وما النصر إلا من عند الله , لا من عند الملائكة ولا من عند البشر ثم ماذا ؟ هذا النعاس الذي جعله الله نعمة للناس , إذا ناموا استعادت أبدانهم قوتها بعد إجهاد وتعب يشاء الله أن يخرق السنة للمسلمين الخائفين ليلة المعركة , فنزل عليه نعاسا يغشاهم جميعا , في لحظة واحدة , فينام كل واحد منهم على حاله ومع هذا النعاس الذي غشيهم جميعا حيث النوم العميق والأمان القوي .. احتلم بعض المسلمين فأجنب فقاموا في الصباح, فجاء الشيطان واعظا لهم يقول : كيف تدخلون معركة وأنتم جنب ؟!! كيف تقتلون وتلقون الله وأنتم جنب ؟! فرد الله كيد الشيطان فأنزل مطرا من السماء ليطهر المسلمين به , ويذهب عنهم رجز الشيطان !
    يقول الأطباء عند الخوف تفرز في الدماء مادة معينه ترتعش منها الأطراف فلا تثبت , ومن وسائل تثبيت الأطراف بتقليل هذه المادة أن يرش من هذه حالته بالماء , وقد كان نزول الماء أيضا من الأسباب المادية التي جعلها الله وسيلة لتثبيت الأقدام , بتقليل هذه المادة في الدماء إلى جانب تثبيت الأرض التي يسير عليها المجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون ثابتة تحت أقدامهم , لأن الرمال إذا بللت تماسكت وسار عليها السائر بعزم وثبات وتتقدم القدم فلا تغوص ونزل الماء على الكفار فعطلهم عن السير ترى عندما التقى الجيشان ماذا كانت النتيجة ؟ بعد المعركة وبعد أن التحم الصفان صفت الملائكة مع المؤمنين إذا بالمؤمنين يزدادون عددا في نظر الكافرون , ويرونهم مثليهم رأى العين بعد أن كانوا يرونهم قليلا { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْن }.

    المصدر " العلم طريق الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني.

    و للحديث بقية إن شاء الله...


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالعلي
    تاريخ التسجيل
    13/06/2007
    العمر
    38
    المشاركات
    168
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخي يحيى غوردو.
    لم اقرأ الردود على موضوعك بعد.

    ليست هذه المرة الأولى الذي التقي بك و اراك تتكلم في موضوع الشيطان. فأنا الذي طلب من المشرفين في منتدى موقع عمرو خالد اغلاق موضوعك الذي تنوالت فيه قضية خلك الجن فنفذ. طبعا سوف لن اطلب ذلك من مشرفي موقع واتا. لان المشاركين هنا اوعى من شباب منتدى عمرو خالد الذي خفت عليهم من التضليل. بصراحة اخي قراءتي النقدية للنص تنتهي بي ان نصك مضطرب المضمون و المنهج ايضا. و لا داعي لنا بتناول الامر بالتفصيل . هدانا الله و اياكم .
    و نسأل الله علما نافعا و ر زقا و اسعا و شفاءا من كل داء.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعلي ; 11/02/2009 الساعة 10:06 PM

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو


    أستاذي الكريم السعيد النويضي
    السلام عليكم
    أشكرك جزيل الشكر على هذه المداخلة التي سمحت بتوسيع النقاش للإفادة والاستفادة وذلك لأهمية الموضوع. وإني أستسمحك أخي الكريم وأرجوا أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات التي سأبديها حول مقالك.

    في الحقيقة لا يمكن على مستوى الواقع الفصل بين الحقيقة الدينية و الحقيقة العلمية لأن المصدر واحد هو الحق جل و علا...فالواقع باعتباره معطى موضوعي هو شيء خارج عن الذات البشرية...و من تم فواضع القوانين الطبيعية هو الله جل في علاه...و اكتشاف هذه القوانين هو الآخر فضل من الله عز و جل يمن به على من يشاء من عباده عندما يحيط الإنسان بشيء من العلم مما علمه الله عز و جل...

    التعقيب الأول
    إن الحقيقة الدينية : هي حقيقة يقينية ثابتة غير قابلة للشك ولا تعرض للتجريب، ومجرد التفكير في إخضاعها للبحث والتجريب من أجل إثباتها أو نفيها فهذا يعني الشك والشك ينافي الإيمان الذي يتطلب اليقين. ولذلك أثنى الله على المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب قال تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) البقرة3 وقال سبحانه:(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)الملك

    الحقيقة العلمية: ما هي إلا فرضية علمية أثبتتها التجارب، كما يمكن أن تنفيها التجارب في زمن ما، وإن كانت بعض الفرضيات العلمية قد تقارب صحتها درجة اليقين عند الاختبار والتجريب إلا أن نسبة من الشك تبقى ملازمة لها.(ووجود هذا الشك هو الذي يدفع إلى تطور العلم) وعدم وجود اليقين المطلق في الحقيقة العلمية طبيعي
    أولا: لأنّ النقص والضعف أصل في الإنسان(وخلق الإنسان ضعيفا)النساء28
    ثانيا : لأن الله قال ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
    وثالثا :إن الشك في الحقائق العلمية أو حتى عدم التوصل إليها بعد الإجتهاد لا يترتب عليه مفاسد كبيرة ولم يربط الله تعالى سعادة الإنسان الدنيوية ولا الأخروية بكمية أو نوعية الحقائق العلمية المحصل عليها بل ربطها بالإيمان والتسليم بالغيب دون شك ثم العمل بمقتضى هذا الإيمان.
    الخلاصة:
    1-إن الحقيقة الدينية هي الحقيقة المطلقة لأنها من الحق سبحانه وتعالى ( الحق من ربك فلا تكونن من المترين)آل عمران 60 أما الحقيقة العلمية فهي قابلة للتطور أوالتعديل أو حتى النفي في بعض الحالات.
    فهي لا تصلح لإثبات الحقيقة الدينية(والشيطان هو من الحقيقة الدينية) بل هي تحتاج إلى الحقيقة الدينية حتى ترتقي إلى درجة اليقين.

    2-إذا كانت عقولنا لم تصل إلى اليقين وهي تبحث في عالم الشهادة مع أننا مدعومون ومؤهلون لذلك، فكيف سيكون الحال إذا نحن أقحمنا هذا العقل في عوالم لا قبل له بها كعالم الأرواح أو الجن والشياطين.
    ونحن أصلا منهيون عن الخوض في ذلك (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )الإسراء85. ووسوسة الشيطان تكون أصلا عن طريق النفس الأمارة بالسوء وهي حالة من حالات هذه الروح التى لا نعرف حقيقتها.فإن كانت حقيقة الروح مجهولة وحقيقة الشيطان مجهولة
    فما نحصل عليه من آثار مادية في الجسد (كالتفاعلات الكميائية أو الهرمونية أوتغير في سرعة ضربات القلب أو ارتفاع درجة الحرارة أو ارتفاع الضغط في الشرايين أو هبوطه أو...) فكل هذه التفاعلات الناتجة عن التواصل بين الروح والجسد والشيطان لا تعبر إلا على ثلث الحقيقة وثلث الحقيقة ليس حقيقة. قال تعالى : (وما لهم بهي من علم إن يتبعون إلاّ الظن وإنّ الظن لا يغني من الحقّ شيئا)النجم

    3- لما كان الطب والصيدلة مثلا من مجالات العقل بامتياز لم يتولى القرآن الكريم الحديث عن هذا المجال إلا بتوجيهات عامة وقال عليه الصلاة والسلام (لكل داء دواء).وترك للإنسان مهمة فهم الداء والبحث عن الدواء وها هو الإنسان ولو كان كافرا قد تمكن من تحصيل ذلك.
    ولكن إذا جئنا إلى قضية الإنسان مع الشيطان فنجدها قد ذكرت وفصلت بكل جوانبها في القرآن الكريم
    والسنة النبوية بما يغني ويشفي ولم يترك للإنسان ما يبحث فيه لعدم قدرته على ذلك من باب "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" والمطلوب منه هو الالتزام والإتباع وعندها تكون النتيجة الإيجابية مضمونة.
    يتبع...

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 11/02/2009 الساعة 12:20 PM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    التعقيب الثاني

    و هنا يتشكل سؤال من المفروض أن تكون له إجابة في الدين و في العلم على السواء.
    الفكرة كانت خيرا أو شرا؟ كيف يتم تكوينها؟ كيف تنطلق و مما تنطلق حتى تأخذ لباسا لغويا،فيتم التعبير عنها في مقالة أو خاطرة أو قصة أو قصيدة أو رسم في شكل لوحة فنية أو تحفة منحوتة أو قطعة موسيقية كما هو الحال في عالم الأدب أو في شكل نظرية كما هو الشأن في العلوم الإنسانية؟ أو غير ذلك من أشكال التعبير عما هو داخلي كواقع ذاتي - نفسي لتمثيله على المستوى الخارجي، أي في العالم الواقعي الموضوعي؟
    أنا لا أفهم كيف يستسيغ العقل المسلم مثل هذه الأسئلة ويشغل نفسه بالبحث فيها...
    وإن كنت أحب الفلسفة وأعترف بفضلها على بعض العلوم إلاّ أني أزداد يوما بعد يوم يقينا أن التفكير الفلسفي لا يبني إيمانا ولا يوصل إلى يقين ولا يصفو به قلبا.
    لقد اقررت أخي الكريم في مقالك ان الإنسان جسد وروح


    و من هنا لما كان الإنسان جسدا و روح - نفس كان التوازن بين هذين العنصرين شيء أساسي
    بينت أن الروح لا سبيل لمعرفة حقيقتها

    أما الروح فهي كما قال خالقها و العليم بها و بخصائصها لما سئل عنها الرسول عليه الصلاة و السلام و لم تكن لديه إجابة عتها.قال الله عز و جل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85.

    وبالتالي من المسلّم به أن ما ينتج عن الإنسان من أفكار أو أحاسيس أو تعابير فهو خاضع لهذه الحقيقة المزدوجة.
    وإذا أردنا البحث في حقيقة هذا المنتوج الإنساني كالفكرة مثلا، كيف تنشأ؟ وكيف تنطلق؟ سنصطدم حتما بنصف الحقيقة الإنسانية المغيب عنا وهو الروح وكل ما يمكننا الخروج به حينها على أكبر تقدير هو نصف الحقيقة. ونصف الحقيقة ليست حقيقة. فالفائدة إذا معدومة من مثل هذا التفكير وهذا البحث.
    والمسلم يفهم أن الخالق لما سدّ باب معرفة حقيقة الروح أمام عقولنا فذلك يقينا لعدم استفادتنا منه في هذه الحياة الدنيا، سبحانه هو العليم الحكيم.
    فلأولى و المفيد والمطلوب من الإنسان هو البحث في مسببات فكرة الخير ليحرص عليها ومسببات فكرة الشر ليجتنبها ؟ مادام الإنسان يولد أصلا على الفطرة كما قال عليه الصلاة والسلام.
    فهذا ميدان يستطيعه العقل بالتجربة وبالقياس والاستقراء وفي حالة ما إذا دعم العقل بالشرع فسينتهي إلى اليقين الذى ينفعه في الدنيا وينجيه في الآخرة.


    وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله
    اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
    تحية إحترام وتقدير

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 11/02/2009 الساعة 12:19 AM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  7. #7
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخت الفاضلة أم الفضل...

    كل ما يأتي من عند المليح مليح أو أقول كلما ما يأتي من عند الأخت من تحليل أو تعليق أو توضيح أو نقد على الرحب و السعة...فالهدف هو الحقيقة...و لك الشكر على سعة الصدر التي أعرفها من قبل في شخصيتك الفاضلة...

    لا اختلاف بين الحقيقة الدينية و الحقيقة العلمية إلا في أذهاننا أو في عقولنا أو على اصح تعبير في فهمنا للأشياء...بالنسبة للمؤمن مع شيء من التوضيح ستبدو الفكرة، مع غير المؤمن هناك إشكالات عديدة...و من أجل أن يستوعب كل منهما يجب أن تأخذي بعين الاعتبار، أنك تخاطبهما معا، بلغة واحدة، هي لغة العلم...

    فعلى سبيل المثال...الحقيقة الدينية ثابتة في المصدر و في عقولنا...شيء مؤكد...و الحقيقة العلمية هي الأخرى ثابتة في المصدر و في الواقع كذلك، لكنها تتغير في عقولنا و فهنا كلما تقدم العلم...و ما العلم إلا نور يكتسح الجهل... و لكن في الواقع ما يتغير في حقيقة الأمر هو فهمنا لها أي للحقيقة أو لجزء من الحقيقة...فالفهم أو الوعي شيء خاضع للنمو و التطور...لكن الواقع كما خلقه الله عز و جل ثابت لا يتطور...بدليل الآية الكريمة: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23.

    إذن هناك حقيقة كلية شاملة واحدة...

    فالله عز و جل و هو العليم و المحيط بكل شيء...قد جعل في كل الظواهر التي خلقها مجموعة القوانين أي السنن التي تحكمها إلى أن تقوم القيامة...حكما لا يعرف التغيير خاصة في الظواهر المادية...إلا إذا كان التغيير من باب ما يسمى "المعجزة" أو الآية" كما هو معروف و يقيني لتثبيت الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة و السلام...فمثلا درجة الحرارة التي يتبخر فيها الماء مستقر مند اكتشافها 100 درجة كما أن الماء مكون من عناصر لا تعرف التغيير...كما أن الحمل عند الإنسان يكون في تسعة أشهر...كما أن عدة الشهور يوم خلق الله السماوات و الأرض هي 12 شهرا...هذه قوانين ثابتة لا يمكن تغييرها إلا إذا شاء الله عز وجل لبيان قدرته في خلقه كما هو الشأن في ولادة المسيح عليه السلام بدون أب...

    فالحقيقة الدينية ثابتة و كذلك الحقيقة العلمية...لكن الذي يتغير هو معرفتنا إدراكنا لهذه الحقيقة استيعابنا لها و درجة وعينا بها...فقبل اكتشاف الميكروسكوب على سبيل المثال...لم يكن معروف أن هناك جراثيم و ميكروبات لا ترى بالعين المجردة...هل هذا يعني أن قانون توالدها و تكاثرها لم يكن ساري المفعول؟ فلقد كان ...لكن درجة معرفة الإنسان بوجوده لم تكن معروفة إلى حين توصل الإنسان – بفضل من الله عز و جل – لأنه رءوف رحيم بالعباد – فاكتشف الوسيلة –الأداة- لمعرفة ذلك و القول هنا "الحاجة أم الاختراع"...لما حل الداء حاول جاهدا الوصول إلى الدواء...مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم" لكل داء دواء"...

    بالنسبة لإقحام العقل في عالم الغيب كما هو الحال في عالم الشهادة...فالله عز و جل و كما تعلمين جعل المتمتع بالعقل هو المكلف و ليس العكس...و من تم فالخطاب الإلهي هو خطاب موجه للعقل...العقل الإنساني الذي يشكل الفاصل بين الحيوان المحكوم بغرائزه دون أخلاقه الغير مكلف و الملاك المعصوم من الخطأ أصلا و المكلف تكليف لا جدال فيه.

    فدعوة الله عز و جل للإنسان لاستعمال عقله هي جوهر المسئولية بل هي لب الأمانة... {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الذاريات21...

    {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53.

    {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82

    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24.

    البصيرة من أجل معرفة النفس و ما تتضمنه الذات ، كذلك النفس موجودة في واقع الذي هو في نفس الوقت آفاق...و دعوة التدبر ما في القرآن هي دعوة لاستعمال العقل و التدبر و التفكر...و لا يتأتى ذلك إلا بنور، و هنا هو نور العقل المعتمد على نور الله عز و جل... {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }النور40.

    فالحياة بكل ما فيها و كأنها بحر بأمواج عاتية و بعواصف فكرية تقصف الإنسان في أعماقه لتقتلع جذوره الفطرية حتى يظل في ظلمات الجهل و الظلم...لا يكاد يرى الآيات التي يمر عليها ليل نهار دون أن تسترعي انتباهه... {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }يوسف105.

    فالسنن الطبيعية التي وضع الله عز و جل في الكون هي آيات...

    مثلا قانون الجاذبية لإسحق نيوتن...هل هذا العالم هو الذي وضع قانون الجاذبية كآية من آيات الله عز و جل في الكون؟ بل هو اكتشفه بتدبير من الله عز و جل ...حتى يستطيع الإنسان أن يتحكم في قانون الجاذبية و يصل إلى معادلة رفع الأجسام الثقيلة في الهواء و السير بها مسافات طويلة كما هو معلوم للطائرات و الصواريخ و غير ذلك...هذا علم أليس كذلك...؟و مع ذلك فهو نسبي،أي قابل للتطور لأن سنده يعتمد على العقل، كما يعتقد مكتشفه... أن العقل وحده لا غيره هو الذي وصل إليه دون الاستعانة بأحد. رأى التفاحة سقطت من فوق إلى أعلى؟ أصابته دهشة السؤال...بحث استعمل عقله...وصل إلى حقيقة الجاذبية...

    أما إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام...طرح السؤال أكبر من التفاحة بل طرحه بحجم الكون... {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ }76. {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }77. {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }78. سورة الأنعام.

    هنا مبدأ الشك و البحث عن اليقين لكي يطمئن القلب...و هو مبدأ علمي محض لتصل بمعومة من الله عز و جل إلى اليقين...فابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين بوجود الله جل علا...لكنه يبحث في المحسوس، في عالم الشهادة، لأنه بشر ابن آدم وحواء عليهم السلام... و هنا يأتي دور عدو الله و عدو الإنسانية...الشيطان اللعين... ليجعل له من الملموس و المحسوس شيء مقدس فيظله عن الله جل و علا...

    فالقذف الذي يقذفه الشيطان اللعين في القلب كالإلقاء، يكون الهدف منه أن لا يصل الإنسان إلى حقيقة الأمور. فالإنسان العادي قد يكون فريسة سهلة و لقمة مستساغة للشيطان أما الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه فقد حفظهم الله عز و جل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52.

    أما الإنسان العادي فقد زوده الله عز و جل بوصفة "الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم" {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف200.

    أما البحث في الروح فهذا لا فائدة منه بالنسة لنا أما بالنسبة لغير المسلم فقد يفيده على أساس أنه لا يعتقد بوجود فرق بين الروح و النفس...في حين أن الفرق واضح جلي فالروح من أمر ربي...أما النفس فقد قسمها إلى ثلاثة اقسام كما تعلمين :نفس أمارة بالسوء و أخرى لوامة و ثالتة مطمئنة...فعلم النفس ليس هو علم الروح كما يدعون...لذلك تعتبر الحقائق التي توصل إليها علم النفس هل هي حقائق تستند إلى حقائق علمية أم انها لا مست الحقيقة دون الوصول إلى جوهرها على أساس الخلط الواقع بين الروح و النفس...

    و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

    ملاحظة: تصحيح بعض الآيات التي كتبت خطأ سهوا...
    {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3.
    {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }البقرة147.

    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد نويضي ; 11/02/2009 الساعة 06:05 AM

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو


    السلام عليكم
    بارك الله فيك أخي الكريم النويضي للتنبيه على الأخطاء التى وردت في الآيتين سهوا مني
    واستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم وقد تم التصحيح
    ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى
    تحية صباحية مباركة


    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكر الأخت الكريمة أم الفضل بنت الشيخ على إثرائها للموضوع وعلى سعة صدرها وعلى غيرتها على هذا الدين الحنيف،...

    كما أشكر أستاذي المتألق سيعد نويضي على آرائه المميزة وعلى فهمه العميق لما يكتب خاصة فيما يتعلق بموضوع النفس البشرية وأغوارها ...وارتباطها بالمجال العلمي المادي : الافرازات المتعددة المرتبطة بـ (الخجل، الخوف،الطمأنينة...)

    استمتعت بحواركما الراقي واستفدت منه كثيرا وأتمنى أن يستفيد منه القارئ الكريم



    لي عودة إن شاء الله لمناقشة بعض النقاط التي أوردتها الفاضلة أم الفضل.

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    [QUOTE=عبدالعلي;330455]

    فأنا الذي طلب من المشرفين في منتدى موقع عمرو خالد اغلاق موضوعك الذي تنوالت فيه قضية خلك الجن فنفذ. طبعا سوف لن اطلب ذلك من مشرفي موقع واتا. لان المشاركين هنا اوعا من شباب منتدى عمرو خالد الذي خفت عليهم من التضليل.

    *** *** ***
    إغلاق المواضيع العلمية هي سياسة الجبناء والمتخاذلين...

    الحمد لله أننا هنا في منتدى واتا الحضاري الحر حيث لا يصح إلا الصحيح.

    لعلمك ، موضوع الكائنات المجهرية والجن فتح في هذا المنتدى منذ أكثر من سنتين ولم يغلق بحمد الله،

    وقد لاقى استحسانا من الكثير من الأعضاء والزوار...

    وهذا هو رابطه:

    http://www.arabswata.org/forums/show...t=12196&page=3


    أما الكتاب : (الجن، دراسة مجهرية) فقد نفذت طبعته الأولى بنعمة من الله ونحن في صدد الإعداد للطبعة الثانية...


    *** ملاحظة : أرجو أن تصحح الأخطاء النحوية والتركيبية في مداخلتك أعلاه..

    لأننا هنا في منتدى خاص باللغويين..

    ولا يجوز لمشرف في واتا أن يترك مثل هذه الأخطاء على صفحاتها...

    التعديل الأخير تم بواسطة يحي غوردو ; 11/02/2009 الساعة 09:42 PM
    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالعلي
    تاريخ التسجيل
    13/06/2007
    العمر
    38
    المشاركات
    168
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي المشكلة في المنتديات السابقة كنت قد ادخلتها تحت عنوان دراسة علمية. و قدمتها لأناس لا يميزون بين منهج العلم و غيرها.

    و لا اخفي عنك ان في ما كتبته افكار استفدت منها , لكن يبقهى المنهج هو الأهم. و كان ذلك الذي اخطأت فيه في موضوعك السابق.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعلي ; 11/02/2009 الساعة 10:43 PM

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    [align=right]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخوتي الكرام السلام عليكم
    وتعقيبا لما جاء في المقال الثاني لأخي النويضي أقول وبالله التوفيق:


    لا اختلاف بين الحقيقة الدينية و الحقيقة العلمية إلا في أذهاننا أو في عقولنا أو على اصح تعبير في فهمنا للأشياء...

    إذا انت تقر بأن الحقيقة الدينية والحقيقة العلمية لا تختلفان إلاّ في أذهاننا أو في عقولنا
    وبالتالي في فهامنا : فأنت إذا تثبت ما بينته أنا بأن الحقيقة الدينية تختلف عن الحقيقة
    العلمية للأسباب التي بينتها آنفا ذلك أنني كنت أخاطب العقول وليس شيئا آخر.


    [quote][فعلى سبيل المثال...الحقيقة الدينية ثابتة في المصدر و في عقولنا...شيء مؤكد...و الحقيقة العلمية هي الأخرى ثابتة في المصدر و في الواقع كذلك، لكنها تتغير في عقولنا و فهنا كلما تقدم العلم../quote]


    ارى في كلامك هذا تناقضا كثيرا
    .
    -
    تقول أن الحقيقة الدينية ثابتة في المصدر وفي عقولنا
    :
    نعم الحقيقة الدينية ثابتة للأنها من الله الخالق ولكنها لاتثبت إلا في عقول وقلوب المؤمنين.
    أما عقول الكافرين فهي في بحث دائما عنها .

    -
    وقلت أن الحقيقة العلمية هي الأخرى ثابتة في المصدر
    : هذا غير صحيح ولا أحد يستطيع أن يجزم بذلك فالعلم نشاط بشري لا يخلوا من قصور فما نراه اليوم حقيقة قد يصبح في وقت لاحق جزءا يسيرا من الحقيقة، وحتى لا يكذب الله ورسوله، فمهما كانت درجة صحتها تبقى منسوبة للإنسان.
    والحقيقة العلمية الوحيدة التي نستطيع الجزم بأنها ثابتة في المصدر هي الحقيقة العلمية المستقاة من الحقيقة الدينية مثل: كون عدة الشهور يوم خلق الله السماوات والأرض هي 12 شهرا...، كون النمل يتكلم ، كون العسل فيه شفاء للناس، لكل داء دواء، كون عنصر الحديد أنزل على الأرض وفيه بأس شديد ومنافع للناس...فهذه حقائق يقينية بالنسبة للمؤمن سواء أثبتتها التجارب أم لم تثبتها.
    أما بالنسبة للحقائق العلمية : فإذا أنا مثلا سألت "ألا يمكن أن يكون الماء مكونا من عنصر آخر زائد على الهدروجين والأكسيجين لم تستطع وسائلنا الحالية الكشف عنه بعد؟ فلا يستطيع أحد أن يدفع هذا الشك بما هو يقيني أقول يقيني.

    بالنسبة لإقحام العقل في عالم الغيب كما هو الحال في عالم الشهادة...فالله عز و جل و كما تعلمين جعل المتمتع بالعقل هو المكلف و ليس العكس...و من تم فالخطاب الإلهي هو خطاب موجه للعقل...
    -
    إن الدين الإسلامي في حقيقته هو وسط بين من اعتمدوا على العقل وحده للوصول إلى الحقيقة مثل الفلاسفة والمعتزلة وبين من همّشوا دور العقل مثل بعض من المتصوفة والدراويش.فالعقل في الإسلام كما عبّر عنه ابن تيمية: العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال ويه يكمل العمل ولكنه ليس مستقل بنفسه. فهو كقوة البصر في العين، إذا اتصل بنور الوحي والإيمان .فالبصر مهما كان قويا بدون النور لن يرى شيئا.
    -والله سبحانه وتعالى كلف الإنسان بالتفكر والتدبر في عالم الشهادة فقط (إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف اليل والنهار لآيات لأولى الألباب )آل عمران190فذلك قد يدعم إيماننا بعالم الغيب.

    -أما عالم الغيب فنحن مدعوون للإيمان به والتصديق به كما جاء ولو لم تستسغه عقولنا قال تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله...وقالوا سمعنا وأطعنا...)البقرة257 ولا مرة واحدة طلب منا التدبر في عالم الغيب.
    -وقولك أن مبدأ الشك والبحث عن اليقين هو مبدأ علمي فأنا أوافقك وذلك ما كنت قد بينته في بداية مداخلتي تعقيبا على مقالك الأول إلا أني أرى أن استعمالك لكلمة يقين غير دقيقة في البحث العلمي لا يوجد يقين ولكن قد توجد حقيقة وهذا ما يقول به أهل العلم .
    وخير مثال على ما أقول هي رحلة إبراهيم عليه السلام في البحث عن الحقيقة وقد أتيت أنت بهذه القصة ولكنك لم توضفها في إطارها الصحيح.
    1-ليس الشك هو الذي دفع إبراهيم عليه السلام للبحث عن خالقه بل هي حقيقة نبعت من فطرته السليمة فصدقها وراح يستدل عليها بعقله من خلال عالم الشهادة إلا أنه رجع من هذه الرحلة خائبا حائرا إذ لم يجد ما يروي تطلعه الفطري لمعرفة ربه وخلص إلى أن خالقه أكبر من أن يبحث عنه بعقله الضعيف، وحينها توجّه إليه مباشرة معترفا ضعفه وقلة حيلته في هذا الميدان (الغيب)وقال (لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضّالين) فاستجاب له خالقه وأنزل عليه الوحي وتحولت تلك الحقيقة الفطرية إيمانا ويقينا لا شك فيه. ولذلك قال تعالى
    :"ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور"

    وحتى أرجع إلى الموضوع الأصلي
    أقول من منطلق أن المجال العلمي هو ميداني فأنا صيدلانية ومما تعلمت في هذا التخصص هي الدقة في كل كلمة يتناولها البحث و الدقة في تحديد الأهداف المرجوة من كل بحث أوتجربة مخبرية.
    ومن هنا أساءلك أخي الكريم السعيد النويضي:
    -ما هي في تصورك الأهداف المقصودة من البحث في موضوع "هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟" ؟؟؟
    -وما هي الفوائد التي نتطلع إليها من خلال هذا البحث كمؤمنين ؟
    -وما هي الفوائد التى نرجوها من هذا البحث لغير المؤمنين؟

    وحينها فقط ستتضح لنا قيمة هذا البحث أو تفاهته.

    تحية احترام للجميع

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 12/02/2009 الساعة 04:28 AM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  13. #13
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخت الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ زاد الله جل علا من فضلها حلما و علما...

    الحقيقة الدينية ثابتة في المصدر و في عقولنا{المسلمين و المؤمنين منهم طبعا} و ليس غيرهم...فكيف لكافر بالإيمان بالحقيقة الدينية و هو أصلا لا يؤمن بالإله...

    الحقيقة العلمية ثابتة في المصدر و في الواقع و لم أقل في عقولنا... أما عقولنا فهي التي تستنتج ما أودعه الله عز و جل في الطبيعة المادية و الطبيعة البشرية و ما الواقع إلا المحيط الجغرافي و البيئي و الاجتماعي و الاقتصادي وووو الذي تتشكل مفاهيمه و تصوراته في علاقتنا الإنسانية...و من تم فهي قابلة للتغير كلما تقدم الإنسان في بحوثه و تطور في أدواته التي ينتجها لتقربه أكثر من الواقع...و من الحقيقة العلمية الكامنة وراء الظواهر.

    و الواقع هو ما هو خارج الذات كحقيقة لا يمكن تجاوزها أو عدم التصديق بها... {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }الذاريات6
    وإن الحساب والثواب على الأعمال لكائن لا محالة.

    فالواقع بالتفسير الميسر هو ما هو كائن و ما سيكون...

    {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ }المرسلات7
    إن الذي توعدون به مِن أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا محالة.

    الواقع هنا كذلك بالتفسير الميسر هو ما سيكون من أمر الحساب يوم القيامة.وأن ذلك حقيقة و ليس وهما أو فيها ريب أو شك. و كذلك هو ما يشكل الحاضر الآني بكل مقوماته...

    الواقع إذن الذي هو مجال اشتغال العالم و اكتشاف قوانينه، هو كذلك كائن أي الواقع، لكن القوانين و السنن التي تسيره و تتحكم في كينونته، ليست بادية و ظاهرة كما هو حال الشمس، فهي مجال اكتشاف العالِم. فلو استعمل الإنسان عقله بدافع الحاجة أو الضرورة أو أي شيء آخر، لتوصل إلى الحلول التي تعيق نموه و تطوره على المستوى الدنيوي و على المستوى الأخروي.
    فالحقيقة الدينية و الحقيقة العلمية مصدرهما واحد هو الله جل في علاه. و لا أقصد الحقيقة المثمتلة في أذهاننا،كوعي أو معرفة لهذه الحقيقة...لذلك يظل السؤال العصي على الفهم إلى حد ما...

    هو الآتي: إلى أي حد يستطيع العقل بأدواته أن يبرهن على صحة "الحقيقة" التي يتوصل إليها؟
    لما ذكرت أن الله عز و جل خاطب عقل الإنسان، كما خاطب حواسه ،أي خاطب فيه الميزة التي تفضله و تميزه على باقي الكائنات الأخرى ممن خلق، لكي يختبر مجال وعيه و إدراكه لهذا الواقع. فالحواس يتوفر عليها كل إنسان عاقل...لكن استعمالها هل يتم على درجة معينة و على مستوى واحد بين الأشخاص؟ بالطبع هناك تفاوت...
    حاسة الأذن: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة12
    لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين عبرة وعظة, وتحفظها كل أذن مِن شأنها أن تحفظ, وتعقل عن الله ما سمعت.

    فالسمع كحاسة متوفرة لكل البشر.لكن عند سماعها لآيات الله عز و جل...هل تتم الاستجابة على درجة واحدة؟ ألسنا كلنا مؤمنون، موحدون، فما الذي يبكي البعض عند سماع القرآن الكريم و لا يبكي البعض الآخر؟ بكل تأكيد ستقولين لي هو الإيمان. أقول لك: نعم و بكل تأكيد. لكن الإيمان الذي يتأسس في القلب – العقل ألا يمر عبر الحواس؟ أليس الكل متوفر على الحواس؟ فما سبب الاختلاف بين البشر؟ أليست ردود الفعل هي التي تعكس مستويات الفهم إلى حد ما؟

    ففهمنا للأشياء هو الذي فيه قصور و ليست الأشياء في حد ذاتها. فعندما تقولين : : فما نراه اليوم حقيقة قد يصبح في وقت لاحق جزءا يسيرا من الحقيقة" على سبيل المثال كلمة حقيقة الأولى غير معرفة لأنها نكرة أما كلمة الحقيقة الثانية فهي معرفة. لأن القصد من الأولى هو الجزء من الحقيقة التي توصل إليه الإنسان أما الحقيقة في شموليتها فلم يصل لها بعد. أليست هذه حقيقة؟ تعكس أن القصور موجود في استيعابنا و فهمنا للحقيقة العلمية الموجودة كخلفية و كقانون و كسنة من سنن الله عز و جل في خلقه تحكم الظاهرة موضوع البحث أو الدرس أو التجربة؟

    فالعقل ليس كاملا و تلك هي حكمة الله عز و جل في خلق الإنسان، لأنه لو خلقه كاملا ، ما أصبح الإنسان فقير إلى الله في كل شيء.فالبحث المتواصل الذي يقوم به الإنسان سواء كان عالما أو جاهلا ، هو جهد متواصل لتكملة ذاك النقص الموجود في تركيبته... {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28.

    لذلك عندما يكون المؤمن أو المؤمنة بطبيعة الحال على يقين بأن الله عز و جل لما خلق السماوات و الأرض كانت عدتهم 12 عشر جهرا و النمل تكلم و العسل فيه شفاء إلى غير ذلك من الحقائق العلمية...يأخذ بعين الاعتبار الآية التي تقول أن الله عز وجل ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل...

    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27.

    فالأمثلة التي ذكرت في القرآن الكريم هي أمثلة ليعلم الإنسان أن الله عز وجل هو خالق كل شيء...و أن فوق كل ذي علم عليم...

    في مسألة الماء و العناصر المكونة له...

    لما أراد الله عز و جل أن يضرب لنا مثلا من حيث قياس الوزن و من حيث أصغر حجم ممكن أن يصل إليه الإنسان كنوع من أنواع الأقيسة...ضرب لنا مثلا بالذرة... {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40.

    فالماء و هو مكون من ذرة الأوكسجين و ذرتين من الهيدروجين...و كل واحدة بمعزل عن الأخرى لا يمكن أن تقدم لنا ماء...هذا تأكيد لقول الله عز و جل: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3.

    فما المانع أن تكون الذرة من بين مكوناتها{1الأوكسجين و 2الهيدروجين} الزوجين اثنين حتى تنتج ما هيأها الله عز و جل لها من حياة...مصداقا لقوله عز و جل : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30.

    هذا و الله أعلم باليقين...

    وهذا منقول لفائدة:

    اهتزاز التربة والحركة البراونية
    يقول الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً)
    وثجاجا كما ورد في التفسير أي منصبا بكثرة , ولاحظوا صيغة المبالغة التي ورد عليها المطر (ثجاجا) على وزن فعالا..
    هذه الطاقة الكهرومغناطيسية المحيطة بكل قطرة من قطرات الماء المنصب والمنهمر من السماء هي التي تنزل على حبيبات التربة غير المشحونة والميتة والتي ليس لها القدرة على إحداث أي تفاعل حيوي في الدنيا يكون في اكتساب لشحنات أو فقدان لها ، فكيف تستطيع العناصر الميتة الموجودة في التربة والتي لا شحنة لها أن تدخل في أي تفاعل حيوي أي مظهر من مظاهر الحياة ..؟؟
    تقوم قطرات المطر النازلة من السماء والمنصبة انصبابا عظيما قويا (ثجاجا) بكثير والتي يحاط بكل منها هالة من الموجات الكهرومغناطيسية .. تقوم هذه القطرات بشحن عناصر التربة بعد أن تكن ميتة لا طاقة فيها ولا شحنات فتجعل هذه العناصر والصفائح المعدنية الموجودة في التربة تشحن بشحنات موجبة وأخرى تشحن بشحنات سالبة فأما العناصر والحبيبات والصفائح المعدنية ذات الشحنات المتماثلة المتشابهة فإنها تتنافر مع بعضها البعض .. وتتحرك مهتزة مبتعدة عن بعضها البعض وأما العناصر والشحنات والحبيبات والصفيحات المعدنية ذات الشحنات المختلفة .. فتتجاذب مع بعضها البعض .
    وتتحرك مهتزة مقتربة من بعضها البعض وهذا ما أكده الله تعالى بقوله: (وَتَرى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهتزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) إن طاقة القمح والتي تتولد من نزول الماء ذي القطبية من السماء والحامل للشحنات المختلفة وانصبابه بشكل ثجاج قوي يؤدي إلى توليد طاقة كهرومغناطيسية عظيمة حول كل قطرة من قطرات المطر ، تم اكتشافها حديثا وقد يكون هذا هو المعنى الذي يقصده الله تعالى بقوله: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً) أي في هذا الماء البركة والطاقة وقد يكون في ذلك الإشارة إلى الطاقة الكهرومغناطيسية التي تحيط بكل قطرة من قطرات الماء والله تعالى أعلم .
    هذا الماء المبارك ذو الطاقة العالية المتولدة بانصبابه الثجاج هو الذي يهز الأرض والتربة وعناصرها وحبيباتها وصفائحها المعدنية وكل ما فيها بطاقة الكهرومغناطيسية وهو الذي تستمد منه حبة القمح ومن العناصر التي يشحنها في التراب هذه الطاقة ألم نر أن حبة القمح فيها من كل عناصر التراب النادرة والوفيرة على حد سواء وبنسبة تشبه نسبة وجودها في التربة وفي جسم الإنسان أليس الماء هو الذي يشحن كل هذه العناصر بشحنات موجبة وسالبة وذلك بما يحتويه من خاصية قطبية ..؟؟
    إذن فبعد شحن حبيبات التربة واهتزازها عند نزول الماء المبارك عليها ذي الطاقة الكهرومغناطيسية فإن عناصر التربة المشحونة تبدأ بعملية التفاعلات الحيوية ,التفاعلات التي تدخلها داخل حبة القمح وتساهم في تشكيل هذه الحبة وإنباتها وبرعمتها ونموها ..
    أليست التفاعلات الحيوية كلها بل أي تفاعل كيميائي في الكون ما هو إلا فقدان أو اكتساب للشحنات الكهربائية..؟؟
    أليس نمو برعم القمح وإنباته، ناجما عن تفاعلات حيوية كيميائية تتم داخل الحبة نفسها..
    وهي لا تبدأ إلا بعد تشحن عناصر الحبة ، بعد أن كانت ميتة لا شحنات فيها والتي تقوم بعد شحنها باكتساب أو فقدان هذه الشحنات أي أنها تقوم بتنفيذ التفاعلات الحيوية الكيمائية بداخلها , محققة بذلك التفاعلات الحيوية اللازمة لتحقيق النمو .. وأن كل هذه العملية المتكاملة لا تتم إلا بوجود الماء ذي الخاصية القطبية قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَىءٍ حَيٍّ)
    والله تعالى أحكم وأعلم
    جميع الحقوق محفوظة لطالبات مشروع التخرج بمعهد العالمية




    أما بالنسبة لقصة إبراهيم الخليل عليه السلام...فما كان المقصود هو البحث عن الدافع الذي جعله يطرح التساؤلات التي قادته إلى الحقيقة اليقينية...لأن الأساس هو الفطرة كما ذكرت...و لكن كان الدافع منها هو الانطلاق من واقع يعبد الأوثان و لا يمث للحقيقة بصلة عن طريق الشك و البحث عن الحقيقة ليستيقن هو قبل أن يدعو الآخر للحقيقة الحقة...فالشك منهج أو طريقة للبحث و ليس غاية أو هدف في حد ذاته....

    أما تساؤلاتك التي جعلت نتائج البحث في هذا المجال إما لها قيمة أو أن بها تفاهة...فلصاحب الموضوع الرد على تساؤلاتك...و مع ذلك سأبين لك وجهة نظري مع كامل الاحترام و التقدير لصاحب البحث...

    و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل...


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    أما إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام...طرح السؤال أكبر من التفاحة بل طرحه بحجم الكون... {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ }76. {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }77. {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }78. سورة الأنعام.

    هنا مبدأ الشك و البحث عن اليقين لكي يطمئن القلب...و هو مبدأ علمي محض لتصل بمعومة من الله عز و جل إلى اليقين...فابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين بوجود الله جل علا...لكنه يبحث في المحسوس، في عالم الشهادة، لأنه بشر ابن آدم وحواء عليهم السلام...

    قبل مواصلة الحوار لي تنبيه هام جدا
    أرجو منك أخي الكريم سعيد نويضي مراجعة هذه الفقرة بتأني فبعد ما عدت إليها ثانية فإني وجدتها تحمل تناقضات خطيرة مع فهم للآيات لم يقل به أحد من المفسرين المسلمين المعتمدين عند جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم.

    -قلت أن إبراهيم عليه السلام ذهب يبحث عن الحقيقة بدافع الشك (الشك في الواقع الذي كان عليه قومه
    .)
    وكل المفسرين قالوا أنه كان مستيقنا من فساد عملهم. فوجود الشك يطعن في عصمته عليه السلام .
    -قلت أن إبراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين بوجود الله...ولكنه يبحث في المحسوس في عالم الشهادةلأنه بشر...
    وهذا لعمري لا يقول به عاقل مسلما كان أو غير مسلم لما فيه من التناقض وما أظنها إلاّ زلة قلم طغى فيها الحس الأدبي على العلم والمنطق.
    إمّا عنده يقين فلا يبحث (عن ربه)!!!
    إما أن يبحث والبحث دليل الشك!!! وهذا ينافي عصمة الأنبياء.
    فالسؤال: إذا كان مستيقنا من وجود الله فعمّا يبحث إذا في المحسوس أوعالم الشهادة؟
    أما المفسرين فذهبوا إلى عير هذا تماما.
    -من المفسرين من قال أن تساؤلاته عليه السلام كانت قبل الوحي فكانت عنده الحقيقة الفطرية ويبحث عن اليقين.
    -ومنهم من يقول أنه كان يتأمل في الكون ولم يكن يبحث لشك إنتابه. فهو معصوم وحاله حال الرسول محمد صلى
    الله عليه وسلم في خلواته عنده حقيقة فطرية وينتظر اليقين.
    -ومنهم من قال أنه كان يحاجج قومه.
    وهذه المفاهيم لمّا كانت من تحت منارة الكتاب والسنة لا يوجد فيها رغم تنوعها تناقضا وتنسجم مع الحقائق الدينية الأخرى.
    اليس هذا دليلا آخر على أن العقل إذا أقحم في عالم الغيب ( وقصة إبراهيم من الغيب الذي لم نكن لنطلع
    عليه إلا بفضل نور الوحي ) فعلينا عند البحث فيها او في أي قضية من قضايا الغيب أن نرفع أولا منارة الوحي ثم للعقل أن يصول ويجول تحت هذا النور الرباني فلن يتيه ولن يضيّع عمره في البحث عمّ لا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة بل يستطيع حينها أن يحصد من العبر النافعة الخير الكثير ما يغنيه
    عن القيل والقال وكثرت السؤال كما قال عليه الصلاة والسلام.

    سؤالا آخرا أضيفه للأسئلة السابقة لك أخي نويضي ولأخي غوردو
    كل بحث إلاّ وله دوافعه وشكوك وبالتالي أقول:
    في قضية الشيطان والإنسان وبعد تتبعكما لما جاء به القرآن وجاءت به السنة النبوية ما هي الجوانب التي ترونها مهمة بالنسبة للأنسان لمواجهة هذا العدو والفوز بالآخر، ولم يأتي بها الوحي، فنضطر للبحث عنها واستنتاجها بعقولنا سواء كان ذلك عن طريق الكيمياء أو الفيزياء أو حتى علم النفس؟
    في انتظار قراءة أجوبتكما تقبلوا تحيتي الأخوية

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 12/02/2009 الساعة 03:36 PM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الجن والشياطين موضوع يثير منذ القديم الكثير من التساؤلات...

    وقد اختلف علماؤنا حول العديد من النقاط التي أثيرت ولم تجد لها جوابا شافيا حتى الآن..

    الموضوع يتداخل فيه العديد من العلوم : لغة، فقه، طب، اقتصاد...ويحتاج لاتساع الأفق لفهم فحواه...

    الانسان في صراع دائم مع هذا العدو الخفي الذي يشاركه الأموال والأولاد ويصيبه بالأمراض العضوية والنفسية على حد سواء ويشاركه في كل صغيرة وكبيرة ويفسد عليه حياته الدنيوية والأخروية...مما يعني أننا نحتاج لتضافر كل العلوم للتغلب على مكائده وتلبيساته...
    ولن نتغلب عليه إلا إذا فهمنا مداخله ونقاط ضعفه/قوته... هذا الفهم الذي ينبني على الجانب الديني /الشرعي والجانب العلمي المادي...


    **********************
    من وجهة نظري الخاصة أرى أن المشكل في مثل هذه المواضيع (الجن/الشياطين) هو في حصر المفاهيم والمصطلحات وضبطها حتى نستطيع أن نصل إلى تقارب في وجهات النظر...

    لن أدخل هنا في التعاريف لأنه سبق وأن فصلنا فيه في مكان آخر في هذا المنتدى

    لكنني أكتفي مبدئيا بتحديد مجال تناول الجن/الشيطان

    1- ارتباط الجن بالغيب؟
    وهل له ارتباط بالجانب المادي في الانسان؟

    طالما قرأت وسمعت بعض الأفاضل يذكرون أن الجن "غيب" ولم أفهم ما قصدهم من كلمة "غيب"...

    هل هو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله؟ الغيب المطلق.

    أم الغيب النسبي الذي يمكن أن يعلمه البعض وهو محجوب عن البعض الآخر؟
    أم ماذا؟ ( مع العلم أن الجن أيضا لا يعلم الغيب)

    إلى أي غيب ينتمي عالم الجن؟ (سؤال أوجهه للأخت أم الفضل)
    هذا سؤال جوهري لفهم الموضوع


    ****************
    من ناحية أخرى وهذا مرتبط بموضوعنا عن الشيطان وإفرازات الجسم (الدوبامين على سبيل المثال، تحضرني قصة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم:

    فقد ثبت شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: الأول في طفولته عند حليمة ‏لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك، والحديث في ذلك ثابت صحيح ‏أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم (عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج ‏القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب ‏بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئيره- فقالوا إن ‏محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره". والظئير ‏المرضعة وهي هنا حليمة كما هو معلوم.‏
    الثانية : عند مبعثه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير قال ‏الحافظ في الفتح عند شرحه لحديث باب المعراج من البخاري قال: وثبت شق الصدر عند ‏البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل.‏
    وقد ذكر هذه الشقة أصحاب السير.‏
    والثالثة: عند الإسراء والمعراج ليتأهب للمناجاة.

    ما يهمنا هنا هو أحداث القصة الأولى:
    حينما نقرأ في كتب السيرة أنه قبل 14 قرنا قام جبريل عليه السلام بأول عملية جراحية للقلب في تاريخ البشرية، عملية في غاية الدقة والكمال، لا يستطيع القيام بها أبرع الجراحين اليوم، بوسائل خاصة ومتميزة من أهمها: ماء زمزم، وكان الغرض منها نزع حظ الشيطان من قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
    ألا ينبهنا هذا إلى منافع ماء زمزم، وإمكانية استعماله في تنقية القلوب من الأمراض والآفات التي تصيبه من إفرازات الشيطان، مما يفتح مجالا جديدا في اختصاصات الطب والجراحة ويكون ميدانا خصبا لأبحاث العلماء المسلمين، وفي مجال الدعوة أيضا؟

    ألا يمكن أن يكون حظ الشيطان ـ المذكور في الخبر ـ مادة أفرزها الشيطان في الدم عن طريق اللغاديد وعروق الحلق، فاستقرت في القلب وتجمعت على شكل علقة، لتوزع بعد ذلك على أي عضو من أعضاء البدن وتؤثر فيه سلبا بإحداث خلل في توازن مواده الطبيعية... مما يؤدي إلى الغضب أو الشهوة أو عدم الارتياح مثلا ؟


    لي عودة لاستكمال بعض النقاط

    التعديل الأخير تم بواسطة يحي غوردو ; 12/02/2009 الساعة 11:52 PM
    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #16
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأخت الفاضلة أم الفضل حفظها الله جل و علا و هداها و هدانا و هدى هذه الأمة لما هو حق و لما هو فيه الخير...

    ليس هناك تناقض و لا شيء من هذا القبيل...

    الآية 39 من سورة طه تعكس بشكل واضح أن الله عز و جل هو من يتكفل بحفظ الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام...

    {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39.

    الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام لا يجوز و لا يحق لأحد أن يقول أنهم يفعلون كذا من أجل أنفسهم أو ذواتهم...بالرغم من البشرية التي ينتمون إليها...لماذا؟ لأنهم أصلا معلمين، أساتذة، يعلمون الناس، يعلمونهم كيف يتصرفون، و ماذا يفعلون في الصغيرة و الكبيرة...و ذاك ليس من تلقاء أنفسهم،بل مما علمهم رب العالمين عن طريق الوحي...فالله عز و جل هو من تكلف بالأنبياء و الرسل عناية و هداية، حتى تكون للعصمة مصداقية واقعية ملموسة و مشهودة من طرف الغير...و الأمثلة كثيرة في القرآن الكريم...

    {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129...

    في قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ليس هناك أدنى تناقض فيما قلته، لأنه ليس تفسير للآية بل هو توضيح للشرح الذي تفضل به المفسرون...الشك الذي راود إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام ليس شك في مبدأ وجود الله أو عدمه...لأن فطرة الأنبياء و الرسل عليهم السلام تبتدئ في الزمان لحظة الولادة، إن لم نقل من زمن آدم و حواء عليهما السلام... {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172.

    فالأنبياء و الرسل صفوة الخلق ممن أختارهم الله عز و جل لتبليغ رسالاته لذرية آدم عليه السلام...فلا يمكن إطلاقا أن يراودهم الشك أو الريب في المبدأ...لكن كيف يبينون ذلك للناس، لمن مارست عليهم التقاليد و العادات سلطتها حتى النخاع...و أنت ما شاء الله في ميدان الطب و الصيدلة و العلم...و تدركين جيدا معنى أن تمارس العادات و التقاليد سلطتها حتى النخاع...بدليل قول الله عز وجل: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }المائدة104.

    و النخاع ألشوكي هو المسئول عن ردود الأفعال الشرطية و عن غيرها...التي لا يقوم العقل بتحليلها و لا بنقدها و لا غربلتها بأي منطق معين...لأنها ردود فعلية مادية...و العادات هي قبل أن تكون منظومة من القيم و المبادئ و الأفكار فهي عادات توارث عليها القوم...و شكلت جزء لا بأس به من السلوك الذي يؤطر الإنسان...

    ففي قصة ابر هيم الخليل كان من القوم من يعبد الكواكب، و منهم من يعبد الأصنام...فجعل الله عز و جل لإبراهيم الخليل عليه السلام أسباب اليقين حتى يبين للقوم أن الكواكب التي يعبدون لا تسمن و لا تغني من جوع...و أن الأصنام كذلك بالمثل...

    وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} سورة الأنعام.

    فالواضح من الآيات الكريمات أن إبراهيم الخليل عليه السلام...أراد أن يبلغ لقومه ما هو معتقد به على وجه اليقين...و لكن الله عز و جل أراد من إبراهيم الخليل عليه السلام أن يبين للقوم أن الكواكب الموجودة في السماء و التي يعبدونها، لا يمكنها أن ترقى لدرجة الربوبية،لأنها آيلة للأفول...فانطلق من باب التدرج من حيث الحجم و الكبر من الكوكب ثم القمر ثم الشمس و هي أكبر كوكب يبدو في عنان السماء...لكن سنة الأفول تنطبق عليها...و لكن بالرغم من دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام بالهداية عندما انتقل من الكوكب إلى القمر...فقد انتقل إلى ما هو أكبر أي الشمس و رغم ذلك أفلت الشمس...فأعاد الدعاء و تبرأ مما يعبد القوم لأن السماوات و الأرض مجتمعة أكبر من الكوكب و القمر و من الشمس و بالتالي من خلقهم هو مما لا شك فيه هو أكبر من كل هذا...و بالتالي لا يمكن أن يكون من خلق السماوات و الأرض لديه شريك...

    فالآية بدأت " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75}. فاليقين الذي تأكد لإبراهيم الخليل عليه السلام كان بفضل من الله عز و جل...بعدما استدرجه و استدرج القوم معه في تسلسل تصاعدي حتى تبين أن الله عز و جل أكبر مما كان يعبد أولائك القوم من الكواكب...

    و كذلك الحال بالنسبة للذي كانوا يعبدون الأوثان...فالله عز و جل قد أتى الرشد الذي التمييز بين الحق و الباطل...

    وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ{51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ{52} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ{53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{54} قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ{55} قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{56} وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ{57} فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ{58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ{59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ{60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ{61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ{62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ{63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ{64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ{65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{67} سورة الأنبياء...

    فسلطة العادات تقتل الجديد...و سلطة العبادات تفتح الآفاق و تنير النفوس...و في قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام...لا يمكن بأية حال أن تهدم حصن إلا إذا شككت في أساسه الفكري و مبادئه المغروسة في أعماق النفس...و الشك هو منهج و طريقة في التدرج عن طريق غربلة ما لا يصدقه المنطق و يقبله العقل السليم...و التغيير لا يمكن بأية حال أن ينتج آثاره إلا قمت بخلخلة ما هو مستقر في النفوس قبل أن تعطي البديل...لذلك قال الله عز و جل: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11.

    فالشرط الأساسي الذي وضعه الله عز و جل للقوم حتى يتم تغير حالهم هو تغيير ما بأنفسهم...فكيف يتم تغيير ما هو يقيني بالنسبة لهم على امتداد أجيال و أجيال سماهم رب العزة آباء... {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }لقمان21.

    أليس بالشك كمنهج و طريقة...؟

    و ما السؤال إلا شك يطرق باب شيء سموه اليقين و سميته وهم اليقين...
    و من الشك يصل الإنسان إلى اليقين...و لليقين كذلك درجات كما هو الحال في قصة إبراهيم الخليل عليه السلام...

    في حوار جميل و قدسي إلى درجة تقشعر معه الأبدان بين الله عز و جل و إبراهيم الخليل عليه السلام...

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260.

    فالبحث عن حالة الاطمئنان لا تعني الشك بمفهومه المتداول عند فلان أو غيره، بل هو شك تربوي لبني آدم للبشر، الذي تراوده الظنون في قدرة الله عز وجل...و للذين لنم يقدروا الله عز و جل حق قدره...

    {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67.

    أقول قولي و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين...


    و للحديث بقية إن شاء الله...


  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم
    أخي الكريم يحي غوردو وكما هو مسجل في توقيعك فأنا ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت
    :

    الجن والشياطين موضوع يثير منذ القديم الكثير من التساؤلات...

    وقد اختلف علماؤنا حول العديد من النقاط التي أثيرت ولم تجد لها جوابا شافيا حتى الآن..

    الموضوع يتداخل فيه العديد من العلوم : لغة، فقه، طب، اقتصاد...ويحتاج لاتساع الأفق لفهم فحواه...

    ما هذا التهويل يا أخي من يسمع كلامك يظن أن القرآن والسنة قد رفعا ونحن في علامات
    الساعة الكبرى...نسأل الله السميع القدير أن يقبضنا إليه قبل حدوث ذلك.
    -ماهي النقاط التي ختلف فيها العلماء في موضوع الجن والشياطين ولا يوجد لها جوابا شافيا؟؟؟
    -هل هي حقا مسائل جوهرية أم أنها مجرد أوهام أو هي من باب القيل والقال وكثرة السؤال وتضيع الأوقات والطاقات؟؟؟
    أمر خطير كهذا ومحير للعقول إن لم نجد له جوابا شافيا في كتاب الله وسنة رسوله فمن ذا لذى يا ترى سيأتينا بالجواب الشافي؟؟؟
    لماذا لم يوجهنا ربنا أو رسوله إلى البحث في مثل *هذه المتاهات* كما هو الأمر في ميادين أخرى
    سيروا في الأرض ، أفلا ينظرون إلى الإبل ،إلى السماء ، إلى الجبال إلى الأرض وفي أنفسكم أفلا تبصرون
    (تبصرون ولم يقل أفلا تتكهنون)؟؟؟
    رحم الله علمائنا الأجلاء:
    قال حماد ابن زيد(شيخ العراق في عصره) قلت لأيوب(سيد فقهاء البصرة):
    العلم اليوم أكثر أو فيما تقدم فقال: الكلام اليوم أكثر والعلم فيما تقدم أكثر.
    حينما نقرأ في كتب السيرة أنه قبل 14 قرنا قام جبريل عليه السلام بأول عملية جراحية للقلب في تاريخ البشرية، عملية في غاية الدقة والكمال، لا يستطيع القيام بها أبرع الجراحين اليوم، بوسائل خاصة ومتميزة من أهمها: ماء زمزم،

    أخي الكريم غوردو أتساءل إن لم يكن إنشغالك بما تجاوز عنه الدين لا سهوا بل لعدم نفعه في الدنيا والدين في ما يخص عالم الجن والشياطين قد ألهاك عن العلم بالملائكة الأبرار الذي هو كما بينه الكتاب والسنة ركن من أركان الإيمان الستة.
    -أولا ما أدراك يا أخي أنها أول عملية جراحية في تاريخ البشرية؟ ماأدراك أنها عملية جراحية؟؟؟وماذا تعرف عن تاريخ البشرية هل هو مسجل عندك في شريط فيديوا ولأنك شاهدته من أوله إلى آخره وبالتالي استطعت أن تخرج بهذا التقرير؟
    يا أخي لماذا تستسهلون الكلام لهذه الدرجة فكل قول عليه رقيب عتيد .الكلمة أمانة وحتى نقلل من أخطائنا وجب علينا إخضاع الكلمة للشرع ثم العقل.
    -ثانيا لما قرأت ما قلته عن جبريل عليه السلام أضحكني القول ثم أحزنني كثيرا فكل ما استطعت أن تمدحه به أنه ابرع الجراحين من البشر لا يستطيع فعل ما فعله جبريل، سبحان الله، لو قلت لجراح ماهر إنّ عملك هذا لا يستطيع القيام به حتى الرضع، لغضب غضبا شديدا !!!!!! فأين نحن من قدرة الملائكة الأبراروعظمتهم؟؟؟
    فهذه المقارنة السطحية لا تليق بمن له ستمائة جناح الجناح الواحد منها يسد الأفق وصيحة واحدة منه تقلب الأرض سافلها على عالها.


    وأنت في انتظار الأجوبة الشافية ، أهديك والقراء الكرام هذا النص لإبن القيم رحمه الله عساه يعيننا على وضع بعض النقاط على الحروف وقد أمرنا أن نسأل أهل الذكر إن كنا لا نعلم.
    يتبع...

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 13/02/2009 الساعة 02:26 PM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو


    مراتب العلوم

    أعلى مراتب العلوم في طلب العلم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل.
    وأخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع أو كانت همته معرفة
    الإختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه.
    أقسام العلم
    العلم: نقل صورة من الخارج وإثباتها في النفس. والعمل :نقل الصورة العلمية من النفس وإثباتها في الخارج فإن كان الثابت في النفس مطابقا للحقيقة في نفسها فهو علم صحيح .وكثيرا ما يثبت ويتراءى في النفس صور ليس لها وجود حقيقي، فيظنها الذي قد أثبتها في نفسه علما وإنما هي مقدرة لا حقيقة لها. وأكثر علوم الناس من هذا الباب.وما كان منها مطابقا للحقيقة في الخارج فهو نوعان:
    نوع تكمل النفس بإدراكه والعلم به وهو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وكتبه وأمره ونهيه. ونوع لا يحصل للنفس به كمال وهو كل علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع وهذا حال أكثر العلوم الصحيحة المطابقة التى لا يضر الجهل بها....
    فشرف العلم بحسب شرف معلومه وشدة الحاجة إليه. وليس ذلك إلا العلم بالله وتوابعه.....
    وأما العلم فآفته عدم مطابقته لمراد الله الديني...
    وذلك يكون من فساد العلم تارة ومن فساد القصد تارة:
    -فساد الإرادة: أن يعتقد أن هذا مشروع ومحبوب لله وهو ليس كذلك أو يعتقد أنه يقربه إلى الله وإن لم يكن مشروعا فيظن أنه يتقرب إلى الله بهذا العمل وإن لم يعلم أنه مشروع.
    -فساد القصد أن لا يقصد به وجه الله الدار الآخر بل يقصد به الدنيا.
    -لا سبيل للتخلص من هاتان الآفتان إلا بمعرفة ما جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة وإرادة وجه الله...والإيمان واليقين يورثان صحة المعرفة وصحة الإرادة... ومن هنا يتبين انحراف أكثر الناس عن الإيمان لانحرافهم عن صحة المعرفة وصحة الإرادة...من كان علمه مقتبسا من مشكاة الوحي وإرادته لله والدار الآخرة فهذا أصح الناس علما وهو من الأئمة الذين يهدون بأمر الله ومن خلفاء رسوله في أمته .
    ابن القيم( مع بعض الاختصار القليل) كتاب الفوائد

    والله ولي التوفيق


    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال أحد الصالحين :
    نظرت إلى الدنيا
    فرأيت الخلق
    يعادي بعضهم بعضا
    ويبغي بعضهم على بعض
    ويقاتل بعضهم بعضا


    ونظرت إلى كتاب الله
    فرأيت قوله عز وجل
    " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "
    فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الفضل بنت الشيخ مشاهدة المشاركة
    [font="simplified arabic"][size="4"][color="blue"]


    [color="red"]
    ما هذا التهويل يا أخي من يسمع كلامك يظن أن القرآن والسنة قد رفعا ونحن في علامات
    الساعة الكبرى...نسأل الله السميع القدير أن يقبضنا إليه قبل حدوث ذلك.
    -ماهي النقاط التي ختلف فيها العلماء في موضوع الجن والشياطين ولا يوجد لها جوابا شافيا؟؟؟
    -هل هي حقا مسائل جوهرية أم أنها مجرد أوهام أو هي من باب القيل والقال وكثرة السؤال وتضيع الأوقات والطاقات؟؟؟


    أرى أنك أختي الكريمة تستهينين بموضوع الشيطان رغم أن الله سبحانه وتعالى جعله العدو الأول والأخير لبني آدم.




    فالشيطان لا يدع شيءا إلا و شاركنا فيه فهو يأكل معنا ويشرب معنا وينام معنا ويجامع معنا ويشاركنا الأموال والأولاد ولم يترك شاذة ولا فاذة إلا كان له فيها مشاركة ..

    فكيف تريدنينا أن لا نبحث في أمر هو آت من رب العزة :

    - إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّاِ ((فاطر/6)

    - قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
    مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى( (طه/123)


    الشيطان هو العدو الأول والأخير لبني آدم

    ولكي نتخذه عدوا ينبغي أن نعرف مداخله، قوته ، ضعفه، آلياته

    ألم نؤمر أن نعد العدة لأعدائنا من شياطين الجن والإنس؟

    أليس العلم بشتى أنواعه سلاحنا الوحيد في هذه المعركة؟



    ******


    2-
    الاختلافات بين العلماء كثيرة لا تعد ولا تحصى وهي لا تزال قائمة إلى الآن:

    موضوع تشكل الجن ...

    موضوع تلبس الجن بالإنس

    مشاركة الشيطان هل هي مادية أم معنوية

    ...
    واللائحة طويلة



    لكل هذا لا أرى مانعا من البحث في هذا الموضوع خاصة إذا تسلحنا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم


    القرآن الكريم يحثنا عن العلم والتدبر والتفكر في خلق الله وفي آيات الله في الآفاق وفي المخلوقات وفي الأنفس...

    يكفينا أن يكون هذا الموضوع رابطا لنا بكتاب الله لنتدبر آياته وندرسها حتى تحفنا الملائكة إن شاء الله...

    الاسلام دين العلم والبحث والتفكير ولا ينبغي لنا أن نقفل عقولنا بمسببات واهية



    لا زلت أنتظر ردك على سؤالي : إلى أي غيب ينتمي الجن؟


    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

    تحيتي

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #20
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل للشيطان علاقة بالدوبامين؟ يحي غوردو

    السلام عليكم

    الموضوع يتداخل فيه العديد من العلوم : لغة، فقه، طب، اقتصاد...ويحتاج لاتساع الأفق لفهم فحواه...

    الانسان في صراع دائم مع هذا العدو الخفي الذي يشاركه الأموال والأولاد ويصيبه بالأمراض العضوية والنفسية على حد سواء ويشاركه في كل صغيرة وكبيرة ويفسد عليه حياته الدنيوية والأخروية...مما يعني أننا نحتاج لتضافر كل العلوم للتغلب على مكائده وتلبيساته...

    ولكن يا سيد غوردو في انتظار وصول استغاثتك ولحين اجتماع كل هذه العلوم لنجدتك وإخراجك من هذه المعضلة
    الخطيرة، ولا أرى أن جتماعها سيكون قريبا، فماذا أنت فاعل الآن مع عدوك المتربص بك؟؟؟ والله إني لأشفق عليك،
    خاصة وأنك وحسب كلامك لا تملك لحد الآن سلاحا ذو قيمة يدفع عنك مكائد الشيطان وتلبيساته وهو عدو لدود يراك
    من حيث لا تراه فأنت والله في وضع لا تحسد عله!!!


    ويحزنني عدم القدرة على مد يد العون لك ولا أدري كيف أني أفنيت جزءا كبير من عمري في الصيدلة
    ولم أفكر ولا مرة في انتاج دواء، ولو بالأعشاب، يتصدى لمكائد الشيطان وتلبيساته وأنا متأكدة الآن
    أن زبائني سيكونون كثرا لا أدري لماذا لم أفعل ذلك ألقلة ذكائي أم لفرط إيماني...

    يتبع

    التعديل الأخير تم بواسطة ام الفضل بنت الشيخ ; 14/02/2009 الساعة 03:18 AM

    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •