بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأخت الفاضلة أم الفضل...و على زوار هذه الصفحة و هذا المنتدى الذي لا نرجو منه سوى رضا الله ليس إلا...
أعيد وأذكر أنه من الخطأ الكبير أن نقول أن العلم و الدين يتكاملان فهذه كمن يسوي الخالق بالمخلوق...
سأكتفي هنا بالقليل حتى لا تختلط الأمور...
{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32
قالت الملائكة: ننزِّهك يا ربَّنا, ليس لنا علم إلا ما علَّمتنا إياه. إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك, الحكيم في تدبيرك.{التفسير الميسر}
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19.
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله, ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام, وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, وإتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته, فإن الله سريع الحساب, وسيجزيهم بما كانوا يعملون.{التفسير الميسر}.
الآية واضحة نزلت في حق أهل الكتاب من اليهود و النصارى...
و المسلمون أليسوا أهل كتاب؟ أليس كتابهم هو القرآن الكريم بالإضافة إلى السنة النبوية...ألم يصبحوا شيعا و فرقا و أحزاب و مذاهب، و كل منهم{ ما عدا أأمتهم} يدعون أنهم على الحق المبين...و أن ما تبقى على ضلال أو تيه و متاهة و غير ذلك...
العلم...
العليم اسم من أسماء الله الحسنى و صفة من صفاته العليا... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11.
و ما علمناه من أمور الذرة و المجرة أليس من فضله جل و علا، و من إحسانه و جوده علينا...
الدين...
فهناك العديد من الأديان و البعض منها نزل من فوق سبع سماوات و منها نبت من الأرض كما تنبت الحشائش...
لكن المقبول عند الله عز و جل و هو "الإسلام" الذي بدأ مع آدم عليه السلام و انتهى مع آخر الأنبياء و المرسلين عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم أجمعين...
فمن أقر العلم هو من أقر الدين هو الخالق جل و علا...
فمن علَّمَ أن الماء يتبخر عند درجة حرارية معينة...هو من أحيى الأرض بعد موتها...هو من هدى باستور لكي يكتشف الميكروسكوب...هو من خلق الشيطان و زوده بآليات لا يعلمها إلا الله عز و جل ليكون للإنسان أكبر عدو...و منح "المتقين" السلاح الفتاك للانتصار عليه بالاستعادة...
فهل وصلنا درجة و مرتبة المتقين، حتى يستجيب لنا رب العزة بمجرد التلفظ بالاستعادة و القراءة التي لا تتجاوز الحناجر والألسن...؟
فهل العلم الذي علمنا رب العالمين، يقتصر على العبادات دون الاشتغال بالبذرات أو بالذرات أو بالقدرات؟
و هل الدين ليس علما بأحقية العبادة و من تجب له هذه الأحقية حتى يعبد، و هو من خلق الجن و الإنس للعبادة؟
هناك الإسلام {القرآن الكريم و السنة النبوية } هذه المصادر هي من عند الله جل علا، على أساس أن السنة النبوية هي من عند الذي قال فيه رب العالمين" {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4. وهذه في حد ذاتها لا تحتاج إلى دليل، لأنها هي الدليل و الحجة و البرهان على كل إنسان في يوم تشخص فيه الأبصار...
و ما يحتاج إلى الدليل هو فهمنا العقيم، فهمنا المتوارث على مدى قرون، و لا أوجه لك الخطاب، حتى لا تفهمي قصدي خطأ، و لا أوجهه لأحد بعينه،لكن الواقع ينطق بما فيه،ليقول الدين في واد و الأمة الإسلامية في واد آخر...و لما صدمنا الغرب بكل ما أوتي من ثقل جبروتي و طغياني، و علمي ، قلنا ما السبب؟ وجدنا أنفسنا ابتعدنا عن الدين، و جعلناه قراطيس فوق الرفوف... {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30.
فلو كان المنظور الإسلامي هو المنظور الذي من خلاله يرى الإنسان الكون و الحياة و العالم المحيط به،لما كانت هناك مشكلة،لكن الإنسان يرى بثقافته التي شربها من واقع مليء بالمتناقضات إلا من رحم ربي...
و مثال الجامعة الذي أشكرك على التذكير به قد مررت منه على أحسن حال و الحمد لله لأن ذاك من فضل ربي...و لم أقل أوتيته على علمي...
فثقافة الإنسان،أي ما يحمله الإنسان من معارف عن القرآن الكريم و السنة النبوية، هي معارف إن لم يجتهد في تحصيلها فستظل كما في مستواها الابتدائي،أي الوراثي...و من ثم تشكل،ثقافة المسلمين و ليست ثقافة الإسلام...لأن الإسلام هو الكتاب و السنة على المستوى النظري المعرفي، ثقافة المسلمين هي التطبيق الفعلي على أرض الواقع لتلك الثقافة؟
فهل ترين قرآنا يمشي على الأرض كما كان الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم....ستقولين أن ذاك النبي الرسول المعصوم...أقول لك نعم...و أضيف أليس قدوتنا و قمة التقوى و أعظم مثال يحتدا به؟
فما بالنا و قد أصبحنا في واد و القدوة في واد آخر، إلا من رحم ربي؟
و الله أعلم و أكمل...
أستغفر الله لي و لك و لجميع المسلمين...
و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...
المفضلات