الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
* سلسلة أحاديث الصباح و المساء: " تواصل الأم مع بنتها في كل المراحل".
+ إن العلاقات الأسرية في مجتمعاتنا الإسلامية تزدهر بشعار رباني هو " مودة و رحمة"، ولعل مانشهده اليوم من سلوكات مشينة وانفلات في العلاقات بين الوالدين و الأبناء، يجعلنا نتمعن رويا في الأسباب و المسببات بل ونبحث عن مواقع الخلل كي نحدد المرض لنسعى إلى محاولة علاجه، و رب قائل أننا علينا أن نلجأ للطبيب المتخصص في اصلاح الجانب النفسي عند الإنسان أي الطبيب النفسي، لكن و في كثير من الحالات قد لا يجدي هذا العمل شيئا، وبالتالي فإن الحل يقبع في الإنسان نفسه وهوقادر على علاج نفسه بنفسه ،ولواستدعى الأمر الاستعانة بآراء المهتمين بالعلاقات الإنسانية.
+ في هذا الباب، و من أعقد الأمور التي قد تصيب العلاقات الإنسانية بالأزمات، علاقة الأمهات ببناتهن خاصة في مرحلة المراهقة، ففي الزمن القديم كانت البنات يتصاحبن مع صديقات يسدين لهن النصح و يرافقهن في أهم أطوار الحياة خاصة أيام الدراسة، لكننا اليوم فقدنا الصديقة الصادقة و بالتالي فإن جل البنات يفضلن الانعزال ،و الاكتفاء بالضيف الغريب الحاسوب، و بعض الوظائف التي تستهوي الشباب خاصة :النت و الشات ومشاهدة الأفلام و التسجيلات المريبة،ترى كيف تتصرف الأمهات لمسايرة بناتهن في هذه الظروف الصعبة؟ وما هي المفاتيح التي يجب أن تتوفر عليها الأمهات، لكي يتمكن من حل جل المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها البنات في هذا السن الحرج؟
+ إن المبدأ الذي يحكم جل العلاقات التي تجمع الأبناء بالوالدين يتلخص في كلمة :" كن أو لا تكون" أما ما يمكن أن يحدث في وضعية تحتاج إلى الوعي بمشاكل الشباب، وماقد يتعرضوا إليه من تعثرات قد تؤدي إلى تدميرهم إذا لم يجدوا الجانب الأسري كي يساعدهم، لا تلاحظه كثيرا نظرا لعدم تعود الأمهات على هذه الوضعيات، و هكذا يمكننا أن نشهد الهروب من بيت الأسرة ،و إقامة العلاقات المشبوهة ،بل و الانحراف الناجم عن سوء المعاملة أو عدم فهم الطرف الآخر الذي يمر بمرحلة تحتاج لمن يأخذ بيده.
+ إن النداء الذي يجب أن نوجهه للأمهات في علاقاتهن ببناتهن، هوخطاب وليد مجموعة من التيارات و التوجهات التي يجب على الوالدين الالمام بها، و في هذا الصدد إننا في حاجة للأم التي تحتضن بنتها ولو أخطأت ،كما أنها يجب أن تفتح لها قلبها وتعاملها كصديقة ،كي تفضي لها ببعض الأسرار التي قد تأخد منعطفا انحرافيا إن لم تعالج في البداية، كما أن الدعاء الصادق و الدائم بالصلاح و النجاح لهو البلسم الشافي لكل مرض قديصيب القلب.
+ فاللهم ألطف بأبناءنا ،و اسلك بهم سبيل الرشاد وعلمهم أن ينصتوا للوالدين ،و أن يتبعوا وصاياهم حتي يسلكوا من كل غواية من وحي شيطان الإنس أم شيطان الجن، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يوفقهم لما يحبه و يرضاه إنه سميع مجيب و بالإجابة قدير، آمـــــــــــين.
الناصح الأمين: عز الدين بن محمد الغزاوي.