Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها فعلا؟؟


    2009.02.04 د. فيصل القاسم


    من المعلوم أن كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة أراد أن يسلخ تركيا عن كل أصولها القديمة، السياسية والثقافية والدينية، حتى أنه استبدل الكلمات والحروف العربية التي استخدمها العثمانيون لمئات السنين بالحروف اللاتينية الغربية. لقد كفر الرجل بكل التاريخ العثماني. وما زال الجدل قائماً بين الباحثين حول الدوافع التي حدت بأتاتورك لتوجيه مجتمعه غرباً رغماً عن جذوره الشرقية والإسلامية.

    فالبعض يرى أن أتاتورك كان يريد أن يلحق بركب الحضارة الغربية الحديثة والتبرؤ من الإرث الإسلامي الذي استلمه مريضاً في تلك الأيام، وذلك من منطلق أنه من الأفضل لتركيا أن تكون في مؤخرة العالم الغربي على أن تكون في مقدمة العالم الإسلامي. والبعض الآخر لم ير في أتاتورك سوى زعيم مفروض من الغرب، ومندّس، ودخيل، ولا علاقة له بتركيا. ويتساءل المفكر الفرنسي الشهير روجيه غارودي في هذا السياق: "ما علاقة النهج الذي فرضه كمال أتاتورك على الأتراك بثقافة هؤلاء الناس وتطلعاتهم حين نعرف أن أتاتورك تكــّون في فرنسا، وأقسم يمين الولاء للحزب الاشتراكي الراديكالي الفرنسي، وكان لا يقسم إلا بأوغست كونت وليون بورجوا؟"

    لقد أثبتت الأيام أن كلام غارودي في محله، فما أن أعطيت الفرصة للشعب التركي كي يختار انتماءه حتى بدأ يعود إلى جذوره الإسلامية، بدليل أن كل المحاولات الأتاتوركية العسكريتارية لعزل الإسلاميين ومحاصرتهم لم تنجح، فظل الإسلاميون يكرون ويفرون في وجه العسكر حتى تمكنوا أخيرا من استلام السلطة بجدارة.

    لكن السؤال المطروح هل وصل الإسلاميون إلى السلطة في تركيا رغماً عن أنف المؤسسة العسكرية العلمانية المتطرفة، أم بمباركتها لأغراض تخدم مصلحة تركيا بالدرجة الأولى، خاصة وأن العسكر التركي مشهور بانقلاباته على كل من لا يروق له؟ إن أصحاب هذه النظرية يرون أن السلطة التنفيذية في تركيا ممثلة بالحكومة تبقى بلا حول ولا قوة حقيقة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاستراتيجية الكبرى. بعبارة أخرى فهي عبارة عن سيف بلا نصل، وأنه لم يكن بإمكانها الانخراط في العالم الإسلامي بحيوية ملحوظة في الأعوام القليلة الماضية لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من المؤسسة العسكرية المسيطرة على التوجهات الاستراتيجية للبلاد. ويجادل أصحاب هذا الرأي بأن الحزب الإسلامي الحاكم ليس أكثر من رأس حربة في أيدي العلمانيين لاختراق المنطقة المحيطة بتركيا سياسياً واقتصادياً من أجل المصالح التركية. فقد وجد الجنرالات الأتراك أن هناك فراغاً خطيرًا في المنطقة بسبب الانحطاط العربي والتمدد الإيراني، فما كان منهم سوى الانفتاح على المنطقة كي يملؤوا الفراغ، ولم يجدوا أفضل من الإسلاميين للقيام بالمهمة لأسباب ثقافية وإسلامية معروفة.

    وبناء على هذا الرأي يرى البعض أن التعاطف الذي أبداه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الفلسطينيين أثناء العدوان الصهيوني على غزة يأتي في الإطار التركي المرسوم للانخراط في المنطقة المحيطة أكثر فأكثر والتغلغل فيها، خاصة وأن كل محاولات تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي باءت بالفشل، وأن أنقرة باتت مقتنعة بأفضلية لعب دور قيادي شرق أوسطي على أن تقضي عمرها كله واقفة كمتسول على أبواب الأوربيين.

    لكن هذا لا يلغي أبدًا حقيقة أن أردوغان كان أشرف من الكثير من الحكام العرب في انتقاده للهمجية الصهيونية وتضامنه مع منكوبي غزة، مهما تكن الأهداف التركية الخفية. ونتمنى من كل قلوبنا أن تكون عواطفه الإنسانية والسياسية الرائعة التي أبداها على مدى الأسابيع الماضية مع الفلسطينيين، وخاصة تقريعه العنيف لرئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في مؤتمر دافوس، نتمنى أن تكون نابعة من غيرة إسلامية لا سياسية استراتيجية تخدم في نهاية المطاف أصحاب القرار الحقيقيين في تركيا ألا وهم العسكر.

    إن الشعور العام لدى ملايين العرب أن أردوغان شخصية إسلامية عظيمة جديرة بكل الاحترام والتقدير والتبجيل في عالم إسلامي كثر فيه الذكور وقل فيه الرجال. ولا شك أيضاً أنه كان، برأي الملايين الذين شاهدوه يخرج من قاعة المؤتمر غاضباً، صادقاً في كل مواقفه من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة وصراعه مع بيريز في المؤتمر المذكور. لكن هل هو قادر فعلاً أن يميل بتركيا الإسلامية صوبنا فيما لو أراد رغماً عن رغبة الجنرالات الأتاتوركيين وارتباطاتهم المشبوهة؟ ألا يمكن أن يدفع غالياً ثمن ذلك الموقف التاريخي العظيم، بدليل أن هناك تسريبات لا ندري مدى مصداقيتها بأن المؤسسة العسكرية التركية غير راضية أبدًا عن تصرف أردوغان في مؤتمر دافوس. ونرجو أن تكون مجرد تلفيقات صهيونية، فقد أوردت تقارير لمراسلين يهود نشرتها بعض المواقع الالكترونية معلومات مفادها أن "الجيش التركي أعلن معارضته الصريحة لموقف أردوغان في مواجهة إسرائيل، وأن هناك تحضيرات إسرائيلية للانتقام من "تركيا / حزب العدالة" قد لا يكون العسكر الأتراك بعيدين عنه"، مما يؤكد نظرية الذين لا يرون تحولاً تركياً استراتيجياً باتجاه العالم الإسلامي والعربي، بل مجرد تكتيكات مصلحية مرحلية يوجهها العلمانيون، وهم مستعدون لضبطها فيما لو حادت عن الطريق المرسوم لها.

    لقد أعلن المتحدث باسم الجيش الجنرال متين غوراك أن "مصالح تركيا الوطنية يجب أن تكون لها الأولوية (على الموقف من القضية الفلسطينية)، لا سيما وأن تركيا تستخدم تجهيزات وعتادًا عسكرياً إسرائيلياً في محاربة حزب العمال الكردستاني، فضلا عن أن حجم التبادل التجاري بينها وبين إسرائيل وصل في العام الماضي إلى أكثر من ثلاثة ملايير دولار".

    ويذهب بعض النافذين على المستوى الأمني والعسكري في الدولة العبرية إلى حد المطالبة في الغرف المغلقة بتحريك "ورقة إسرائيل" الاحتياطية في تركيا (الجيش) تفادياً لأي تحول تركي حقيقي ضد إسرائيل يقوده الإسلاميون. ويرى أصحاب هذا التفسير أن إسرائيل كانت قد نجحت منذ وقت طويل في "تسريب العديد من الضباط اليهود المتعصبين صهيونياً إلى المفاصل الحساسة في الجيش التركي، وأبرزهم قائد القوات البرية الجنرال إلكر باشبوغ، الذي من المتوقع أن يخلف القائد الحالي للجيش في منصبه، والذي "ضُبط" من قبل الصحافة في حزيران / يونيو الماضي وهو يصلي أمام حائط المبكى في القدس، وهو ما أحدث ضجة كبيرة في تركيا"، حسب الموقع الذي أورد هذه المعلومات.

    وبناء على ذلك، لا بد أن نتساءل: هل يمكن أن نأمن جانب تركيا بوجود جنرالات أتاتوركيين أقحاح يصلــّون أمام حائط المبكى، ويمسكون بزمام السلطة العليا في البلاد، ويتخذون القرارات الاستراتيجية؟ هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها فعلاً، أم إن الذين يحكمونها بعيدًا عن تطلعات وثقافة أهلها الإسلامية، كما سماهم غارودي، ما زالوا يديرون الدفة من وراء الستار؟

    التعديل الأخير تم بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer ; 05/02/2009 الساعة 08:57 AM سبب آخر: فصل الفقرات

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (01): الأب. والأب البديل لهذه الأيتام

    أنظر إلى أماكن الصرع والقتل في العالم .. أين تقع؟
    لنأخذ أمثلة: فلسطين .. البوسنة .. العراق .. أفغانستان .. الصومال .. السودان .. مالي ..
    ألا ترون أنها كلها بلاداً إسلامية؟!
    هل من قبيل المصادفة أن الحروب كلها في دول إسلامية؟!
    سؤال بحاجة إلى إجابة!

    ألا تعني أن المسلمين اليوم كالأيتام على مائدة اللئام؟!
    ماذا لو ظهر أب لهؤلاء الأيتام؟
    هل يمكن للئام الاستمرار في هذا المشهد من المسلسل؟!

    أنظر إلى عالمنا العربي والإسلامي .. من يستطيع أن يلعب دور الأب؟!
    أنظر إلى وجوه الرؤساء العرب من المحيط إلى الخليج ..
    هل ترون أحداً يمكنه أن يلعب هذا الدور؟!
    هل يوجد أي قيادة تستطيع أن تقول بأن لها قدرات تستطيع قيادة الأمة؟!

    لنوسع الدائرة ..
    الدول الإسلامية ..
    الباكستان دولة نووية!
    لكن ليس لديها ..
    وهي لاهية في جارتها الهند (أهداف بديلة)
    وناسية التزاماتها نحو الأمة
    بل قيادتها لاهية في السرقات بعد أن وضعوا لصاً في سدة الرئاسة!
    ثم إن الباكستان يجب أن يظل لاهياً هكذا
    فهو كائن جارح
    والحوارج لا مزاح معها
    إلا إذا قصصنا مخالبها أو خلعنا أنيابها
    إن باكستان بحاجة إلى إعادة نظرتها وخططها الاستراتيجية ابتداء من الصفر، إن أرادت أن تلعب دوراً على مستوى الأمة!

    إندونيسيا لاهية أيضاً وغارقة في مشاكلها

    إيران في طورها لأن تكون جارحة
    عندها يمكن أن تحمي هؤلاء الأيتام
    وهذا ما يجب الحيلولة دونه
    وقيادتها جادة لا مزح معها

    تركيا خصية
    قيادة تركية واعية
    لكن لا خطر من خصي
    أن ترك المرء خصياً مع حريمه فلا يسال عنه كثيراً
    بالرغم من أن الرسول حرم دخول بعض الخصيان إلى الحريم
    لكن لكي تلعب دور الأب لهؤلاء الأيتام
    عليها أن تتخلص من حالة الخصي هذه
    فتقوم هذه القيادة بعملية زرع الخصية لبلادها
    لتسترد رجولتها
    فهل تستطيع هذه القيادة الحالية أن تقوم بذلك؟!
    هذا هو السؤال!
    فإن لم تستطع،
    فيمكن استخدامها كأب بديل
    ينفذ ما أريد
    وأواجه به الأب الحقيقي


    وبالله التوفيق،،،

    التعديل الأخير تم بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer ; 05/02/2009 الساعة 09:50 AM

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اسلام بدر الدين
    تاريخ التسجيل
    01/12/2008
    العمر
    43
    المشاركات
    511
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    أ. الحاج بونيف
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوع متميز
    أنا أعرف كثير من الشباب التركى.. وصدقنى عندهم تلك العاطفة الجياشة للعودة وبقوة للإسلام وأهله
    تخيل أن مُعظمهم يُعانى من تعنت آبائهم المتمسكين بغباء أتاتورك!!


  4. #4
    كاتب مستقل الصورة الرمزية جورج حداد
    تاريخ التسجيل
    10/12/2007
    العمر
    88
    المشاركات
    148
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    رجب طيب اردوغان وعبدالباري عطوان
    و"الدور العثماني الجديد" في مسرحية الشيطان
    جورج حداد*

    قبل ان ينجلي دخان حرائق الفوسفور الابيض وغيره من القنابل الذكية الاميركية؛ وقبل ان تغور تحت الانقاض حشرجات شهداء غزة المظلومين الابرار؛ وقبل ان تخفت صرخات الاطفال الممزقة اشلاؤهم والمصابين والمحروقين؛ وقبل ان تختنق صيحات الغضب والالم للامهات والآباء الثكالى والمكلومين؛ وأمام العيون الزائغة للسيد عمرو موسى، الامين العام لجامعة الدول العربية، والسيد بان كي مون، الامين العام لهيئة الامم المتحدة، وعيون مئات ملايين مشاهدي التلفزيون في العالم، انبرى السيد رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي، ليلقن الرئيس الاسرائيلي مجرم الحرب (الحائز على "جائزة نوبل للسلام" ـ طبعا!) شمعون بيريز، درسا في الموقف الانساني، وليقول له: انك تعرف تماما كيف تقتلون الاطفال! وفيما رجب طيب اردوغان يغادر خشبة المسرح الصهيوني العالمي في دافوس، كانت حرمه المحترمة السيدة امينة في الكواليس تذرف الدموع بحرقة على اطفال فلسطين الممزقين.

    ولدى عودة اردوغان الى تركيا، استقبلته الجموع الغفيرة استقبالا "يليق بمحمد الفاتح" (تشرفنا!) حسب تعبير الكاتب التقدمي عبداللطيف مهنا. وتردد التصفيق لرجب طيب اردوغان في كل ارجاء الوطن العربي الكبير.
    XXX

    على المستوى الشخصي البحت، لا يسعنا الا ان نحيي الموقف الانساني النبيل للسيد اردوغان، الذي عبر عن المشاعر الحقيقية لعشرات ملايين المواطنين الاتراك الشرفاء، المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني المظلوم والقضية العربية العادلة، كما عبر عن مشاعر الجماهير الشعبية العربية ذاتها، التي خذلها تقاعس وتواطؤ غالبية الانظمة العربية الرجعية والدكتاتورية، النفطية وغير النفطية.

    واننا نريد ان نصدق ان السيد اردوغان هو صادق تماما في هذا الموقف، مثله مثل اي ممثل يعطى دورا انسانيا في مسرحية ما، فيجيد تمثيل دوره الى حد الانسجام والتماهي مع ذلك الدور، فيذرف دموعه ويستدر دموع المشاهدين.
    ولكن هذا لا يمنع، بل يقتضي تماما، النظر بتجرد وموضوعية الى المسرحية ككل، وتقييمها ككل. اي انه ينبغي تقييم الدور المعين للممثل المعين من خلال تقييم المسرحية ككل واهدافها العامة او هدفها الرئيسي؛ وليس العكس.
    XXX

    ومسرح "الشرق الاوسط الكبير"، كما سماه الرئيس الاميركي المغادر جورج بوش، هو اكبر مسرح سياسي في التاريخ المعاصر للعالم.

    ويعطينا هذا المسرح الكثير من الدروس والتجارب المريرة، التي تدور حول ألعبانيات السياسة الامبريالية العالمية. ومن ابشع هذه الدروس في الوقت الحاضر الدور المتناقض ظاهريا الذي تقوم به الولايات المتحدة الاميركية: ففي الوقت الذي يعتبر فيه الشيطان الاكبر (حسب تعبير الامام الخميني رحمه الله) اي اميركا، الحليف الستراتيجي الرئيسي لاسرائيل، وغالبية الاسلحة "الاسرائيلية" المحرمة وغير المحرمة التي تفتك بالاطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين والعرب هي اميركية، فإن اميركا (تعا تفرج يا سلام!) هي نفسها التي تضطلع بدور "الوسيط" وراعي "مفاوضات السلام" بين اسرائيل وبين السلطة الفلسطينية والدول العربية.

    واذا ابتعدنا قليلا عن تركيا، وعن اللحظة الراهنة، وعدنا بالزمن قليلا الى الوراء من المفيد جدا، للمقارنة وحسب، ان نأخذ تجربة المقاومة في الاردن، بعد حرب حزيران 1967:

    ـ في كتابه المعنون "كلام في السياسة"، فإن محمد حسنين هيكل، الذي هو احد اكبر العارفين بالسياسة الاميركية في "الشرق الاوسط الكبير" لانه احد كبار مستشاري طباخيها الكبار؛ ـ في ذلك الكتاب يتحدث هيكل مطولا عن الملك الاردني الراحل حسين بن طلال، ويقول عنه حرفيا في الصفحة 135 من الكتاب المذكور: "انه على طول الفترة الممتدة من سنة 1957 الى سنة 1977 كان اسم الملك حسين على قائمة المرتبات السرية في وكالة المخابرات المركزية الاميركية". وكان المخصص السري للملك الراحل مليون دولار في السنة، خارج نطاق المساعدات التي تقدم للدولة الاردنية. ويقول هيكل ان الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر اوقف ذلك المرتب الخاص، على اعتبار ان جلالته لم يعد بحاجة اليه اذ اصبح من اغنياء المنطقة.

    طبعا ان وكالة المخابرات الاميركية خصوصا، والدولة الاميركية عموما، ليست اي منهما جمعية خيرية لتقديم المساعدات للملوك والحكام العرب والمسلمين "المحتاجين" والدول العربية والاسلامية "المحتاجة". وهما لا تدفعان لاحد "حسنة" لوجه الله بدون اي مقابل. وهذا يعني ببساطة ان الملك الراحل كان له "بزنس" او "شغل" او "دور" خاص يؤديه في السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، وهو ما يتناوله هيكل بشيء من التفصيل في كتابه المذكور، ومن ذلك دور جلالته في حرب حزيران 1967. وفي ذلك يقول هيكل "وفجأة يوم الثلاثاء 30 مايو (اي قبل 5 ايام من الحرب ـ ملاحظة مني: ج.ح.) وصل الملك حسين الى القاهرة يطلب اجتماعا مع جمال عبدالناصر قائلا: "ان الشعب الاردني لن يسمح له بأن يظل بعيدا عن المعركة رغم اي خلافات سبقت، ثم انه هو نفسه ـ مع شعب الاردن ـ لا يستطيع ان يقف متفرجا في معركة عربية مقدسة" (المرجع ذاته ـ ص ص 129 ـ 130).

    ويقدم هيكل شرحا موجزا لـ"الدور" الذي لعبه الملك حسين في حرب حزيران 1967، ومما يقوله ـ استنادا الى (محضر مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم 2 يونيو 1967): "ان الملك حسين قابل ضباطا اسرائيليين على مستوى عال في الاردن يوم 26 مايو 1967 وأنهم ابلغوه بشكل ما هو قادم دون تفاصيل، وتركوا له مسئولية اختيار موقفه مع تحذيرات له بألا يتدخل فيها". (اي ان سفر جلالته الى القاهرة بعد اربعة ايام كان "دورا" في المسرحية، ليس الا! ـ ج.ح.).

    ولسنا بحاجة الى التذكير بالهزيمة الماحقة التي حلت بالجبهات العربية في حرب الست الساعات (التي تسمى خطأ حرب الستة الايام) في 5 حزيران 1967. ولسنا نعجب لهكذا نتيجة لهذه الحرب، اذا كان احد اركانها جلالة الملك حسين (نزيل لائحة المرتبات السرية لدى المخابرات المركزية الاميركية)، واذا كان المستشار الاول للزعيم الراحل جمال عبدالناصر واليد اليمنى واليسرى له شخصيات مثل محمد حسنين هيكل وعبدالحكيم عامر ومحمد انور السادات، ولكل منهم "دور" في المسرحية.

    وطبعا ان "دور" جلالة الملك حسين لم يتوقف مع هزيمة حزيران 1967. فبعد الهزيمة الشنيعة للجيوش النظامية العربية، التي راح جنودها وضباطها الشرفاء ضحايا لقياداتهم السياسية والعسكرية؛ بدأ العمل الفدائي الفلسطيني يبرز بشدة، وطرحت موضوعة "المقاومة الشعبية" و"الحرب الشعبية" كبديل تاريخي عن الحرب النظامية. واخذ العمل الفدائي يستقطب الجماهير الفلسطينية خاصة والعربية عامة. وطبعا ان محمد حسنين هيكل نزل يومها بقضه وقضيضه ليهاجم ويفند "المقاومة الشعبية" و"الحرب الشعبية" واستخدم كل اسلحته الاعلامية والاستخباراتية، البرية والبحرية والجوية، للطعن في العمل الفدائي الذي لم يكن يجد له فائدة او دور سوى ان يكون جزءا ملحقا او تابعا للجيوش النظامية العربية، كأي فرقة كوماندوس في اي جيش نظامي، حتى جيش فيجي او جيش جيبوتي. ويتجنب هيكل الدخول في "دور" جلالة الملك في ضرب المقاومة الفلسطينية في الاردن تلك الايام. ومع انه ليست لدى امثالنا "اسرار الآلهة" التي يمتلكها الاستاذ هيكل، الا اننا نسمح لانفسنا بأن نسلط الضوء على ما جرى حينذاك، لمحاولة فهم بعض ما يجري اليوم: بعد هزيمة حزيران اخذ العمل الفدائي الفلسطيني يشتد ويقوى، وكان يتميز بالسرية شبه التامة، اي لا استعراضات، ولا حب ظهور، ولا "جداول قبض" ولا امتيازات ولا "ابوات" ولا مكاتب ولا مصالح شخصية وفئوية؛ بل تضحيات وعمليات فدائية ضد العدو. ولم يكن الفدائي يعرف الا بعد استشهاده. وبطبيعة الحال بدأت، بحكم الامر الواقع، تنشأ علاقات كفاحية وشيجة بين الفدائيين على الارض، وبين جنود وضباط الجيش الاردني المرابط خصوصا على الحدود. ومعلوم ان الجيش العربي الاردني يتألف بشكل رئيسي من ابناء الشعب الفلسطيني المجنسين اردنيا، ومن ابناء العشائر التي تتميز بولائها للقصر الملكي، من جهة، وبتمسكها باصالتها وتقاليدها العربية وبالتالي عدائها العميق لاسرائيل من جهة ثانية. وقد تجلت العلاقات الكفاحية بين وحدات الجيش الاردني الباسل وبين الفدائيين الفلسطينيين الابطال في معركة الكرامة التي وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن. وكانت نتيجة التلاحم الكفاحي بين الفدائيين الفلسطينيين والقوات الاردنية، ايقاع هزيمة منكرة بالقوات الغازية الاسرائيلية، التي بادرت الى طلب وقف اطلاق النار لاول مرة في تاريخها، وتركت قسما كبيرا من معداتها واصاباتها في ارض المعركة.

    ونشأ حينذاك خطر كبير على المخططات الامبريالية ـ الصهيونية وهو ان يتحول الاردن الى ما سمي حينذاك "هانوي عربية".

    فكيف كان الرد على هذا الخطر؟!

    ـ تقدم جلالة الملك حسين الى مقدمة المسرح لابسا الكوفية الفدائية ورفع شعار "كلنا فدائيون!".

    فصفق له الشعب الفلسطيني والوطن العربي من اقصاه الى اقصاه، كما يصفق الان "للعثماني الطيب" رجب طيب اردوغان.
    وكان الهدف الاول من هذه الحركة المسرحية اخراج العمل الفدائي من السرية. فماذا كانت النتيجة؟

    ـ بدأت مسيرة المظاهر الفارغة والفساد والافساد (التربة الصالحة لاختراق المقاومة وتغلغل كل اجهزة المخابرات، بما فيها خاصة الاسرائيلية والاميركية).

    ـ وبدأ التطاول المفتعل السياسي والامني والعسكري، الشكلي والفعلي، على "السيادة الاردنية" (من شعار "كل السلطة للمقاومة" الذي رفعه بعض "اليساريين الطفوليين / المشبوهين"، تقليدا ببغاويا لشعار "كل السلطة للسوفيات" الذي رفعه البولشفيك في روسيا سنة 1917) الى "المربعات الامنية" والحمل العلني للسلاح بدون ترخيص من الاجهزة الاردنية المختصة الخ.

    وهكذا نشأت "ازوداجية سلطة" مهدت تماما لتحقيق الهدف الثاني من الشعار المسرحي "كلنا فدائيون!"، وهو ايقاع التصادم بين اخوة السلاح: الفدائيين الفلسطينيين والجيش الاردني. وهو ما وجد انفجاره الاكبر في مجزرة "ايلول الاسود سنة 1970"، التي ادت الى اتخاذ قرارات ضمن اطار جامعة الدول العربية، لـ"حماية" المقاومة الفلسطينية بإبعادها الى لبنان، حيث كانت "قوات" حزب الكتائب و"النمور الاحرار" الشمعونيين يشحذون سكاكينهم للاجهاز على تلك "الخراف الضالة"، باسم "السيادة اللبنانية" هذه المرة. ولكن نهوض الحركة الوطنية اللبنانية حينذاك بقيادة كمال جنبلاط، وحركة المحرومين الشيعية بقيادة الامام موسى الصدر، هذا النهوض غير المتوقع عطل انجاز سيناريو استكمال ذبح المقاومة الفلسطينية على الارض اللبنانية. وكان ذلك احد الاسباب لان يدفع كل من كمال جنبلاط والامام موسى الصدر حياته، على الايدي القذرة لآخرين من اصحاب "الادوار"، المتجلببين ايضا بعباءات العروبة والصمود والتصدي الى آخر المعزوفة.

    وفي كتاب "كلام في السياسة" يصف لنا هيكل حالة الضيق التي كان يعاني منها الملك حسين لعدم حصوله على الدعم الكافي من الحكام العرب اثناء مجزرة ايلول 1970 ويقول حرفيا (ص 136): "وضغط الملك على كلامه وهو يقول: "اذا كان بينهم من يتصور أنني اتصرف في سياسة الاردن من موقف يملك ترف الاختيار فهو "يكذب". انني اعرف ان هناك من ينتظر حركة "غير مسئولة" اقوم بها ثم يتخذها ذريعة لابتلاع البلد كله، وساعتها سوف اسمع وأقرأ بيانات تنديد ويذهب الاردن الى حيث ذهبت فلسطين قبله. هل هذا ما يريده مني..!! (وذكر الملك بعض الاسماء)!".

    وفي هذا الكلام للملك الراحل حسين تلميح يدافع به عن نفسه انه انما قام بضرب المقاومة الفلسطينية في الاردن، لعدم تبرير الاحتلال الاسرائيلي للاردن، كما احتلت فلسطين. وأيا كانت مشاعر ونوايا الملك حسين حينما طار الى القاهرة في 30 ايار 1967، وأيا كانت مشاعره ونواياه حينما رفع شعار "كلنا فدائيون!" بعد معركة الكرامة في اذار 1968، فيبقى ذلك من ضمن التقييم الشخصي له الذي لا يقدم ولا يؤخر في التقييم العام للمسرحية الشيطانية الاميركية، ووجهها التراجيدي العربي؛ اما "الهدف" العام الذي اضطلع به قيامه بـ"دوره" فهو لا يخرج عن مجمل "المسرحية"، بل هو جزء لا يتجزأ منها.
    XXX

    طبعا اننا لا نريد الان، وربما لا يحق لنا، ان نتهم السيد رجب طيب اردوغان في نواياه ومشاعره الشخصية الانسانية تجاه اطفال فلسطين والشعب الفلسطيني خاصة والعربي عامة. ونحن نتمنى ان يكون صادقا في تلك المشاعر والنوايا، وان يسير بها الى خواتيمها الطبيعية، اي يحولها من مشاعر ونوايا انسانية مجردة، الى مواقف سياسية ملموسة تدفع به وبالنظام التركي الى اتخاذ مواقف جذرية ضد كل ظلم انساني مارسته وتمارسه الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية، واحد حلفائهما التاريخيين ونعني به الدولة التركية ذاتها، وريثة الامبراطورية العثمانية، التي سبق لها ومارست كل اشكال الظلم والاستعباد والقهر والابادة ضد العرب والاكراد والارمن واليونانيين وشعوب البلقان، والتي استعمرت البلاد العربية مدة اربعماية سنة بالتمام والكمال وجعلت منها قاعا صفصفا وشعوبا متفرقة ايدي سبأ، فقيرة معدمة وضعيفة، اي "حضـّرتها" تماما لـ"استقبال" الاستعمار الاوروبي الحديث ولتحويل فلسطين الى "وطن قومي يهودي".
    ولكن اذا كنا لا ننوي اقل نية التجني الشخصي على السيد رجب طيب اردوغان، فهذا لا يمنع اي مراقب ومحلل سياسي موضوعي ان يطرح علامة استفهام حول ما ترسمه الستراتيجية الامبريالية الاميركية من دور "عثماني جديد" لتركيا، برجب طيب اردوغان شخصيا، او بدونه.

    وفي رأينا المتواضع ان الستراتيجية الاميركية لا تقف مكتوفة الايدي امام المتغيرات الفلسطينية والعربية والعالمية، بما فيها المتغيرات داخل اميركا بالذات. وانها ـ اي الستراتيجية الاميركية ـ تسعى لتغيير وتنويع اساليبها ومقارباتها لمتابعة سياسة الهيمنة على المنطقة والعالم بأشكال وتاكتيكات وسياسات جديدة، تحمل كثيرا من الديماغوجية والتضليل، واكثر من نية الغدر المبيت والمغلف بأطيب النوايا. ويكفي ان نشير الى الوقائع التالية:

    1 ـ ان اميركا هي ابشع وافظع دولة استعمارية في التاريخ العالمي، قامت بالاساس على ابادة سكانها الاصليين (الهنود الحمر) واغتصاب ارضهم، ثم استعباد الزنوج الافارقة. وبالامس القريب فقط تم اغتيال الزعيمين الزنجيين مالكولم اكس (في 1965) ومارتن لوثر كينغ (في 1968)، اللذين كانا يطالبان بالمساواة وازالة التمييز العنصري بين البيض والسود. ولكن امام الفشل المتوالي للسياسة الاميركية في الداخل والخارج: هزيمة فيتنام، نوبات الازمة المالية والاقتصادية المزمنة، الفشل الذريع لما سمي الحرب على الارهاب وخصوصا الورطة الاميركية في العراق، بداية انهيار الحصار الاميركي الغاشم على كوبا وبداية انحسار النفوذ الاميركي في اميركا اللاتينية، الخ.؛ كل ذلك يدفع الادارة السياسية الاميركية الى تغيير اساليبها ووضع الاقنعة والمساحيق على وجهها البشع. ومن اخبث اشكال "التغيير" في السحنة الاميركية هو صبغها باللون الاسود، للتضليل واستدرار العطف وتحسين وجه اميركا، من جهة، وللاستعداد للانقضاض الوحشي على القارة الافريقية في السنوات القادمة. ومنذ التسعينات من القرن الماضي بدأنا نشهد تسريب بعض الوجوه الافريقية المدجنة الى الطوابق العليا للادارة الاميركية: كولن باول، غونداليزا رايس، واخيرا دخل البيت الابيض ذاته وجه افريقي ـ مسلم (ولو بالاسم) هو باراك حسين اوباما. وحتى الموسوعة الالكترونية المحترمة "ويكيبيديا" تقع في الفخ وتقول: "يعتبر كثيرون ان رسالة لوثر كينج قد تحققت وان التفرقة العنصرية قد انتهت في اليوم الذي فاز به باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية 2008". بل ان الحزب الجمهوري نفسه (حزب جورج بوش) بدأ يرقص على الاسطوانة نفسها حيث قام مؤخرا بانتخاب رئيس له، افريقي الوجه، لم يتسن لنا بعد "شرف" حفظ اسمه.

    فهل ان السياسة الامبريالية الاميركية قد تغيرت فعلا؟

    ـ كلا! ان العصابة الانغلو/ساكسونية ـ الماسونية ـ الصهيونية التي تحكم اميركا، لا تزال هي نفسها، ولكنها كانت مضطرة للتغيير في اساليبها وادواتها واشكال عملها. وهذا لا يعني ابدا انها ستكون اكثر "رحمة" تجاه ضحاياها، بل ستكون اكثر خبثا في القضاء على من ينخدع بها. فاذا كان، للمثال والعبرة، الشهيد الشيخ احمد ياسين قد قتل بشكل وحشي بصاروخ اميركي؛ فإن الشهيد ياسر عرفات الذي خدع بمبادرة "اوسلو" ومفاوضات "السلام" قد قتل بشكل "حضاري" بالسم التدريجي وسار قتلته انفسهم في جنازته واخذوا التعزية به رحمه الله. اي ان المطلوب الان ليس الانخداع بالادارة الاميركية، بل اخذ الحيطة اكثر من اساليبها الملتوية التي ستنتهج اكثر فأكثر سياسة "فرق تسد" و"تلبيس الذئب جلد الحمل" و"وضع السم في الدسم".

    2 ـ منذ نشوء "نظام سايكس ـ بيكو"، الذي يضم الكيانات القطرية العربية، من جهة، ودولة اسرائيل، من جهة ثانية، عاش هذا النظام الازدواجي الاسرائيلي ـ العربي، على استراتيجية التداعم المتبادل بين الطرفين، انطلاقا من الدعم الامبريالي العالمي لاسرائيل؛ فكانت اسرائيل تتقوى وتتوسع عن طريق شن الحروب الدورية المظفرة على الدول العربية، التي تستخذي وتنبطح امامها؛ وكانت الانظمة العربية تستحلب الاقتصادات العربية لبناء الجيوش وشراء الاسلحة وفرض انظمة الطوارئ والاحكام الدكتاتورية، بحجة مواجهة اسرائيل ومنع احتلالها المزيد من الاراضي العربية. وكان من الواضح ان اسرائيل لا تستطيع ان تحتمل هزيمة واحدة، لانه حينذاك سيبدأ العد العكسي بالنسبة لوجودها. ولكن الانظمة العربية كانت ايضا حريصة على عدم مجيء اليوم الذي تهزم فيه اسرائيل، لانه يعني ايضا بداية العد العكسي لهذه الانظمة السايكس ـ بيكوية ذاتها، لانه ينزع من يدها الحجة الاساسية لتبرير وجودها، اي حجة المواجهة المزعومة للخطر الاسرائيلي. وقد تجلى ذلك بوضوح في حرب تشرين 1973؛ فبعد ان عبرت القوات المصرية البطلة قناة السويس وحطمت خط بارليف، وكان من شأن الاستمرار في المعركة اختراق الحدود المصرية ـ الاسرائيلية، في الجنوب، وتهديد شمال اسرائيل في الجبهة السورية، تمت الموافقة على وقف اطلاق النار، لمنع انزال هزيمة واضحة باسرائيل. مما سيؤدي حتما الى زعزعة كيانها الاغتصابي، من جهة، والى اسقاط الحجج لاستمرار الاحكام العرفية والطوارئ في البلدان العربية، وبالتالي فتح الطريق لزعزعة انظمة الحكم الدكتاتورية العربية السايك ـ بيكوية، من جهة ثانية.

    3 ـ ان ما لم تفعله الانظمة العربية مجتمعة، اي تحقيق ولو "نصر واحد" ضد اسرائيل؛ قد فعلته اخيرا المقاومة الوطنية الاسلامية في لبنان (في حرب تموز 2006)، والمقاومة الوطنية الاسلامية في غزة (في حرب كانون الثاني 2008). وامام الفشل الذريع للجيش الاسرائيلي في تحقيق اهدافه العسكرية السترايتجية (ضرب المقاومة) وحتى التاكتيكية الصغيرة (تحرير جندي او جنديين من اسرى العدو)، لجأ الى استخدام سياسة ارهاب الدولة بأبشع وافظع الاشكال، من اجل تدفيع الجماهير الشعبية ثمنا باهظا لدعمها خيار المقاومة، الذي اصبح الخيار الوحيد الممكن لدى الشعب الفلسطيني والامة العربية. ومهما اختبأ قادة العدو، والقادة الاميركيون جميعا، الذين هم عمليا قادة قادة العدو، ـ مهما اختبأوا خلف اعذار سخيفة مثل عبارة "الاخطاء" (التي رددها جورج بوش وغونداليزا رايس وشمعون بيريز وتسيبني ليفني وكل افراد هذه العصابة المتوحشة المعادية للانسانية جمعاء)، لتبرير قتل الاطفال والمدنيين والاهداف السلمية كالمعابد والمعاهد ومساكن الفقراء والمستشفيات وحتى مقرات الامم المتحدة؛ فإن هذا لن يعفيهم من المسؤولية المباشرة عن اعطاء الاوامر والتخطيط لارتكاب هذه الجرائم بدم بارد. وهذا ما يستثير ضدهم العالم كله، حتى احفاد سلاطين بني عثمان وتيمورلنك وجنكيزخان.

    4 ـ يقول كارل ماركس "ان البرجوازية تخلق حفار قبرها بيدها" (اي تخلق البروليتاريا)؛ اي انه لا يمكن وجود النظام الرأسمالي، والطبقة البرجوازية فيه، الا بوجود البروليتاريا اي الطبقة العاملة فيه. والبرجوازية لا تخلق فقط "حفار قبرها" بل وتخلق له "الرفش" الذي سيحفر لها به قبرها. والرأسمالية والاستعمار والامبريالية تستخدم الاعلام والاتصالات والمواصلات من اجل مصالحها ومن اجل التضليل والديماغوجية؛ ولكن الاعلام والاتصالات والمواصلات هو سلاح ذو حدين، ويمكن ان يستخدم ضد الرأسمالية والاستعمار والامبريالية، اذا وقع بأيدي اعدائها. والرأسمالية والاستعمار والامبريالية لا تستطيع، بحكم وجودها، ان تلغي الاعلام والاتصالات والمواصلات. وفي وقت مضى استخدم الثوريون الروس وجود المطبعة والسكك الحديدية، لاصدار اول جريدة ثورية وتوزيعها في كافة ارجاء روسيا القيصرية، وسموا تلك الجريدة "ايسكرا" (الشرارة) وقال لينين زعيم الثورة الروسية "من الشرارة ينطلق اللهيب". وطبعا انه كان بامكان القيصرية الروسية اعتقال واعدام المئات والالوف من الثوريين الروس، ولكنه لم يكن بامكانها الغاء صناعة الطباعة وصناعة السكك الحديد. واليوم يتقدم الاعلام والاتصالات والمواصلات بشكل لا سابق له في التاريخ، ويتحول الى اعصار حقيقي سيساعد على جرف الرأسمالية والاستعمار والامبريالية التي اوجدته كسلعة؛ لقد ولى الى غير رجعة الزمن الذي تستطيع فيه اميركا ان تقتل 112 مليون هندي احمر في غفلة عن العالم. لقد لطخت دماء اطفال قانا وغزة كل شاشات التلفزيون في العالم، بما فيها التلفزيونات الاميركية التجارية والاسرائيلية العنصرية، وتدحرجت رؤوس الاطفال واشلاؤهم المقطعة في بيوت مليارات الناس في الكرة الارضية، ولم يعد بامكان مجرم محترف مثل شمعون بيريز واسياده الاميركان ان يدافعوا عن انفسهم. ولم يعد بامكان الانظمة العربية ان تدافع عنهم بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والعربية، كما قضى الملك حسين على المقاومة الفلسطينية في الاردن سنة 1970. ولهذا فهم يزجون الان في الميدان احد احتياطيهم الستراتيجي الرئيسي، وهو "العثمانية الجديدة".

    وفي هذا السياق يأتي "دور" النظام التركي، باردوغان وبدون اردوغان. حتى كاتب ألمعي ووطني فلسطيني عربي مثل عبدالباري عطوان (وليس وحده طبعا) يقع في الفخ ويقول عن اردوغان متباهيا (في مقالة بعنوان "انسحاب اردوغان درس للعرب" منشور على موقع (اصدقاء القصة السورية SyrianStoryFriends@yahoogroups.com): "ويستند (اي اردوغان ـ ج.ح.) إلى تراث اسلامي عريق لا يخجل منه بل يتباهى به، وانعكس في قوله انه واحد من أحفاد الامبراطورية العثمانية".

    وفي المعنى نفسه يقول الكاتب التقدمي عبداللطيف مهنا في موقع arabic@kanaanonline.org : "لم يكن أردوغان، أو السيدة أمينة قرينته التي أجهشت بالبكاء لوقاحة بيريز واصفة مزاعم سفاح قانا بأنها "كلها أكاذيب"، سوى انعكاس لوجدان أحفاد العثمانيين الذين استقبلوا في مطار أسطنبول زعيمهم العائد من دافوس بما يليق بمحمد الفاتح...... غضبة أردوغان و رفضه للإهانة، وما أبكى السيدة أمينة، وبالتالي ما دفع الأتراك إلى استقبال رئيس وزرائهم العائد إلى غير رجعة لدافوس الصهاينة بما يليق بسلاطين بني عثمان...! دماء غزة،... نبهت أمة من غيبوبتها القسرية... شطبت ما يقارب القرن من أثقال مواريث الأتاتوركية و أعادت الأتراك إلى بيئتهم وجذورهم وهويتهم...".

    ـ ماذا يعني هذا "التخبيص" السياسي والفكري "التاريخي" اللاانساني؟
    ـ هل ان قضيتنا الوطنية الان هي قضية "عثمانية جديدة"؟ هي قضية "محمد الفاتح" وبعث الامبراطورية العثمانية تحت الوصاية الاميركية والشراكة اليهودية ـ الصهيونية؟
    ـ أليس هذا هو "الشرق الاوسط الكبير الجديد" الذي تريده الادارة الاميركية؛ بعد ان سقطت معادلة سايكس ـ بيكو: اي معادلة الدعم المتبادل بين اسرائيل والانظمة القطرية العربية؛ فتعمل اميركا الان على ادخال تركيا في اللعبة لحماية اسرائيل من المقاومة، من جهة، وحماية الانظمة العربية من السقوط، من جهة ثانية، عن طريق اشراك تركيا "الجديدة" و"المتعاطفة مع العرب" في نظام امني جديد في المنطقة، "تقبله الجماهير العربية ذاتها"، يمنع "التعدي" على اسرائيل، ويمنع تعديات اسرائيل، ويحافظ على "السلام" و"الاستقرار" و"الدمقراطية" في الشرق الاوسط الكبير؟
    ـ وهل ستكون هذه "التركيا الجديدة" حمامة سلام فعلا، وصديقة للعرب فعلا، ام انها ستكون "عثمانية جديدة" لا اكثر ولا اقل؟

    وكل من يريد ان يقنعنا بالعثمانية الجديدة، ليتفضل اولا ويبرر لنا ويقنعنا بالعثمانية القديمة:

    ـ حينما ضرب جماعة "تركيا الفتاة" اللبنانيين بالمجاعة، وناح جبران خليل جبران من بعيد في "مات اهلي"، ذهب بعض الوجهاء اللبنانيين من آل سرسق الى جمال باشا السفاح ليسترحموه على ابناء بلدهم، فقال لهم "وهل اكلت الام ابنها الميت؟" فلما اجابوه بالنفي (علما ان مثل هذه الحادثة وقعت في الكورة في شمال لبنان، كما تروي لي والدتي رحمها الله)، قال لهم بسادية "اذن، لم يحصل شيء بعد!". اهذه هي العثمانية التي يريدنا ان نعود اليها عبدالباري عطوان وعبداللطيف مهنا، سامحهما الله؟!

    ـ وهل علينا، دفاعا عن اطفالنا وجماهيرنا، ان نتبنى الموقف التركي، بما فيه موقف اردوغان، من المذابح الوحشية التي نفذت ضد الشعب الارمني المظلوم؟ (في مطلع الخمسينات، وكنت فتى يافعا، روى لي شيخ ارمني انه حينما كان في سني حينذاك كان في عداد قطيع بشري ارمني من الفارين من المذابح، وان قطيعهم سار بمحاذاة نهر دجلة باتجاه بغداد (حسب روايته)، وهم جياع منهكين حفاة وشبه عراة وبعضهم عراة تماما، اذ كانوا يعطون الالبسة للنساء منهم. ويقول ذلك الشيخ انهم حينما وصل "القطيع" الى مشارف بغداد فرحوا فرحا شديدا، لعلمهم ان العرب يختلفون عن الاتراك العثمانيين، وان اهل بغداد خرجوا اليهم وآووهم".

    وكل ما يريده الاميركيون الان هو ان ينتقل الفلسطينيون والعرب الى "المواقع العثمانية"، لا ان ينتقل احفاد العثمانيين الى "المواقع الارمنية والفلسطينية والعربية".

    واذا لا سمح الله انتقلنا الى "المواقع العثمانية" كما يريد الاميركيون والصهاينة فهذا يعني، على الاقل:
    1 ـ تبرير كل جرائم الصهيونية؛ لان العثمانية والصهيونية والهتلرية هي مظاهر مختلفة للوحشية المعادية للانسانية ليس الا.
    2 ـ ضرب العلاقات النضالية مع ايران ـ الشيعية.
    3 ـ تفكيك المجتمع العربي، بدءا بممارسة الاضطهاد لما يسمى الاقليات المذهبية والدينية والعرقية (الشيعة، المسيحيين، الاكراد، الارمن وغيرهم).
    4 ـ تحطيم ودوس فكرة العروبة ذاتها التي يكن لها العثمانيون اشد الكره والاحتقار.
    5 ـ تدمير كل ما هو حضاري وانساني في الرسالة الاسلامية السمحاء، والابقاء من الاسلام السلطوي الشكلي فقط على فتاوى مثل تلك الفتوى التي اجازت للسلطان سليم الاول فتح مصر بحجة ان مصر هي بلد نجس لان اهلها يشربون من مياه النيل، الذي يبول فيه الكفار.
    6 ـ وضع العرب اصحاب القضية العادلة بوجه العالم كله، لانه اذا اصبح الصراع بين "عثمانيين" و"صهيونيين" فإن جميع احرار العالم وجميع الشعوب المعادية للامبريالية والصهيونية لن تعود تقف الى جانبنا، لان التجربة التاريخية تثبت ان "العثمانية" هي سباقة على الصهيونية والهتلرية ذاتها، في المظالم والمجازر والوحشية. وليس من شعب حر في العالم يريد ان يتخلص من الامبريالية والصهيونية كي يقع في براثن العثمانية.
    XXX

    اذا كان السيد رجب طيب اردوغان صادقا في موقفه الانساني ضد الوحشية الصهيونية، فليتفضل و"يكمل معروفه" ويعترف بالمجازر والمظالم التي انزلتها تركيا العثمانية والاتاتوركية والاردوغانية، بالارمن واليونانيين وشعوب البلقان والاكراد والاشوريين والمسيحيين والشيعة والمسلمين السنة العروبيين العرب؛ والى جانب الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل (لاجل الجولان) ليتفضل اردوغان وليعد لواء الاسكندرون السليب الى سوريا، وليتفضل وليوقف الظلم والقهر المستمر ضد الشعب الكردي بحجة مكافحة "ارهاب الـPKK"؛ وليتفضل وليعد ملايين الارمن واليونانيين الى بيوتهم واملاكهم واراضيهم الاصلية، وليتفضل وليعترف بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وغير ذلك من المستحقات التاريخية والراهنة على تركيا من عثمان الاول حتى اخر اردوغان.
    XXX

    ان الجراح العميقة التي حفرتها الوحشية العثمانية في الماضي في ضمير الانسان العربي، لم تدفعه الى التخلي عن انسانيته؛ ويذكر عشرات الشهود العيان من الشيوخ الذين سبق لي شخصيا ان استمعت اليهم، انه حينما سقطت الامبراطورية العثمانية في اواخر الحرب العالمية الاولى، فر الباشوات والضباط الكبار، وتركوا الضباط الصغار والجنود الاتراك العاديين "يدبرون رأسهم"، وان هؤلاء المساكين هاموا على وجوههم في المدن والقرى العربية يستجدون كسرة خبز وشربة ماء. فكان الناس العاديون، الذين سبق لهم ان ذاقوا الامرين على ايدي تركيا، لا يواجهونهم بالشماتة والتشفي والانتقام، بل كانوا يشفقون عليهم ويطعمونهم ويساعدونهم على العودة الى اهاليهم.

    واليوم، فإن الجراح العميقة التي تحفرها الوحشية الصهيونية في الضمير الانساني للفلسطينيين والعرب، لا ينبغي البتة ان تقودنا للتدهور الى حضيض المستوى الصهيوني والهتلري و"العثماني"، بل بالعكس ينبغي ان تدفعنا الى العمل لرفع الانسان التركي من حضيض "العثمانية" الى الموقف الانساني الحقيقي. وليس الى الاضطلاع بدور في المسرحية الشيطانية الامبريالية ـ الصهيونية، على غرار دور شعار "كلنا فدائيون!" للراحل الملك حسين بن طلال في 1968، وعلى غرار قيام صدام حسين بكتابة عبارة "الله اكبر" على العلم العراقي، لمواجهة الثورة الاسلامية في ايران، وعلى غرار "دموع السنيورة" في الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، والان على غرار "الوقفة الدافوسية" لرجب طيب اردوغان، التي لا نظن انها موضوعيا اكثر من "دور تركي" في تمثيلية الشيطان الاميركي.
    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
    * كاتب لبناني مستقل

    التعديل الأخير تم بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer ; 05/02/2009 الساعة 12:52 PM سبب آخر: تنسيق

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية محمد اسلام بدر الدين
    تاريخ التسجيل
    01/12/2008
    العمر
    43
    المشاركات
    511
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    د. شاكر شوبير
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشوقُ يحدونا لإيجاد أبٍ لتلك الأُمة
    ولن يَجِدهُ الأبناء إلا بتوحدهم فى طلبهُ


  6. #6
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية ولهاصي عزيز
    تاريخ التسجيل
    10/02/2008
    العمر
    57
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أيّها الإخوة الكيّسون الفطنون السادة الحاج بونيف والدكتور شاكر شوبير

    فعلا،بوادر الصحوة و الإنتفاضة عند العرب لم يخل منها زمان وهي في إزدياد في هذه الأيّام،والتحصّن واجب والترقّب

    ضروري والتعبئة والإستنفار والتأهّب إلزامي.

    و الحمد لله أن جعل في واتا من يرقب ويشير ويعبّئ.

    إنّني أعدّ نفسي من المصفّقين لكلّ مبادرة أو سلوك موجّه ضدّ إسرائيل،خاصّة حين يكون زعيما.

    والتساؤل كما تفضّلتم: هل ما قام الزعيم التركي طيب أردوغان في منتدى دافوس موقف شخصي أم موقف دولة

    ينبني عليه عمل مستمرّ رادع لإسرائيل؟

    أظنّه مجرّد كلمة حقّ في وجه سلطان جائر.فبارك الله في طيب أردوغان وجعلها الله في ميزان حسناته.نعم الرجل.


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/07/2008
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    اتفق مع الدكتور فيصل القاسم وأزيد بأن كمال أتاتورك من اصول يهودية تركية حسب ما تعرف من تاريخ يهود الدونمة في تركيا. كمال اتاتورك جاء ليهدم الحضارة الاسلامية والخلافة العثمانية بخيانة العرب للعثمانيين، بل استغل انحياز العرب مع الانجليز ليثبت للاتراك ان العرب والاسلام ليسوا من نسيج الاتراك وانه يجب على الاتراك التخلص من هذا الارث الثقيل والتوجه نحو علمانية الغرب الحضاري.

    د. عبدالوهاب القحطاني


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية يوسف محمد أبو راس
    تاريخ التسجيل
    06/01/2009
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    يبدو لي أن الأستاذ جورج "دبليو" حداد ينطلق من المثل الكويتي القائل:"كل من يرى الناس بعين طبعه" فلأنه ممثل فهو يرى أن كل الناس ممثلين، وهو يحاول جاهدا الطعن في النوايا والأهداف، ونحن لا نتصور أن يقوم أي نصراني من أمثال جورج حداد بالترحيب بدور عثماني، لأن العثمانيين إنما جاءوا بطلب رسمي عربي لحماية العالم العربي من الغزو الأوروبي الصليبي، وأخر العثمانيين هذا الغزو قرونا متطاولة!!

    لماذا لا يرى جورج حداد من التاريخ العثماني إلا فترة جمال باشا، هذه الفترة التى يتقمسها كل دعاة القومية العربية التى يظهر الخوف عليها والهلع من أجلها!!

    الله سبحانه وتعالى يقول وقوله الحق: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" وأردوغان مسلم العقيدة والمنطلق والهدف تفاعل مع ما شاهدة في غزة ولم يجبره على ما فعل إلا هويته وحسه الإسلامي واستشعاره لواجب الأخوة الإسلامي بغض النظر عن رضا المؤسسة العسكرية من عدمها، نحن نتمنى من كل قلوبنا أن يعيد التاريخ نفسه وتعود الخلافة العثمانية لتقود عالمنا العربي والإسلامي من جديد بالقرآن والسنة وعليك أن لا تخف فلم يذق النصارى طعم الحرية إلا في ظل الإسلام الذي تعاديه من منطلقاتك العقائدية

    والله غالب على أمره ولكن الناس لا يعلمون

    يوسف أبو راس

    التعديل الأخير تم بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer ; 05/02/2009 الساعة 01:14 PM سبب آخر: تعديل خطأ إملائي

  9. #9
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    15/09/2007
    المشاركات
    57
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    السلام عليكم،
    تحية اخوية للجميع،
    لن اجادل في المواقف التي أظهرها أردوغان إتجاه أهلنا في غزة فعلى الاقل أثلج صدورالمسلمين في بقاع الارض ومرغ أنوف الحكام العرب في الوحل. لذلك لا أفتخر كثيرا بعروبتي بقدر إفتخاري بإسلامي.
    أما كون النظام في تركيا علماني فهذا لا ينفي الأصول الإسلامية للدولة ، ويبدوا ان هذا التناقض بين الدين والدولة هو الذي يربك الجميع إتجاه موقف تركيا من القضية.
    ونتمنى ان يكون هذا الموقف نابع من غيرة إسلامية ، لانه على الجانب الإنساني فإن شعوب العالم كلها تندد بهذا العنف والعدوان الجائر على غزة. وفي الختام اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين،واهزم الكفار واليهود وزلزلهم.


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    الأستاذ الفاضل والكاتب جورج حداد ...

    لا أدري إن كان بعض الأساتذة يشاركونني الرأي بأن القراءة المُطوّلة التي قدمتها هنا تبالغ وإلى حد ٍ كبير وتـُضخـّم بالدور الأمريكي الصهيوني ليظهر بعدها أن هذا وذاك يمتلكون مفاتيح اللعبة ويجيدون التحكم في الأحداث ولاكثر من نصف قرن ٍ من الزمن بطريقة يعجز عنها حتى ما زعمه هوميروس عن قوة وقدرة وجبروت آلهة اليونان القديمة!!

    فلا أظن أن القوم ومن تبعهم من شياطين الخراب لديهم هذا التماهي العجيب وهذه القدرة الهائلة على التحكم بمسرح الأحداث وبهذه الدقة وتلك السريّة وذلك التفرّد في إدارة المنطقة ومعظم من يرتبط بها على وجه البسيطة بالطريقة التي ذكرت والتي لم نعرفها إلا في الافلام الامريكيّة والتي يجيدون اجتراحها من وحي خيالهم ليوهموا العالم بان الأمريكي لا حد ولا مدى لقدراته!!

    أما ما اوردته في بيانك عن تركيا فأنت سيّد من يعلم بأن الفترة السوداء الحالكة في تاريخ الدولة العثمانيّة هي محل اختلاف وأخذ ورد إن اتفقنا وكما قلنا ذات يوم بأن التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون، فما بالك إن كان المنتصر هنا هو الصهيوني والذي حار في امره حتى الانبياء والرسل؟!

    أما ما ذُكر بخصوص السيد أردوغان فكلنا يعرف بما لا يدع مجالا لأي شك بأن الجيش التركي وقيادته المتصهينة ومجلس السبعة في تركيا هما المتحكم الوحيد بالسياسة هناك، وأن السيد أردوغان ومهما بلغ التأييد الشعبي له، ومهما تعاظمت إنجازاته فإن السلطة شئنا أما أبينا تبقى بيد قيادة الجيش والذي ينتظر أدنى سانحة لينقض وينهي كل ما تم إنجازه في أعوام ٍ طوال، ولن يضع في اعتباره على أي حال مصلحة الشعب التركي الذي لمس مدى التحوّل في حياته في الفترة التي استلم فيها أردوغان وحزبه زمام السلطة هناك!!

    تحياتي الطيبات ..

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  11. #11
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟


    الصحيح يا أستاذ جورج أنا ممتن لصراحتك ووضوحك لكن من أين جئت بكل هذا الحقد والكراهية للدولة العثمانية؟ وما الذي يضيرك أن يبدي أردوغان مشاعر ساخطة على لؤم يهود وبهتانهم؟ ولماذا تحشر هذا الموقف مع كل الكتابة السوداء التي كتبها الكارهون والحاقدون للدولة العثمانية وتروج ما تروج أجهزة الغرب الإعلامية المشبوهة عن تركيا العثمانية حتى تحول دون وصولها إلى الاتحاد الأوروبي وقد أيقنت تركيا ذلك بأنه يستحيل دمجها في أوروبا لأن هوية تركيا غير هوية أوروبا المسيحية أو التي اكتشفت أنها مسيحية بعد المحاولات المتكررة لتركيا لدخول النادي الأوروبي؟
    قرأت كتابا للأستاذ سليمان الموسى المؤرخ الأردني قال فيه بعبارة لا تحتمل التأويل وقد كبر في عيني على نزاهته وموضوعيته أما تلك العبارة التي خص بها الدول العثمانية فهي: إن تركيا قدمت للعرب كل ما تستطيع أن تقدمه ولو كانت تستطيع أن تقدم أكثر لقدمت أكثر .. ولم تحل مسيحية المؤرخ الأردني سليمان الموسى دون الجهر بالحقيقة ..
    الدولة العثمانية ليست بريئة من الأخطاء وخاصة في آخر عهدها حين تسلط القوميون الأتراك ويهود الدونما على مفاصل القرار والسلطة وقد حصلت إساءات وسوء تطبيق ولكن في المقابل كان هناك قوميون عرب يعملون ويتخابرون مع السفارات الغربية ويناصرون الغرب على تركيا ويتآمرون على الدولة العثمانية مع بريطانيا وفرنسا .. وخطيئة الشريف حسين وأبناؤه واضحة ولا تحتاج إلى تفصيل حين تعاون مع الانجليز على إخوة الدين والعقيدة والذين أكرموه واحترموه ولكنه اختار معسكر الحلفاء الانجليز الذين أذاقوه ما تعاف نفس الكريم عن ذكره أو الشماتة به حين نفوه إلى قبرص وعاش هناك تحت رحمة الإنجليز طريدا ذليلا ..
    أنا وكل مسلم لا يمكن أن نقبل أن يلحق حيف أو جور بأي إنسان يعيش بين المسلمين مسيحيا أو يهوديا أو صاحب أي ملة .. وإنني على استعداد للتفاني في رفع قضية حسبة لإنصاف هؤلاء لو لحق بهم ظلم لأن دولة الإسلام هي دولة العدل .. ألم ينتصف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للقبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين .. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. ثم طلب من القبطي أن يتحول فيجلد عمرو بن العاص أمير مصر ولكن القبطي لم يقبل ..
    للحديث بقية وأرجو ألا تفارق السرب كثيرا يا أستاذ جورج وتسيء الظن أكثر .. أنا معك أن السياسي والمفكر لا ينبغي أن يجامل الناس لكن عليه أن يتجمل بالحكمة ولا يغرد خارج السرب ويصرخ في الواد وحده ...

    مع احترامي وتقديري للمعلومات الضافية التي تخللت مقالك الطويل

    التعديل الأخير تم بواسطة طه خضر ; 05/02/2009 الساعة 05:14 PM سبب آخر: حذف الاقتباس لطوله ولتخفيف الضغط على الصفحة مع الاعتذار للأستاذ نايف!

  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/04/2007
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    اخوتى
    ارجو تسجيل ان مصطفى كمال الملقب ب أتا تورك هو من سلاله يهود الدونمه المرتحلين من الاندلس فى القرون الوسطى الى شبه جزيرة الاناضول
    وهذا ما قرأته فى عدة دراسات
    وبالطبع افعاله كلها ولكل من اتبعه تخدم غرضا واحدا وهو خدمه بتى صهيون فقط


  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (02): نقطة نظام طرائقية

    الحجة تتناول مضمون حكم ما في قضية ما وليس الظرفية أو الخلفية التي نشأ هذا الحكم أو ذاك بما يشمل الجانب النفسي (السيكولوجي) الذي نشأ خلاله الحكم مثل الدافعية في ظهور الحكم. وطالما أن الأمر يتعلق بحكم العقل في قضية ما، فهو يتناول بالسؤال أطر الحكم الناشئة عن العقل كالإطار الكمي أو الكيفي أو الاشتراطية أو العلاقية.

    ولنأخذ الإطار الكيفي للأحكام فأمام من يتناول الحكم بالدراسة أن يثبته أو ينفيه أو يعتبره غير معين. أخي الكريم الأستاذ جورج حداد دفع بقضية إثباتاً، على من يداخل أن يدفع بأدله القضية نفياً إن يرى غير ذلك أو يعتبرها غير معينة (القضية غير المعينة مثل ناتج قسمة أي عدد على الصفر). واقول لأخي الكريم المهندس يوسف محمد أبو راس أنك بدلاً من أن تتناول هذا الجانب، قمت بمحاولة الإجابة على السؤال لماذا كتب هذه النتائج؟ أي تناولت الجانب النفسي .. وهو جانب لا يمت بصلة إلى مضمون الحكم المطروح! تناول المضمون يقع في منظومة العلوم السياسية بينما الدافع يقع في منظومة أخرى وهي منظومة علم النفس.

    وأقول لأخي الكريم المهنس يوسف محمد أبو راس أريد أن أستعير مثالاً من خلال تناول قاعدة أرشميدس في العلوم الطبيعية؛ فإذا أردت مناقشة قاعدة أرشميدس، فلا بد من تناولها بنفسها من خلال الأطر الطبيعية لأحكام العقل، لا أن تتناول دوافع أرشميدس مثل حبه للمال أو للظهور أو أهمية تاج الملك، فهي مشتتات بالنسبة لتناول الموضوع من وجهة نظر العلوم الطبيعية! تناولها من هذا الجانب أي الدافعية لا يتبع منظومة العلوم الطبيعية، بل منظومة علم النفس.

    لقد ساد هذا النمط في بداية القرن الماضي (القرن العشرين)، ففي كتابه التطور والثبات في حياة البشرية للكاتب الكبير الأستاذ محمد قطب، يكتب فصلاً بعنوان اليهود الثلاثة. والمقصود باليهود الثلاثة الفيلسوف كارل ماركس وعالم النفس سيجموند فرويد وعالم الاجتماع إميل دركايم. وبدلاً من ذهابة لتفنيد هذه الآراء، يذهب إلى مناقشة الدافع النفسي. وكان التساؤل الذي يتصاعد إلى الذهن، إذا كان هؤلاء بباطلهم يقنعون الناس، ونحن بالحق الذي لدينا لا نستطيع، أي بشر نحن نكون؟!

    وأود أن أقول لكم أخي الكريم المهندس يوسف محمد أبوراس إن أخي الكريم الأستاذ جورج حداد ليس فقط مسيحياً، بل إنه من أصول أرمنية. وأنت تعرف مدى الحساسية الزائدة التي يحاول تثبيتها الغرب بين الأرمن والدول العثمانية أو التركية. لأن الأرمن كشعب مثل الروس هم كأناس أقرب لنا من الغرب تاريخياً. فالأرمن عاشوا بيننا كأحد مكونات نسيج أمتنا، بينما لم ينطبق هذا على الأنجلو ساكسون على سبيل المثال. وبمداخلتك أنت لم تترك له الباب للنقاش، جورج (دبليو) حداد .. فهل هذا المنحى علمي؟! ألست معي في وجاهة الطرح من حيث المهنية التخصصية؟!

    وبالله التوفيق،،،


  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم

    الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (03): استيعاب الدافعية لدفع التطور العلمي إلى الأمام

    في طريقته لمحاولة الوصول إلى حلول للمشاكل التي تواجهنا، استغل الجراح البريطاني المالطي الأصل دي بونو الدافعية لتوليد الأفكار Ideas Generation من خلال طريقة تعرف باسم طريقة القبعات الست للتفكير وقد أعطى كل قبعة لوناً وخصص كل لون لحالة نفسية (سيكولوجية):

    1. فالقبعة البيضاء قبعة تميز التفكير المحايد
    2. والقبعة الحمراء هي قبعة تميز التفكير العاطفي
    3. والقبعة السوداء هي قبعة تميز التفكير السلبي أو المنطق الرافض
    4. والقبعة الصفراء هي قبعة ترمز للتفكير الايجابي
    5. والقبعة الخضراء قبعة تميز التفكير الابداعي
    6. والقبعة الزقاء هي قبعة تميز التفكير المنظم أو الموجه

    فمن يلبس الطاقية البيضاء عليه أن يتسم بالحيادية في جميع الأفكار التي يطرحها أي العقلانية والتجرد، أما صاحب القبعة الحمراء فينطلق من مبدأ أحب وأكره .... وهكذا. بعد أن يتم جمع الأفكار بلا أي عائق، نضعها في قائمة ثم نبدأ بروز كل فكرة في القائمة، ويتم تصنيف الأفكار طبقاً لنتائج الروز.

    وأقول لأخي الكريم المهندس يوسف محمد أبو راس كون أخي الكريم الأستاذ جورج حداد مسيحياً من أصول أرمنية فلنصنفن نشاطه تحت مجموعة القبعة السوداء في أسوأ الأحوال، أو القبعة الحمراء في أحسن الأحوال، ونأخذ هذه الأفكار ونروزها، ونصنفها بناء على نتائج الروز. وينتهي الأمر.

    وبالله التوفيق،،،


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (04): ليطلع القارئ على النقاط الإيجابية ونحذره من النقاط السلبية

    في تقويمي لمداخلة الرجل، فإنها تأخذ نقاط لا تقل عن 80%، وهذه النقاط من الضروري أن يطلع عليها جيل اليوم، ليعرف أين هو ذاهب؟ ففي الخمسينات كلما زاد الضغط الشعبي على الملك حسين كان يأخذ طائرته إلى القاهرة، ويقول للرئيس جمال عبدالناصر أخي الكبير .. لكن الملك حسين له دور يلعبه .. هذه حقيقة يجب أن لا تغيب عن بالنا فوظيفة الكيان الأردني هو رحم لولادة وحماية الكيان الصهيوني! وعندما دخل الملك حسين في مجلس التعاون العربي فهو نقطة ضعف لا نقطة قوة، تماماً كما تضم جاسوساً لفريقك! وأخي الكريم الأستاذ جورج حداد صادق وعلى حق، بأن الملك حسين كان ياخذ مرتباً من المخابرات المركزية الأمريكية وقد قطعها عنه الرئيس كارتر! وعندما سألوا الملك حسين عن ذلك ، قال: نعم أخذتها لصالح مخابرات بلدي! بالطبع هنا هو غير صادق، لأنه لو أنها كانت مقررة للمخابرات الأردنية .. لكانت مسجلة تحت هذا البند، هذه أمور يعرفها أي محاسب مبتدئ!

    وهذا يفيد الجماهير اليوم ويحدد بوصلتها ليس فقط تاريخياً، بل اليوم، فنحن كأمة أي كفلسطينيين وكمصريين نواجه نظام مبارك الذي تعرى أمام الجماهير .. المفروض تقويض أركانه بغض النظر عن سلوكه اللاحق! فقط بالأمس مع وفد حركة حماس 7 مليون دولار و2 مليون يورو، أخذها منه ووضعها في بنك في العريش! لا حق له في ذلك .. لكنه تكملة دوره الخياني ضد الأمة! إن التخلص من نظام مبارك يجب أن يكون هدف الأمة والشعب المصري بالذات، حتى لو فتح مبارك المعابر! بذلك نقطع عليه لعب أدوار خيانية للأمة مستقبلاً!

    تنميط أخي الكريم المهندس يوسف محمد أبو راس لأخي الكريم الأستاذ جورج حداد قد يُجَبْجِب كثير من الناس عن قراءة الجانب القيم من مقاله والذي يصب في واقع نعيشه فيعطيها إتجاهاً للبوصلة، وإن كان لنا تحفظ على بنود فيه، فعلينا أن نوضحها للقارئ الكريم حتى يقرأها على حيطة وحذر بدل الامتناع عن قراءتها.

    وبالله التوفيق،،،


  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية أحمد محمد عبده
    تاريخ التسجيل
    13/01/2008
    العمر
    56
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr. Schaker s. Schubaer مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (04): ليطلع القارئ على النقاط الإيجابية ونحذره من النقاط السلبية

    في تقويمي لمداخلة الرجل، فإنها تأخذ نقاط لا تقل عن 80%، وهذه النقاط من الضروري أن يطلع عليها جيل اليوم، ليعرف أين هو ذاهب؟ ففي الخمسينات كلما زاد الضغط الشعبي على الملك حسين كان يأخذ طائرته إلى القاهرة، ويقول للرئيس جمال عبدالناصر أخي الكبير .. لكن الملك حسين له دور يلعبه .. هذه حقيقة يجب أن لا تغيب عن بالنا فوظيفة الكيان الأردني هو رحم لولادة وحماية الكيان الصهيوني! وعندما دخل الملك حسين في مجلس التعاون العربي فهو نقطة ضعف لا نقطة قوة، تماماً كما تضم جاسوساً لفريقك! وأخي الكريم الأستاذ جورج حداد صادق وعلى حق، بأن الملك حسين كان ياخذ مرتباً من المخابرات المركزية الأمريكية وقد قطعها عنه الرئيس كارتر! وعندما سألوا الملك حسين عن ذلك ، قال: نعم أخذتها لصالح مخابرات بلدي! بالطبع هنا هو غير صادق، لأنه لو أنها كانت مقررة للمخابرات الأردنية .. لكانت مسجلة تحت هذا البند، هذه أمور يعرفها أي محاسب مبتدئ!

    وهذا يفيد الجماهير اليوم ويحدد بوصلتها ليس فقط تاريخياً، بل اليوم، فنحن كأمة أي كفلسطينيين وكمصريين نواجه نظام مبارك الذي تعرى أمام الجماهير .. المفروض تقويض أركانه بغض النظر عن سلوكه اللاحق! فقط بالأمس مع وفد حركة حماس 7 مليون دولار و2 مليون يورو، أخذها منه ووضعها في بنك في العريش! لا حق له في ذلك .. لكنه تكملة دوره الخياني ضد الأمة! إن التخلص من نظام مبارك يجب أن يكون هدف الأمة والشعب المصري بالذات، حتى لو فتح مبارك المعابر! بذلك نقطع عليه لعب أدوار خيانية للأمة مستقبلاً!

    تنميط أخي الكريم المهندس يوسف محمد أبو راس لأخي الكريم الأستاذ جورج حداد قد يُجَبْجِب كثير من الناس عن قراءة الجانب القيم من مقاله والذي يصب في واقع نعيشه فيعطيها إتجاهاً للبوصلة، وإن كان لنا تحفظ على بنود فيه، فعلينا أن نوضحها للقارئ الكريم حتى يقرأها على حيطة وحذر بدل الامتناع عن قراءتها.

    وبالله التوفيق،،،
    السلام عليكم
    اسمح لي د. شاكر أن أحييك على هذا الرد "العلمي" الرائع؛ حقًّا أ. جورج مسيحي لكنه قدم وقائع كثيرة تخفى على كثيرين، ولكن في رأيي هناك فكرة طرحها أيضًا غير مسألة الأدوار (والذين لا يعرون أدوار رؤساء كثيرين لا يقرءون) وهي تختص أ. هيكل - على قراءاتي الكثيرة له منذ أن كنت صغيرًا - حيث ألمح في موضع وأشار أيضًا إلى أنه صاحب دور، وأحسب أنه لا يزال يؤدي هذا الدور..وأنا انتبهت إلى هذا الدور منذ فترة ليست كبيرة، وأحاول أن أضبطه متلبسًا به أو أشخص هذا الدور، لكن حتى الآن لم أعرف..


  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية مراد حركات
    تاريخ التسجيل
    23/12/2008
    المشاركات
    398
    معدل تقييم المستوى
    16

    Smile رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك أستاذنا العزيز الحاج على هذا المقال الطيب..

    مودتي.

    مراد حركات
    مسؤول الإعلام والاتصال
    شاعر وكاتب وسيناريست ومصمم شعارات
    http://www.ouleddjellalcity.webs.com
    BiTotal – New PC Services
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية مراد حركات
    تاريخ التسجيل
    23/12/2008
    المشاركات
    398
    معدل تقييم المستوى
    16

    Post رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    تبدو معالم تغيير السياسة التفكيرية التركية في أوج عطاءاتها مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إذ يمكن اعتبارها منعرجاً حاسماً لرؤية العالم من زوايا مختلفة، عكس النظام الأتاتوركي الذي يشرف على الاضمحلال رويداً رويداً.
    الشارع التركي الآن يتطلع إلى إسلامية المنهج السياسي لدحر أي سبيل من شأنها إطفاء شمعة في الظلام!!!

    مراد حركات
    مسؤول الإعلام والاتصال
    شاعر وكاتب وسيناريست ومصمم شعارات
    http://www.ouleddjellalcity.webs.com
    BiTotal – New PC Services
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية يوسف محمد أبو راس
    تاريخ التسجيل
    06/01/2009
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    الدكتور شاكر
    لم يعد ثمة نظام عربي غير مفضوح، والذي كان يستر عورته بورقة توت عرته معركة غزة الأخيرة.
    طاف بنا السيد جورج بمقال طويل وشرق وغرب من أجل أن يوجس المسلمون من تحركات تركيا خيفة!!
    لا بد أن تسمى المسميات بأسمائها، ولا بد من فرز المجتمع، فلسنا نريد ميشيل عفلق جديد ولا حتى جورج حبش جديد، لا بد من العودة الى كتاب الله وسنة رسوله ولا بد أن يفرز الناس على أساس معتقداتهم، وإن كان جورج أرمنيا فلا يعقل أن يحاكم أردوغان على فعل مضى "فتلك أمة خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون"
    والنصارى وكل الملل والنحل لم تتنفس عبق الحرية إلا في ظل الإسلام وهؤلاء يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة
    يوسف أبو راس


  20. #20
    كاتب مستقل الصورة الرمزية جورج حداد
    تاريخ التسجيل
    10/12/2007
    العمر
    88
    المشاركات
    148
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: هل بدأت تركيا تعود إلى أصلها؟؟

    الأكراد شعبنا الثاني

    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
    جورج حداد
    الحوار المتمدن - العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21
    !في 21 آذار يحتفل الشعب الكردي في جميع أرجاء كردستان بعيده الوطني الذي يرمز الى طموحه التحرري وتأكيد هويته القومية المكرسة عبر التاريخ. ونجد من الضروري إلقاء لمحة على العلاقات الحضارية والتاريخية الوثيقة بين العرب والاكراد، التي هي أوسع واعمق وأوثق من أي نظرة سياسية مرحلية ضيقة.
    الواقع أنه لا يوجد شعب إسلامي أو شرقي آخر اندمج وتلاحم مع العرب، مثلما هم الأكراد، والى الحد الذي يبدو فيه من الطبيعي تسميتهم "شعبنا الثاني". ففي أي بلد أو منطقة "كردية" أو "عربية"، يتواجد فيها العرب والأكراد معا، فإنهم يعيشون الحياة اليومية والقضايا العامة بشكل مشترك ومتداخل، لا يكاد يمكن فيه التمييز بين العربي والكردي.
    وليس هذا الواقع وليد الأمس. بل هو يضرب في عمق التاريخ. ولعل من المعبر جدا أن نتوقف قليلا عند المثال الذي قدمه صلاح الدين الأيوبي، لدى تحرير القدس من الصليبيين (وهو البطل ـ الرمز الكردي، الذي يعتبره الشعب العربي قائدا عربيا تاريخيا). فلقد جاء صلاح الدين عدد من قادة الوحدات الكردية، التي كانت في طليعة منازلة الصليبيين، وقالوا له، منتشين بالنصر : أعز الله الإسلام بالكرد!
    فأجابهم : بل أعز الله الكرد بالإسلام!
    فبهذه المقولة، رفض صلاح الدين، وفي لحظة انتصاره بالذات، وضع الكرد فوق غيرهم من الأقوام، التي كان يجمعها المتـّحد الحضاري المتمثل في الدولة العربية الإسلامية، وخصوصا فوق العرب، الذين كان صلاح الدين "يحكمهم" ويقف "فوق" أرضهم. بل إنه شرّف قومه بأن يكونوا هم في خدمة هذا المتحد. والواقع ان الأكراد لم يستغلوا الإسلام ليستبدوا بالعرب أو غيرهم من الشعوب الإسلامية، في حين أن بعض الطغمات الشوفينية، وخصوصا سلاطين بني عثمان وأسلافهم من خانات طوران، دخلوا دار الإسلام ضيافن متطفلين، ولكنهم ما لبثوا أن اغتصبوا الدار، واستبوا أهلها في عقر دارهم، وقضوا نهائيا على الدولة العربية الإسلامية الزاهرة، وحولوها إلى سلطنة عنصرية استبدادية تخلـّفية، رجعت بالشعوب التي ابتليت بها قرونا إلى الوراء، وأولها الشعب التركي ذاته، وقادتها نحو الدرك الأسفل في السلم الحضاري للعالم.
    وموقف صلاح الدين الحضاري التوحيدي، من العرب ومعهم، ليس استثناء، بل هو نموذج بارز لـ"التربية التاريخية" – إذا صح هذا التعبير – التي نشأ عليها الشعب الكردي، بحكم الظروف والأوضاع الذي مر بها. وهو ما يمكن أن يكون موضع دراسة من قبل علماء التاريخ المختصين.
    ولعله من المفيد أن نورد بعض الأمثلة المعبرة في تاريخ الشعبين:
    ـ إذا كان تاريخ العرب والأكراد، وكأي شعب عريق في العالم، يشتمل على صفحات من الحروب مع شعوب أخرى، فإن هذا التاريخ لا يتضمن حروبا فعلية بين هذين الشعبين، لا قبل الإسلام ولا بعده. وهنا تبرز فظاعة الجريمة التاريخية التي ارتكبها كل من تسبب في النزاعات "الحديثة" بين العرب والاكراد، ولا سيما النظام الصدامي.
    ـ هناك العشرات من مشاهير الحضارة العربية والاسلامية، الذين يجهل كثرة من العرب انهم من ابناء الشعب الكردي. ومن هؤلاء على سبيل المثال "الامام محمد عبده، وأمير الشعراء احمد شوقي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وعباس محمود العقاد، ومحمد فريد وجدي، والعائلة التيمورية ـ محمد ومحمود وعائشة ـ ، والشاعر جميل صدقي الزهاوي، الى جانب علماء افذاذ آخرين أثروا العطاء الفكري العربي الاسلامي من امثال إمام النحو ابن الحاجب، وابن الصلاح، والآمدي، والحافظ العراقي، وأبي الفداء الايوبي، وأبناء الاثير الثلاثة. إضافة الى صحابي كردي اسمه جابان." (زكريا عبدالجواد ـ مجلة "العربي"، العدد 496).
    ـ إن عشرات الألوف من الأسر الكردية، من الأيوبيين وغيرهم، ظلوا يعيشون في المناطق العربية، كوطنهم تماما. والشيء ذاته يقال عن العرب في المناطق التاريخية الكردية. وفي مناطق "الحدود" العربية – الكردية، عاش العرب والأكراد مئات السنين مختلطين ومتآخين، على السراء والضراء، وبشكل سيكون معه من السهل على خبراء الجغرافيا والطوبوغرافيا أن "يجمعوا" هذه الأرض، ولكنه سيكون من المستحيل عليهم "طرح" بعضها من بعض، وذلك لسبب بسيط، لا جغرافي – طبوغرافي، بل تاريخي – جغرافي، وهو انه لا توجد قوة في العالم تستطيع "طرح" أحد هذين الشعبين المتآخيين من الآخر.
    ـ إن زعيم أول تمرد على السلطنة العثمانية في مطلع القرن السابع عشر، والي حلب علي باشا جان بولاد، هو كردي الأصل، وقد شملت حركته مناطق سوريا وفلسطين العربيتين. وأقام علاقات مستقلة مع أوروبا. وحينما فشلت حركته بسبب تواطؤ أوروبا الاستعمارية مع العثمانيين، لجأ إلى الجبل اللبناني لدى المعنيين الأيوبيين. وعلي جان بولاد هو جد عائلة جنبلاط الوطنية اللبنانية.
    ـ إن العائلة المعنية الايوبية اللبنانية، التي يتحدر منها فخر الدين الثاني، هي أيضا كردية الأصل، حسب الكثير من المصادر الموثوقة. وقد قام فخر الدين بالتمرد على السلطنة العثمانية كذلك، وشملت حركته أيضا سوريا وفلسطين بالاضافة الى الجبل اللبناني، حيث حاول تأسيس دولة مستقلة ذاتيا وعصرية، وأقام علاقات وثيقة مع اوروبا. وقد استمرت حركته عشرات السنين، وهزم في النهاية بسبب تواطؤ الاوروبيين مع العثمانيين كذلك.
    ـ إن محمد علي باشا، هو ايضا كردي الاصل، حسب مصادر عديدة. وهو الذي قاد في القرن التاسع عشر أول محاولة جدية لإقامة دولة عربية كبيرة موحدة، تمتد من وادي النيل حتى المشرق العربي بأسره، وذلك على أنقاض السلطنة العثمانية، وكان يدعم الانتفاضات الكردية، وينسق مع الأمراء الأكراد للهجوم على اسطانبول، التي أنقذتها الدول الأوروبية من السقوط. إذ ان هذه الدول ايدت حركته الى الحد الذي كانت تؤدي فيه لاضعاف السلطنة العثمانية من اجل التحكم اكثر بمصائرها. ولكنها وقفت ضده بشدة، واجبرته على التراجع داخل الحدود المصرية، حينما رأت انه يعمل لتشكيل بديل تاريخي للسلطنة المتداعية.
    ـ إن الشيخ عبيدالله النهري، الزعيم الكردي الذي شملت انتفاضته في نهاية القرن التاسع عشر، منطقة كردستان "التركية" و"الفارسية" معا، انضم إلى صفوفه ألوف المقاتلين العرب. وقد عملت أوروبا أيضا على هزيمته، لأنها خشيت وتخشى من إقامة دولة كردية موحدة، كما خشيت وتخشى من إقامة دولة عربية موحدة، وساعدت على اعادة النير "التركي و "الفارسي" الى رقاب العرب والاكراد معا. ذلك أن أوروبا الاستعمارية كانت تعلم، كما يعلم الآن أكثر من أي وقت مضى أرباب النظام العالمي الجديد، أن قيام أي من هاتين الدولتين (عربية موحدة او كردية موحدة)، سيستتبع حكما، في متوالية رياضية – سياسية "بسيطة"، قيام الدولة الأخرى، وسيستتبع تاليا الاتحاد بينهما، بحكم الضرورة والإرادة التاريخية لكلا الشعبين. مما يترتب عليه تغيير الميزان الدولي برمته، في صالح شعوب العالم قاطبة، ضد قوى الهيمنة العالمية.
    ـ حيثما وجد الاكراد في أي بلد عربي، نلمس مشاركتهم العضوية الواسعة في حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار، وفي التنظيمات الوطنية والتقدمية والنضالات الاجتماعية. ولا ننسى البطل التاريخي ـ الرمز يوسف العظمة، وزير الحربية في الحكومة العربية لفيصل، الذي رفض ان يدخل المستعمرون الفرنسيون سوريا في 1920 الا فوق جثته. ونذكر هنا بالاخص المشاركة الجماهيرية الكبيرة للمناضلين الاكراد، لا من البلدان العربية فقط، بل ومن جميع الاقاليم الكردستانية، في المواجهة مع الصهيونية واسرائيل، بالتلاحم الكفاحي مع الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وقد سقط منهم اعداد كبيرة من الشهداء، الذين عمدوا بالدم وحدة الكفاح العربي ـ الكردي في المرحلة الراهنة. وقد ابدوا ضروبا مشرفة من البطولة في المواجهة مع الجيش الاسرائيلي في معركة قلعة الشقيف في 1982، كما وقع منهم عشرات الاسرى في قبضة المحتل الاسرائيلي.
    واذا كانت مثل هذه الوقائع لا تحظى بالاهتمام الكافي لدى بعض الاطراف العربية والكردية، فهذا لا ينتقص من أهميتها النوعية والتاريخية بالنسبة للشعبين العربي والكردي معا. ومثلما في الماضي، فكذلك اليوم، سيستطيع شعبانا المتآخيان ـ بالرغم من جميع العراقيل ـ ايجاد طريقهما المشترك للتحرر الوطني والاجتماعي والوحدة القومية.
    ولكن للأسف، أن شعبينا لا يزالان يعيشان مكرهين لا تاريخا لهما، بل تاريخا مفروضا عليهما. ولا عجب في هذه الحال أن نرى ما نرى من المواقف "الكردية" الصغيرة من قبل البعض، الذين يرون أن انتصار القضية الكردية يمكن أن يكون على حساب العرب، ومن مواقف "عربية" أصغر من قبل البعض الآخر، الذين يرون أن مجرد فتح مدرسة كردية يمكن أن يهدد القضية العربية.
    واخطر ما تواجهه القضية القومية العربية والكردية اليوم، وخاصة قضية تآخي الشعبين الشقيقين، هو الموقف من الاحتلال الاميركي للعراق. ففي عهد الدكتاتوية الصدامية، التي انزلت الويلات بالشعب الكردي، مثلما بكل فئات واتنيات ومذاهب واحزاب الشعب العراقي المظلوم، حاز نضال الاكراد من اجل حقوقهم الثقافية والسياسية والقومية دعم وتأييد كافة قوى المعارضة العراقية الشريفة، وتحولت "كردستان العراق" الى قاعدة عراقية عامة للكفاح ضد الدكتاتورية الصدامية. ولكن هذا الالتفاف الوطني والتقدمي والدمقراطي العراقي العام، حول القضية العادلة للشعب الكردي، مثـّل تغطية في غير مكانها الصحيح للنزعات التسلطية والفئوية الضيقة للقيادات العشائرية الكردية، البرزانية والطالبانية، التي استغلت مرحلة الحماية التي وفرها لها نظام "المنطقة الآمنة"، لادارة الظهر للقضية القومية الكردية وللقضية الوطنية العراقية ولوضع مصالحها الطبقية والعشائرية الضيقة مكانهما. بل ونشأ نزاع فيما بين الكتلتين البرزانية والطالبانية على التسلط وتوزيع المغانم. وبلغ الامر حد ان احد الطرفين لم يتورع عن الاستنجاد بقوات صدام حسين نفسها لمؤازرته بمواجهة الطرف الاخر. وحينما اقدمت الامبريالية الاميركية على مهاجمة العراق، بالحجج الكاذبة حول اسلحة الدمار الشمال ومكافحة الارهاب واشاعة الدمقراطية، لم تتورع القيادة العشائرية الكردية عن وضع نفسها، وتسخير احزابها وبيشمركتها معها، في السير في ركاب الاحتلال، كأي قوة عميلة خائنة للشعب الكردي خاصة وللشعب العراقي عامة وللامة العربية والشعوب الاسلامية قاطبة.
    ان هذه القيادة العميلة تحاول ان تكذب على الشعب الكردي بأن السير في ركاب الاميركيين انما هو لمصلحته. ونحن نسأل هذه القيادة:
    ـ من هو المسؤول تاريخيا عن وجود "القضية الكردية" من الاساس؟ أليست هي الدول الامبريالية ذاتها، التي تقاسمت البلدان الشرقية ومزقت الامتين العربية والكردية، وانشأت اسرائيل، واقامت الانظمة العميلة لها في كل مكان؟
    ـ أليست الامبريالية الاميركية هي التي جاءت بالبعثيين الى السلطة ("جئنا الى السلطة في قطار اميركي" ـ كما اعترف بعد الانقلاب الفاشي في شباط 1963، المسؤول البعثي القديم علي صالح السعدي)، وهي التي شجعت نظام صدام حسين ضد شعبه الخاص وضد ايران الاسلامية وضد الاكراد؟ وأليس رامسفيلد نفسه هو الذي قدم الاسلحة الكيماوية لصدام، التي ضرب بها الجحافل الايرانية، من جهة، والتي استخدمها ضد الاكراد في مجزرة حلبجة، من جهة ثانية؟
    ـ وهل ان الامبريالية في اي مكان في الشرق خاصة وفي العالم عامة، قامت بحل قضية اي شعب مظلوم، لمصلحة هذا الشعب بالذات، ام انها كانت ولا تزال تستغل احيانا بعض قضايا الشعوب المظلومة لاجل مصالحها هي، اي مصالح الامبريالية بالذات، بما يعود على الشعب المعني بأوخم العواقب؟!
    ان القيادة العشائرية الكردية، التي يتربع احد رموزها الان في مركز رئاسة الجمهورية العراقية، بحماية الدبابات والطائرات والمخابرات الاميركية، قد ادت "أسوأ خدمة" للشعب الكردي الشقيق، إذ ربطت قضيته باستمرار الاحتلال والهيمنة الاميركية على العراق. وبذلك فهي وضعت هذه القضية فعلا في مهب الريح، وقدمت كل الحجج والتبريرات اللازمة للصداميين والزرقاويين وجميع "القوميين العرب!" المزيفين و"الاسلاميين!" المزيفين، لنفض اليد من القضية العادلة للشعب الكردي ولمحاربته، باسم محاربة القيادة العشائرية الكردية الخائنة والعميلة.
    واذا كانت هذه القيادة تعتقد ان الاحتلال والهيمنة الاميركية على العراق ستدوم، فاننا نسألها، تكرارا:
    ـ في اي مكان في العالم دام التسلط الاستعماري والامبريالي، حتى يدوم التسلط والهيمنة الامبريالية الاميركية في العراق؟
    وبهذه المناسبة ندعو جميع القوى الوطنية والدمقراطية العراقية الحقيقية، الى عدم تحميل الشعب الكردي مسؤولية خيانة "قيادته!" العشائرية العميلة.
    كما ندعو جميع القوى الوطنية والدمقراطية الكردية الشريفة، للعمل من اجل محو الوصمة ولطخة العار التي الحقتها تلك القيادة العشائرية بالقضية الكردية، وذلك بالنضال بمختلف الاشكال السياسية ولا سيما الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاميركي وعملائه.
    واننا لعلى ثقة بأن الشعب الكردي لن يصبح ابدا "حصان طروادة" اميركي، بل سيبقى كما كان دائما بالنسبة للوطنيين العرب "شعبنا الثاني"!


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •