آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لغز الزجاج المكسور

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد مزكتلي
    تاريخ التسجيل
    10/11/2008
    العمر
    58
    المشاركات
    145
    معدل تقييم المستوى
    16

    Post لغز الزجاج المكسور

    لغز الزجاج المكسور
    آن ياما آن,في هذا الزمان وفي حاضر هذا العصر والاوان.
    كان هناك داراً كبيرة,نوافذها مرتفعة و مستديرة,وأسوارها عالية,وأشجارها خفيرة.
    كانت تسكنها عائلة كثيرة العدد بل قل عشيرة.
    وكان هؤلاء القوم كعادتهم كل يوم,يجتمعون حول كبيرهم لينظر في أمورهم وتدبيرهم.
    وكانوا يدينون له بالطاعة والولاء,ولا يحاججوه مطلقاً فيما أراد وشاء.
    وهكذا أيها السادة استقاموا على هذه الحال, في رغد العيش هانئي البال.
    غير انه في يوم مشؤوم,صرخ فيه البوم,وتلبدت السماء بالغيوم,وبدا على الوجوه الوجوم فأيام السعادة لا تدوم.
    لقد وجدوا أن احد زجاج النوافذ كان مكسورا,وهذا ينذربحسب زعمهم بحلول شر مستطيرا.
    فحضروا جميعاً في التو والحان,على غير الاوان,فهذ الخطب الجلل لا يحتمل التأجيل أو النسيان.
    وجلسوا وكبير القوم يترأسهم ليروا من الذي حطم زجاج نافذتهم.
    بدأو يتبادلون النظرات,تحمل على مراميها الاتهامات,ثم تحولت النظرات إلى همهمات.
    والهمهمات إلى كلمات,فمهاترات,ثم اخيرا مشاجرات.
    وصار كل واحد منهم يدفع التهمة عن نفسه.وكأن من فعلها يجب ان يلقى حتفه.
    واخذوا يقسمون بأغلظ الأيمان,ويحلفون على القراّن,بأنهم من هذه التهمة براء,وكل كلام غير هذا هراء.
    وادرك كبيرهم بان كل هذا اللغو ليس من وراءه طائل,ولا بد لهذه الجريمة من دلائل,يستدل منها على الفاعل.
    فقرر أن يستعين بمحقق مأجور,ليحل له لغزالزجاج المكسور.
    في اليوم التالي حضر المحقق,وباشر عمله يبحث و يدقق,ويستجوب القوم ويستنطق.
    ثم قام بزيارة إلى مكان حدوث الجريمة جاهدا في الكشف عن فاعل هذه الفعلة اللئيمة.
    وبعد أن قام بجمع وتحليل الادلة,بدا أنه فك هذا اللغز وحله.
    وطلب من الجميع الحضورعند المساء,فقد عرف من الفاعل بدون جهد أو عناء.
    ألتم شمل القوم صغيرهم وكبيرهم,وتوسطهم المحقق وصار يتحدث إلى زعيمهم.
    المحقق:
    ((أنت تعلم ياسيدي بأنني محقق,وجوهر عملي هو العلم والمنطق.
    واستنتاجاتي تقوم على الادلة والبراهين,ولا تستند أبداً إلى التنجيم والقرابين.
    وأرجوا منك ياسيد القوم أن لا تضعني في موضع اللوم.
    فالحقيقة لايوجد لها بدائل,إن واحداً منكم كان هو الفاعل.
    والامر لايحتاج مني سوى دقيقة,لأخرجه من بينكم معترفاً بالحقيقة)).
    هبط على القوم صمت رهيب,إن تكلم هذا الرجل فسيجلب الدمار والتخريب.
    وبسرعة صرخ كبير القوم في وجه المحقق:((ماذا تقول أيها الأفاك المشكك!؟.
    إن قومي مؤمنين أتقياء,وقد عقدوا الأيمان على أنهم أبرياء .
    أغرب عن وجهي أيها الملعون,إنك والله بالشيطان مسكون)).
    ما أن سمع القوم هذا الحوار,حتى أصبح المحقق وبلحظة خارج الاسوار.
    أطرق كبير القوم رأسه مفكراً,كيف لم تخطر على باله هذه الفكرة مبكراً!؟.
    فنادى على ولده الاصغر حسونا,طالبا منه الذهاب لأحضار العرافة ميمونة.
    لتحل لهم لغز الزجاج المكسور,وتكشف المخفي والمستور.
    وجائت العرافة ميمونة,وهي في الخمسين شمطاء أردبونة.
    وجلست أمام كبير القوم على الارض القرفساء,وهي تغازله بنظرات كلها بغاء.
    كبير القوم:
    ((أسمعي يا ميمونة,سأعطيكي مالا يكفيك عاماً من الطعام والمؤونة.
    بشرط أن تقولي لي من كسر زجاج النافذة,فلعمري إن سرك باتع وأوامرك نافذة)).
    فردت عليه ميمونة ببتسامة جعلتها مجنونة:
    ((زين يا زين من هل العين ومن هل العين,أنت ولله راجل مزيون,وعلى قطع هالرقبة بتمون.
    وكيف ما تقول المداحة,كله في حبك يهون.
    باين عليك راجل مهيوب,وقلبك أبيض خالي من العيوب,وشباب قلبك يشغل العذارى قبل الثيوب))
    لمعت عينا الكبير تعبر عن ما آلت إليه نفسه من سرور وإنشراح.
    واعتدل في جلسته وبدا أنه جداً مرتاح:
    ((هيا يا ميمونة,فقد أزفت ساعة الدينونة,افردي لنا الودع وارينا دررك المكنونة)).
    مدت ميمونة يدها ألى داخل الجراب,وأخرجت منه الودع وبعثرته فوق التراب.
    ميمونة:
    ((من أجل الفجل والبصل والرشاد,هلموا إلي أيها الاسياد.
    واصعدوا فوق أرض العباد,فميمونة تدعوكم الى الجهاد.ونادو لي زعيمكم درغل,فقد طبخت له مجدرة بالبرغل)).
    أغمضت ميمونة عينيها, وهي تضرب الارض بيديها,وبدا اللعاب يسيل من بين شفتيها.
    ميمونة:
    ((يا باروق ويا طاروق ويا حاروق,وياسابوق ويا لاحقوق ويا رابوق.
    يا عشمشم ويا زلملم ويا كلملم,وإذا أنتهيت من أكل المجدرة يادرغل تكلم.
    قل لي من كسر زجاج النافذة,وساعطيق يا درغولي احلى جائزة)).
    وبضحكة صفراوية,انهت ميمونة هذه المسرحية.
    نظرت الى كبير القوم بغنج ودلال,تختلط نظراتها بين الحرام و الحلال.
    لحق بها كبير القوم قائلا:
    هل عرفتب يا ميمونة من كسر الزجاج,وقد لوثتي أصابعك الناعمة بالتراب و العجاج.
    ميمونة:
    بالتأكيد يا سيدي اليوم وغدا,فدرغل لا يكذب في أقواله ابداً.
    إنه الغراب..الغراب يا سيدي أتى إليكم محملا بالحراب,ليعمل فيكم الموت والخراب.
    إن حسادكم كثيرون,وعلى زوال النعمة عنكم يشتغلون.
    ويبدوا انهم أستعانوا بالشرير برهومة,فأرسل إليكم غراباً يحمل حربة مسمومة.
    ليقتل بها أحد أفراد العائلة,ولكن لحسن الحظ طاش عياره وجائت الضربة بالنافذة.
    ولكن في كل مرة لن تسلم الجرة,ومؤكد بأن برهومة سيعاود الكرة.
    فعليكم الاخذ بأسباب الحيط و والحذر,فنحن لا ندري ماذا يخبئ لنا القدر.
    هيه هيه صاح القوم فرحيين متظاهرين بأنهم قلقين.
    هاهي ذي أخيرا الحقيقة,ولا شك في ذلك فمعلومات السيد درغل دقيقة.
    وميمونة على ما يبدو هي خير صديقة,ولعنت الله على ذلك المحقق الذي كان سيشعلها حريقة.
    وعم الفرح وزال الترح,وجاء الهناء,وانصرف البلاء.
    وتهلل وجه كبير القوم,وقال وقد بان الفرح في عينيه وعلى لسانه وشفتيه.
    اما انت ياست ميمونة فسوف تنزلين علينا ضيفة انشاء الله ممنونة.
    لتكوني لنا درعا ضد هؤلاء الحاقدين,وما يحيكه لنا برهومة من دسائس ومن معه من المتآمرين.
    كي يسود بيننا الحب و الوئام ويكفينة الله شر اللئام.
    وتفضلي بالقبول في النزول في غرفتي,وسأرعاكي ان شاء الله كما ارعى زوجتي.
    وهكذا مرت السنين و الايام والكل يعيش في حب وهيام.
    ونسي الجميع حكاية برهومة,وذاك الغراب, صاحبالحربة المسمومة.
    وجائت ايها السادة النهاية,لتنتهي معها هذه الحكاية.
    ولكن بقي هناك امر تافه للغاية لم يلقي له احد بالا او عناية.
    وهو ان المدام ميمونة التي صارت الآن سيدة مزيونة.
    لم تسال السيد درغل الذي اكل المجدرة بالبرغل,والذي لا يقول إلا الحقيقة,كيف تناثرت اشلاء الزجاج تحت النافذة فوق أعشاب الحديقة.


  2. #2
    كاتبة الصورة الرمزية فاطمة عتباني
    تاريخ التسجيل
    27/04/2008
    المشاركات
    731
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: لغز الزجاج المكسور

    سيدي محمد مزكلتي
    والله لقد حلقت بنا على بساط الريح . وفوق سحاب الأسطورة . ودخلت بنا قلعة علي بابا .ومررت بنا قرب الغابة المسحورة . هومت بخيالنا كيف شئت . لنسمع كلام الحكيم . وضارب الرمل. وتتم الحدوتة في سبات ونبات.

    لإبداعك تحية خاصة

    كلما أرقني الحنين , , ,
    همست : لك الله ياقلبي


    [frame="7 80"]موقعي :
    [/frame]
    [mark=#990066]
    تُرى هل تبدو الأشياء على ما هي عليه؟
    رحم الله جدي ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
    ما زلت أشعر بالأمان
    حين كنت بين يديه ، ، ،
    أعبث بلحيته
    [/mark]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •