انتشر في القرية خبرزعزع أركانها, وقلب المقاييس كلها رأسًا على عقب, وراحت الحكايا تنسج بمغزل القصّاص المبدعين, كل واحدٍ منهم يحاول أن يكون الأفضل بينهم.. كان الأطفال يستمعون إلى تلك الحكايا ليلا, ويقصونها على بعضهم صباحا.. خاف البعض منهم, فالحنش الذي يختطف كل ليلة بيض دجاج عديلة من القنِّ الذي يتمدد فوق الأرض في الجانب الشرقي من دارها, هو ثعبان معمِّر يقالُ بأنه قد بلغ الألف عام, ولكن لم يره أحدٌ من الذين مازالوا على قيد الحياة, فقط تلاحقهم أخباراعتداءاته على أمن الناس, وسطوه على دجاجهم والبيض, ولكن رامز كان الوحيد الذي لم يخف من الخبر دون الأطفال, فقد كان والده يجلب لهم كل ليلة سلة من البيض الطازج, ويقص عليهم قصص الأبطال, وأنه واحد منهم يسعى لمنع الظلم, والاعتداء على الناس, وكثيرًا ماكان يعود إلى البيت في وقتٍ متأخرٍ من الليل وعلى وجهه آثار عراك.. رامز لايخاف الحنش فوالده أقوى منه بكثير, فيصمت وهم يتحدثون, وفي المساء يقص على والده حديث الصغار, فيعده باصطياد الحنش, ووضعه في قفص ليتفرج عليه أهل البلدة, وذات مساء أخبر رامز بأن والده ألقي القبض عليه, وهو يسرق البيض من قنِّ عديلة..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمكد منكم***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن