آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: عرش الرحمن

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    10/02/2009
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي عرش الرحمن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    العــــــرش
    عندما سئل صلى الله عليه وسلم، أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ وفي حديث آخر بصيغة أخرى: قبل أن يخلق خلقه؟ قال:" كان في عماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء".
    روى ذلك أحمد بن حنبل، وابن ماجه، وأخرجه الترمذي وقال حديث حسن ومعنى الهواء هنا: الفراغ والفضاء والخواء.
    وجمهور العلماء على أن العرش هو أول مخلوقات الله، لهذا الحديث ولما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء". وفي حديث البخاري المذكور آنفا عن عمران، ترتيب المخلوقات" كان عرشــه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض". أما ابن جرير فقد حكى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعضهم قال" إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيء قبل الماء".
    قدر العرش
    لا يقدر قدره إلا الله، وقد وردت آيات وأحاديث وأقوال للصحابة تصف عظمة العرش، وقد وردت (5) آيات تصف العرش منها (3) آيات تصفه بالعظمة رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (النمل:26) وآية واحدة هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون:116) وآية أخرى ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (البروج:15). وقال تعالى عن كرسيه وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَــوَاتِ وَالأَرْضَ (البقرة:255) وقال أبو ذر عن العرش:" ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض" أي أن هذا الكرسي الذي يسع السموات والأرض نسبته إلى العرش كنسبة الحلقة الحديد في وسط أرض فضاء.
    ووصف العرش بالعظمة لأنه أعظم المخلوقات.
    زنة العرش
    ثبت في صحيح مسلم عن (جويرية بنت الحارث): أنالنبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال:" لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهم:
    سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته". وهنا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان.
    [COLOR="DarkGreen"]حملة العرش[/COLOR]
    ذكر الغزالي في مكاشفة القلوب: عن ابن عباس: أن الله تعالى لما خلق حملة العرش قال لهم" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فخلق لكل واحد منهم مثل قوة من في السموات السبع من الملائكة فقال:" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فخلق لكل واحد منهم مثل قوة ما خلق في السموات من ملائكة ومن في الأرض من الخلق، وقال:" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فقال:" قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله" فلما قالوها، حملوه فنفذت أقدامهم في الأرض السابعة على متن الريح فلما لم تستقر أقدامهم على شيء تمسكوا بالعرش، ولم يفتروا عن قولهم:" لا حول ولا قوة إلا بالله" خيفة أن ينقلب أحدهم، فلا يعرف أين يهوى فهم حاملون العرش، وهو حاملهم، والكل محمول بالقدرة.
    يقول تعالى: الَذين يَحْمـِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ (غافر:7) فأثبت للعرش حملة. وفي سورة الحاقة أثبت عددهم وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (الحاقة:17).
    قال شهر بن حوشب: أربعة منهم يقولون" سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك". وأربعة يقولون:" سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك".
    وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".
    وفي رواية أخرى له، ولأبى حاتم قال" مخفق الطير سبعمائة عام".

    [COLOR="DarkGreen"]صفة العرش[/COLOR]
    قـال البيهقي في (الأسماء والصفات): اتفقت الأقاويل على أن العرش هو سرير الملك. وأنه جسم خلقه الله. وأمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه والطواف به. كما خلق في الأرض بيتاً وأمر بنى آدم بالطواف به. واستقباله في الصلاة.
    وقال قتادة وغير واحد من العلماء:" إن العرش من ياقوتة حمراء" وقال ابن حجر شارح صحيح البخاري:" إن العرش خلق مخلوق تحمله الملائكة فلا يستحيل أن يماسوا العرش إذا حملوه، وإن كان حامل العرش وحامل حملته هو: الله".
    العرش مقب[/COLOR]ب

    روى أبو داود عن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال:
    أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يارسول لله، جهدت الأنفس، وجاعت العيال ونهكـــت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويحك أتدرى ما تقول" وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال:" ويحك أتدرى ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة عليه" وأنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب" قال أبو داود والحديث صحيح.
    وقال ابن بشار:" إن الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته، وسماواته فوق أرضه".
    وفي حديث آخر:" إن أهـل الفردوس يسمعون أطيط العرش وهو تسبيحه وتعظيمه" وما ذاك إلا لقربهم منه.
    فالعرش كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات. ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة وفوقه عرش الرحمن".
    قال ابن مسعود:" إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور العرش من نور وجهه" وقد كان من دعاءالنبي:" أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات".
    قال ابن تيمية:" والعـرش مقبب، وأنه أوسط الجنة وأعلاها هو الفردوس وإن فوقه عرش الرحمن. والأوسط لا يكون الأعلى إلا في المستدير. وهو كالقبة، مثل أن وجه الأرض فوق النصف الأعلى من الأرض، وإن لم يكن محيطا بذلك".
    وقال ابن كثير في تفسيره:" العرش مقبب كما روى في السنن ولم يثبت أنه مستدير، كما أن له قوائم، كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أبى سعيد قال جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه فقال: يا محمد إن رجلا من أصحابك لطم وجهي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم" ادعوه" فدعوه. فقال:" لم لطمت وجهه؟" قال: يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول: والذي اصطفي موسى على البشر. فقلت: يا خبيث وعلى محمد؟ فأخذتني غضبه فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تخيروا بين الأ:اء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا بموسى، آخذ بقائمة من قوائم العرش. فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور".
    [CENTER]مسافة العرش[/CENTER]
    ذكر ابن كثير، وغير واحد من المفسرين في قوله تعالى تَعرُجُ الملائكة وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ( المعارج:4) قالوا: أنه بُعد ما بين العرش إلى الأرض مسيرة خمسين ألف سنة. واتساعه خمسون ألف سنة.
    عندما اهتز العرش
    اتفق المسلمون على ما وردهم من العلم أن العرش هو أعظم المخلوقات وأثقلها وأنه سقف المخلوقات، وعلى عظمته هذه وثقله ومكانته فإنه اهتز مرة لموت أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (سعد بن معاذ) الذي مات بعد غزوة الأحزاب على أثر جرح أصيب به في هذه الغزوة وقد كان هذا الشاب ذو مكانة عند الله ورسوله وكان له كبير فضل على دعوة الإسلام. وهو الذي نزل المهاجرون من مكة في حماه وفي ضيافته بالمدينة. ورغم أن الله كان من شدة حبه له يطببه بنفسه في مسجده إلا أنه في الليل نزل جبريل عليه السلام وسأل محمداً عليه الصلاة والسلام:" من رجل من أمتك مات هذه الليلة استبشر بموته أهل السماء؟" ولم يدر  إلا ومنادٍ ينادى:" ألا إن سعدا قد مات".
    وسجلت كتب الأحاديث هذا الحدث الجلل، عندما قال  للناس:" لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ". وعندما شعر المشيعون بخفة جنازته أخبرهم  بما رواه عنه الترمذي" إن الملائكة كانت تحمله".
    أما كيفية هذا الاهتزاز.. فلا يعلمه إلا الله تعالى.
    [COLOR="DarkGreen"]أمور متعلقة بالعرش[
    /CENTER]
    يقول تعالى وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء (هود:7) قال ابن عباس إنما سمى العرش عرشاً لارتفاعه. ولما سئل على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح.
    وفي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
    وروى البخاري عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قــال:" لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبى".
    [CENTER]أدعية بذكر العرش
    في سنن أبى داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من عاد (زار) مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات:" أسأل الله العظيم.. رب العرش العظيم.. أن يشفيك" إلا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض".
    وعن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة" رواه مسلم.
    وفي كتاب ابن السني عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك فقال ما احترق. ما كان الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح:" اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أعلم أن الله على كل شيء قدير. وأن الله قد أحاط بكل شيء علما. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها. إن ربى على صراط مستقيم" وقد قلتها اليوم. ثم قال: انهضوا بنا. فقام وقاموا معه فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم يُصيبها شيء.
    [CENTER]الكرسي[/CENTER]
    إن أعظم آيه في القرآن هي آية الكرسي، ويعلم المسلمون ذلك مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إن من الصحابة من استشعر بقيمة هذه الآية قبل أن يخبر بذلك. فقد أخرج أحمد ومسلم عن أبى ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سألـه:" أيُ آي الله أعظم؟" فقال أبى: آية الكرسي. قال" ليهنك العلم أبا المنذر".
    وأخرج سعيد ابن منصور، والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" سورة البقرة فيها سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج". كما ورد أن في هذه الآية اسم الله الأعظم. وقد تواتر المسلمون على قراءتها دبر كل صلاة لما علموا ما فيها من الفضل.
    والآية هي رقم 255 من سورة البقرة اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَــوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَــوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
    هذا الكرسي الذي وسع السموات والأرض والذي قال عنه ابن عباس فيما رواه عنه ابن جرير وابن أبى حاتم:
    " لو أن السموات السبع والأرضون السبع بسطن ثم وصلن بعضهن ببعض ما كان في سعة الكرسي، إلا بمنزلة الحلقة في مفازة" والمفازة: الأرض الوعرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن جريرح:" ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس".
    والذي سمع أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
    "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض".
    هـذا الكرسي بهذه العظمة ما هو إلا موضع قدميه عز وجل: فقد أخرج الدارقطني في الصفات، والخطيب في تاريخه، والـحاكم وصححه أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم سئل عـن قـول الله: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ قال:" كرسيه موضع قدمه. والعرش لا يقدره إلا الله عز وجل".
    وقال السدي عن أبى مالك: الكرسي تحت العرش، والسموات السبع والأرض في جوف الكرسي. والكرسي بين يدي العرش.
    وقال ابن كثير: قال غير واحد من السلف: الكرسي بين يدي العرش كالمرقاة إليه.
    وقد روى ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معناه.
    وفي مكاشفة القلوب للغزالي قـال: روى عن على كرم الله وجهه: أن الكرسي لؤلؤة. وروى عن مكرمة قال: نور الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي، ونور الكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش، ونور العرش جزء من سبعين جزء من نور الحجب.
    المرجع :
    العــــــرش
    عندما سئل صلى الله عليه وسلم، أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ وفي حديث آخر بصيغة أخرى: قبل أن يخلق خلقه؟ قال:" كان في عماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء".
    روى ذلك أحمد بن حنبل، وابن ماجه، وأخرجه الترمذي وقال حديث حسن ومعنى الهواء هنا: الفراغ والفضاء والخواء.
    وجمهور العلماء على أن العرش هو أول مخلوقات الله، لهذا الحديث ولما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء". وفي حديث البخاري المذكور آنفا عن عمران، ترتيب المخلوقات" كان عرشــه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض". أما ابن جرير فقد حكى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعضهم قال" إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيء قبل الماء".
    قدر العرش
    لا يقدر قدره إلا الله، وقد وردت آيات وأحاديث وأقوال للصحابة تصف عظمة العرش، وقد وردت (5) آيات تصف العرش منها (3) آيات تصفه بالعظمة رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (النمل:26) وآية واحدة هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون:116) وآية أخرى ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (البروج:15). وقال تعالى عن كرسيه وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَــوَاتِ وَالأَرْضَ (البقرة:255) وقال أبو ذر عن العرش:" ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض" أي أن هذا الكرسي الذي يسع السموات والأرض نسبته إلى العرش كنسبة الحلقة الحديد في وسط أرض فضاء.
    ووصف العرش بالعظمة لأنه أعظم المخلوقات.
    زنة العرش
    ثبت في صحيح مسلم عن (جويرية بنت الحارث): أنالنبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال:" لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهم:
    سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته". وهنا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان.
    حملة العرش
    ذكر الغزالي في مكاشفة القلوب: عن ابن عباس: أن الله تعالى لما خلق حملة العرش قال لهم" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فخلق لكل واحد منهم مثل قوة من في السموات السبع من الملائكة فقال:" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فخلق لكل واحد منهم مثل قوة ما خلق في السموات من ملائكة ومن في الأرض من الخلق، وقال:" احملوا عرشي" فلم يطيقوا. فقال:" قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله" فلما قالوها، حملوه فنفذت أقدامهم في الأرض السابعة على متن الريح فلما لم تستقر أقدامهم على شيء تمسكوا بالعرش، ولم يفتروا عن قولهم:" لا حول ولا قوة إلا بالله" خيفة أن ينقلب أحدهم، فلا يعرف أين يهوى فهم حاملون العرش، وهو حاملهم، والكل محمول بالقدرة.
    يقول تعالى: الَذين يَحْمـِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ (غافر:7) فأثبت للعرش حملة. وفي سورة الحاقة أثبت عددهم وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (الحاقة:17).
    قال شهر بن حوشب: أربعة منهم يقولون" سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك". وأربعة يقولون:" سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك".
    وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".
    وفي رواية أخرى له، ولأبى حاتم قال" مخفق الطير سبعمائة عام".

    صفة العرش
    قـال البيهقي في (الأسماء والصفات): اتفقت الأقاويل على أن العرش هو سرير الملك. وأنه جسم خلقه الله. وأمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه والطواف به. كما خلق في الأرض بيتاً وأمر بنى آدم بالطواف به. واستقباله في الصلاة.
    وقال قتادة وغير واحد من العلماء:" إن العرش من ياقوتة حمراء" وقال ابن حجر شارح صحيح البخاري:" إن العرش خلق مخلوق تحمله الملائكة فلا يستحيل أن يماسوا العرش إذا حملوه، وإن كان حامل العرش وحامل حملته هو: الله".
    العرش مقبب
    روى أبو داود عن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال:
    أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يارسول لله، جهدت الأنفس، وجاعت العيال ونهكـــت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويحك أتدرى ما تقول" وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال:" ويحك أتدرى ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة عليه" وأنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب" قال أبو داود والحديث صحيح.
    وقال ابن بشار:" إن الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته، وسماواته فوق أرضه".
    وفي حديث آخر:" إن أهـل الفردوس يسمعون أطيط العرش وهو تسبيحه وتعظيمه" وما ذاك إلا لقربهم منه.
    فالعرش كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات. ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة وفوقه عرش الرحمن".
    قال ابن مسعود:" إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور العرش من نور وجهه" وقد كان من دعاءالنبي:" أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات".
    قال ابن تيمية:" والعـرش مقبب، وأنه أوسط الجنة وأعلاها هو الفردوس وإن فوقه عرش الرحمن. والأوسط لا يكون الأعلى إلا في المستدير. وهو كالقبة، مثل أن وجه الأرض فوق النصف الأعلى من الأرض، وإن لم يكن محيطا بذلك".
    وقال ابن كثير في تفسيره:" العرش مقبب كما روى في السنن ولم يثبت أنه مستدير، كما أن له قوائم، كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أبى سعيد قال جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه فقال: يا محمد إن رجلا من أصحابك لطم وجهي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم" ادعوه" فدعوه. فقال:" لم لطمت وجهه؟" قال: يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول: والذي اصطفي موسى على البشر. فقلت: يا خبيث وعلى محمد؟ فأخذتني غضبه فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تخيروا بين الأ:اء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا بموسى، آخذ بقائمة من قوائم العرش. فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور".
    مسافة العرش
    ذكر ابن كثير، وغير واحد من المفسرين في قوله تعالى تَعرُجُ الملائكة وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ( المعارج:4) قالوا: أنه بُعد ما بين العرش إلى الأرض مسيرة خمسين ألف سنة. واتساعه خمسون ألف سنة.
    عندما اهتز العرش
    اتفق المسلمون على ما وردهم من العلم أن العرش هو أعظم المخلوقات وأثقلها وأنه سقف المخلوقات، وعلى عظمته هذه وثقله ومكانته فإنه اهتز مرة لموت أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (سعد بن معاذ) الذي مات بعد غزوة الأحزاب على أثر جرح أصيب به في هذه الغزوة وقد كان هذا الشاب ذو مكانة عند الله ورسوله وكان له كبير فضل على دعوة الإسلام. وهو الذي نزل المهاجرون من مكة في حماه وفي ضيافته بالمدينة. ورغم أن الله كان من شدة حبه له يطببه بنفسه في مسجده إلا أنه في الليل نزل جبريل عليه السلام وسأل محمداً عليه الصلاة والسلام:" من رجل من أمتك مات هذه الليلة استبشر بموته أهل السماء؟" ولم يدر  إلا ومنادٍ ينادى:" ألا إن سعدا قد مات".
    وسجلت كتب الأحاديث هذا الحدث الجلل، عندما قال  للناس:" لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ". وعندما شعر المشيعون بخفة جنازته أخبرهم  بما رواه عنه الترمذي" إن الملائكة كانت تحمله".
    أما كيفية هذا الاهتزاز.. فلا يعلمه إلا الله تعالى.
    أمور متعلقة بالعرش
    يقول تعالى وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء (هود:7) قال ابن عباس إنما سمى العرش عرشاً لارتفاعه. ولما سئل على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح.
    وفي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
    وروى البخاري عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قــال:" لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبى".
    أدعية بذكر العرش
    في سنن أبى داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من عاد (زار) مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات:" أسأل الله العظيم.. رب العرش العظيم.. أن يشفيك" إلا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض".
    وعن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة" رواه مسلم.
    وفي كتاب ابن السني عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك فقال ما احترق. ما كان الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح:" اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أعلم أن الله على كل شيء قدير. وأن الله قد أحاط بكل شيء علما. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها. إن ربى على صراط مستقيم" وقد قلتها اليوم. ثم قال: انهضوا بنا. فقام وقاموا معه فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم يُصيبها شيء.
    الكرسي
    إن أعظم آيه في القرآن هي آية الكرسي، ويعلم المسلمون ذلك مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إن من الصحابة من استشعر بقيمة هذه الآية قبل أن يخبر بذلك. فقد أخرج أحمد ومسلم عن أبى ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سألـه:" أيُ آي الله أعظم؟" فقال أبى: آية الكرسي. قال" ليهنك العلم أبا المنذر".
    وأخرج سعيد ابن منصور، والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" سورة البقرة فيها سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج". كما ورد أن في هذه الآية اسم الله الأعظم. وقد تواتر المسلمون على قراءتها دبر كل صلاة لما علموا ما فيها من الفضل.
    والآية هي رقم 255 من سورة البقرة اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَــوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَــوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
    هذا الكرسي الذي وسع السموات والأرض والذي قال عنه ابن عباس فيما رواه عنه ابن جرير وابن أبى حاتم:
    " لو أن السموات السبع والأرضون السبع بسطن ثم وصلن بعضهن ببعض ما كان في سعة الكرسي، إلا بمنزلة الحلقة في مفازة" والمفازة: الأرض الوعرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن جريرح:" ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس".
    والذي سمع أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
    "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض".
    هـذا الكرسي بهذه العظمة ما هو إلا موضع قدميه عز وجل: فقد أخرج الدارقطني في الصفات، والخطيب في تاريخه، والـحاكم وصححه أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم سئل عـن قـول الله: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ قال:" كرسيه موضع قدمه. والعرش لا يقدره إلا الله عز وجل".
    وقال السدي عن أبى مالك: الكرسي تحت العرش، والسموات السبع والأرض في جوف الكرسي. والكرسي بين يدي العرش.
    وقال ابن كثير: قال غير واحد من السلف: الكرسي بين يدي العرش كالمرقاة إليه.
    وقد روى ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معناه.
    وفي مكاشفة القلوب للغزالي قـال: روى عن على كرم الله وجهه: أن الكرسي لؤلؤة. وروى عن مكرمة قال: نور الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي، ونور الكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش، ونور العرش جزء من سبعين جزء من نور الحجب.
    المرجع :
    كتاب قصة الخلق من العرش إلى الفرش


    http://www.4shared.com/file/58809845/a1bb6fa2/______.html?err=no-sess

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد ياسر ; 12/02/2009 الساعة 12:15 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •