نداء في ليلة النصف من شعبان .. شعر : عبد المجيد فرغلي

نداء في ليلة النصف من شعبان

يا حمام الدوح رفرف بالغناء .. طف حيال البيت من أعلي السماء

قبلتي مكة من بيت حرام .. أصبحت قبلة أرضي وانتمائي

كنت أبغيها وكانت وجهتي .. بعد "بيت القدس" مسري الأنبياء

يا اّلهي قبلة الأباء قبلي .. خطرت بالقلب لباها ندائي

قيل من ذا حول الطرف وقلبا .. قلت ربي سامعا مني دعائي

سيقول القوم ما ولي نبيا .. كان للقدس بإسراء مفاء؟

قبلة كانت لأبناء يهوذا .. منذ إبراهيم أرسي البناء

قبلتي المقدس كانت إنما .. حول الله إلي مهفي ابتغائي

قلت يا رب إلي "بيت حرام" .. قبلة كنت لها أبغي انتوائي

حقق الله بها قصدا حبيبا .. جال في النفس فحققت رجائي

واستجاب الله مني دعوة .. كنت قد وجهتها عبر الجواء

رب هب لي قبلة شدت يقيني .. نحوها حبا تمناه ولائي

قبلة صلي بها جدي ونادى .. ها هنا الحج إلي بيت الصفاء

من لها قيل ثوت في بكة .. قبلة القرب إلي رب السماء

وإليها قد هفا القلب حنينا .. تاقه المبعوث بالدين السواء

ولها قد رفرفت روح بشوق .. مرسل بالنور من أوج العلاء

قبلة كانت لإبراهيم مأوى .. خلفه الأبناء من نور وماء

إن يقولو ثم من ولاه عنها .. قبل حين إن تكن مهد انتماء

إن تكن وحيا غدا يوحي إليه .. أفما كانت له قبل ادعاء ؟

فليقولوا ما يشاؤن ابتغاء .. لمراء لم يكن حلو ابتغاء

شككوا فيها بني دين حنيف .. وهو وضاح السنا بادي الرواء

تلك ارهاصاتهم من غير حق .. نزعوا فيه لمسموم العداء

والذي تبديه أفواه ققلي .. ضعفه في القلب منهم خفاء

إنما البيت الحرام المبتغي .. وجهة تسمو بلا أدني مراء

أنكروها وهي حق دون شك .. مشرق أو مغرب مسري دعاء

أينما كنتم فولوا شطركم .. نحوها دوما ما بشكر أو ثناء

ليلة النصف بشعبان غدت .. ملتقي الأرض بأسرار السماء

حولت من مسجد أقصي لبيت .. قد بناه والد للأنبياء

صادف المقصد من وجه نبي .. كان يبغيه . فمال الأدعياء ؟

إنهم مارو بلا علم بحق .. فيه قد ضلت الباء اغتواء

من يهود أو سواهم حاولوا .. طمس ضوء الشمس في أوج الضياء

إنما الله لدي شرق وغرب .. قر في أنحاء أرض أو جواء

والذي ولي لقدس وجهه .. كان من قبل له أوفى جزاء

لن يضيع الله من أعماله .. بل لا خوف عليه من مضاء

قبلة الله التي رامها .. لنبي دين حنيف بارتضاء

حدث قد كان من رب حكيم .. يعلم الغيب وما تحت الخفاء

فليكن مسري دعاء من قلوب .. اّمنت بالله والاّي الوضاء

والقصيدة طويلة نكتفي منها بهذا القدر

وهي ضمن الأعمال الكاملة لرحالة الشعر العربي

عبد المجيد فرغلي

الجزء الثالث

دموع تائب