الزملاء والزميلات الأفاضل
أضع بين أيديكم هذه المعلومات وردي وردود ومرفقات الأستاذ ريحان رمضان بعدما وصلتني رسالة عبر مجموعته الإخبارية.. لم أرد على رده على استفساراتي وقلت أطرح الأمر عليكم لاتخاذ ما يلزم بشأن هذه القضية..
في هذه الأثناء، أدعو للتسجيل وإبداء الرأي علما بأننا لسنا حزبا معارضا بل جمعية فكرية وحضارية..
________________________________
فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية المحترم …
سعادة السفير الفرنسي في دولة النمسا المحترم :
تحية طيبة ، وبعد ..
نحن الموقعين أدناه : منظمات وأحزاب سياسية ، وجمعيات ثقافية وانسانية ، وشخصيات مستقلة نرجو من سعادتكم الإصغاء لمطلبنا الشرعي حول إعادة الاعتبار للبطل (سليمان الحلبي ) الذي يعتبر في نظرنا ،ونظر كل من يحتكم إلى مبدأ الحرية والمساواة وحقوق الانسان التي ناديتم بها ، بطل وطني شجاع ، وبطل كبطلة شعبكم الفرنسي (جان دارك ) تماما ، قام بعملية ثورية في زمانه بهدف إجلاء القوات الفرنسية التي دخلت مصر لتحتلها ، فأجهز البطل سليمان الحلبي – الكردي على قائد الحملة العسكرية (الجنرال كليبر) ، ولما ألقي القبض عليه حكم عليه حكما ً جائرا ً يقضي عليه بالموت على الخازوق بعد إحراق يده التي طعن بها كليبر .
وقد واجه البطل الشهيد الحكم عليه بشجاعة نادرة ، وتحمل العذاب جرّاء إحراق يده ولمدة أربع ساعات متواصلة ، ثم أعدم بالطريقة الوحشية (على الخازوق) .
نطالبكم ، ونطالب حكومة بلادكم استناداً إلى مبادئ حقوق الإنسان والشرعة الدولية ، وبما عرف عنكم من الدفاع عن حقوق الإنسان والمحافظة على مصيره ، بإعادة الإعتبار له ، وتغيير جملة التعريف به المكتوبة على جمجمته واستبدالها بكلمة البطل الكردي – السوري المغوار .
نطالب الحكومة الفرنسية أن تلغي صفة الإجرام المكتوبة على جمجمة الشهيد سليمان الحلبي والمحفوظة في متحف الإنسان بقصر شابو "بباريس "واستبدالها بكلمة البطل سليمان الحلبي – الكردي ، لأنه في الحقيقة بطلا كرديا ، قدم إلى مصر من قرية كـُوكـَانْ فوقاني الكردية ، وهي إحدى قرى جبل الأكراد الواقع في شمال غرب سوريا لنهل العلم في جامعة الأزهر .
مع فائق الاحترام والتقدير
فيينا في الثامن عشر من شهر شباط لعام 2009
Monsieur le président de la république Française,
Monsieur l’ambassadeur de France en Autriche,
Nous avons l’honneur de venir très respectueusement solliciter votre haute bienveillance. Nous, tous, sommes les signataires ci-dessous, des partis et organismes politiques, des associations culturelles et humaines, et des personnalités libres, nous vous prions de prendre en considération notre demande à propos de Soulimène el Halabi que nous considérons tel qu’un héro grâce à son esprit nourrit de liberté, d’égalité et de droits de l’homme que vous avez, longtemps, lutter pour les concrétiser.
Veuillez agréer, Monsieur, notre respect le plus distingué.
Signature des intéressés
الموقعون :
1- ربحان رمضان – كاتب وناشط سياسي – النمسا .
2- مازن كم الماز – كاتب – سوريا
3- ريبر آرمانج – موسيقي – المانيا .
4- بدر الدين محمود – النمسا .
5- سليمان يوسف – كاتب وناشط آشوري – القامشلي/سوريا
6- الدكتور المهندس جمشيد عبد الكريم – برلين /المانيا .
7- أسرة مجلة الخطوة – النمسا
8- ليلى طيبي – صحفية جزائرية – وهران .
9- محمد زهير الخطيب – كندا
10- حسين أحمد – كاتب واعلامي – عامودا /سوريا
11- حاجي سليمان – ناشط سياسي /المانيا
12- محمد سعيد الريحاني – كاتب قصصي – المغرب
13- جورج حداد – كاتب تقدمي عربي من لبنان يقيم في بلغاريا .
14- قهار رمكو – كاتب كردي – كندا .
15- عمر كالو – كاتب واعلامي كردي – سوريا .
16- شلال كدو – ممثل الحزب اليساري الكردي باقليم كردستان / السليمانية
17- الدكتور محمود العربو مدرس مادة الاقتصاد في جامعة دهوك .
18- المحامي فيصل بدر – سياسي وناشط حقوقي كردي .
19- الدكتور المهندس بديع شيخاني – سالزبورغ /النمسا
20- رابطة كاوا الثقافية الكردية – النمساوية
21- جوان رمضان – قبرص
22- الدكتور محمد رشيد – مدرس مادة القانون في جامعة دهوك – مسؤول منظمة الخارج لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا
23- سليمان أسعد / كيرنتن – النمسا .
24- بارزان أسعد – كيرنتن /النمسا .
25- جون يزدي – لينز /النمسا .
26- إبراهيم درويش/ الناطق الرسمي باسم وحدة العمل الوطني لكرد سورية
27- محمد أحمد الكردي/نائب المشرف على موقع
28- www.syriakurds.com
29- محمد رمضان – سوريا
30- سندس سالم النجار – كاتبة كردية .
31- arshavin mikail/ holanda
32- دلشاد مراد - طالب في جامعة دمشق – كاتب سياسي
33- طل الملوحي – كاتبة سورية / القاهرة
34- عبد السلام رشيد /المانيا
35- أحمد الجبوري أمين عام حركة الوفاق الوطني السوري
36- dr.mervan efrini./swiden
37- عنايت ديكو / فنان و اعلامي – بروكسل /بلجيكا
38- أحمد مصطفى – كاتب وناشط سوري /النرويج
39- محمود محمد(بافي صابر) عضواللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
40- diljar deriki
41- ابراهيم علاء الدين – كاتب تقدمي عربي .
42- جان كورد – كاتب وناشط سياسي كردي – المانيا
43- ممو أبو ابراهيم /النمسا
44- المهندس الزراعي شعبان منصور – ميت بزو /مصر
45- الدكتور أحمد رشيد /المانيا
46- الدكتور المهندس حسان الخطيب /السويد .
47- شيركو شيخاني /سوريا
48- زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
49- أشرف المقداد – كاتب وناشط سياسي عربي سوري .
50- فواز شهاب – النمسا .
51- محمد غانم كاتب وصحفي سوري / سجين رأي سابق
52- صفوت جلال جباري ... باحث وكاتب كوردستاني
53- باتعة حسن شعيب – طنطا /مصر
54- عبد الرحمن محمد نور – السودان .
55- محمد الجعري – ماجستير في العلوم السياسية ، وزير يمني سابق
56- محمد ميراح ماجستير العلوم الاقتصادية – مقيم في النمسا
57- خالد محمد – كاتب سياسي/المانيا .
58- سيروان رشيد – مراسل الخطوة /القامشلي
لإضافة توقيعكم يرجى مراسلتنا على العنوان التالي :
alxetwa@yahoo.com
أو مراسلة أحد المواقع الناشرة للحملة .
__________________________________
السادة الأفاضل،
نص الخطاب غير قوي وغير عقلاني:
1. التأكيد على كردية الرجل أكثر من سوريته أو بطولته
2. الدعوة إلى تغيير الاسم على الجمجمة وليس استرجاع جثمانة!
3. إن كنتم مستعدين لتغيير النص وطرح الأمر على منتديات الجمعية، فنحن كجمعية مستعدون لشن حملة دولية قوية ونحن خبراء في التأثير والتغيير.. على أن تشاركوا معنا..
______________________________________
الأستاذ عامر العظم المحترم :
تحية طيبة ، وبعد :
سرنا اهتمامكم بقضية اعتبار الإعتبار للشهيد البطل سليمان الحلبي الكردي /السوري وهنا نؤكد على كردية الرجل الذي تجاهلتها وسائل الاعلام للأنظمة العربية ، وكتب التاريخ .
الشعب الكردي جزء من شعوب المنطقة ، يعيش على أرضه التاريخية ولم يطرأ على هذه البلاد من أية منطقة أخرى في العالم .
أجداده هم الميديين والميتانيين والهوريين الذين سكنوا نفس المنطقة التي يعيش فيها منذ آلاف السنين .
ولكون تاريخ المنطقة ارتبط إلى حد كبير بالدين الاسلامي فقد ساهم الكرد في تطورها وفي النضال من أجل تحررها ، لكن كتب التاريخ وللأسف غيبتهم فاعتبر الفرس انتصارات الدولة الاسلامية هي انتصاراتهم ، وان كل شبر وصلوا إليه عندما بسطت الدولة العباسية يدها على الخلافة هي بلادهم ، و الشئ نفسه تصرفه الترك ، أما الإعلام العربي الرسمي فقد ربط الثقافة والحضارة والتاريخ بالأمة العربية فقط ، فنشر يافطات أصبحت قواعد ثابتة تقول وعلى رأي فضيلة الشيخ مرشد محمد معشوق الخزنوي أن (الحضارة العربية في الأندلس ، الحضارة العربية الاسلامية ، الثقافة
العربية الاسلامية .. الخ) وابتعد الكتاب عن ذكر الشعوب التي ساهمت في حضارة هذه المنطقة ،
لا نجد ضيرا ً لو أن الحق عاد لنصابه ، فنقول أن صلاح الدين كان كرديا وساهم في تحرر المنطقة ، وسليمان محمد أمين (المعروف بسليمان الحلبي، وابراهيم هنانو ، ويوسف العظمة .. وغيرهم) كلهم أكراد .
يرجى مطالعة مقال (الأكراد شعبنا الثاني للأستاذ جورج حداد) المنشور في الحوار المتمدن ، والمرفق مع رسالتي إليكم .
فسليمان الحلبي سوري ولكنه كردي (يرجى تصحيح المعلومة) ولا أعتقد أن في تصحيح المعلومة أي ضير أو إشكال .
2 – سبب دعوتنا إلى تغيير الاسم على الجمجمة هو لأن الفكرة جاءت من مجموعة من المثقفين والمتنورين السوريين المنفيين ، الذين هم أنفسهم لا توجد أرض تضم رفاتهم ، ولا يستطيعوا العودة بأمان إلى وطنهم سوريا ، وبهذه المناسبة حبذا لو طالبتم بعودة كافة المنفيين والهاربين خوفا من الخطف ، ومن الإعتقال التعسفي ، إنه مطلب حق ، وسنشارك بكل قوانا في المطالبة بذلك لكن من سينتظر رفات الشهيد في المطار غير ممثلي حزب البعث ، وأعضاء الجبهة الوطنية المصفقة والمهللة له ؟؟
كل المنفيين (الوطنيين) السوريين يتمنوا العودة بأمان دون مراجعة فروع الأمن والمخابرات .
نتمنى وكما ذكرتم أن تقودوا الحملة وتستطيعوا إعادة تقييم البطل الشهيد سليمان محمد أمين الكردي - السوري ، وإعادة رفاته إلى وطنه ، مع تمنياتنا أن يتم بناء نصب تذكاري يخلده ، ينصب في مدخل مدينة عفرين عاصمة جبل الأكراد الذي أنجب هذا البطل .
تقبلوا منا تحياتنا الحارة
عن موقعي الحملة
ربحان رمضان
______________________________
الأكراد شعبنا الثاني
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
جورج حداد
الحوار المتمدن - العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21
!في 21 آذار يحتفل الشعب الكردي في جميع أرجاء كردستان بعيده الوطني الذي يرمز الى طموحه التحرري وتأكيد هويته القومية المكرسة عبر التاريخ. ونجد من الضروري إلقاء لمحة على العلاقات الحضارية والتاريخية الوثيقة بين العرب والاكراد، التي هي أوسع واعمق وأوثق من أي نظرة سياسية مرحلية ضيقة.
الواقع أنه لا يوجد شعب إسلامي أو شرقي آخر اندمج وتلاحم مع العرب، مثلما هم الأكراد، والى الحد الذي يبدو فيه من الطبيعي تسميتهم "شعبنا الثاني". ففي أي بلد أو منطقة "كردية" أو "عربية"، يتواجد فيها العرب والأكراد معا، فإنهم يعيشون الحياة اليومية والقضايا العامة بشكل مشترك ومتداخل، لا يكاد يمكن فيه التمييز بين العربي والكردي.
وليس هذا الواقع وليد الأمس. بل هو يضرب في عمق التاريخ. ولعل من المعبر جدا أن نتوقف قليلا عند المثال الذي قدمه صلاح الدين الأيوبي، لدى تحرير القدس من الصليبيين (وهو البطل ـ الرمز الكردي، الذي يعتبره الشعب العربي قائدا عربيا تاريخيا). فلقد جاء صلاح الدين عدد من قادة الوحدات الكردية، التي كانت في طليعة منازلة الصليبيين، وقالوا له، منتشين بالنصر : أعز الله الإسلام بالكرد!
فأجابهم : بل أعز الله الكرد بالإسلام!
فبهذه المقولة، رفض صلاح الدين، وفي لحظة انتصاره بالذات، وضع الكرد فوق غيرهم من الأقوام، التي كان يجمعها المتـّحد الحضاري المتمثل في الدولة العربية الإسلامية، وخصوصا فوق العرب، الذين كان صلاح الدين "يحكمهم" ويقف "فوق" أرضهم. بل إنه شرّف قومه بأن يكونوا هم في خدمة هذا المتحد. والواقع ان الأكراد لم يستغلوا الإسلام ليستبدوا بالعرب أو غيرهم من الشعوب الإسلامية، في حين أن بعض الطغمات الشوفينية، وخصوصا سلاطين بني عثمان وأسلافهم من خانات طوران، دخلوا دار الإسلام ضيافن متطفلين، ولكنهم ما لبثوا أن اغتصبوا الدار، واستبوا أهلها في عقر دارهم، وقضوا نهائيا على الدولة العربية الإسلامية الزاهرة، وحولوها إلى سلطنة عنصرية استبدادية تخلـّفية، رجعت بالشعوب التي ابتليت بها قرونا إلى الوراء، وأولها الشعب التركي ذاته، وقادتها نحو الدرك الأسفل في السلم الحضاري للعالم.
وموقف صلاح الدين الحضاري التوحيدي، من العرب ومعهم، ليس استثناء، بل هو نموذج بارز لـ"التربية التاريخية" – إذا صح هذا التعبير – التي نشأ عليها الشعب الكردي، بحكم الظروف والأوضاع الذي مر بها. وهو ما يمكن أن يكون موضع دراسة من قبل علماء التاريخ المختصين.
ولعله من المفيد أن نورد بعض الأمثلة المعبرة في تاريخ الشعبين:
ـ إذا كان تاريخ العرب والأكراد، وكأي شعب عريق في العالم، يشتمل على صفحات من الحروب مع شعوب أخرى، فإن هذا التاريخ لا يتضمن حروبا فعلية بين هذين الشعبين، لا قبل الإسلام ولا بعده. وهنا تبرز فظاعة الجريمة التاريخية التي ارتكبها كل من تسبب في النزاعات "الحديثة" بين العرب والاكراد، ولا سيما النظام الصدامي.
ـ هناك العشرات من مشاهير الحضارة العربية والاسلامية، الذين يجهل كثرة من العرب انهم من ابناء الشعب الكردي. ومن هؤلاء على سبيل المثال "الامام محمد عبده، وأمير الشعراء احمد شوقي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وعباس محمود العقاد، ومحمد فريد وجدي، والعائلة التيمورية ـ محمد ومحمود وعائشة ـ ، والشاعر جميل صدقي الزهاوي، الى جانب علماء افذاذ آخرين أثروا العطاء الفكري العربي الاسلامي من امثال إمام النحو ابن الحاجب، وابن الصلاح، والآمدي، والحافظ العراقي، وأبي الفداء الايوبي، وأبناء الاثير الثلاثة. إضافة الى صحابي كردي اسمه جابان." (زكريا عبدالجواد ـ مجلة "العربي"، العدد 496).
ـ إن عشرات الألوف من الأسر الكردية، من الأيوبيين وغيرهم، ظلوا يعيشون في المناطق العربية، كوطنهم تماما. والشيء ذاته يقال عن العرب في المناطق التاريخية الكردية. وفي مناطق "الحدود" العربية – الكردية، عاش العرب والأكراد مئات السنين مختلطين ومتآخين، على السراء والضراء، وبشكل سيكون معه من السهل على خبراء الجغرافيا والطوبوغرافيا أن "يجمعوا" هذه الأرض، ولكنه سيكون من المستحيل عليهم "طرح" بعضها من بعض، وذلك لسبب بسيط، لا جغرافي – طبوغرافي، بل تاريخي – جغرافي، وهو انه لا توجد قوة في العالم تستطيع "طرح" أحد هذين الشعبين المتآخيين من الآخر.
ـ إن زعيم أول تمرد على السلطنة العثمانية في مطلع القرن السابع عشر، والي حلب علي باشا جان بولاد، هو كردي الأصل، وقد شملت حركته مناطق سوريا وفلسطين العربيتين. وأقام علاقات مستقلة مع أوروبا. وحينما فشلت حركته بسبب تواطؤ أوروبا الاستعمارية مع العثمانيين، لجأ إلى الجبل اللبناني لدى المعنيين الأيوبيين. وعلي جان بولاد هو جد عائلة جنبلاط الوطنية اللبنانية.
ـ إن العائلة المعنية الايوبية اللبنانية، التي يتحدر منها فخر الدين الثاني، هي أيضا كردية الأصل، حسب الكثير من المصادر الموثوقة. وقد قام فخر الدين بالتمرد على السلطنة العثمانية كذلك، وشملت حركته أيضا سوريا وفلسطين بالاضافة الى الجبل اللبناني، حيث حاول تأسيس دولة مستقلة ذاتيا وعصرية، وأقام علاقات وثيقة مع اوروبا. وقد استمرت حركته عشرات السنين، وهزم في النهاية بسبب تواطؤ الاوروبيين مع العثمانيين كذلك.
ـ إن محمد علي باشا، هو ايضا كردي الاصل، حسب مصادر عديدة. وهو الذي قاد في القرن التاسع عشر أول محاولة جدية لإقامة دولة عربية كبيرة موحدة، تمتد من وادي النيل حتى المشرق العربي بأسره، وذلك على أنقاض السلطنة العثمانية، وكان يدعم الانتفاضات الكردية، وينسق مع الأمراء الأكراد للهجوم على اسطانبول، التي أنقذتها الدول الأوروبية من السقوط. إذ ان هذه الدول ايدت حركته الى الحد الذي كانت تؤدي فيه لاضعاف السلطنة العثمانية من اجل التحكم اكثر بمصائرها. ولكنها وقفت ضده بشدة، واجبرته على التراجع داخل الحدود المصرية، حينما رأت انه يعمل لتشكيل بديل تاريخي للسلطنة المتداعية.
ـ إن الشيخ عبيدالله النهري، الزعيم الكردي الذي شملت انتفاضته في نهاية القرن التاسع عشر، منطقة كردستان "التركية" و"الفارسية" معا، انضم إلى صفوفه ألوف المقاتلين العرب. وقد عملت أوروبا أيضا على هزيمته، لأنها خشيت وتخشى من إقامة دولة كردية موحدة، كما خشيت وتخشى من إقامة دولة عربية موحدة، وساعدت على اعادة النير "التركي و "الفارسي" الى رقاب العرب والاكراد معا. ذلك أن أوروبا الاستعمارية كانت تعلم، كما يعلم الآن أكثر من أي وقت مضى أرباب النظام العالمي الجديد، أن قيام أي من هاتين الدولتين (عربية موحدة او كردية موحدة)، سيستتبع حكما، في متوالية رياضية – سياسية "بسيطة"، قيام الدولة الأخرى، وسيستتبع تاليا الاتحاد بينهما، بحكم الضرورة والإرادة التاريخية لكلا الشعبين. مما يترتب عليه تغيير الميزان الدولي برمته، في صالح شعوب العالم قاطبة، ضد قوى الهيمنة العالمية.
ـ حيثما وجد الاكراد في أي بلد عربي، نلمس مشاركتهم العضوية الواسعة في حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار، وفي التنظيمات الوطنية والتقدمية والنضالات الاجتماعية. ولا ننسى البطل التاريخي ـ الرمز يوسف العظمة، وزير الحربية في الحكومة العربية لفيصل، الذي رفض ان يدخل المستعمرون الفرنسيون سوريا في 1920 الا فوق جثته. ونذكر هنا بالاخص المشاركة الجماهيرية الكبيرة للمناضلين الاكراد، لا من البلدان العربية فقط، بل ومن جميع الاقاليم الكردستانية، في المواجهة مع الصهيونية واسرائيل، بالتلاحم الكفاحي مع الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وقد سقط منهم اعداد كبيرة من الشهداء، الذين عمدوا بالدم وحدة الكفاح العربي ـ الكردي في المرحلة الراهنة. وقد ابدوا ضروبا مشرفة من البطولة في المواجهة مع الجيش الاسرائيلي في معركة قلعة الشقيف في 1982، كما وقع منهم عشرات الاسرى في قبضة المحتل الاسرائيلي.
واذا كانت مثل هذه الوقائع لا تحظى بالاهتمام الكافي لدى بعض الاطراف العربية والكردية، فهذا لا ينتقص من أهميتها النوعية والتاريخية بالنسبة للشعبين العربي والكردي معا. ومثلما في الماضي، فكذلك اليوم، سيستطيع شعبانا المتآخيان ـ بالرغم من جميع العراقيل ـ ايجاد طريقهما المشترك للتحرر الوطني والاجتماعي والوحدة القومية.
ولكن للأسف، أن شعبينا لا يزالان يعيشان مكرهين لا تاريخا لهما، بل تاريخا مفروضا عليهما. ولا عجب في هذه الحال أن نرى ما نرى من المواقف "الكردية" الصغيرة من قبل البعض، الذين يرون أن انتصار القضية الكردية يمكن أن يكون على حساب العرب، ومن مواقف "عربية" أصغر من قبل البعض الآخر، الذين يرون أن مجرد فتح مدرسة كردية يمكن أن يهدد القضية العربية.
واخطر ما تواجهه القضية القومية العربية والكردية اليوم، وخاصة قضية تآخي الشعبين الشقيقين، هو الموقف من الاحتلال الاميركي للعراق. ففي عهد الدكتاتوية الصدامية، التي انزلت الويلات بالشعب الكردي، مثلما بكل فئات واتنيات ومذاهب واحزاب الشعب العراقي المظلوم، حاز نضال الاكراد من اجل حقوقهم الثقافية والسياسية والقومية دعم وتأييد كافة قوى المعارضة العراقية الشريفة، وتحولت "كردستان العراق" الى قاعدة عراقية عامة للكفاح ضد الدكتاتورية الصدامية. ولكن هذا الالتفاف الوطني والتقدمي والدمقراطي العراقي العام، حول القضية العادلة للشعب الكردي، مثـّل تغطية في غير مكانها الصحيح للنزعات التسلطية والفئوية الضيقة للقيادات العشائرية الكردية، البرزانية والطالبانية، التي استغلت مرحلة الحماية التي وفرها لها نظام "المنطقة الآمنة"، لادارة الظهر للقضية القومية الكردية وللقضية الوطنية العراقية ولوضع مصالحها الطبقية والعشائرية الضيقة مكانهما. بل ونشأ نزاع فيما بين الكتلتين البرزانية والطالبانية على التسلط وتوزيع المغانم. وبلغ الامر حد ان احد الطرفين لم يتورع عن الاستنجاد بقوات صدام حسين نفسها لمؤازرته بمواجهة الطرف الاخر. وحينما اقدمت الامبريالية الاميركية على مهاجمة العراق، بالحجج الكاذبة حول اسلحة الدمار الشمال ومكافحة الارهاب واشاعة الدمقراطية، لم تتورع القيادة العشائرية الكردية عن وضع نفسها، وتسخير احزابها وبيشمركتها معها، في السير في ركاب الاحتلال، كأي قوة عميلة خائنة للشعب الكردي خاصة وللشعب العراقي عامة وللامة العربية والشعوب الاسلامية قاطبة.
ان هذه القيادة العميلة تحاول ان تكذب على الشعب الكردي بأن السير في ركاب الاميركيين انما هو لمصلحته. ونحن نسأل هذه القيادة:
ـ من هو المسؤول تاريخيا عن وجود "القضية الكردية" من الاساس؟ أليست هي الدول الامبريالية ذاتها، التي تقاسمت البلدان الشرقية ومزقت الامتين العربية والكردية، وانشأت اسرائيل، واقامت الانظمة العميلة لها في كل مكان؟
ـ أليست الامبريالية الاميركية هي التي جاءت بالبعثيين الى السلطة ("جئنا الى السلطة في قطار اميركي" ـ كما اعترف بعد الانقلاب الفاشي في شباط 1963، المسؤول البعثي القديم علي صالح السعدي)، وهي التي شجعت نظام صدام حسين ضد شعبه الخاص وضد ايران الاسلامية وضد الاكراد؟ وأليس رامسفيلد نفسه هو الذي قدم الاسلحة الكيماوية لصدام، التي ضرب بها الجحافل الايرانية، من جهة، والتي استخدمها ضد الاكراد في مجزرة حلبجة، من جهة ثانية؟
ـ وهل ان الامبريالية في اي مكان في الشرق خاصة وفي العالم عامة، قامت بحل قضية اي شعب مظلوم، لمصلحة هذا الشعب بالذات، ام انها كانت ولا تزال تستغل احيانا بعض قضايا الشعوب المظلومة لاجل مصالحها هي، اي مصالح الامبريالية بالذات، بما يعود على الشعب المعني بأوخم العواقب؟!
ان القيادة العشائرية الكردية، التي يتربع احد رموزها الان في مركز رئاسة الجمهورية العراقية، بحماية الدبابات والطائرات والمخابرات الاميركية، قد ادت "أسوأ خدمة" للشعب الكردي الشقيق، إذ ربطت قضيته باستمرار الاحتلال والهيمنة الاميركية على العراق. وبذلك فهي وضعت هذه القضية فعلا في مهب الريح، وقدمت كل الحجج والتبريرات اللازمة للصداميين والزرقاويين وجميع "القوميين العرب!" المزيفين و"الاسلاميين!" المزيفين، لنفض اليد من القضية العادلة للشعب الكردي ولمحاربته، باسم محاربة القيادة العشائرية الكردية الخائنة والعميلة.
واذا كانت هذه القيادة تعتقد ان الاحتلال والهيمنة الاميركية على العراق ستدوم، فاننا نسألها، تكرارا:
ـ في اي مكان في العالم دام التسلط الاستعماري والامبريالي، حتى يدوم التسلط والهيمنة الامبريالية الاميركية في العراق؟
وبهذه المناسبة ندعو جميع القوى الوطنية والدمقراطية العراقية الحقيقية، الى عدم تحميل الشعب الكردي مسؤولية خيانة "قيادته!" العشائرية العميلة.
كما ندعو جميع القوى الوطنية والدمقراطية الكردية الشريفة، للعمل من اجل محو الوصمة ولطخة العار التي الحقتها تلك القيادة العشائرية بالقضية الكردية، وذلك بالنضال بمختلف الاشكال السياسية ولا سيما الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاميركي وعملائه.
واننا لعلى ثقة بأن الشعب الكردي لن يصبح ابدا "حصان طروادة" اميركي، بل سيبقى كما كان دائما بالنسبة للوطنيين العرب "شعبنا الثاني"!
المفضلات