آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رسالة في العقل والعشق

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية د.رأفت رشوان
    تاريخ التسجيل
    11/10/2008
    العمر
    46
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رسالة في العقل والعشق

    رسالة في العقل والعشق


    السائر في طريق الله هو سلطان مملكة الكلام؛
    يا من امتلأت من ألفاظك الأفق بالدر اليتيم.
    - ويا من نجم سعدى, ونجوم الدنيا تضيء من نورك؛
    عظمت الدنيا أن تلد أمثالك.
    - فأي منزلة لأشعار الآخرين أمام بيان كلامك؛
    وما كان للسحر من أثر أمام إعجاز الكليم( ).
    - فلي عندك سؤال, لا أسأله أحدًا غيرك؛
    فطيب الأصل لا يسأل حاجته إلا من الكريم.
    - كيف يتضح الطريق إلى الله؟ بالعقل أم بالعشق؛
    افتح هذا الباب المغلق؛ لأنه باب عظيم.
    - على الرغم من أن كليهما لا يأتيان لأحد؛
    إلا إنهما راسخان في قلبك وعقلك اليقظين.
    - أيمكن القول بأن العقل أسمى من العشق؛
    عندما ينازعك كلاهما ليلاً ونهارًا كالخصم والرفيق.
    - فإن منزلة ومكانة كليهما لا يتضحان إلا بكرمك؛
    ومن ثمَّ تتجدد روح السقيم من جمال ألفاظك.
    - فلتهدأ خواطرك, ولتبتعد عن الغث والثمين في الدنيا؛
    لأن خاطرك مرآة صافية كنفس الكريم.


    "الجـــــواب"
    قال رسول الله (): "أول ما خلق الله تعالى العقل, فقال لـه أقبل, فأقبل, ثمَّ قال لـه: أدبر, فأدبر. قال: وعزتي وجلالي, ما خلقت خلقًا أكرم علي منك, بك آخذ, وبك أعطي, وبك أثيب, وبك أعاقب"( ).
    وعلى هذا, ووفقًا لقول مولانا "سعد الدين" – أدام الله عافيته, وأحسن عاقبته- فإن عين الصواب هو أن تقدم العقل, وتعرف الطريق للتقرب للحق, وتنظر بعين الرضا إلى الداعي المخلص, وتقدره, وتتخذه رفيقًا, ورغم هذا ألتمس الطريق من الصالحين, وأترك هذا الوهن للضعفاء العاجزين, ويقول الله تعالى – ذو الجلال والإكرام الذي لا حصر لنعمه: ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) ( ), ويمكن أن نفهم من كلامه – عز وجل- أن هذا العبد فاضل, ولكن يمكنه أن يصل إلى من هو أفضل منه؟ وبيمن همة الدراويش, وببركة صحبتهم, وبصفاء خواطرهم تدرك أن العقل بما لـه من سمات عديدة ليس هو الطريق أو الغاية, إنما هو نور يهدي إلى الطريق, وبداية هذا الطريق الحقيقية هي معرفة آداب الطريقة, ووظيفة العقل أن يضيء لك الطريق لتلك الآداب, فتعرف المحسن من المسيء, وتفرق بين العدو والصديق, وعند علمك بتلك الدقائق لا بد أن تسير عليها, وتلتزم بها, وطالما لم تستفد من نور عقلك في السير على درب الطريق فلن تصل إلى غايتك.

    ونقلاً عن أحد المشايخ المعروفين فقد ذكر أن السائرين على درب الطريق في سلوكهم يصلون إلى درجة يكون فيها العلم حجابًا, ولكن العقل لا يصدق بهذا الكلام حتى يعلم الدليل والبرهان, فالعلم هو وسيلة لتحصيل المراد, وليس هو غاية المراد, ومن ثمَّ فكل من يقتصر على مجرد العلم لا يدرك ثمار ذلك العلم وفوائده, ومثله كمن ضل الطريق في الصحراء, ولم يصل إلى الكعبة.
    واعلم أن المراد من العلم الظاهر هو مكارم الأخلاق, وصفاء الباطن, وإذا زالت الأخلاق لدى بني آدم قل صفاؤهم, وحجبت عنهم المشاهدات الروحانية من جراء المنغصات النفسية, ومن ثمَّ يجب على مريدي الطريقة التحلي بالأخلاق الحميدة, وذلك عن طريق العلم؛ حتى يتيسر صفاء صدورهم.
    وعندما تمر عليه فترة طويلة في خلوته وعزلته, بعيدًا عن صحبة الناس في ذلك الحين يتنسم صفاء الباطن, ويشم رائحة ورود المعرفة من رياض الذات العلية عن طريق الأنس لدرجة أن فيض تلك النسمات من النور والفيض الإلهي تفقده عقله, وتستولي على جميع تصرفاته, وقد ذكروا أن أول علامات هذا الوله بالفيض الإلهي هو حلاوة الذكر, ويسمونه الوجد, وآخر علامات هذا الوله بلا حدود أو نهاية, ويسمونه العشق, وحقيقة العشق هو العلم به, وهذا العلم يحجب أمل الوصال والمراد عن كمال المعرفة, ولكن طريق المعرفة ميسر, وخيل خيال المحبة موجود على الطريق, ولا نقول بأن طلاسم محنة العشق غير موجودة لدى أرباب القلوب, بل إنها راسخة في الرءوس, وتقذف بضحاياها.

    - لا أحد يعرف الطريق إلى كنز قارون ؛
    ولو عرفه ما خرج منه مرةً ثانيةً.

    ألا تعلم ما المقصود من معنى "كنت كنزًا مخفيًا, فأحببت أن أعرف", فالكنز عبارة عن نعمة ليس لها مثيل, ولا يعرف الطريق إلى تلك النعمة سوى الملك, وبعض خاصته, وعادة الملك أنه يقتل كل من يقف على ماهية ذلك الكنز؛ فيسفك دمه حتى يبقى الحديث عن الكنز في خفاء, كما أن "سلطان الأزل, والقديم لم يزل" لا يعرف كنه حقيقته سوى بعض خاصته أي الفقراء والأولياء من عباده الذين لا يجلسون مع أحد سواه, ولا يراهم أحد غيره, "رب أغبر لو أقسم على الله لأبره"( ), وبمجرد وقوفهم على سر من أسرار الذات العلية يسفك دمهم بسيف العقل؛حتى لا تتناقل الأفواه قصة الكنز.

    - يقدمون للرجل في هذا المجلس كأسًا؛
    - يضعون به دواءً مذهبًا للعقل.

    حتى يبقى السر المكنون لحقيقة الذات العلية في خفاء.
    - لو سألني أحد عن وصفه؛
    فماذا يقول العاشق عن مقام الفناء.
    - فالعشاق موتى في عشق المعشوق؛
    وليس للموتى كلام.

    يمكن أن تنزلق قدم درويش إلى كنز, ويمكن أن يطل عليه برأسه في تلك الأحيان, أسألك سؤالاً: ما وسيلة المعرفة؟ فإنك تقول عن جوابي مستفسرًا أنه ماذا يجديك من العقل, والقياس, وقوة الحواس؛ فإن العاشق يفقد في المقام الأول رائحة ربيع الوجد, ويضطرب عقله, وإدراكه, وخياله, وحواسه.

    - كثيرًا ما تحدثت أمامك بكلام؛
    فكنت تشيح بوجهك, وتسكت عن الكلام.

    شيء مثير للحيرة أن المكاشفة لا تحدث بدون الوجد, والوجد ينشغل عن الإدراك, والسبب في هذا أن العقلاء يتحدثون بسفاهة, والواصلون يعترفون بالنقصان, وعدم الكمال, والملائكة "الملأ الأعلى" في عجز عن إدراك هذا المعنى, وقد اعترفوا لـه بقولهم: "ما عرفناك حق معرفتك", ونهاية بادية المعرفة أن تعلم أنها تعطي السائر في هذا الطريق قدحًا من الخمر لكل خطوة يخطوها, ومن لم يتعود على السكر والشراب, فليس لديه قدرة على التحمل؛ فيفقد وعيه, ويتحول عن الطريق من أول قدح, والقدرة على شرب الماء الزلال الصافي, لا تجلب العشق والمحبة, ويغيب صاحبها عن الحضور بوجده, ويبقى في تيه الحيرة, ولا يصل إلى غاية المطاف.

    - في هذه المحنة يبيع الشخص ألف سفينة؛
    طالما لم تظهر منهم سفينة على الشاطئ.


    كان أمير المؤمنين "أبو بكر الصديق" ( ) () يدعو بقوله: "يا من عجز عن معرفته كمال معرفة الصديقين", فقد عرف أن غاية معرفة بني آدم هي الوصول إلى مقام الانقطاع عن طريق الوجد (الوصول إلى الحق).

    - يا طائر السحر تعلم العشق من الفراشة؛
    فقد احترقت روحها, ولم يصعد صوتها.
    - وهؤلاء طالبو الدنيا قد ظلوا في طلبها؛
    وقد علمت مصيرها, وأنها زائلة.

    من أسأل عن الطريق إلى بحر النيران الذي تحترق على شاطئه, ومن أسأل عن صحراء هذه المحنة التي لا يفهم معناها أحد قط سوى خالق هذا المعنى.

    - يقدمون للرجل في هذا المجلس كأسًا؛
    به دواء مذهب للعقل.
    - هذا الطريق غير ممهد لكل شحاذ؛
    لكن المدح والثناء ميسران بين أيدينا وألسنتنا.
    - أنا لست أنا, وأي ثناء يكون مني؛
    حتى إنني لا أحصي الأنبياء تمامًا.
    * * *
    - ذلك أبعد من الخيال والقياس, والظن والوهم؛
    كما أنه بعيد عما قيل وعما سمعناه وقرأناه.
    - فقد اكتمل المجلس, وانتهى العمر؛
    ولا زلنا حتى الآن في أوصافك الأولى.
    * * *
    - ليس ذلك هو الوجه الذي أعرف وصف جماله؛
    فلتسأل أحدًا غيري عن هذا الحديث؛ فأنا في حيرة.

    التعديل الأخير تم بواسطة د.رأفت رشوان ; 18/02/2009 الساعة 02:03 AM

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/02/2009
    العمر
    36
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رسالة في العقل والعشق

    زادكم الله من علمه يا دكتور رافت


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية د.رأفت رشوان
    تاريخ التسجيل
    11/10/2008
    العمر
    46
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رسالة في العقل والعشق

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء نبيل احمد مشاهدة المشاركة
    زادكم الله من علمه يا دكتور رافت
    quote=د. فدوى;300506]

    تلميذتى العزيزة/شيماء نبيل
    أهلا بك فى المنتدى....وألف مبروك على قبول عضويتك
    وأتمنى أن يستمر تواصلك فى المنتدى
    والإفادة بآرائك.......ووجهة نظرك فى الموضعات المطروحة
    مع رجاءالمواصلة.......وتقديرى
    [/quote]


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية نجوى النابلسي
    تاريخ التسجيل
    02/12/2008
    العمر
    71
    المشاركات
    895
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: رسالة في العقل والعشق

    د. رأفت رشوان المحترم

    تحية طيبة

    أولاً أود معرفة هل هذا المقال مترجم عن الفارسية من الكاتب؟ وإن لم يكن فلماذا طرح في المنتدى الفارسي؟

    ثانياً أحب متابعة مثل هذه المواضيع فهل هي حظر على أعضاء المنتدى؟

    ثالثاً والأهم: العقل كان وسيلتي على درب المعرفة والمعرفة أوصلتني للمحبة وحينما خشيت على نفسي الوصول إلى العشق عدت لأول الطريق. ربما لم أجد من يدلني وربما جبنت. لكني أود الاستزادة من مثل ما طرحت فهلا أرشدتني؟

    ألف شكر



    A great truth is a truth whose opposite is also a great truth

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية د.محمد فتحي الحريري
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    4,840
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: رسالة في العقل والعشق

    [QUOTE=نجوى النابلسي;411073]د. رأفت رشوان المحترم
    تحية طيبة
    أولاً أود معرفة هل هذا المقال مترجم عن الفارسية من الكاتب؟ وإن لم يكن فلماذا طرح في المنتدى الفارسي؟
    ثانياً أحب متابعة مثل هذه المواضيع فهل هي حظر على أعضاء المنتدى؟
    ثالثاً والأهم: العقل كان وسيلتي على درب المعرفة والمعرفة أوصلتني للمحبة وحينما خشيت على نفسي الوصول إلى العشق عدت لأول الطريق. ربما لم أجد من يدلني وربما جبنت. لكني أود الاستزادة من مثل ما طرحت فهلا أرشدتني؟
    ألف شكر[/QUOT

    الاخت نجوى المكرمة
    اولا أئذني لي بازجاء التحايا للاخ الفاضل الاستاذ رأفت
    فالفضل للسابق
    ثم لحضرتكم مع التأييد لسؤالكم تماما
    وهناك اشكالية قديمة بين العقل والقلب ، فهل ارادها الكاتب بطرحه رسالة العقل والعشق ؟؟؟
    فهل العشق هنا هو نائب القلب ؟؟؟
    وهل لا يمكن ان نحب الا بالقلب ؟
    ألا يمكن ان نحب بقلوبنا
    تحياتي لكما والله الموفق الهادي .........


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •