أخيرا أيمن نور حرا ، عقبال مجدى حسين ، و جميع سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين ، و كل الشرفاء ضحايا الظلم و الفساد
بركاتك يا أبو حسين
خلفيات الإفراج عن أيمن نور
أوضحها نائب رئيس تحرير جريدة المصريين الأستاذ جمال سلطان في مقاله الصادر اليوم
أول أمس الثلاثاء نشرنا في المصريون الخبر الرئيسي الأول بعنوان "قالت إن الرئيس الأمريكي ليس مستعدا لإضفاء "شرعية" مجانية عليه.. "واشنطن بوست تنصح مبارك بالإفراج عن نور إذا أراد مقابلة أوباما" ، وفي اليوم التالي "الأربعاء" أعلن النائب العام المصري عن صدور قرار بالإفراج عن أيمن نور لاعتبارات صحية ، وهو أمر فاجأ أيمن نور نفسه لأنه لم يتقدم بأي طلب جديد للإفراج الصحي ، وعندما طالب بذلك من قبل أتت كل التقارير التي استصدروها من الأطباء "الخصوصيين" الذين انتدبوهم سابقا للمهمة ضد طلبه حيث أكدوا أن صحته لا تستدعي الإفراج ، ولا أعرف بالضبط ما هو التقرير الطبي المفاجئ الذي أرسله "فاعل خير" أول أمس إلى مكتب النائب العام فحرك قلبه بسرعة للإفراج عن الرجل ، غير أن الناس في بلادي درجت على اعتبار أن القرار في قضايا الشأن العام والمعارضين السياسيين المعتقلين أو المسجونين هو قرار سياسي في المقام الأول ، ولذلك لم يقتنع أي مواطن في مصر بالقضية من أساسها وأن أيمن نور مسجون لأنه كان يزور توكيلات لتأسيس الحزب ، وإنما الرأي العام كان يفسر المسألة على أنها تصفية حسابات سياسية ، ومن الطبيعي أن القوى الخارجية أيضا لم تكن مقتنعة بأن القضية عادلة بالنسبة من جهة السلطة ، وأن المسألة سياسية في المقام الأول والأخير ، وراهنت مصر طوال السنوات الثلاث التي سجن فيها نور على مراوغة الضغوط الأمريكية باعتبار أن "بوش" كان في حاجة إلى مصر بعد ورطته في العراق ، وكان بوش في سنواته الأخيرة أضعف من أن يضغط على أحد في العالم ، حتى أن بعض الدول الصغيرة وبدون ذكر أسماء ، كان حاكمها "يشخط" في أي تصريح يصدر عن إدارة بوش وهو مطمئن إلى أن الأخير لن يجرؤ على فتح أي جبهة جديدة للولايات المتحدة ، كما كان العناد الإيراني واضحا في دلالته على هشاشة الإرادة السياسية عند بوش ، كانت السلطات المصرية تدرك ذلك ، ولذلك لم تعبأ بالتصريحات الخجولة التي كانت تصدرها كونداليزا رايس بخصوص أيمن نور ، والتي كانت تختمها دائما بالرباط الاستراتيجي الوثيق الذي يربط بين الإدارة الأمريكية والرئيس مبارك ، يعني يا جماعة لا تأخذوا الأمر على محمل الجد ، وعندما جاء أوباما أراد النظام المصري أن يستمر في لعبة المراوغة حتى جاءت القاصمة عندما طلب الرئيس مبارك ترتيب زيارة له إلى واشنطن لمقابلة أوباما خلال الشهرين المقبلين ، وكان الجواب أن هذا غير مطروح الآن حتى لا يتم تشويه صورة الرئيس "الشعبي" الجديد ، هكذا قالت الواشنطن بوست ، وأن الإدارة الأمريكية أشارت بوضوح إلى أن على الرئيس مبارك أن يفرج عن "الزعيم" المصري المعارض أيمن نور ، وكذلك يسقط الاتهامات المنسوبة إلى الدكتور سعد الدين إبراهيم إذا أراد أن يقابله أوباما "ويضفي عليه الشرعية" على حد تعبير الواشنطن بوست ، ويبدو أن البعض في دائرة القرار الرسمي المصري أقنعوا الرئيس مبارك بأنه لا مجال للمراوغة الآن وأن عليه أن "يلم الدور" فصدر على الفور وفي اليوم التالي مباشرة من نشر رأي الإدارة الأمريكية في الواشنطن بوست ، صدر قرار الإفراج عن نور ، وأظن أن قرار إسقاط الاتهامات عن سعد الدين إبراهيم لن يتأخر كثيرا ، وإن كان أقل خطرا وإلحاحا من قرار الإفراج عن نور ، لأن موضوعه يمكن الاتفاق على "تمويته" بهدوء وبدون الإعلان عن إجراءات ... بركاتك يا أبو حسين
المفضلات